رواية فتاة من نار الفصل الحادي عشر 11 بقلم سلوى منير

 


رواية فتاة من نار
الفصل الحادي عشر 11
بقلم سلوى منير


ميرفت في شرفة المنزل شاردة الفكر فيما حدث، لقد خطبت شقيقتها وابنة خالتها وهي لم يدق بابها انسان، وجاءها صوت الشيطان ان وضعها افضل منهن.. فهي حرة تتنقل بسعادة مع من ترى فيهم سعادتها، و اقتنعت. 
احلام في مخدعها تتوارد على رأسها الافكار بدون تركيز وفجأة اتاها صوت يذكرها بان فتياتها اصبحن عرائس، وما تخطو نحوه يتعارض مع ذلك.. فرد صوت اخر ان طموحها كبير ويجب ان تخطو اليه، وعاد اليها الصوت مرة اخرى ولكن ذلك الاسلوب يسيئ الى فتياتك واليك، اجاب الصوت كل ما اسعى اليه من اجل فتياتي حتى لا يتعبن في الحياة، وبحركة لا ارادية سددت اذنيها.. فهي لا تريد ذلك الحوار فهي مقتنعة بما تتسعى اليه، كما انها حريصة ان تبدو دائما في ثوب المرأة الفاضلة المضحية من اجل فتياتها، فعاد الصوت اكثر قوة.. ونزواتك لماذا لا تضحي بها هي الاخرى..، فوضعت رأسها تحت الوسادة فهي لا تريد ان يحسابها احد حتى لو كان ضميرها. 
اسلام ومشيرة في احدى المنتزهات العامة. 
مشيرة : انا فرحانة بيك اوي. 
اسلام : فعلا شعوري انا كمان اتغير، كأنه حلم وبقى واقع خلاص.. والمسؤولية في حد ذاتها بتزيد الثقة في النفس اكتر واكتر. 
مشيرة : تعرف اني اول مرة اخد بالي من لون عينك. 
اسلام مبتسم : معقولة! 
مشيرة بخجل : اصل كنت بتكسف ابصلك كتير. 
يمد يده ويمسك يدها ويتحركان في ارجاء المنتزه. 
اسلام : مش قادر اوصفلك مدى سعادتي.. وانتي معايا بحس ان الدنيا كلها بتاعتي. 
مشيرة : معاك بحس بامان واحس بالامل في بكرة، يااه قد كدا الحب جميل. 
اسلام : واجمل ما فيه بنت زي القمر اسمها مشيرة. 
مشيرة : اسلام اوعدني حماسك ليا عمره ما يقل. 
اسلام : مستحيل حد يقدر يسيب سعادته تتوه منه مهما كانت الاسباب. 
مشيرة : تعرف ان نفسيتي بقت احسن من الاول، وطبعا الفضل يرجع ليك. 
اسلام بنظرة كلها حب : طول مانتي معايا انا ببقى سعيد، وليكي وبيكي مشواري هيبقى سهل. 
احلام مع رياض في مكتبها. 
احلام : مبروك عليك مها. 
رياض : الله يبارك فيكي، مبروك لمشيرة وعقبال ميرفت. 
احلام : الله يبارك فيك، المهم عملت ايه في موضوع الارض؟ 
رياض : في قدامي حتتين، الاولى في حي النزهة والتانية في امتداد المعادي وسعرهم معقول الاتنين يعني يخلصوا على حوالي (١٦٠٠٠٠) وتأسيس المصنع من مكن ومباني ممكن يدخل في (٧٠٠٠٠) ورواتب الفنيين على ما الشغل يطلع، يعني محتاجين كدا كله حوالي ربع مليون. 
احلام : ممكن نوفر المكن ويجي بالقسط مع المكن اللي موجود عندنا..، قولي حسابنا كام في البنك. 
يفتح رياض دوسيه امامه ويقرأ منه. 
رياض : حسابنا (٦٠٠٠٠) ولينا برة (٢٠٠٠٠) وعلينا للقماش (٢٥٠٠٠) يعني الصافي (٥٥٠٠٠) . 
احلام : خلال الاسبوع دا هوفرلك تمن الارض ونبتدي في عملية البنا على طول. 
تتم خطبة اسلام ومشيرة ومعهم رياض ومها في حفل عائلي، وتبدأ احلام مراحل المصنع الجديد بمساعدة رياض، وتنتقل احلام وبناتها الى شقة جديدة تناسب مكانتها كصاحبة مصنع وتشتري سيارة بالقسط وتبدأ حياة جديدة، ولكن مديوناتها في السوق ارتفعت لتلك النقلة ولكنها تعي جيدا ما تخطو اليه و وضعت خطة مضغوطة لسداد ديونها، وبدا العام الدراسي مشيرة في كلية اعلام، ميرفت في الثانوية العامة، مها بكالورويس التجارة. 
احلام مع فايد في شقته الخاصة يجلسان سويا في الصالون. 
فايد : اظن دلوقت بالك هدي. 
احلام : لسة شوية. 
فايد بحدة : لسة ايه تاني، المصنع وخلاص هيشتغل الاسبوع دا.. شقة وغيرتي.. عربية وركبتي.. عايزة ايه تاني. 
احلام : اطمن على مشيرة وميرفت وابقى كدا عملت اللي عليا. 
فايد باسما : مشيرة واتخطبت وميرفت ربنا يسهلها. 
احلام : معندكش فكرة الفترة اللي فاتت دي تعبت فيها قد ايه. 
يتحرك نحوها ويمسك يدها فتهم واقفة وترمي نفسها في احضانه. 
احلام : احضني.. احضني اوي. 
ميرفت واقفة في شرفة المنزل تلاحظ وجود شاب في الشرفة المقابلة يختلس بعض النظرات لها ولكنه لا يصمد امام تظراتها له، واعجبها ذلك الخجل فابتسمت له فرد لها الابتسامة في عجالة وانصرف، تعجبت من تصرفه ايوجد شاب في هذا الزمان يخجل الى هذا الحد.. وقررت ان تقترب منه. 
مها مع رياض في سيارته يجوبان كورنيش النيل. 
مها : ايه اخبار شغلك؟ 
رياض : هانت المصنع هيشتغل الاسبوع دا. 
مها : انا عارفة انك تعبت بس معلش، اكيد دا هينفعك بعدين. 
رياض : هي فعلا وعدتني بزيادة المرتب، بس اللي بيهون بقى على الواحد بجد ضحكة الوش اللي زي القمر دا. 
مها : ايه الكلام الحلو دا. 
رياض : دا مش كلام دا واقع انا حاسه. 
مها : ربنا يخليك ليا واشوفك دايما ناجح في حياتك. 
رياض : الاجمل من دا كله، اننا نشوف بعض في بيتنا. 
مها : شد حيلك وانا من ايدك دي لايدك دي. 
يمسك رياض بيد مها ويرفعها الى شفتيه ويقبل يدها. 
احلام في مكتبها بالمصنع الجديد تقابل مصممين الازياء ويلفت نظرها شاب حديث التخرج.. قوي البنيان.. وسيم.. نظرته تحمل بريق جديد عليها لم تراه في عيون من عرفتهم من قبل، الشاب يدعى احمد وبدأ الحيوان القاطن بجسدها يعوي على ذلك الاحمد، فبدأت تعد نفسها وادواتها لذلك الشاب. 
ميرفت في طريقها الى المدرسة، تشعر بوطأ اقدام تتبعها وتتردد في النظر خلفها للحظات، ثم تلتفت بحركة لا ارادية فتجد ذلك الشاب الذي كان يقف امامها من قبل في الشرفة. 
ميرفت : انت اللي ساكن قصادنا صح؟ 
يجيب بهز رأسه و ابتسامة حائرة. 
ميرفت : طب مالك مرتبك ليه؟ 
الشاب : ابدا.. اصل دي اول مرة امشي ورا بنت. 
ميرفت : معقولة؟ 
الشاب : ممكن اوصلك؟ 
اعتدلا لوجهة الطريق وتحركا سويا. 
ميرفت : مش تعرفني بنفسك. 
ياسر : اسمي ياسر في كلية زراعة سنة تانية.. وحيد اهلي. 
ميرفت : مكنش ليك اي تجارب قبل كدا؟ 
ياسر : ليا بس في كانت في نطاق حدودي. 
ميرفت : مش فاهمة. 
ياسر : التجربة الوحيدة اللي في حياتي كانت بنت معايا في ثانوي وانتهت بنهاية الثانوي. 
ميرفت : على فكرة.. انت لافت نظري من فترة، بس احب اعرف انت عايز ايه مني بالظبط. 
ياسر متوترا : من اول ما شوفتك وانا مشدود ليكي، مش عارف اعجاب ولا حب. 
ميرفت بمكر : واديك كلمتني.. ها وصلت لايه؟ 
ياسر : الاعجاب نوع من الحب، المهم رأيك انتي. 
ميرفت : مش عارفه.. اديني وقت افكر. 
ياسر باسما : اتمنى تفكري بسرعة، وعلى العموم انا متفائل. 

                


تعليقات