رواية جبروت صعيدي
الفصل الثالث 3
بقلم سامية صابر
حدجته مُهرَّة بغضب شديد ثم نهضت بتذمُر الى الاعلى إتبعها هُو بعدما طوي عبائته، ما ان دلفوا الى الغرفة حتي مال يمسك حبل طويل نفس الحبل الذي ربطها به أمس..
قالت بغضب وأعيُن حمراء
=انت.. انت بتعمل ايه انت هتربطنى فى السرير ولا ايه انت شكلك اتجننت على الاخر...
=انا عندي شغل وهتأخر، ومش عايز حركات مجنونه تعملى حاجة كدا ولا كدا مش هسمحلك، هربطك لحد ما اجى وهقفل عليكى الباب وهقول انك نايمة وبليل لما اجي هفكك...
=لااء لاااء.
ظنت ان بمقدورها الهروب منه ومجابهته بقسوته وجبروته الا انه امسكها بسهولة لان حجمها ضئيل وهُو ضخم بالنسبة لها ربطها فى الفراش وهي تبكي وتتوسل ان يتركها ولا يُقيدها ولكن لا فائدة ، قالت بنبرة باردة
=اي حاجة كدا ولا كدا اعتبريها نهايتك ولو مين مش هيعرف يحوشنى عنك مهما حصل ...
تركها وخرج من الغرفة بجبروته الذي لا يُقهر دون ان يرف قلبه ليرحمها، بينما ظلت هي تبكى بغضب وصراخ وتحاول فك نفسها ، ظنت انها ستقدر عليه بجمالها مثل باقى الرجال ولكن لم يضعف حتى.. !
ف ظنت ان كبريائها وقوتها سيجعلوه يخضع لها ولكن جبروت الصعيدى اقوي منها ومن أمثالِها !
اصطف باسل السيارة امام بوابة الجامعة ثم هبط منها ومن الناحية الأخرى عهد ثم قال لها ببرود تام
=من هنا منعرفش بعض مش عايز خوتة دماغ، ولو شوفتينى بعمل ايه مالكيش دعوة بيا...
=بس يلا
قالتها بقرف ثم تخطت للداخل فقال وهو يجز على اسنانه
=يلا! دا انتِ ايامك بينها سوداء معايا...
دلف هو الاخر الى الجامعه سلم على اصدقائه واخذهم ودلفوا الى الغرفة المخصصة الذي يجلسون فيها دومًا، فقال صديق له
=ألا هي مين البت اللى انت جاى معاها دى!
=مالكش دعوة يا عم دي بت قريبة ابويا وهو اللى اصر عليا اجيبها لكن انا اصلا ماليش اى علاقة بيها.. بس عيلة باردة وتنحه وياريت لو أخلص منها...
=انا قولت كدا برضوا مش زوقك، بس سيبك جبتلك حتة صنف جديد انما ايه عنب !
=طلع يا خويا طلع اما نشوف مجايبك
أخرج نوع من المخدر وظلا يتناوله فى الخبأ وثم تركه صديقه وهو يبعد عنهم ببطيء ، وظل يتمشى حتى رأى عهد واقفة تنتقي من الكتب ما تريد ، ذهب اليها قائلا بود
=الا القمر جديد فى الجامعة؟!
=بقولك ايه يا جدع انت اتفضل غور من هنا ، انا ماليش كلام مع اللى زيك مهما حصل .
=طيب بس اهدي، كنت هقولك انى صاحب باسل وبيقولك استنيه عند البوابة الخارجية وقت الخروج...
=نعم وباسل يبعتك ليه ما ييجى هو ؛ بعدين هو عايزاني ليه..
=والله انا عبد المأمور، ماليش الا انى ابلغك وبس .
تركها والتفت وهو يبتسم ابتسامة خبيثة وذهب مرة اخري الى اصدقائه وسط حيرة عهد، قال لهم وهو يجلس
=النهاردة عندنا سهرة للصبح.
نطق باسل بتساؤل
=مين اللى عليها العين؟!
=هتعرف يا بوص متستعجلش...
فى المستشفى.
قال ياسين ل ميرا بإبتسامة ودوده
=دي اوضة خاصة بالاطفال هتقعدي فيها تلعبي والمادة موجودة اى وقت ماما هتيجى أو انا ، بس لازم نمشى دلوقتى علشان عندنا شغل مهم ماشي؟!
=ماشي ياسيدي ، بس هتجيبلي آيس كريم واحنا مروحين.
=عيونى حاضر.
جزت عطر على شفتيها قائلة
=معلش يا ياسين بس تلاقى ميرا بتتعلق بأي حد بسرعة لفقدانها لوالدها.
=مفيش مشكلة انا بحب الاطفال ،يلا بينا نبدأ عندنا عملية وانتِ هتبقى المساعدة بتاعتي...
=تمام ماشي هلبس واتعقم واجي.
بالفعل دلفت عطر ارتدت ملابس طبية وتعقمت، وكذالك ياسين وذهبوا الى غرفة العمليات سيقوم بعملية الزايدة لأحدهم ، بدأ فى إجراء العملية وهي تقف بجانبه تساعده حتى رأته يتصبب عرقاً، رفعت المناديل على وجهة تمسح عرقه، لينظر لها نظرة عابرة ، ولكنها مليئة بالكثير، شعرت هى حينها بالتوتر والقلق من نظراته ولكن هو كان العكس كان سعيد نوعاً ما...
بعدما انتهوا وخرجوا قالت بإبتسامة
=برافو عليك يادكتور.
عدَّل ياسين ياقتهُ قائلا بغرور
=دى أقل حاجة عندى يا بنتى...
ضحكوا معاً بخفة وكادت هى ترحل لكنه أوقفها بقوله
=إستنى..
اخرج هو الاخر مناديل ومسح عرقها من اعلى جبينها قائلا
=علشان نبقى متصافين...
رفعت نظراتها الملائكيه اليه للحظات ثم اخفضتها بخجل ،قطع لحظاتهم صوت غليظ يقول
=الله الله يا ست عطر !
التفتت بدهشة قائلة
=جمال !
كانت ثريا واقفة تُحضر اللبن لحماتها، حتى فار منها وهى مازالت شاردة غير واعية، قالت فتحية بصدمة
=يالهوي يا بنتى دا اللبن فار!
اغلقت عليه ثريا قائلة بخجل
=معلش ياما سامحينى
=لاء يا بنتى مفيش حاجة بس انتِ كويسة فيه حاجة مضيقاكي؟!
نظرت لها بحزن ولم تتحدث ، المرأة الحقيقية لا تُفشى اسرار بيتها للغير مهما كان قريب منها، يجب ان تكون المشاكل والإسرار داخل الزوج والزوجة فقط ...
فقالت وهي ترسم بسمة على وجهها
=لاء ياما انا بخير بس سرحت شوية.
=طيب اخرجي يلا ارتاحيلك حبه كدا...
خرجت ثريا من المطبخ لتتفاجيء بقدوم فاروق مع وفاء التى قالت لها وهى تتمايل في مشيتها
=ايه دا ثريا ازيك.. اومال فين مرات عمى، جيت اشقر عليها لانى كنت معدية من هنا ،اصلي كنت فى السوق وسي فاروق كتر الف خيره وصلنى وجاب معايا الحاجة...
نظرت لهم ثريا بصدمة ف فاروق لم يفعل ذالك معها على الإطلاق مهما حدث ايفعله مع غريبة لماذا؟!
قال فاروق بهدوء ل وفاء
=اقعدى اتعشى معانا متمشيش .
=لولاش انت امرت مكونتيش هاجى..
=طيب تعالى هديكى حاجة
=حاضر.
صعد للاعلى وهي خلفه تتمايل بفرحة وانتصار فقد حققت معظم امالها وأبعدت فاروق عن ثريا ، واصبح يميل اليها ،نظرت لهم ثريا بصدمه ولم تستطيع ان تتحدث على الإطلاق...
وقفت فتحية بجانبها قائلة
=هتسيبى جوزك لوحده مع الحرباية اللى فوق دي ولا ايه... الله ما تطلعى يا بنتى تخليكى معاه متسمحيش لوفاء الحرباية دي تقرب منه عينها على ابنى من زمان .
هزت ثريا رأسها بغضب وصعدت برفق للاعلى، بينما في الاعلى، اعطى فاروق ل وفاء بعض المال قائلا
=خليهم معاكي ،ودا امر من ابويا مش منى...
=من يد ما نعدمهاش يا سي فاروق.
اخذت الاموال ووضعتها في جيبها ثم بحركة وقع حجاب رأسها لتلقطهُ وهى تكشف عن جزء من ساقها، فى تلك اللحظة دخلت ثريا بغضب تنظر لها لتهرب وفاء عن عينيها ....
قال فاروق بضيق
=جرا ايه يا ثريا مش تخبطى قبل الدخول
=واخبط ليه علشان اسيب الوساخة والمسخرة دي تحصل في اوضتى !
=وساخة ايه ما تحترمي نفسك كان ايه اللى حصل حجابها وقع وبتجيبه!!
=حجاب ايه اللى وقع وبتجيبه انت بتضحك عليا ولا على نفسك ولا ايه بالظبط؟!. انا شوفتها وهي بتعمل حركة وسخه فى اوضتى وليه اصلا تطلعها عايز تديها ايه ولا بتعملوا ايه !!
قام بصفعها بقوة على وجنتيها قائلا بغضب
=اخرسي والزمى حدودك...
رفعت نظرها اليه بغضب شديد قائلة
=لحد هنا وبس، انا مش بيعه علشان تضربنى بالطريقة دي انت واخد واحدة محترمة من بيت محترم، يبقي تحترمني لكنك قليت منى وبعد سنين عشرة ما بينا ،لكن خلاص انا مش قادرة استحمل أكثر من كدا ، انا همشى عند بيت ابويا لحد ما كرمتى تترد ليا.
تركته والتفتت فقال بنبرة غاضبة
=لو خطيتى برا عتبة الاوضة يا ثريا ما انتيش راجعة تاني وهنطلق.
فى مصانع اللحوم والالبان الخاصة بعائلة يونس العسال.
وقف حَسنْ يُملِى اوامره على الرجالة بخصوص المنتجات الجديدة، ثم تخطى ومَشى، الى ان سمع صوت غريب يأتى من المخزن، اقترب منه وفتح الباب فجأة ليظهر امامه شخص مُلصم ويبدو انه حرامي ولكن كيف فى وقت كذالك، حاول ضربه حتى نجح ولكن لسوء الحظ الاخر يمتلك سكينة حادة غرزها في الجزء الايمن من مِعدة حَسنْليقعَ ارضاً يتألم محاولاً ان يمسك الحرامي من قدمه، ف ضربه الاخر فى قدمه بقوة شديدة بعصاه حديدية ليفقد الوعي تماما والدماء حوله كثيرة سواء مِن معدتها أو من قدمهُ ...
حتى بدأت الاصوات والصراخ "حَسنْ بيه اتصاب".