رواية معشوقة رحيم
الفصل الخامس
بقلم سامية صابر
تنهد مُسعد بحيرة وقلق قائلا
=مش عارف للاسف .. مش عارف يا روتيلا الشرطة برا عايزاكي والمدير متعصب اوي والدنيا مقلوبة على الاخر انا لسه واصل اصلا ف معرفش حاجة هو انتِ عملتى حاجة؟
تجمدت عيونها بالدموع قائلة
=اكيد هو.. اكيد هو...
نهضت بهدوء وهي تتخطى للامام دون أدني حرف ، لترى الشرطة امامها فقالت بإستسلام
=ايوا حضرتك انا.. بس ممكن اعرف متهمة في إيه؟
=رحيم بيه الهواري رافع عليكي قضية.. انك سارقة منه عُقد ثمنه مليونين ونص ..
=ايه!! م.. مليونين ونص ؟! انا.. انا مسرقتش اي حاجة والله مسرقتش حاجة ولا عملتله اي حاجة ولا معايا عُقد ولا زفت.
=فتشوها.
بالفعل بدأو تفتيش ملابسها ليقع العقد من جيب جاكيتها فقال لها بغضب
=اومال دا بقا ايه يا روح امك.. هاتوها..
=لاء والله معرفش جه معايا ازاي والله معرفش انا مسرقتش حاجة حضرتك بس اسمعني ارجوك..
=الكلام دا بقا تقوليه فى المحكمة.. يلا قداامي.
نظر لها المدير بغضب قائلا
=انتِ مرفوضة من العمل هنا فاهمة مش عايز اشوف خلقتك، كفاية الفضيحة اللى حصلتلي بسببك...
نظرت له قائلة وهي تبكى
=والله مسرقتش منه حاجة دا بيفتري عليا..
التفتت الى مُسعد بلهفة قائلة
=متصدقهومش يا مُسعد واللهِ العظيم انا مظلومة واللهِ...
=متخافيش يا روتيلا متخافيش.. انا موجود معاكي.
أخذوها العساكر تحت بُكائها ورجائها انها لم تفعل اي شيء وانها بريئة ولكن لا أحد يسمع منها، وذهب مسعد خلفها فى التاكسي ليقف بجانبها ويخرجها من محنتها.
دلف رحيم الى والدته ويونس الذي يتحدثون وامامهم تجلس ريم نطق رحيم بنبرة قوية
=امي انا لازم اسافر البلد هيثم اتصاب وفى المستشفي ولازم ابقى جنب عمي.
=يالهوي طيب هو عامل ايه دلوقتي يا بني.
=حالته مستقرة.
نطق يونس بهدوء
=لو حابب انا ممكن اجي معاك يا رحيم.
=لاء يا يونس خليك معاهم وخلى بالك منهم في حين احتاجوا حاجة انا هرجع بكرا بليل بالكتير مش هغيب يعني ، وكمان تتابع القضية اللى قولتلك عليها.
=متقلقش الوضع كله تحت السيطرة.
=تمام قولهم يجهزوا العربية وانا طالع ألبس...
هز يونس رأسه بطاعة وصعد رحيم الى الاعلي ل يجهز ويسافر البلد ...
مرت عدة ساعات سافر فيها رحيم الى البلد وتم التحقيق مع روتيلا وتم سجنها يومان على ذمة التحقيق ولكنها كانت تبكي دائما بصمت وحزن دائم، حاول مسعد مساعدتها ولكن حالته لم تساعده بالفعل فقرر الذهاب الى أمجد الذي اتي بها الى هنا بإحتمال يستطيع مُساعدتها فى تلك الازمة.
جلس أمجد امام سلامة قائلا بتشفى
=يعني الصفقة اتأجلت لاني رحيم سافر...
=بالظبط .. وكدا الطريق معانا نقدر ناخدها فى اي وقت بس لازم نلحق ونقدم عرض احسن منهم يا امجد.
=لازم نعرف العرض اللى هما قدموه الاول علشان نعرف هنقدم ايه يا غبي.
مط سلامة شفتيه قائلا بهدوء
=الملف فى بيته اكيد انت عارف بيعين حاجاته في بيته واكيد فى أوضة مكتبة ،عايزين حد نوثق فيه يعرف يدخل البيت ويجيب لينا الملف ،المشكلة في مين يقدر يعمل كدا مثلًا !!
دلفت السكرتيرة في تلك اللحظة تستأذن قائلة بهدوء
=امجد بيه ،فيه واحد برا عايز حضرتك بيقول اسمه مُسعد وعايزاك فى موضوع مهم.
=مُسعد! اه دا الواد اللى متابع حالة روتيلا وشغلها، طيب خليه يدخل..
بالفعل دلف مسعد بهدوء ثم القي التحية وبدأ كلامه قائلا بتوسل
=كنت محتاج منك مساعدة يا أمجد بيه ..
=عايز ايه قول.
=فاكر روتيلا اللى جبتها تشتغل عندنا.
=ايوا مالها...
بدأ فى سرد كل ما حدث ل أمجد وطلب منه مساعدتها فقال سلامة بصدمة
=ليه رحيم يعمل فيها حاجة زي كدا.. هى فعلا سرقته؟
=لاء .. هي هي ضربته في المطعم امبارح وهزقته علشان كان عايز.. منها حاجة لا مؤاخذة وهي مسكتتش، وتقريبا هو بياخد حقه منها اصلها بهدلته...
قال سلامة بفخر
=واو واو اخيرا فيه واحدة وقفت قصاد رحيم وضربته وهزقته مش مصدق بصراحة انا لازم اشوف البت دي فى اسرع وقت.. ممكن تكون بتفكر في اللى بفكر فيه يا أمجد ولا إيه.
نظر له أمجد بخبث وابتسامة قائلا
=هو يا سلامة، بس لازم نخليها توافق الاول، انا رايح اقابلها...
=خدني معاك.
=خليك هنا، ظبط الخطة بتاعت البيت ،في حين وافقت...
=طول عمرك برنس..
خرج أمجد وخلفه مُسعّد الى قسم الشرطة، كانت هى روتيلا تجلس في مكان جانبي لها تبكي بصمت ف جلست بجانبها امرأة غريبة الاطوار قائلة بصوت آجش
=جاية في إيه يا ولية؟
لم تُجيبها روتيلا مما أشعل نارها بالغضب فقالت وهي تضربها بقسوة على كتفها
=مش بكلمك ردي عليا أومال...!!
نظرت لها روتيلا بغضب واحتقان قائلة
=بقولك إيه يا ولية إنتِ سيبيني في حالى فاهمة ولا لاء انا مش نقصاكي بدال ما أقوم أطلع غضبى كله فى وشك...
=ما براحة عليا يا اختى دا انا سكتالك
ووسط تلك الأحاديث دلف الشاويش ليقول بصرامة
=أخرسي يا مرا منك ليها ، فين المسجونة الجديدة ايوا إنتِ الواحد مش عارف ينطق اسمك تعالي معايا..
نظرت له وهي تنفخ الهواء فى غضب ثم نهضت وهي تسير خلفه الى غرفة الظابط الذي سمح لها ول أمجد ليتحدثوا، فقال أمجد بنبرة راقية
=إزيك يا روتيلا.. إنتِ كويسة؟
=مُتشكرة يا أستاذ أمجد.. مكنش فيه داعي تتعب نفسك معايا ،انا سببت ليك مشاكل كتير آسفة.
=ياريت كُل المشاكل تبقي من النوع دا يا ستي.
اكتفت بإبتسامة خفيفة ف نطق بهدوء
=انا عرفت المشكلة، وعايزين كفالة علشان تخرجي ..
=طبعا الكفالة دي مش هقدر عليها لو قعدت عمري كله.. رغم اني لا سرقت ولا عملت معرفش ازاي جه فى جيبي منه لله الراجل الضلالي دا لو شوفته تاني هقتله والله هقتله المرة دي مش هضربه وبس.. حسبي الله ف كل واحد مفكر نفسه قوي وأذاني .
=بتكرهيه أوي كدا؟
=بكره كل اللى أذوني، وهو واحد منهم دا كسرني وكسر كل حاجة حاولت ابدأ فيها دا شيطان مش انسان.
=انتِ عارفة ان دي الحاجة الوحيدة المشتركة بيني وبينك ،انا مبكرهش أد رحيم الهواري ،يعني هدفنا واحد.
=قصدك إيه؟
=بصي يا روتيلا من الاخر كدا، انا هخرجك من هنا ،هشوفلك شغل جديد وكل اللى هتؤمري بيه تحت رِجَلك، مُقابل خدمة واحدة... فيه ملف يخص شغلى لو خدته هكسب صفقة مهمة أوي، الملف دا عند رحيم الهواري وانا عايزه منه.. ومفيش غيرك يقدر يعمل كدا.
=نعم.. اشمعنا انا وهجيبه إزاي أصلًا؟
=دا اللى هتعرفيه لما نمشى من هنا ،كل حاجة مترتبة متخافيش وانا معاكي..
=طيب إفرض اتقفشت؟
=متقلقيش رحيم مش هنا دا سافر يعني مش جاي دلوقتي والطريق قدامنا ،هاه قولتى ايه يا روتيلا ؟
نظرت له بتفكير قليلا ثم قالت بلامُبالاه
=يعني هخسر إيه أكثر من اللى خسرته في حياتي، مبقيتش فارقة كتير، موافقة بس أغور من المخروبة دي بأي طريقة.
=خلاص يبقي اتفاقنا كلها ساعة وتخرجي من هنا ان شاء الله .
هزت رأسها بهدوء ثم نهضت ودلفت الى الداخل بينما لاحت شبه ابتسامة على شفتي أمجد بإنتصار.
=أنا أسعد انسان انك وافقتي عليا ،ربنا يقدّرني وأقدر أسعدك.
قالها يونس وهو يقف مُقابل ريم التي قالت بغرور
=للدرجة دي بتحبني ؟ مكونتيش بتبين يعني!
=غلط أبين حاجة مش هقدر عليها، دلوقتي انا جاهز وقادر، محبتش أعلقك بيا وانا مش جاهز، انا أعرف ربنا برضُوا.
هزت رأسها بعدم إقتناع، قائلة بتساؤل
=لو طلبت منك حاجة ، أخرج مثلا اسافر هترفض؟
=لاء وأرفض ليه ما دامت دي حاجة عادية ،هنخرج سوا وهعملك كل اللى نفسك فيه واللى أقدر عليه ان شاء الله ..
=طيب عايزة أروح عيد ميلاد واحدة صاحبتي، موافق .
=دلوقتي انتِ مش خطيبتي ،لما تبقي خطيبتي اقرر .. دلوقتي القرار حق رحيم.
نظرت له بتهكم قائلة
=يعني مش موافق ، طيب ما توقف قدام اخويا وتقوله انا راجلها دلوقتي وتوافق عادي.
=مينفعش يا ريم احنا لسه على البر...
=انت شكلك خايف من رحيم وانا مش هقبل بواحد خايف يا يونس.
تركته وركضت الى الاعلي تحت ندائه عليها بصدمة من فعلها ، فتحت باب غرفتها وهى تقول بغضب
=قال هيخرجني قال.. دا..
نظرت امامها لتتفاجيء لأختها نائمة على الفراش والدماء تقطُر بشدة من يديها يبدو أنها حاولت الانتحار ، صرخت بصوت عالي
=رهف رهففف الحقني يا يووووونس..
دلف يونس بصدمة على أثر صوتها ليرى رهف فى تلك الحالة صرخ برعب ثم ركض اليها يحملها وريم تركض خلفه لمحتهم شادية لتصرخ قائلة
=بنتي يا نهار اسود بنتي بتروح منى اجري بيها يا يونس...
ركضت هى الاخري خلفه بسرعة وذهب الجميع برهف الى المُستشفي .. وهم لا يعلمون اذا ما كانت على قيد الحياة أم لاء