رواية معشوقة رحيم
الفصل الثاني عشر
بقلم سامية صابر
انتهت مِن تناول طعامها براحة ثُم قالت بإمتنانْ
=شُكراً أوي، انا فعلًا بقالي مُدة مكالتيش بالطريقة دي.. وخصوصاً لو أكله بحِبّها.
رمقها دُون ان يتحدث فقالت وهي تضُم يديها معاً بتساؤل
=إنت على طُول مكشر، وساكِت؟ إيه السبب فِي كِدا.. لو الحياة فعلًا أذتك نفسيًا، أو اللى حواليك اذوك، ف دا مِش معناه إنك تنغلق على نفسك وتتقِفل بالطريقة دي، بالعكس حاول مرة تانية وإضحك، وعيش حياتك دي مرة واحدة ف عيشها صح ،وحارب أحزانك، متستلمش لدور الجاحد .. فِ النهاية إنت إنسان حقك! ومش لوحدك اللى اتأذيت، انا اتأذيت اكثر منك ومُتأكدة من دا ورغم ذالك بحاول أرمي وراء ضهري، وأعيش اللحظة دي بس... لعلها تكون الأخيرة..
تنهد ببرود وهُو يُطالعها يَبان قوَّي لا ينهز لكنهُ فِ الحقيقة ضعيف مُرهق تائهة ووحيد .. ، نهض والقى بالنقود على الطاولة ثُم نطق بنبرة جافة
=ورايا..
خرج من المحل لتنهض هى من مكانها وهى تلعنهُ وتسبه فِ نفسها من كثرة بِرُوده معها قائلة
=رجُل آلي .
خرجوا من المحَل ودلفوا الى السيارة لينطلق بهم السائق برفق وتلك السيارة تلحقهم بالفعل، الى ان عبر السائق شوقي من طريق هاديء خالى من السيارات تقريبا لتسرع السيارة الخلفية وتتجهة مباشرةً لقبل سيارة رحيم ليتوقف شوقي فجأةً عن القيادة رفع رحيم نظره اليه قائلا بتساؤل
=وقفت ليه !
=العربيات دي وقفت قصادي يا رحيم بيه مش فاهم فيه ايه
هبط من السيارة رجال مسلحين ضخمين تتضح من هيئتهم من يكونون جز رحيم على شفتيه قائلا بغضب
=شكلك بتعلي على اوتار موتك يا أمجد الكلب ...
تابع بنبرة آمرة
=إياك ثم إياك ثم إياك تنزل روتيلا من العربية اقفلها داخليا بسرعة انا هتعامل معاهم بطريقتى الخاصة...
تابع وهو ينظر ل روتيلا
=اوعي تنزلى مهما حصل مش عايز جنان..
هبط من السيارة بهدوء ثم اقفلها يقف بشموخ ينتظر من يأتون اليه فى حين راقبتهم روتيلا بخوف قائلة
=مين دول يا عم شوقي عايزين ايه من رحيم بيه....
=رحيم بيه ليه اعداء كتير اوي واكيد دول منهم ربنا يستر يا بنتى وتعدي ع خير...
صرخت روتيلا بشهقة وصدمة حينما اشتبك رحيم معهم لكنه كان اكثر قوة وصلابة استطاع ان يضرب اثنان منهم بجدارة وبإحترافية شديدة ، بينما ركض واحد منهم لسيارة رحيم وبدأ في كسر الازاز ليراه رحيم فيصرخ ف روتيلا بصوت عالى
=انبطحى بسرعة انزلى تحت..
هبطت اسفل السيارة وهي تخفى نفسها بخوف باكية والازاز ينكسر من حولها فى كل مكان ، أخذ رحيم رصاصة فى كتفه ولكنها كانت جانبيه ومع ذالك آلمته بشدة ورغم آلالامه استمر فى ضربهم بقوة حتى ركض الباقية الى السيارة ورحلوا..
بصي عليهم بغضب شديد قائلا بتوعد
=قولوا للى باعتكم انى مش هرحم كلب فيكم مهما حصل..
امسك كتفه بألم شديد وهو يتحرك الى السيارة ثم دق عليها ليفتحها شوقي قائلا بخوف
=انت بخير يا رحيم بيه...
هز رأسه بألم ثم مال على روتيلا التى تنكمش على نفسها ارضا قال بقلق
=إنتِ كويسة؟
هزت رأسها ب لاء وهى مازالت على وضعيتها بخوف، امسك ذراعها يجذبها للاعلى قائلا
=قومى متخافيش مشيوا قومي..
نهضت برفق وهي ترتعش وتشعُر بالخوف نظرت اليه بصدمة قائلة
=انت انت غرقان دم.. اضر.. اضربت بالرصاص؟!
بربرشت بعينيها قليلا ثم وقعت بين يديه فاقدة الوعي حملها بيد واحدة بصعوبة قائلا وهو يأخذ نفسه بغضب
=كنت ناقصك فِ حياتى انا...
جلست شادية مع ابنتيها يتحدثان فى امور عِدة، حتى قالت شادية بهدوء
=هتعملى ايه فى موضوع يونس ياريم..
نظرت لها رهف بفضول لتقول ريم وهي تبعث بشعرها
=دلوقتى هفكر فيه يا امى فى الاصل انسان كويس وهيعملى اللى عايزاه وبيحبنى يبقي ليه لاء المهم ميكونش طبعه زي رحيم
=اكيد لاء دا واد زي العسل مش شبه اخوكي يبقي على خيرة الله نبقي نفتح الموضوع تانى النهاردة مع رحيم وخير البر عاجله...
نظرت لهم رهف بهدوء ثم انسحبت الى الاعلى بعصبية وهي تقول لنفسها بتشجيع
=مش هتضايقى ولا تزعلي ولا تعيطي يارهف خلاص قولنا ننسي الماضي ،نركز فى الحاضر تمام لعله يبقى أحسن بكثير مما مضى...
انهت جملتها ليرن جرس الباب فذهبت تفتحته ورأت يونس الذي قال لها بهدوء .
=سلام عليكم رحيم جه؟
=لاء لسه.. اتفضل..
=الضيوف معايا
هزت رأسها بتفهم ثم وقفت جانبا دلف السينيور ومعه زوجته وإبنه ومُدير أعماله... قال يونس ليعرفهم ببعض
=سينيور دي رهف اخت رحيم بيه اتفضل..
نظر لها مبتسما ف بادلته الابتسامة بوِد، ليدلفوا معاً نظر لها مروان من اسفل لاعلى بتعالى بادلته بنظرة احتقار، ليأتي خلفهم مدير اعمالهم شاب طويل القامة عريض المنكبين بشرته قَمِحاوِية شديد الوسامة ولكن تبدو ملامحه جديّة نوعاً ما.
دلفوا جميعهم الى الصالون واستقبلوهم بالفعل وكانت ريناس تتحدث اليهم بوصول رحيم قريبا ثم سمحت لهم بالصعود فى غرفة الضيوف للراحة وبالفعل هذا ما حدث لتقف بجانب يونس قائلة بغضب
=رحيم فين ليه لسه مجاش...
=مش عارف برن عليه مش بيرد..
=انا مش فاهمة ماله دا مكنش بيختفى ابدا يعنى ماشي يارحيم.. بلغ الخدم بالوصفات الاكل اللى هيعملوها .
=طيب.
بالفعل دلف الى المطبخ ليبلغ الخدم دلفت خلفه ريم قائلة وهي تبتسم بدلال
=ازيك يا يونس..
نظر لها بطرف عينيه قائلا بجمود
= الله يسلمك يا ريم.
=هو انت بتتكلم معايا كدا ليه؟ انا زعلتك فِ حاجة؟
=شايفة انك عملتى حاجة غلط ؟
تنهدت بحيرة قائلة
=شكلك عرفت موضوع الشقة .. وعلشان كدا بتعيد حساباتك معايا صح...
التفت لها قائلا بتوضيح
=بعيد حساباتي في كل حاجة، الواحد اما يحب واحدة ويبقي عايز يتجوزها لازم تكون مناسبة لصفاته على الاقل ومن خلال مراقبتي ليكي انتِ مش شبهى خالص احنا ناس مختلفة عن بعض اوي.. ورغم ذالك كنت بطنش واقول هغيرك، او استحملك، لكن انا مش هعرف اغيرك .. ولا استحملك وعلشان كدا لازم اعيد كل حساباتي معاكي تاني واشوف هل هينفع نبقى سوا فعلا ولا لاء.. عن إذنك.
تركها وخرج من المطبخ تارِكًا اياها واقفة بضيق وعصبية تضرب بيديها على لوح الخشب بغضب دلف ببطيء مازن مدير اعمال السينيور ، نطق بإحراج
=لو سمحتى عايز مايه معدنية.
نظرت له بتأفأف قائلة
=حد قالك انى انا خدامة وبعدين هي نقصاك دلوقتي..
اخذت قنينة مياه معدنية ثم اعطته اياه قائلة ببرود.
=اتفضل.. مايه عادية مش معدنية ، وسخنة كمان عاجبك اشربها مش عاجبك ارميها.
نظر لها بغضب قائلا
=ممكن افهم ايه المعاملة دي حضرتك.. انا ضيف فى بيتك المفروض تعامليني افضل من كدا وبعدين مش بشحت منك علشان تتكلمي معايا بالطريقة دي.. اكيد انتِ اخت رحيم بيه من اسلوبك واضح جدا... بس شكلك مفكراني أجنبي لاء انا مصري عادي جدا ف هرد عليكي بطريقة الرجالة المصرية الأصيلة..
اخذ قنينه المياة ثم فتحها والقي بها في وجهة ريم التى اصطدمت بفعلته وتراجعت للوراء ف نطق اليها ببرود
=اشربيها إنتِ.
صرخت في وجهة بغضب قائلة.
=انت مفكر نفسك مين تعالالي هنا دا انا هنفخك...
لم يستمع لها وخرج من المكان.
فتحت عينيها ببطيء لترى نفسها مازالت في السيارة ولكنها تتحرك برفق وهي تستند على كتف احدهم نظرت بجانبها لترى انه رحيم شهقت بخجل وهي تبتعد عنه قائلة بصدمة
=انا إيه جابنى هنا؟
نظر لها ببرود قائلا
=اغمي عليكي وفضلتي طول الطريق نايمة على كتفى رغم اني انا إللى متصاب...
قالت بتذكر
=ايوا ايوا صح.. انت انت كويس دراعك بخير ؟
=مش مهم..
=مش مهم ازاي يعني يا رحيم بيه دي طلقة هي شكة دبوس وريني كداا
طلبت بتوقف السيارة ثم هبطت وجاءت من الناحية الاخري وجلست بجانبه فقال بملل
=كفاية الموضوع مش مستاهل.
=معرفش ازاي انت عادي كدا انا لو مكانك ممكن أموت والله.
خلعت الايشارب التى كانت تضعه في عنقها قائلة
=كان لازم توقف الدم من بدري اوي نزفت كتير لازم نروح المستشفى..
=يستحيل مبحبهومش
=ما استغربتش، انا نفسي قلاقي حاجة واحدة انت بتحبها ،بس عموما برضاك او غصب عنك هتروح معايا يعني هتروح..
=بقولك مستحيل اروح المستشفي على جثتي...
بعد قليل ،هبط رحيم سلالم المستشفي بعدما جاء قصراً بسبب روتيلا وتم التغيير على جرحه دلفوا الى السيارة لتفتح هي الباب الامامي اوقفها بنبرة آمرة
=رايحة فين مفيش ركوب قدام هتركبى وراء..
=بس..
نظر لها بحِدة لتهز رأسها بطاعة ثم دلفت بجانبه تجلس بخجل وهي تضم نفسها إليها وتلوم نفسها بداخلها على نومها على كتف رحيم ، بينما هو من الحين للاخر يتأمل تلك التى سرقت قلبه وعقله...
وصلوا الى الفيلا بعد مرور القليل وهبط رحيم برفق وخلفه روتيلا التى حملت الاكياس بصعوبة ف اقترب هو منها قائلا بأمر
=هاتيهم انا هشيلهم...
نظرت اليه بدهشة قائلة بسخرية
=رحيم بيه بنفسه هيشيل اكياس خضار؟
=منفتكريش انه علشانك ابدا، علشان متتعابيش وتوقعي واضطر اشيلك انا...
هزت رأسها بخجل لتكتسي الحمرة وجهها بينما يراقب هو تعابير وجهها ثم لاحت شبه ابتسامة على شفتيه من خجلها على اتفه الاشياء ، دلفت خلفه الى الداخل دلف رحيم امام الجميع وهو يحمل الاكياس نظر له الكل بصدمة وعدم تصديق اقتربت منه ريناس قائلة بحيرة
=انت كنت فين كل داا يا رحيم... اوعى تقولى بتجيب خضار.. !!
اعطي الاكياس للخدم، ثم قال ببرود
=مش وقته اسئلة وحساب يا ريناس نتكلم بعدين، الجماعه وصلوا؟
قال يونس بهدوء
=ايوا وطلعتهم يرتاحوا من السفر فى أوضة الضيوف على بال انت متيجي...
نطقت ريناس بتساؤل قلق
=مال ايدك انت اتصابت ولا حصل حاجة ؟
=لاء انا كويس ياجماعه اهدوا علشان امي متقلقش ع الفاضي وبعدين هفهمكم اللى حصل هطلع أغير وأظبط نفسي وأنزلكم يكونوا جهزوا تمام...
قالت ريناس بدلال
=تحب آجي معاك!
=رينااس!
=اوف خلاص طيب.
القى نظرة اخيرة على تلك الصغيرة وهي تفرز الخضروات وتتزوق منها بين الحين والاخر بسعادة طفلة، لاحت شبه ابتسامة على شفتيه ثم صعد للاعلى مرة اخري ويبدو أنهُ بدأ يعشق تلك الصغيرة بكُل تفاصيلها، ماذا سيحدث عندما تنكشف كل تلك الاسرار هل سيتحول من عاشق لكل تفاصيلها لكاره لكل تفاصيلها؟..