رواية معشوقة رحيم
الفصل التاسع 9
بقلم سامية صابر
نهضت رهف من مكانها بفزع شديد قائلة
=دي ريم ريم ي نهار اسوود اعمل ايه اعمل اييه مش عارفة !!! ايه بيحصلها ...
امسكت روتيلا الهاتف لتقول بصوت واضح
=ريم ريم ردي علينا انتِ فين يا ريم..
قالت ريم بصعوبة بالغة وهي تبعد سلامة عنها بكُل قوتها
=في
نظرت لها روتيلا بلهفة قائلة
=قالت قالت العنوان اكيد تعرفي كل حاجة هنا لازم نروح بسرعة قبل ميحصلها اي حاجة..
هزت رهف رأسها بضياع كبير ثم ركضت الى الخارج وخلفها روتيلا استقلوا تاكسي بسرعة ليعطوه العنوان ويوصلهم الى المكان .. في الوقت نفسه ابعدت ريم سلامة بصعوبة بكل ما اتت من قوة ثم ركضت في الشقة ودلفت الى المرحاض وهو خلفها لا يتركها استندت بصعوبة محاولة قفل الباب وهي تبكي بقهر وتدعو الله فى قلبها ان يساعدها وتبكي بقهر شديد وهو ما زال يضرب الباب
وصل رحيم مع والدته الى الفيوم حيث منزل عمه ، رأي حالة عجيبة وبعض سيارات الشرطة الموجودة في المكان قالت شادية بقلق
=يا ستير يارب فيه ايه هنا يا رحيم يا بنى ..
=ما أعرفش يا أُمي ، استني هسأل الخادمة أركني علي جنب بس وخلى بالك ..
ذهب ببطيء الى الخادمة ليقول لها بثبات
=حصل ايه..
نطقت فاطمة بخوف شديد
=لقوا اللى قتلت هيثم بيه .. والدنيا مقلوبة هنا بياخدوا معلومات عنها علشان يجيبوها..
=معلومات عنها من بيت عمي !
=ايوا اصلها .. اصلها كانت خادمة شغالة هنا..
قطب حاجبيه بغضب شديد قائلا
=مين استجرأت وعملت كدا؟
=تبقي ....
_____
وصلت روتيلا مع رهف ليركضا الى داخل البناية بقوة ثم دلفوا الى الداخل بسرعة رهيبة وبعد عدة اسئلة للبواب عن مواصفات شقيقتها توصلوا الى رقم الشقة ، وقفوا امامها حاولت رهف ان تفتحها ولكن لم تستطيع فقالت بغضب
=مش بتفتح عايزين حد قوي يفتحها...
لفت روتيلا حولها لتري حطب قوي على السلم امسكته وضربت به الكالون لينكسر ثم استطاعت فتح الشقة في اللحظة التي سقطت فيها ريم مغمي عليها ومزق سلامة ملابسها بالكامل ثم حملها الى الفراش وهو يقترب منها بدنائه ووقاحة.. مشوا برفق ينظرون للشقة وهي في اسوء حالاتها..
شهقت رهف بخوف ف الزمتها روتيلا الصمت حتى لا ينكشف امرهم ثم أخذت مزهرية قوية بيديها تحسبًا لأي شيء ليلمحوا الغرفة وسلامة يجلس بجانب ريم يقترب منها ، كانت رهف تشعر بالخوف واللهفة لإنقاذ شقيقتها لذالك صرخت فيه بغضب
=سيبها يا حيوان سيبها...
ركضت اليه لينظر لها بغضب ثم ازاحها بقسوة بعيدًا قائلا بغل
=اهلا اهلا اخوات رحيم بنفسهم كلهم عندي دا مش لوحده .. زود فضايح ابن الهواري زود...
نطقت روتيلا بتهديد وغضب
=اوعي تلمس حد فيهم يا سلامة..
=هههه هتعملى ايه يعني يا ست انتِ هتقتليني..
=فعلًا هقتلك...
امسك ذراعها بقسوة بالغة لتضربه هي بالمزهرية على رأسه بقوة شديدة ولم تكتفي وجذبت الكرسي الضخم لتضربه به بقوة اكثر من مرة حتى نزفت دماغه الدماء وفقد الوعي...
نظرت له لدقائق وهي ترتجف بخوف اصبحت انسانة قاتله فعلًا وها هو ثاني شخص يموت بنظرها، هبطت دموعها بقهر شديد قائلة
=لاء.. مقتلتوش مقتلتش.. لاء والله مش قاتله انا لاء ..
قالت رهف وهي تبكي
=مماتش يا روتيلا لسه فيه نفس متخافيش بس ايدك معايا لازم ننفذ ريم ونمشي من هنا قبل ميفوق.. يلا يا روتيلا يللا
هزت رأسها بضياع وهي تمسح دموعها ثم ساعدتها والبسوا ريم بعض الملابس بعدما تقطعت ملابسها ثم حملوها بصعوبة بين يديهم وخرجوا من الشقة بعدما اغلقت الباب ببطيء الى الاسفل ودلفوا الى تاكسي بصعوبة وغادروا المكان ...
_____
دلفت ريناس بغضب الى مكتب يونس قائلة
=فين رحيم يا يونس بقاله اكثر من كذا يوم مختفي من المكتب لا بيرد على اتصالاتي ولا بشوفه..
قال بنبرة هادئة
=عنده مشاكل كتير بيحلها ...
=والله مشاكل ايه دي بقا ان شاء الله ؟
=مشاكل وخلاص يا ريناس لما تشوفيه اسأليه لو حب يقولك هيقولك...
رمقته بغضب شديد ثم قالت وهي تجز على اسنانها
=ماشي.
غادرت الغرفة بغضب وهي تكن بداخلها مشاعر الغضب الكبيرة لرحيم وللجميع... في حين ترك يونس العمل وهو ينظر للسماء بتفكير شارد ،أصبح مُتخبِط بين حبه ل ريم.. وحب رهف لهُ.. تُرى أيهما سيختار؟
____
انتهت ريم من أخذ حمامها بمساعدة رهف ثم عادوا الى الفراش برفق وساعدتهم روتيلا جلست رهف بجانبها تملس على شعرها بحنان قائلة
=إنتِ كويسة ؟
هزت رأسها بنفى باكية
=مش كويسة، تعبانه أوي وخايفة أوي.. الكلب دا لو كان عملى حاجة كنت هبقي ازاى مش قادرة استوعب انا ازاي حصل معايا كدا وليه طاوعت شيطاني اتعرف واشوف واحد ما اعرفوش لمجرد انه غنى ومعجب بيا وفضل يوعدني وعود كبيرة ... ليه صدقته ايه الغباوة اللى فيها دي لييييه
انهارت باكية لتقول روتيلا لها بهدوء
=مش مهم اللى حصل المهم انك بخير وكويسة وانك اتعلمتى من اللى حصلك والأخطاء دي متتكررش تاني ... مش مهم حاجة تانية..
قالت ريم بلهفة وهي تمسك كف رهف بترجى
=بالله متقوليش ل رحيم علشان خاطري هيقتلني لو عرف حاجة هنتهى من على الوجود ابوس ايدك بلاش انا خايفة منه اوي مش هيرحمني اصلا... وهيحرمني من كل حاجة...
طمئنتها رهف قائلة
=متقلقيش والله يا ريم مش هقوله حاجة اكيد انا عارفة رحيم مش هيرحمك لو قولتله كمان إنتِ خبيتى موضوع انتحاري ف اكيد مش هغدر بيكي واقوله.. الاهم دلوقتي نامى شوية ترتاحي وبعدين لما نصحي نتكلم...
هزت رأسها قائلة بترجي
=بس تنامي معايا...
=حاضر يا حبيبتي.
قالت روتيلا بهدوء
=هنزل انا ، ولو احتاجتوا حاجة ابقوا كلموني ماشي.
هزت رهف رأسها بهدوء ثم أخذت شقيقتها في حضنها وغطوا في النوم واغلقت روتيلا الأنوار ثم هبطت الى الاسفل ... وجلست على المقعد تضم ركبتيها اليها وظلت تبكي بخوف وهي ترتعش تتذكر كل ما مرت بيه.. ظلت هكذا لفترة طويلة الى ان غفت وهي جالسة من كثرة بُكائها
ظل يدور أمجد حول نفسه بغضب شديد قائلا
=فينك يا زفت ياللى اسمك سلامة كله يتأخر في مواعيده فى الوقت اللى مينفعش يتأخروا فيه أبدًا....
رن هاتفه ليجيب قائلا ببرود
=الو مين..
=ايوا يا أمجد بيه انا البواب .. الاستاذ سلامة لقيناه في شقته مضروب على رأسه والشقة متبهدلة وحالتها حالة كمان البوليس جه وعريية الاسعاف لازم تيجي..
=ايه ! ايه الهبل دا !!
القى بالهاتف بغضب على الأرضية صارخاً بعصبية
=مشغلّ معايا شوية كلاب ميعرفوش يعملوا اي حاجة ابداً ولا يمشوها مظبوط..
خرج من المكان بعصبية مُفرِطة وذهب الى شقة سلامة بعد قليل من الوقت ودلف الي المكان ليري اطباء بجانب سلامة يخيطون جرحه اقترب منه بضيق قائلا
=ايه اللى حصل يا بوز الاخص..
نظر له سلامة بضيق قائلا
=دا بدال متطمئن عليا بحالتي دي... كله بسبب اوامرك كنت هفقد نفسي.. اخت البت التانية جت ومعاهم روتيلا وضربتني بنت الصرمة على راسي وخدوا البت ومشيوا ومعرفتش اعمل اي حاجة...
=يا خيبتك.. يا خبيتكم كلكم الا ما فيه حاجة نفذوتها صح.. بس الموضوع دا لازم نستفاد منه بطريقة ما..
=هتعمل ايه تاني.
=هتشوف
_ مساءً _
دلف رحيم مع والدته وهو يشعر بالارق والتعب فهو منذ فترة لا ينام جيدًا وكل دقيقة في مكان آخر، ف شعر بالارهاق.. فاق على صوت والدته تقول بشفقة
=ياعيني بص البنت نامت ازاي يا حبة عيني.. صحيها يا بني تطلع ترتاح في اوضتها..
نظر لها رحيم بغضب شديد ولكن حاول يخفيه فقال وهو يجز على اسنانه
=طيب طيب يا امي ادخلى ارتاحي إنتِ دلوقتي...
=أطمئن على أختك الاول..
=زمانهم نايمين وانا هشوفهم متقلقيش ادخلي.
=ماشي يا بني تصبح ع خير.
=وإنتِ من اهله.
اقترب من روتيلا بغضب قائلا
=مجبور اعملك كل حاجة انا.. اصحي ي ست انتِ..
مد يديه يضرب به كتفها برفق لتقع هي على الكنب نائمة بدال ما كانت جالسة وتعمقت في نومها اكثر براحة، نفس الهواء بغضب قائلا
=لاء مش فايق ليكي انا خالص، انا هطلع انام.
مشي قليلا الى ان وصل لبضعة درجات من السلالم ثم عاد مرة اخري بغضب وحملها بين يديه برفق ثم سار في اتجاه غرفة الخدم واحدي الغرف الخالية المخصصة لها ثم وضعها على الفراش برفق ونظر للغطاء ليراه خفيف للغاية ف ذهب الى غرفته وجاء بغطاء ثقيل ووضعه عليها بهدوء ثم وقف يتأمل ملامحها قليلاً...
كيف لصغيرة ان تجعله يفعل أشياء لا يفعلها مع أي حد اطلاقاً، كيف لصغيرة بحجم قوة نيوتن تجذبه نحوها بهذا القدر؟
لام نفسه على ما يفعل وعلى تأمله ثم غادر الغرفة وهو يغلق الباب بهدوء ودلف الى غرفته القي بحمله على الفراش دون ان يُبدِل ملابسه ليتشمم رائحة عطرها في فراشه وخصوصا الوِسادة .
أمسك الوِسادة يتشممها بهدوء ثم لاحت شبه ابتسامة على شفتيه لينام براحة والوسادة في احضانه
مرَّ الليل بسلام عليهم ليحل صباح اليوم التالى ، فتحت روتيلا عينيها وهي تتمطع بخفة ثم نظرت حولها بدهشة وخوف قائلة
=انا فين.. يارب متكونش مصيبة تانية انا تعبت ومش حِمّل مصايب يارب...
نهضت على أطراف اصابعها لتري ملابسها كما هي اطمئنت قليلا ثم خرجت من الغرفة لتري انها في منزل رحيم تنهدت براحة ثم قالت وهي تحك رأسها بحيرة.
=بس انا جيت هنا ازاي... اخر مرة كنت على الكنبة...
تنهدت بحيرة ثم هبطت الى الاسفل ثم الى المطبخ لترى امرأة كبيرة في السن ومعها ابنتها في سن الثلاثينات قالت بحرج
=احم.. سلام عليكم..
نظرت لها نوسة قائلة
=إنتِ مين يا قمر.
=الخدامة الجديدة، بس تبع التنظيف ماليش علاقة بالمطبخ ..
=نورتي يا حبيبتي.. بس لو ممكن تساعدينا نخرج الاكل السفرة بس علشان زمان رحيم بيه هيصحي ولو مالقاش الطعام جاهز ليلتنا هتبقي سوداء... وانا هطلع
اصحي البنات وست شادية
هزت روتيلا رأسها بهدوء ثم جاءت بالاطباق وظلت تخرج بهم الى ان انتهت ووقفت تظبط السفرة وتلقُط بعض الاطعمة قائلة بصوت عالى نسبيا
=مخلى الكل خايف منه... بيتحكم في الكل انسان رخم وبارد دا لو كان انسان اصلًا دا معندوش ريحة الحسسان والله ... ثور بيتحكم في اى حد وخلاص.. قال رحيم قال !!
انهت كلامها لتتسع حدقة عينيها بصدمة وهي تري رحيم يقف امامها بجبروته وقوته نظرت له وهى تتعرق بتوتر وارتباك ،جلس ببرود على الطاولة ولم يُبالِ بها حمدت ربها لربما لم يسمعها...
جاءت شادية وهي تلقى السلام ثم جلست وبعدها جاءت رهف وبجانبها ريم التى كانت ملامح وجهها صفراء وصامتة لا تتحدث في تلك اللحظة دلفت نوسة الخادمة قائلة بقلق
=الحق يا رحيم بيه البوليس برا واقف على الباب...
=بوليس! ليه !؟
انقبضت ملامح روتيلا وريم ورهف معاً بخوف وخاصةً روتيلا وقلبها يرجف من الخوف بقسوة