رواية جبروت صعيدي الفصل الثالث عشر 13 بقلم سامية صابر


رواية جبروت صعيدي
الفصل الثالث عشر 13
بقلم سامية صابر



نظر لها ياسين بوجع فى قلبه ثم قال بإستسلام تام

=براحتك يا عطر.. اعملى اللى انتِ عايزاه...

ابتعد من جانبها قليلا ثم دلف الى الداخل فى حين بدأت عطر تبكى مرة اخري بقهر قائلة

=لازم يفهم انى غصب عنى برضوا اعمل حاجة زي دي مش بالساهل عليا... بس دي بنتي بنتي اكيد مش هسيبها كدا...

قالت عهد بهدوء 

=اكيد مش هنسيبها يا عطر الفكرة كلها انى هو كان هيعمل حاجة ويرجعها بس من غير ما تسيبوا بعض.. لكن خلاص مش مهم دلوقتي تعالى نتكلم مع بابا لازم يعرف.... معلش يا باسل ناديله..

دلف باسل واستدعى عمران على عجلة شديدة الذي اتي وعلم كل شيء توترت الأجواء كثيرا ولكن يونس طمأنه انه سيفعل شيء لاعادة حفيدته المفقودة ، وما بين خوف وقلق هم ولكنهم عادوا الى المنزل على اللقاء فى الغد ولكن بالطبع النوم لم يُحالِف احد وخصوصا ياسين وعطر...

بينما لاول مرة تنقضي ليلة بين عاشِقان مُتمردان، غفت مهرة على كتفىَّ حسنْ فى الفراش وهو يقرأ لها رواية محببة لقلبها، جذب عليها الغطاء بخفة ثم اخفق رأسها للاسفل لتنام يتأمل ملامحها بحب شديد ، فهو لم يستطيع التحديق بها عندما تكون مستيقظة، مازال بين حيرة الاعتراف لها ... أو الاعتراف لنفسه اولاً...

ظل يتأمل ملامحها الى أن غفى ونام بجانبها بعد أول ليلة بينهم ولهم على الفراش...


فى صباح اليوم التالى..

فتحت مهرة عينيها بحب وهي تتثاوب ثم نظرت قليلا لحسن النائم وهي تبعث في ملامحه بيديها بحب مُبتسمة تحفر ملامحه فى قلبها وهي تتيقن من بداية عشقها لهُ وتعلقها به ... ابتعدت برفق عنه عندما بدأ ان يستيقظ ركضت كطفلة صغيرة تقول

=رايحة الحمام علشان أنزل.. نروق .. نعمل اكل..

تركته وركضت الى المرحاض بينما لاحت شبه ابتسامه على تلك الطفلة الصغيرة وافعالها الغير المتوقعة في اي لحظة...

بينما ، جاء عمران مع بناته الاثنان عطر وعهد الى المنزل يجلس مع يونس ومعهم الحاجة فتحية التي قالت لعطر بحنان 

=متزعليش يا ضنايا بنتك هترجع بأي ثمن كلنا جنبك هنا وانا زي امك موجودة...

عانقتها بعشق شديد وحب وهي تربط على كتفها برقة ، وتركت عطر نفسها تبكي بخوف وتفكير على ابنتها ، وجاء فاروق يجلس معهم وكذالك باسل يتحدثون بأنهم سيأتوا برجال وسيفعلون كل شيء لأجل عودة الطفلة...

بينما فى وسط كل هذا هبط ياسين من أعلى ببرود تام ولم يتحدث مع احد راقبته عطر بعينيها الدامعه وانتظرت منه اي شيء في وقت صعب عليها لكنه لم يفعل وخرج من القصر ربطت عهد على كتفها بحب تطمئنها..

هبطت مهرة السلالم وهي تري تجمع غريب قالت بصدمة.

=هو فيه ايه ؟!

مر اليوم مابين توتر وقلق واطمئنان من الجانبين ، حتى جاء الموعد المقرر وذهب حسن مع باسل وفاروق ومعهم رجال وأصر عمران على التواجد واصرت عطر هى الاخري بقوة ولكن امام صلابة الرجال لم تستطيع الرفض أو الاعتراض وبقت فى المنزل وقلبها يشتعِل بالنار..

توقفت سيارة الرجال في احدى المناطق المهجورة الخفيفة ، قال باسل بهدوء 

=هو دا المكان اللى قاله الزفت جمال...

نطق حسن بصرامة

=اخفوا يارجالة في المكان هنا واستنوا منى اشارة، روح معاهم يا حاج عمران علشان ميحصلكش حاجة وانا وباسل هنفضل هنا...

=بس يا بنى عايز اشوف حفيدتي انا خايف عليها

=متخافش يا عم عمران احنا هنا يلا روح.. 

بالفعل ذهب معهم عمران وتبقي حسن وباسل وفاروق فقط ينتظرون قدوم ذالك جمال... فقال حسن بتنهيدة

=محدش معاه اي حاجة نتواصل بيها معاه؟

=للاسف يا حسن ياسين الوحيد اللى معاه الرقم.. 

=واهو ياسين كمان إختفى... غبي والله 

بينما فى مكان بعيد بقليل عن تلك الوجهة، توقف ياسين بسيارته امام سيارات رجال جمال المتخفى ومعه ميرا التى تبكي بقهر شديد، قال ياسين بحنان

=اهدي يا ميرا اهدي يا حبيبتي.. اهدي متخافيش انا هنا...

=الحقني يا عمو ياسين..

نطق جمال بغضب

=فين عطر مجبتهاش معاك ليه انت بتستهبل...

=انزلي يا عطر...

هبط احدهم متخفي في ملابسها ولكنه بنسبة كبيرة شبه عطر فى المجمل والملابس اقترب من جمال ببطيء وجمال ينظر له بشك بيرفع المسدس فجأة في وجهة ويخلع الحجاب وركض ياسين بعده يضرب الرجال بمهارة واشتعلت حرب خفيفة وميرا تبكي بقهر وخوف شديد...

واذ فجأة خرج من شنطة السيارة يونس الذي اختبأ بها من الامس ليستطيع إنقاذ حبيبته بعدما تسنط على ياسين وعرف خطته فقرر إنقاذ حبيبته بنفسه ، ركض اليها قائلا

=ميراا..

امسك قطعة طوب والقاها على رأس ذالك الذي يمسك بها ليُصاب بجرح عميق ،اخذ ميرا من يديها وركضوا الى السيارة بخوف تحت خوف ياسين وندائه عليهم بالاختباء..  

بالطبع لم يأتي احد لحسن من فترة لذالك ظل يتمشي قليلا حتى استمع اصوات خفيفة آتية من بعيد قال بحيرة

=فيه صوت غريب هناك... انا هروح اشوف فيه ايه!

قال باسل بقلق

=بلاش يا حسن لأحسن يكون فخ!

=مش مهم لازم بس اعرف فيه ايه.. تعالى معايا يا فاروق خليك انت هنا يا باسل..

اخذهم وذهبوا تجاه الصوت ليصطدموا بأخيهم فى معركة قال حسن بصدمة

=ياسين... نادي الرجالة يا فاروق بسرعة وتعالى...

ركض حسن الي اخيه يتصادم مع الرجال بقوة شديد وما هى الا دقائق جاء جميع الرجال واصبحت معركة ولكن انتصر رجال حسن وجاءت الشرطة بعدها أخذت جمال واشباهُ وكان ياسين قد بلغهم واتفق معهم...

وبعد انتهاء تلك المعركة العنيفة ركض ياسين الى الطفلة قائلا وهو يحتضنها 

=انتِ كويسة يا حبيبتي؟

هزت رأسها بهدوء وهى تختبيء بجانب حبيبها يونس فقال ياسين بغضب شديد 

=انت ليلتك سوداء معايا... تعالى يا فاروق شوف ابنك ركب من غير ما اعرف وكان هيجيب لينا مصيبة افرض كان حصلك حاجة؟

=انا معملتش حاجة غلط كنت بنقذ حبيبتي.. لو اي حد فيكم حبيبته اتخطفت كان هيعمل كدا وأكثر...

نظروا الي بعضهم بحيرة فحديثه صحيح رغم صغر سنه فقال حسن بتنهيدة

=خلاص ياجماعه الموضوع انتهى على خير الحمدلله يلا بينا نروح زمانهم قلقانين على ميرا وحساب يونس معانا بعدين يلا..

بالفعل ركبوا جميعا وانطلقت السيارات الي منزل الحاج يونس، كانت مجرد ساعة ووصل الجميع تحت توتر النساء ما ان استمعت عطر الى صوت السيارات ركضت بتجاه الباب لتحتضن ابنتها بلهفة وهي تبكي 

=بنتي بنتي.. اللهم لك الحمد يارب...

خرج الجميع ايضا الى الخارج يطمئنوا على الطفلة فقال باسل بهدوء 

=الحمدلله اتقبض على اللى اسمه جمال دا وياسين هو اللى عمل كل حاجة لولاه ميرا مكنتيش هترجع...

نهضت عطر بإبنتها قليلا تنظر إلى ياسين الذي لم ينظر اليها قط وتخطاها الى الاعلي وكذالك خلفه حسن الذي لم يُكلف نفسه للحديث مع مهرة التى نظرت له بعينيها منتظرة كلامه لكنه غريب الاطوار تارةً هكذا وتارةً هكذا...

فصعدت الى الاعلى لتراه وذهب الجميع للراحة بينما ذهبت فتحية لإعداد طعام العشاء لهم...

دلفت مهرة الى غرفة حسن قائلة وهي تفرك يديها معاً

=شكرا ليك على اللى انت عملته مع اختى يا حسن...

=انا معملتش حاجة عملت اللى يرضي ضميري... بعد اذنك انا عايز انام شوية اطفي النور وأخرجي.

هزت رأسها بحيرة ثم خرجت وهي تغلق الباب تتساءَل مع نفسها بحيرة 

=هو انا عملت ايه.. علشان يعاملني بالطريقة دي طيب؟!
تنهدت بحيرة وهبطت تساعد فتحية في الطعام ... 

فى المساء ،، كانت الطاولة جاهزة بأشهى الاطعمة وقف باسل يلتقط من الطعام عشوائيًا، ضربته فتحية علي يديه قائلة

=بطل طفاسة وروح لبيت عمك عمران ناديه هو وبناته على العشاء...

هز رأسه وهو يضبط من نفسه فهو سيري عهد وهناك شيء يحركه بقوة امامها في ترتيب مظهرة ورؤيتها دومًا، بالفعل ذهب الى المنزل ودق جرس الباب لتفتح له عهد وهي تربط شعرها للاعلى بطريقة مضحكة انهار من الضحك بسببها قائلا 

=هو ايه اللى انتِ عملاه دا؟

عبست بضيق قائلة

=مالكش دعوة انت انت عايز ايه؟

=امى بتدعيكم على العشاء إندهي عم عمران والكل.. وسيبي البتاعه اللى على راسك خلى أهل البلد يضحكوا عليكِ ..

=طيب يلا بقا خليك واقف قدام الباب زي الأهبل كدا...

=لاء لاء بت يا عهد      

أغلقت الباب في وجهة وهي تضحك بخفة بينما جز هو على شفتيه بغيظ منها ومن أفعالها، وانتظرها رغماً عنه حتى خرجت مع عطر وهي تخرج لسانها له ومعهم عمران الذي اصطحبه وظلوا يتحدثون، قالت عطر الى عهد بضيق

=ياسين زعلان منى اوي.. مش عارفة اعمل ايه؟

=طيبي خاطره بكلمتين ولا حاجة.. هو برضه من حقه يزعل اتخليتي عنه بسهولة وبعدين هو رجع ميرا الحمدلله، شكلكم مش هتتجوزوا في ليلتكم السوداء دي.. !

=مش عارفة حياة نحس ...

وصلوا الى منزل الحاج يونس ، استقبلهم يونس بحب واخذ عمران يجلسون في الحديقة بينما ركضت ميرا الى يونس الذي أخذها ليلعب معها في الحديقة، وجلست عهد في الصالون وجلس بجانبها باسل ولم تخلوا جلستهم من المناقرة بين بعضهم البعض، فى حين ذهبت عطر للاعلى وقررت الذهاب الى غرفة ياسين حتي تستطيع تتحدث معه ،طرقت الباب ليفتح ياسين وهو عاري الصدر وشعره غير مرتب شهقت وهي تستدير بينما شعر هو بالاحراج ثم اغلق الباب في ووجهها ودلف ليرتدى ملابسه...

بينما ظلت هي تضحك بخفة على حاله، ثم عاد لها وهو يفتح الباب قائلا بحرج

=احم... اتفضلي.. 

=مش هقدر أدخل ، انا جاية أتكلم معاك شوية...

=تتكلمي فيه ايه عطر ، خليني ساكت أحسن...

=يا ياسين كان غصب عنى والله بجد... انا فى لحظة خوفت اخسر بنتي وقولت اي كلام !

قال ياسين بضيق

=انتِ اتخليتي عني في لحظة.. وهتروحي لجمال..

=انا مقدرش أتخلي عنك مهما حصل اصلًا! 

صمت ولم يتحدث فقالت وهي تبتسم لهُ بطريقة جميلة 

=ياسين..

=عايزة إيه؟

=أحبّك و كأنّك أمانَة وضِعت في عُنقي،
و كّأن العَالم كُلّه قد أوصانِي عليك."

=ايه! انتِ قولتي ايه .. عيدي الكلام دا تاني 

=تؤ هو مرة واحدة وبعدين علشان تعرف انك مش لوحدك اللى بتقُولَ كلام حلو يعنى...

=كدا كتير يعني حلوة وبتقولي كلام حلو.. طيب انا عايز أسمع أول كلمه تاني.. علشان خاطري..

ابتسمت بخفة قائلة

=انا بحبك يا ياسين...

=يا صبر أيوب، احنا ننزل نكتب الكتاب.

ضحكت بقوة قائلة

=يلا غير وتعالى علشان ناكل.. 

=هوا..

التفتت وهبطت الى اسفل وهي تضحك بفرحة وسعادة وقلبها يُرفرِف من كثرة عشقه ...
صعدت مهرة لتبديل ملابسها المتسخة من اثار الطعام ، وبالفعل دلفت الى المرحاض وكان حسن مازال نائِمًا أو يتصنع النوم ، ابدلت ملابسها وخرجت تقف امام المرآة لتمشط خصلات شعرها، وحسن يُراقب تلك الجميلة التى سرقت عقله وقلبه معاً...

التفتت اليه قائلة بهدوء

=انت صحيت يا حسن؟!

=ايوا.

نهض وأخذ المنشفة وملابس ولم يتحدث فقالت وهي تقترب منه بغضب

=هو فيه ايه ؟

=حصل ايه ؟

=انا إللى بسألك.. بتتصرف معايا كدا ليه بتتجنبني ليه ممكن أفهم.. ؟

=انا مش بتجنبك بتصرف عادي 

=لاء دا مش عادي انت مش عايز تتكلم معايا ولا تقرب مني.. لو انت ندمان على اللى حصل امبارح ف خلاص كل واحد يروح لحاله...

=مهرة بطلي تعصبيني بقا وتقولي الكلام الأهبل دا انى اطلقك انا مش هطلقك..

اقتربت منه بقوة تقف امامه قائلة

=بتتهرب مني ليه يا حسن؟

=لو قولتلك هيغير ايه !

=يمكن مش هيغير كتير.. بس يفرق معايا...

صمت قليلا والعيون هي فقط من تتلاقى حتى نطق بعجز شديد 

=خايف أحبك... خايف اتعلق بيكِ أكثر من كدا يا مُهرة...

=يعنى انت بتحبني؟

=معرفش ايه حُب... بس أعتقد انى عايزاك هنا ودا مخوفني... فكرة اني أبطل طباعى علشان خاطر حد صعبة، اتغير من القسوة والجبروت للحب والاهتمام أتنازل علشان خاطرك.. مبقيتش عارف أأيذكي، كل ما اشوفك عايز أخبيكِ في قلبي ودا مخوفني...

أدمعت عيونها بفرحة قائلة

=مسألتنيش ليه.. مش يمكن أنا عايزة أستخبى هنا؟

=ب..بجد...

هزت رأسها وهي تحتضنه بقوة ليطبُق على حضنها بشدة يدخلها الى ضلوعه وهي تتعلق فيهِ وكأنهُ طِوُق نجاة لها ، ابتعدت عنه برفق لينهال على شفتيها يُقبلهما بعشق شديد، ثم حملها بين أحضانه لتقول بخجل

=لازم ننزل علشان ناكُل...

=مهو انا هاكُل أهو... بس هاكلك انتِ...

ابتسمت بخجل وهي تتعلق به وهو قرر الا يخشي مه العشق يستسلم لمرة ماذا سيحدث اذاً، عاشُوا أجمل لحظات مع بعضهم البعض في ثاني ليلة ولكنها ليلة الحُب الاولي... هل سيدوم أم للقدر رآيً آخر؟!



تعليقات