رواية مذكرات فتاه الفصل التاسع 9 الكاتب بقلم مجهول


رواية مذكرات فتاه
الفصل التاسع 9
الكاتب بقلم مجهول

ومضى شهر على تركي المنزل وبعدها بعث لي رفعت بورقة الطلاق. 
وعلى قدر ما كنت حزينة الا اني كنت سعيدة لانني انتهيت من تلك الحياة التي كانت لا يمكن ان تستمر خصوصا في وجود اهل رفعت، يتدخلون في كل شئ حتى ما لا يخصهم كانوا يتدخلون فيه. 
ومضيت الايام وانا جالسة في بيت ابي انتظر المولود الجديد فاقترح علي ابي ان اسافر عند عمي في طنطا لكي اغير جو، فوافقت على طلبه وسافرت بالفعل وقضيت عند عمي حوالي شهر وفي خلال هذا الشهر نشأت علاقة حب بيني وبين صلاح ابن عمي رغم انه يعرف كل ظروفي ولكنه عرض علي الزواج ،ولكني طلبت منه مهلة لكي ارتب اموري حتى بعد ان اوضع ذلك المولود. 
ورجعت لمنزلنا وعرضت على امي ما قاله لي صلاح و وافقت امي على زواجي حتى احمد اخي وافق وقال ان احمد انسان جيد، وبالفعل صلاح انسان جيد فهو مهندس زراعة كما انه مثقف جدا وعلى درجة كبيرة من الاخلاق. 
ومضت الايام و وضعت محمد ابني، ولد بدون اب فعاهدت نفسي الا احرمه من شئ فهو الان كل ما في الدنيا. 
وما احزنني ان رفعت لم يأتي لرؤية محمد، رغم ان ابي اخبره بانني انجبت له ولدا، ولكنه لم يأت وعرض على ابي انه سيصرف على محمد كما نريد لكن ابي رفض بشدة وقال له ان المشكلة ليست في المال وانما في ان يعيش محمد بعيد عن والده، لكنه لم يقتنع بكلام ابي وقال لي ابي كل ما دار بينه وبين رفعت ونهرته بشدة لطلبه ان اعود لرفعت مرة اخرى. 
وبعد مدة قصيرة حضر صلاح الى بيتنا لكي يجلس معنا يومان، قابلته بحفاوة وقبل ان اجلس معه وحدنا فكرت هل صحيح ان صلاح يحبني ام انه يريد ان يخفف عني عبئ الحياة القادمة؟ 
اما شعوري نحوه فهو شعور غريب فأنا قادرة ان اعطيه الحب ولكن بعد ان اشعر نحوه بالامان، ولكن قبل ذلك لا يمكن فالحياة علمتني ان اشتري قبل ان ابيع. 
و خرجنا انا وصلاح واخذت معي محمد ابني، فأنا قاصدة ان يحضر معنا محمد لكي اكتشف شعور صلاح نحو محمد، ذهبنا الى حديقة الحيوان وعند تمشيتنا في الحديقة سألني صلاح هل اخبرت امي بما دار بيننا فأجبته بالطبع وهي موافقة ولكنها ترى ان ننتظر قليلا الى ان يكبر محمد لانها تريده يجلس معها على طول. 
فقال صلاح انه جيد هذا الكلام ولكنه لم يأخذ رأي احد من اسرته في طنطا، ولكنه متأكد انه لن يمانع احد. 
وقضينا يوم جميل جدا، كان صلاح لطيف جدا مع محمد واشترى له بعض الالعاب، فصلاح يعلم ان محمد هو تذكرة المرور لقلبي، ولقد احسن صلاح لمحمد واصبحت مطمئنة لان صلاح يحب محمد كما يحبني. 
وقضى صلاح بيننا اسبوع جميل جدا، فقد ذهبنا كل يوم خلال ذلك الاسبوع الى مكان جديد وجميل، واعتقد ان الجميع في المنزل لاحظ ان صلاح ينوي على الزواج مني. 
وعرض صلاح على ابي ان اسافر معه لطنطا ولكن والدي قرر سفرنا كلنا الى طنطا واعددنا نفسنا الى السفر الى طنطا. 
وسافرنا طنطا وقابلنا عمي وزوجته واولاده بحفاوة بالغة، فعمي لديه ولدان وابنتان وفي اثناء تلك الزيارة لعمي لاحظت ان كريمة بنت عمي مهتمة جدا بأحمد اخي وهو كذلك، فهو بعد ذلك خطبها بعد مرور حوالي سنة من زيارتنا هذه. 
المهم بعد مضي اسبوع في طنطا قرر ابي الرجوع ولكنهم تركوني في طنطا وحدي.. حتى محمد اخذته امي معها. 
وبعد مدة طلب مني صلاح ان اجهز نفسي لكي نخرج نتنزه قليلا، وسألته هل اعرض على والديه موضوع الزواج مني كما طلبت منه، فقال نعم لكن والدته لم توافق كما انه لا يريد ان يغضبها. 
فقولت له انها غير موافقة بسبب محمد، فقال لقد اخبرتها ان محمد سيقيم مع جدته ولكنها مصممة على رأيها وابي ايدها في ذلك. 
ولكننا بعد عدة احاديث بيننا قررنا الهرب، وكانت هذه غلطة عمري الذي لم اغتفرها لنفسي ابدا. 
المهم بعد قرارنا بالهرب بيومين كان صلاح قد جهز نفسه واعد لنا شقة في قرية قريبة من طنطا وهربنا اليها، وبعد مرور شهر ونصف وكانت الحياة سعيدة او هذا ما كان يبدو لي، فكان صلاح يعاملني على انني زوجته رغم انه ليس بيننا ما يثبت تلك العلاقة، فكان زواج روحي ليس في حاجة لورق ليثبته. 
وبعد مرور الشهر ونصف قرر صلاح ان نعود لاهلنا لانه شعر اننا اخطأنا في حق اهلنا وانفسنا، كما انه اوضح لي ان الحياة بيننا الان مستحيلة لان ابي وعمي زمانهم بيبحثوا عننا في كل حتة. 
فسألته ماذا سنقول لهم وكيف كنا معا بدون زواج، فقال لي ان نكتب ورقة زواج عرفي حتى نحل ذلك المشكل، وفي ذلك اليوم بكيت كما لم ابكي من قبل.. انها كانت تجربة مريرة وكانت فعلا غلطة العمر. 


                    الفصل العاشر من هنا 

تعليقات