رواية معشوقة رحيم الفصل الثاني بقلم سامية صابر



















رواية معشوقة رحيم
الفصل الثاني
بقلم سامية صابر

نهضت بسرعة فائقة وهي تجذب الغطاء نحوها واحمرت ملامح وجهها بشدة وهي تنظر له بصدمة ورجفة، بدأت الدموع تتساقط من مقلتيها قائلة بنبرة عاجزة

=ا.. انت.. انت بتعمل إيه هنا.. وان.. وانا بعمل ايه يا نهار اسود ومهبب يا نهار اسود ومهبب...

ظلت تلطم على وجهها وهي ترتجف بخوف ولا تعلم ماذا فعل هيثم معها وما هذا الوضع الدنيء القذر .. فجأة انفتح الباب على مصارعيه ودلف الحاج مُحمد وزوجته وولاء وفاطمة وباقي طاقم الخدم .. جحظ الحاج محمد عينيه بصدمة امامه وهو يقول بدهشة

=ايه دا ايه القرف داا...

نهض هيثم حينها من مكانه قائلا بمنتهى البرود وهو يتثاوب

=صباح الخير.. ايه مالكم فيه ايه كدا؟

=انت اللى فيه ايه يا بن ال*** قوم انطق ايه الوضع دا وايه اللى بيحصل هنا...

=من غير زعيق يا با، انا هفهمك، يمكن انتوا مستغربين! بس لاء عادي هي متستغربوش اوي كدا هي اوسخ من كدا بس كانت بتمثل عليكم امبارح الصبح .. لكن بليل سلمت نفسها عادي بلا شريفة بلا وكسة .. شوفت اللى زعقتلي وهنتني علشانها عملت فيا إيه ؟! اهي طلعت رخيصة زيها زي غيرها...

صرخت والدة هيثم بغضب قائلة

=ايه الحقارة والوضاعه اللى حصلت في بيتي دي!! إنتِ ازاي تعملى كدا دا جزات اننا عملناكي كويس كتك القرف يلا قومي لمى هدومك وغورى في ستين داهية بنات تخاف متختشيش صحيح ... البت دي مش هتقعد ثانية واحدة يا حاج كفاية نجست البيت ببلاويها السوداء ...

بصقفت في وجهها بغضب ثم التفتت تغادر بينما قال محمد بنبرة غاضبة للغاية

=انا غلطان اني شغلت واحدة رخيصة مش عارفين جاية منين في بيتنا دلوقتي تغورى في ستين داهية ومش عايز اشوف وشك مفهوووووم

نظرت ارضا وهي تبكي بحرقة وصمت ولم تستطيع النطق والدفاع عن نفسها اطلاقا فماذا ستقول في موقف كهذا، أصبحت فضيحة وشيء مقرف امامهم جميعا اصبحت شيء لا يُذكر بالاصل....

تابع محمد بغضب ل هيثم ونبرة قوية 

=وانت مش هتقعد ثانية واحدة في البيت دا بعد النهاردة لا انت ابني ولا اعرفك كفاية نجست البيت بوساختك واعمالك القذرة اللى شبهك .

=يابا هو انا عملت ايه هو انا كنت ضربتها على ايديها هي اللى جت بنفسها لعندي واسترجتني.

نطقت هي بغضب شديد 

=انا مروحتلكش انت كداب والله معرفش حصل ازاي معرفش دا كله ازاي حصل .. انا كنت نايمة وصحيت لاقيت الوضع كدا مش ذنبي أرجوكم تفهموني... انا معرفش حاجة والله..

نطق هيثم بغضب

=اتمسكني اتمسكني.. كفاية سهوكه محدش هيخيل عليه كلامك الزفت داا

قاطعهم محمد قائلا بنبرة غاضبة 

=اخرسوا.. كل الخدم برا وانتوا الاتنين تغوروا من وشي مش عايز اشوف وش كلب فيكم.

خرجوا الجميع خارج الغرفة وبعدهم محمد بعصبيه وغضب شديد ، بينما نهض هيثم ببرود ينظر لها قائلا

=علشان فكرتي تتحديني، اهو حصل غصب عنك لو كان من الاول بالتراضي مكنش دا كله حصل فاهمة .. يلا غورى من هنا خلاص مبقاش ليكي اي تلاتين لازمة ...

نظرت له بغضب شديد ثم انهالت عليه بقبضتيها الصغيرتان تضربه بقسوة قائلة وهي تبكي

=اخرس يا حيوان يا كلب .. اخرس انا أشرف منك ومن اللى خلفوك كلهم.. انا هقتلك والله العظيم يا هيثم هقتلك ومش هرحمك على اللى عملته فياا.. 

=اخرررسي..

قبض علي يديها ثم اخذها بقسوة الى الخارج والقاها خارج الغرفة قائلا

=كل الزفت الخدم ياخدوها على برا المجنونة دي عايزة تقتلني خدوها وخلصوني منها..

جاءت فاطمة تحملها بسرعة قائلة بخوف

=خلاص خلاص بالله يا سي هيثم انا هاخدها.

=ارمي الزبالة دي برا مش عايز اشوف خلقتها فاهمين...

اخذت فاطمة روتيلا خارج المكان الى منزل الخدم ..

بعد قليل كانت جالسة تبكي بقهر وصمت، اعطتها فاطمة كوب ماء قائلة وهي تربط على كتفها بحنان 

=معلش يا روتيلا عارفة انك مظلومة اكيد وانها لعبة من الكلب هيثم بس متعرفيش ايه اللى حصل.

=والله مش فاكرة حاجة خالص، مش فاكرة اخر حاجة نمت لما تعبت من العياط بعد المشكلة اللى حصلت، ومقومتش حتى فى نص الليل ومستغربة ازاي نمت دا كله .. حسبي الله ونعم الوكيل فيه خد منى كل حاجة حتى دي خدها منى الحاجة الوحيدة اللى بمتلكها خدها مني .. اااااه...

ظلت تضرب نفسها بقسوة وهى تبكي وفاطمة تربط على كتفها وهي حزينة مثلها تماما ولكن لا يوجد حل.. الاقوي ينتصر دومًا على الضعيف.. قليل الحيلة.. ليس لديه سند!

____
وقف امام المرآه يقفل ازرار قميصه بمنتهى البرود لتنهض تلك الشقراء من على فراشها قائلة وهي تظهر جسدها العاري

=رحيم حبيبي انت ماشي.

التفت لها ببرود ثم ألقى لها بضعة اموال على الفراش قائلا بنبرة فظه

=لا اعرفك ولا تعرفيني.. حتى الشغل اللى مابينا ينتهي وكل واحد في حاله.

=انت مفكرني سلعة ولا إيه انا مش كدا على فكرا ومش بتاعت فلوس 

ابتسم بتهكم قائلا 

=لاء واضح فعلًا ! بامارة ما كنتى مخططة توقعيني بموضوع صور او حمل مثلا لانك عليكِ ديون اد كدا وعايزة تسدديها من الفلوس اللى هتطلبيها مني ...

=هه.. انت انت عرفت دا كله ازاي.

=انا رحيم الهواري ،مفيش حاجة تستخبى عني اعرف الشخص من نظرته قدامي وان كان معاكي صور تهدديني بيها خافي على نفسك مش عليا، اما بالنسبة للفلوس ف انا كريم سيبتهالك ومعاها بقشيش ومش هقولك السبب الحقيقي وراء وجودك هنا أو مين اللى باعتك مثلا تلعبي عليا .. سلام.

اخذ الجاكيت ثم خرج من غرفة الاوتيل لتضرب هى بيديها على رأسها قائلة

=مينفعش نلعب عليه ابدا صعب صعب الواحد يلعب عليه ... هقول إيه ل أمجد دلوقتي انا.؟

تابعت وهي تمط شفتيها

=بس الواحد مطلعش فاضي ، شوية الفلوس دي تنفع برضوا.

_____
دلف يونس الى فيلا رحيم ،وضع بعض الحقائب ارضا قائلا بإبتسامة ودودة

=ازيك يا رهف؟

نهضت رهف بسرعة وخجل على محياها قائلة

=ازيك انت يا يونس.. ايه الحاجات دي كلها؟

=شوية طلبات للآنسة ريم ولطنط الا هما فين؟

=ريم فوق زمانها نازلة، وماما نايمة اتفضل اقعد.

=لاء معلش أصل عندي شغل مهم.. بس لو ينفع استشيرك فى حاجة بحب اخد رأيك بحسه مهم وقيم كدا؟

=هاه يا سيدي قولي، عايز تتقدم لواحدة ولا تعترف بحبك؟

قال بتوتر

=للدرجة دي مفضوح؟

نظرت له بلمعان في عينيها وفرحة تدق طبول قلبها قائلة

=ي.. يعني بجد طيب وهى مين؟

=مش هينفع اقول دلوقتي، عايز اتقدم ليها خايف أترفض!

=لاء متخافش خلى قلبك قوي كدا اومال ، اتقدم وسيبها على ربنا متقلقش.

=ولو هي مش من نفس الطبقة؟

=مش مهم الفلوس .. المهم الحب والروح اللى هتعيش معاها.

=نفس تفكيري والله كإنك بتقرأيني، بس مش عارف هل هي بتحبني او لاء.

=جرب، مش هتخسر حاجة.

=يبقي على بركة الله يا رهف مش هنسالك الموضوع دا ابدا

=فى الخدمة دايما .. بس متنساش تعزمني.

=مش محتاجة عزومة على فكرا ،يالا سلام عليكم.

=مع السلامة.

رحل يونس وهو يتحلي ببعض الفرحة وعزم على الحديث مع رحيم في موضوع ريم، بينما جلست رهف وهي تسيطر على قلبها وحبها الذي سيفضحها، ظانة ان يونس سيتقدم لها لا تعلم ان الحديث على شقيقتها.

هبطت من على السلالم ريم لتتفحص الملابس والأشياء بعناية قائلة

=شوية حاجات انما ايه عظمة.. مش هتشوفيهم؟

=لاء.. انا بفكر في حاجة تانية ، عمرك حبيتي يا ريم؟

=يا حلوة ! حب ايه ونيلة إيه على دماغك بلا حب بلا قرف انا بفكر فى السهر والخروج والفُسح، مش حب ومحن وتلزيق.. بلا نيلة.

تركت شقيقتها وصعدت للاعلى وهي تحمل الحقائب فقالت رهف بإبتسامة

=الدُنيا بتحلو بالحب، وبتزيد حلاوة باللى بنحبهم... إيه فايدة الحاجات التانية ومفيش مشاعر صادقة وحقيقية..

___
_ فى المساء _

ضرب امجد سطح المكتب بعصبية قائلا
=كل واحدة تفشل زي اللى قبلها ،مفيش واحدة عارفة تقرب من رحيم الهواري وتجيب ليا معلوماته واسراره !!!

قال سلامة " شريكه في العمل " بغضب

=كلهم فاشلين بلا استثناء.. كلهم.. مفيش غير ريناس تنجح في الشغل دا وطبعا رافضة تخون رحيم بيه.. حتى لو عرضنا على يونس مش هيعمل كدا الاخلاص ماليهم بروح امهم.. وهو ذكي مش هيسمح لاي واحدة تقرب منه بسهولة، مش عارفين بقا نوديله مين تاني 

=انا مش هقف اتفرج وأسكت، انا لازم أتصرف وأعمل اي حاجة مهما كان الثمن ، كل حاجة بنخسرها طول ما احنا مش عارفين حاجة عنه ،قافل على المعلومات بالضبة والمفتاح...

=مش هيقول اسراره لحد.. غير لو حب مثلاً.

=حب ايه انت كمان يا سلامة ،هو انت مفكر رحيم هيحب ويبقي اهبل ولا ايه.

=صدقني دا اسلم حل يا امجد ... نجيب واحدة مش معروفة، بنت عادية ،ونزقها قدامه ويمكن يحبها ويرتاح ليها ويحكلها اسراره .

=لاء يا سلامة مهو احنا مش هنستني كل دا انا عايز حاجة سريعة .. !!

نظروا لبعضهم البعض بتفكير شديد و...

_____
لم يوافق احد على بقاء روتيلا في المنزل، ف اضطرت لأخذ اشيائها والمغادرة ،ولكن كانت جسد بلا روح.. بلا عقل بلا شيء تماما.. سلبوا منها كُل شيء ، فقررت أن تنتقم لحقها، ومهما كانت النهاية ف سترضي بها المهم الان حقها المسلوب.. 

كونها تعلم بخبايا المنزل، استطاعت ان تتسلق من مكان غير مرئي، وذهبت الى غرفة هيثم لتراه يجلس على الفراش يتحدث فى الهاتف ويضحك بمنتهي البرود ولا كأنه كسر أحدهم قبل قليل...

دلفت الى غرفته من خلال الشرفة وهي تحمِل سكينًا غِلّظة ، صرخ هيثم وهو ينهض من على الفراش عندما رآها ابتلع ريقه قائلا بقلق

=بتعملي إيه هنا.. إيه جابك ؟

=جاية اخد روحك.. زي ما خدت روحي بمنتهى البرود.. 

=طيب...طيب.. اهدي كدا اهدي.. متتهوريش، هتودي نفسك في داهية.

=مش مهم .. معنديش حاجة أخسرها يابن ال***

اقتربت بكل قوتها وغرزت السكين في بطنه ليصرخ متأوه بألم فلم يستطيع إيقافها عن ما ستفعله .. واستطاعت هي ضربه ليقع هو ببطيء على الارض وبدأت الدماء تنتشر حولها ويديها أصبحت مُلَّطخه بدمائه... اخذ دقائق يتألم ثم اغمض عينيه بسلام..






تعليقات