رواية معشوقة رحيم
الفصل العاشر 10
بقلم سامية صابر
فركت يديها معاً بقوة وتوتر واصبح وجهها ينصب عرقاً كادت ان تفقد وعيها حقاً من كثرة خوفها ، لينهض رحيم من مكانه بثبات ثم ذهب الى باب الفيلا وسمح لهم بالدخول ليدخل الظابط ومعه بعض العساكر فقال الظابط بإحترام
=محبتش يحصل هجوم او اي حاجة وحبيت اخلى الموضوع ودي لان حضرتك غني عن التعريف...
هز رحيم رأسه بهدوء متسائلا
=شكرا لمجهودك بس ايه سبب وجودك هنا؟
=فيه بلاغ متقدم في واحدة شغالة عندكم هنا واسمها روتيلا..
رفعت روتيلا رأسها اليه بخوف وقلق ف نظر اليها رحيم وهو يرفع حاجبه للاعلى بإستنكار ثم تساءل
=ايه تهمتها بالظبط عملت ايه ؟
=تعدت بالضرب على واحد اسمه سلامة وهو مقدم فيها بلاغ ودا طبعا حقه .. بعد اذنك لازم ناخدها معانا..
هزت روتيلا رأسها بنفى وهي تبكى
=مش عايزة أروح معاهم لاء انا بكره السجن علشان خاطرى مش عايزة أروح معاهم..
رمقها رحيم بضعف ف حالته جعلته يتزعزع وبقوة شديدة اقترب منها بهدوء قائلا بنبرة دافئة
=مجرد روتين بس هياخدوكى وانا وراهم اوعي تخافى هطلعك بس لازم تروحي معاهم..
قالت ودموعها شلالات
=متسبنيش.
=متخافيش وراكي على طول..
بالفعل أخذوها تحت بكائها الشديد وخوفها اخرج هو هاتفه بقوة ليتحدث فى الهاتف بصرامة قائلا
=اسمعني كويس يا يونس هات المحامي بتاعي وتعالي على القسم هبعتلك العنوان...
=قسم ليه جرا ايه ؟
=هفهمك بعدين بس بأسرع وقت تمام .. نتقابل هناك.. سلام.
اغلق الهاتف بسرعة لتقول والدته برجاء
=متسبهاش يابني شكلها بت غلبانه ومش حِمل كٌل مرمطة السجون حاول ترجعها بأي طريقة..
هز رأسه بهدوء ثم خرج بسرعة الى سياراته وقادها بنفسه حتي يستطيع ان يلحق بها بينما جلست هي في السيارة الشرطة تبكي بقهر تائهة، ضائعة، لا تتمني سوي حياة بسيطة هادئة، لكن الحياة تأخذها الى اكثر الطرق سوءً منذ أن فتحت عينيها وهي تعيش مظلومه في طرق مظلمة لا تريدها .. عكس الطيار تمَشي هي ليكسرها موج البحر دون أدني رحمة وتُصبح مُجرد ضحيَّة فقط!
بينما دلفت شادية بضيق الى غرفتها وهي تقول
=لا حول ولا قوة الا بالله الله يساعدك يا بنتي..
بينما في الخارج قالت رهف بعصبية
=سلامة بلغ عنها ابن الجذمة .. لازم نتصرف ونعمل حاجة..
=هنعمل ايه يعني اروح احكي لرحيم كل حاجة علشان يقتلنى ويخلص منى .. خلاص هو بلغ عنها مالناش دعوة تتصرف هي بقا...
=انتِ ازاي أنانية كدا؟ مش هتبطلى انانية بقا يا ريم دي ضحت بنفسها علشانك وساعدتنى كتير اووي لولاها مكوناش هنلحقك ابدا.. لازن نساعدها.
نهضت ريم بغضب قائلة
=مش هنعرف.. لو ساعدناها رحيم هيعرف ومش هيرحمنى ..
=ع طول تفكري ف نفسك.. انا ميهمنيش كل دا هقول ل رحيم كل حاجة علشان يعرف يساعدها حرام تروح ضحية لانها حاولت تساعدنا...
=ماشي يا رهف قوليله بس انا كمان هقلب الترابيزة على الكل واقول انك انتحرتي مش اتعورتي زي ما قولنا ويلا تخرب على الكل بقاا
تركتها ثم صعدت الى الاعلي بغضب بينما تنهدت رهف وهي تدور حول نفسها بحيرة ثم قالت بثبات
=ولو.. لازم اقوله مهو كدا كدا هيعرف.. استرها يارب من عندك.
امسكت هاتفها بيد مرتعشة ثم اتصلت برحيم الذي اجاب عليها لتقول بلهفة
=رحيم عايزة اقولك على حاجة ضروري..
=مش وقته يا رهف دلوقتي مش فاضي.
=بس.. هي بخصوص روتيلا والموضوع اللى حصل...
=بجد.. طيب اتكلمي ساكتة ليه مقولتليش ليه من بدري.. احكي..
اخذت نفس عميق ثم بدأت في سرد الحكاية بأسرها عليه ليتوقف بالسيارة فجأة بغضب شديد وعيناه أظلمت وبشدة جداً وكأنها اعين شيطان نطق وهو يجز على اسنانه
=ليلة ابوكم سوداء.. كلكم.
____
وصل يونس مع المحامي الى مركز الشرطة حيث تجلس روتيلا ويديها مكلبشة بيد العسكري ما ان رأت يونس حتي نهضت بسرعة قائلة بلهفة
=فين رحيم يا يونس..
=هو لسه مجاش ! يمكن جاى في الطريق متقلقيش بس هو فيه ايه...
بدأت في سرد ما حدث عليه بهدوء فقال بحيرة
=مش فاهم يعني عملتى في سلامة كدا ليه اصلا علشان يشتكى عليكي...
خرج سلامة حينها من عند وكيل النيابة ومعه أمجد نظر لها أمجد نظرة ذات مغذي ثم قال ببرود
=علشان تبقي تلعبي بالنار بعد كدا يا حلوة...
نظرت له بغضب مشمئزة راقبهم يونس بعدم فهم فجاةً جاء رحيم وهو غاضب بشدة ثم هجم على سلامة يسدد له اللكمات بغضب وعصبية
=انت يا كلب ***** تعتدي ع اختى يا واطي يا ووسخ..
ركض أمجد للخارج بخوف من حال رحيم، في حبن حال يونس بينهم بسرعة ليفصلهم وبعد العساكر معهم وخافت روتيلا من مظهر رحيم بشدة وهي علمت انه علم بكل شيء وبالتالي هذا الموضوع لن يمُر مِرور الكِرام ..
بعد قليل تجمع الكل في مكتب وكيل النيابة وسلامة كان مضروب وبشدة من قِبل رحيم ، نطق وكيل النيابة بتساؤل
=عايز افهم كل اللى حصل واحدة واحدة.
نظر رحيم بغضب الى روتيلا قائلا
=إتكلمى..
ابتلعت ريقها بخوف ثم بدأت فى سرد كل شيء حدث ثم اخرجت هاتفها الذي كان بحوزتها قائلة
=ودي المكالمة متسجلة، فون ريم سجل المكالمة وامبارح بعتتها ليا تحسبا لأي حاجة وكدا كل واحد بقا معاه نسخة.. وعلشان كدا ضربته كنت بدافع عننا اصله.. اصله هجم عليا انا كمان وعلى رهف..
قال سلامة بغضب شديد
=كداابة كدابة والف كدابة انا انا معملتش اي حاجة...
قال الوكيل
=أخلص خالص.. يا عسكري هات بواب العمارة ودخله.
دخل الرجل ببطيء وهو خائف فقال له الوكيل بهدوء
=متخافش محدش يقدر يأذيك بس لازم تقول كل حاجة..
=احنا عندنا ولايه يا بيه فهقول كل حاجة.. اولا جت بنت صغيرة وطلعت وهو جه بعدها سمعت صوت صريخ بس مرضيتش ادخل بعدين جم بنتين تاني ودي واحدة منهم (يشاور على روتيلا) ولاقيت اصوات غريبة والصريخ زاد ف قولت اطلع اشوف فيه ايه وطلعت وكان الباب شوية مفتوح ولاقيته بيتهم عليهم والبنت دي راحت ضربته بالمزهرية على رأسه علشان تدافع عن نفسها...
تابع رحيم بعصبية
=هنقدم بلاغ فى الكلب دا حقهم لازم ييجي.
=رحيم بيه اهدي وكل الحق هيرجع ليكم متقلقش..
=تقدروا تفرجوا عنها دلوقتي..
=شوية إجراءات مع المحامي وبعدين هتطلع ان شاء الله..
هز رأسه بهدوء ثم نهض وقال ل يونس بحذر
=خلص الموضوع ووديها البيت.
=طيب وانت رايح فين متتهورش يا رحيم..
=رايح اخد حقي وحق اخواتي مش انا اللى اطعن فى ظهري واسكت يا يونس..
ابتعد عن يونس وذهب بجانب روتيلا قائلا وهو يجز على اسنانه
=حسابك وحسابهم معايا عسير ..
رمقها بنظرة قوية لتشعر بالخوف الشديد بالفعل تركهم وغادر المكان وقاد سياراته بقوة شديدة ووصل الى منزل أمجد ثم هبط ليمنعه الحراس من الدخول ف ضربهم بقسوة وهاج فيهم قائلا
=اللى هيقرب منى همحيه من على وش الدنيا...
بالفعل ابتعدوا بخوف فهو رحيم لا يستطيع احد مجابهته دلف الى الداخل ليرى أمجد جالس بخوف فى الصالون ما ان رآه حتى نهض بفزع قائلا
=ر.. رحيم اسمعني بس انا...
جاء به رحيم من قميصه بقوة وقسوة قائلا بغضب عارم
=اسمع يا أمجد الكلب انت ، انت قربت من اهل بيتي حاجة تخصني كدا .. وعلشان كدا نهايتك معايا النهاردة...
ظل يضرب أمجد بقوة شديدة وهو يستنجد به ان يتركه وبالفعل تركه عندما فقد أمجد وعيه ليمسح الدم من يديه قائلا بغضب
=حسابنا لسه مخلصش يا امجد الكلب...
خرج من الفيلا ثم قال للحرس بإستهزاء
=الحقوا الكلب اللى جوا دا عايزه عايش علشان حسابنا لسه مخلصش...
دلف الى السيارة ثم قادها بغضب الى الفيلا ودلف الحرس بخوف الى الداخل ليلحقوا أمجد ...
بينما تم حبس سلامة وتم الافراج عن روتيلا ببعض الإجراءات واوصلها يونس الى المنزل ثم غادر ورفض الدخول بعدما علمه مما حدث من ريم فخاب امله فيها كثيرا وعليه ان يعيد التفكير في مسألة الارتباط بها...
دلفت روتيلا الى المنزل لترى رهف جالسة تنتظرها ما ان راتها نهضت بلهفة تحتضنها قائلة
=حمدالله على سلامتك يا حبيبتي.
ابتسمت روتيلا قائلة
=الله يسلمك يا رهف..
قالت ريم وهي تهبط السلالم بغضب
=مبسوطين اوي !! ادي رحيم عرف هييجي يقتلني دلوقتي مش هيرحمني...
نظرت لها روتيلا بهدوء قائلة
=مش هيعملك حاجة ..
=والله انتِ شكلك لسه متعرفيهوش
=قولتلك مش هيعملك اي حاجة.. انا هقف ليه لو لزم الأمر...
قطع كلامهم صوت سيارة رحيم في الخارج قالت ريم بصدمة
=جه.. جه..
ركضت الى الاعلي تابعتها رهف وهي تركض بخوف في حين قالت شادية
=استرها من عندك يارب استرها يارب..
نظرت لهم روتيلا بصدمة فهو زرع في قلوبهم الرعب والخوف تجاه بدال الحب، دلف الى الداخل بغضب وهو لا يري امامه ويصعد للاعلى قالت والدته بلهفة
=اسمعني يا رحيم..
=متدخليش يا أمي.
قالت روتيلا وهي تصعد معه
=اسمعني الاول..
التفت لها بغضب شديد قائلا
=مالكيش فيه ابدااا اياكِ تدخلى في اللى ميخصكيش.. حسابي معاكِ أما أنزل..
استمرت في الصعود معه قائلة بإصرار
=لاء هتسمعني دلوقتي حقي انك تسمعني ،مش كل حاجة تبقي على مزاجك.. لازم تسمعنا وتفهم مننا انت متعرفش غير الزعيق والغضب وكل القرف داا...
لم يهتم لها ووقف امام غرفة ريم ليفتحها فوقفت امامه بإصرار متحدياه ومتحديه خوفها منه ثم قالت
=قولتلك لازم تسمعني..
=ابعديييي من قداااام وشي بدال ما هقتلك واخلص منك..!!!
=مش هبعد مش هبعد.. لازم تسمعني الاول.. مش لازم تعاقبهم على حاجة كانت خارج ارادتهم..
=هو ايه اللى خارج الزفت الارادة ،واحدة راحت تقابل واحد في شقته وكان هيغتصبها وفوق دا كله كان ممكن يقتل التانية.. وغير ان التانية خبت عني.. ايه طرطور انا في ام الزفت البيت دا انا معرفتش اربيهم لو ربيتهم كويس مكونوش يعملوا عاملة وسخة زي دي .
تنهدت وهي تقول بهدوء
=معرفتش تحتويهم دا المعني الاصح.. دايما بيفكروا يتجوزوا يقابلوا حد حنين محب يخرجهم من اللى هما فيه وتحكماتك فيهم.. لو احتويتهم وقربت منهم هييجوا يحكوا ليك على كل حاجة لكنك انت دايما تزعق وتضرب وتعاقب ف بيخبوا عليك من خوفهم..
=انا بحبهم وبخاف عليها بشتغل ليل نهار علشان خاطر طلباتهم وبخاف اخرجهم ودا مش تحكم دا خوف
=لاء تحكم ودا غلط.. لو هتقضوها بجبنة بس تقرب منهم يكون فيه حب وود بينكم تسمعهم وتسامحهم وتحتويهم وتقرب منهم خاف عليهم بس اسمح ليهم بالتنفس الخروج الفسحة قرب منهم شوفهم نفسهم في ايه مش كل حاجة زعيق وشخط.. اسألهم عن حالهم قرب منهم شوية بس.. يعني لو حد زعق ليك ليل نهار وضربك على اى حاجة وحبس حريتك هتعمل ايه معاه يا استاذ رحيم.؟
رمقها بتركيز قليل ثم تذكر ما كان يفعله والده معه بإستمرار وكم كان يكره ويكره رؤيته وكان يخفى عنه الكثير من الأشياء حتى لا يضربه .. فهي محقة في كل كلمة قالتها بالفعل...
نظرت له بإنتصار فهى لمحت نظرات الحق في عينيه ثم فتحت الباب برفق لتظهر ريم وهي تحتضن رهف بخوف ورعشة كأنهم اطفال قالت روتيلا بحذر
=رحيم معاه حق في حاجات افرض كان حصل حاجة ليكم.. لازم تعتذروا منه ومتخابوش عليه حاجة بعد كدا مهما كان اخوكم الكبير وخايف عليكم.. وانت ياريت تقرب منهم وتحتويهم..
اقترب ريم منه بدموع وهي تقول
=انا اسفة يا رحيم اسفة من قلبي والله مهعمل اي حاجة
تابعت ريم
=وانا والله اسفة اسفة.
فرد ذراعه ليحتويهم داخل يديه بحب وحنو وهم يحضتنوه براحة ابتسمت روتيلا بدموع رقيقة كم تتمني لو لها اخ او عائلة، نظر لها رحيم نظرة ذات مغذي يقول في داخله
=شكلها هتخليني أغير كُل قواعدي في الحياة