رواية فتاة من نار الفصل العاشر 10 بقلم سلوى منير


رواية فتاة من نار
الفصل العاشر 10 
بقلم سلوى منير

  اسلام جالس مع اسرته في صالة المنزل يشاهدون التلفاز وبعد انتهاء المسلسل اليومي تحرك واغلق التلفاز وبادرهم مازحا
اسلام : اليكم النبأ التالي. 
مها باسمة : طبعا اتخرجت واهتماماتك اتغيرت. 
الام : خير يبني. 
اسلام وهو مترقب والده : انا عايز اخطب. 
الام مهللة : يا الف نهار ابيض، مين ست الحسن. 
اسلام : مشيرة بنت خالتي. 
الجميع مترقب رد فعل الاب ولكنه صامت
اسلام : ايه رأيك يا بابا؟ 
الاب : والله دي حياتك انت وانت ادرى بيها، وانا ياريت كنت اقدر اساعدك. 
اسلام : مبتسم : وقوفك جنبي هي مساندتك ليا وياريت تحدد معاد مع خالتو ونروح نخطب مشيرة. 
الام : مبروك علينا يا ولاد، دا الفرح حلو. 
الاب باسما : ابقي حددي معاد مع اختك. 
مها : مبروك يا سيدي. 
اسلام : الله يبارك فيكي عقبال ما نفرح بيكي يا قمر. 
احلام تضغط زر الجرس تتلفت يمينا ويسارا في انتظار ان يفتح الباب، يفتح لها فايز ويدعوها للدخول وتدخل وتجلس معه في احد الاركان وتزوغ بنظرها في الشقة فهي تشبه شقة فايد ولكن هنا تكثر التحف والاثريات. 
فايز : تحبي تشربي ايه؟ 
احلام : شكرا ولا اي حاجة، يا ترى وصلت لحل في موضوعي؟ 
يتحرك بجوارها : انا لاقيت حل بس المهم موافقتك. 
احلام في دلال : انا موافقة على كل شروطك. 
يحرك يده الى يدها ويده الاخرى تداعب خصلة من شعرها. 
فايز : احنا هنحط ضمانات وهمية وتاخدي المبلغ، وكل شهر هتسددي جزء منه بالفايدة الخاصة بالبنك وانا ليا حاجة بسيطة كدا 2 % . 
احلام : موافقة بس اكيد في فترة سماح ارتب فيها اموري. 
فايز : طبعا ، عندك ست شهور سماح وبعدها تبتدي تسددي للبنك.
احلام : انا مش عارفه اشكرك ازاي. 
يقترب منها : دا انا اللي لازم اشكرك انك شرفتيني هنا. 
وتتلاقا الشفاة ويخيم الصمت عليهم. 
مها تحدث رياض عبر الهاتف من حجرتها. 
مها : اظن ظروفك تسمح انك تتقدملي دلوقت. 
رياض : ايه اسلام فتح نفسك ولا ايه؟ 
مها : ايه هو انت ملكش مزاج ؟ 
رياض : خلال الاسبوع دا هكلم عمي ويبقى فرحنا معاهم في يوم واحد، دنا كنت بحلم بالخطوة دي واهو الحمدلله الامور متيسرة. 
مها بدلال : وحشتني.. وحشتني موت. 
رياض : بحبك.. بحبك موت. 
ميرفت جالسة امام التلفاز شاردة فيما جد عليها في ذلك اليوم ،  وخواطرها شبه مضطربة لا تجد ما ترمي عليه اللوم سوى نفسها وطريقها الذي اختارته بارادتها، وراحت تبحث عن حل لذلك الموقف وهداها شيطانها الى ان تبقى كما هي حتى تعيش حياتها وعندما يحين لها القدر بالزواج تعمل على اعادة عذريتها، واقنعت نفسها بذلك لانها تشعر ان ما حدث اليوم لن يكون نهاية المطاف لها ، انها اصبحت دائما في نهم الى احضان و قبلات اي فارس واي عاشق. 
احلام جالسة في غرفتها على احد المقاعد تستعيد ما حدث من فايز مدير البنك وايقنت ان الرجل كالبصمة في حياة اي مرأة ويختلف عن غيره، وان كانت بصمة فايد اعمق واوضح في حياتها فذلك الفايز بسنه الذي تجاوز الخمسون يتصابى برجولته ، ولكن للظروف احكام. 
مشيرة في حجرتها شبه نائمة على سريرها والقلق يتملكها من قرار اسرة اسلام اتجاهها، ولكنها تثق في حب اسلام لها ونبل مشاعره نحوها.. كما انها تحبه ولا تفكر باي حال من الاحوال ان يفرق بهما الزمن مهما كانت الاسباب، ولكن حسها يملؤها تفاؤل وجال اسلام بخاطرها فاغمضت عينيها على طيفه وكأنها تحتضنه. 
رياض مع عمه والد مها في مقر عمله ويتحركون الى الشارع الصاخب متجهين الى احدى الكافتيريات، يعرض عليه رياض رغبته في الارتباط بمها ولم يعلق الاب بشئ اللهم ابتسامة حائرة ولكنه وعده ببحث الامر مع باقية افراد الاسرة. 
احلام في مكتب فايد تبدو على وجهها السعادة وهو شبه حائر بنظره الزائغ في اركان الحجرة. 
فايد : ارتاحتي خلاص؟ 
احلام : لما المصنع يبقى موجود على الارض ارتاح. 
فايد بعدم اكتراث : على فكرة فايز كلمني النهاردة الصبح وكان سعيد اوي بمعرفتك، واضح انك مضيعتيش وقتك معاه. 
احلام بخجل : صدقني لما اقولتلك ان انت الراجل الوحيد اللي بحس معاه اني ست. 
فايد : مش عارف اقولك ايه، بس كل اللي اقدر اقوله انك عشان تثبتي ذاتك ممكن تعملي اي حاجة وتضحي بأي حاجة. 
احلام باسمة : الا انت يا فايد، صعب اوي اضحي بيك. 
فايد باسما : كل ما اقول فهمتك الاقي نفسي بعيد اوي عن اللي جواكي. 
احلام : اللي جوايا دا شي ملكي انا بس. 
فايد : مش عارف حاسس ليه انك ماشية في الدنيا بغريزتك مش بقلبك ولا عقلك. 
احلام في الم : للاسف الناس ليها الظاهر. 
فايد بتودد : ما هو انتي اللي لافة نفسك بالغموض، افتحي قلبك وانا اكيد هفهمك. 
همت احلام واقفة : صعب اني اتكلم.. وصعب انك تفهمني. 
وترحل احلام. 
مرسي وزوجته واولاده جالسون يتناولون الطعام. 
مرسي : كلمتي اختك؟ 
الام : اه هتستنانا الساعة ٧.
مرسي : فهمتيها سبب الزيارة؟ 
الام : لمحتلها من بعيد. 
مرسي : على فكرة رياض عايز يتقدم لمها. 
الام والبسمة ارتسمت على وجهها : صحيح الفرح يجيب فرح. 
مرسي : ايه رأيك يا مها؟ 
مها تنظر له وضحكة خجل تكسو وجهها دون ان تتفوه بكلمة. 
اسلام : بلاش احراج بقى، السكوت علامة الرضا. 
الام : يلا على البركة رياض شاب كويس. 
احلام من مكتبها تحدث فايز مدير البنك. 
احلام : يعني اعتبر دا وعد؟ 
فايز : اكيد، خلال الاسبوع الجاي تقدري تاخدي المبلغ. 
احلام : مش عارفة اشكرك ازاي يا فايز بيه. 
فايز : يا ترى اقدر اشوفك قريب؟ 
احلام : اكيد طبعا ، بس النهاردة صعب جايلي ضيوف.. خليها بعد بكرة الساعة ٩.
فايز : اتفقنا هكون في انتظارك. 
احلام ومشيرة وميرفت ومعهم اسرة مرسي في صالة منزل احلام. 
مرسي : يا ست احلام من غير لف ودوران احنا عايزين مشيرة لاسلام. 
احلام : وماله احنا هنلاقي احسن من اسلام. 
انصاف : كتر خيرك ياختي ما هو دا عشمنا بردو. 
مرسي : مشيرة قدامها اربع سنين جامعة يكون اسلام جهز فيهم نفسه، واهو ربنا كرمه بشغل في مدرسة خاصة وان شاء الله ربنا يسهله اموره. 
احلام : طالما مشيرة موافقة يبقى على بركة الله. 
مرسي : احنا هنقدم شبكة معقولة عشان يبقى ارتباطهم رسمي. 
احلام : موافقة، ايه رأيكم الخميس اللي بعد الجاي. 
انصاف : على بركة الله ( تنظر لاسلام) مبروك يبني (ثم تتحرك لمشيرة وتقبلها) مبروك يا ست البنات (تنظر لميرفت) عقبالك يا جميل. 
مرسي : على فكرة رياض طلب ايد مها. 
احلام : والله ! عمتا رياض شاب كويس، مبروك يا مها مبروك عليكم كلكم. 


تعليقات