فتاة من نار الفصل الثاني 2 بقلم سلوى منير


فتاة من نار
الفصل الثاني 2
بقلم سلوى منير 

في الصباح ذهبت احلام الى المستشفى لتطمئن على زوجها، ومع دخولها المستشفى وجدت شقيقتها انصاف في حالة انهيار وادركت احلام وفاة زوجها وصرخت صرخة مدوية كانت صرخة على عمرها وشبابها الذي مضى في عذاب، وحضر زوج انصاف وانهى اجراءات الدفن ثم عادت احلام الى المنزل لتكون في استقبال المعزين.. وفي نهاية الليل خلت بنفسها في حجرتها وراحت تفكر في عدم حزنها على زوجها، هل بسبب سوء معاملته؟ .. ام بسبب حرمانها من كونها انثى؟ ، ولكن حكم العشرة التي كانت بينهم تسبب لها بعض الآلام لوفاة والد بناتها. 
وراحت تفكر كيف ستعيش بمفردها مع ابنتيها؟ ، وكيف تواجه الحياة ومشكلتها الاكبر انها انثى.. تحب ان تعيش حياة نساء العالم من حيث الحب ودفئ المشاعر، ورجل يرعاها ويوفر لها الحنان والامان.. وطرأ على خاطرها ابنتيها و وضعهم في الحياة، واخذت قرار بعدم الزواج مهما كانت الاسباب ومهما عانت من عدم الزواج مقابل ان تظل ابنتيها في كنفها ورعايتها دون تحكم اي رجل غريب فيهم، و وصلت الى ان العمل سيكون حلا لعدم اعتمادها على اي رجل، وفكرت في ان تستغل معاش زوجها ومكافأته في التجارة.. وظلت تفكر في مشروع يناسبها كامرأة، وارجأت التفكير لحين الحصول على المكافأة ثم تفكر من خلالها ما يناسبها من العمل. 
احلام مع مرسي زوج شقيقتها بعدما استلمت مكافأة ومعاش زوجها وبادرها مرسي. 
مرسي : ناوية على ايه؟ 
احلام في حيرة : والله لسة بفكر، مفيش قدامك مشروع كويس اعيش منه انا والبنتين؟ 
مرسي : والله المشاريع كتير بس المهم المشروع اللي يناسبك. 
احلام وهي ناظرة للنقود : اللي يناسب اللي معايا، انما انا مش فارقه معايا. 
مرسي : يعني مفيش حاجة معينة في دماغك؟ 
احلام : يعني بفكر في التجارة، اجيب شوية هدوم مستوردة من بورسعيد وابيعها. 
مرسي : والله كويس وانا هساعدك، دا زمايلي في الشغل هيفرحوا اوي خصوصا لو كان قسط. 
احلام : وماله تقسيط تقسيط بس الموضوع يتم على خير. 
مرسي : قولي يا رب. 
احلام جالسة مع مشيرة وميرفت يتناولون الغداء واخبرتهم بنيتها في استغلال المال في التجارة وايدتها مشيرة، ولكن ميرفت رفضت نوع العمل وطلبت من امها ان تبحث عن مشروع اخر، واحتد النقاش بينهم.. واخذت مشيرة تهدأ امها وتحاول اقناع ميرفت بأن امهما تعمل على مصلحتهما، وظل الموقف معلقا وانسحبت احلام الى حجرتها والقت بنفسها على السرير تفكر في موقف ميرفت، هل هو صحيح؟ ام هي تنظر فقط الى المظاهر و وضعها وسط اصدقائها.. انها منذ الصغر تبدو عليها الانانية واظهار نفسها بأي صورة حتى لو كانت بالسلب، على عكس مشيرة فهي هادئة الطباع حتى جمالها هادئ مثل شخصيتها. 
مشيرة وميرفت كل منهما على سريرها 
مشيرة : ليه بتزعلي ماما مش كفاية الا هي فيه. 
ميرفت : بذمتك دي شغلانه... نقول للناس امنا دلالة. 
مشيرة : ماما قصدها راحتنا بدل ما نحتاج لحد. 
ميرفت : تشوف يا ستي شغلانه تانية بدل ما تبهدل نفسها وتبهدلنا كدا. 
مشيرة : ماما اكيد فكرت كويس وخدت قرارها. 
احلام راقدة على السرير محتضنة الوسادة ... فذلك الحيوان المسمى بالانوثة بدأ يثور ويكاد يقتلعها من جسدها، فهي في حاجة الى ذلك الفارس الذي يستطيع ترويض ذلك الحيوان.. وراحت تبحث عن ذلك الفارس في من تعرفهم من الذي تستطيع ان تجذبه اليها؟ وخطر على بالها عدة فرسان وراحت تفكر في حالها مع كل منهم وهي تتأجج بنار الانوثة وتدعي الى خيالها ذلك الشاب المدرس القاطن في الشقة المقابلة لهم، ونظراته التي تجردها من ملابسها وهو يراجع بعض دروس الانجليزية لابنتيها.. ولكن كيف تشجعه على نفسها واخذت تفكر في طريقة لاستدراجه. 
مشيرة وميرفت يتوجهان الى غرفة الام يجدونها جالسة على السرير شاردة الفكر، فتقترب منها مشيرة وتطبع قبلة على جبينها فتفيق الام من شاردتها وتبتسم نصف ابتسامة وتحتضن مشيرة ، وتمد يدها الى ميرفت وتسحبها اليها وتقبلها فتبادرها ميرفت. 
ميرفت : انا اسفة يا ماما متزعليش مني. 
الام وهي تضمها : انا عمري ما ازعل منكم، دنا بعمل لمصلحتكم. 
ميرفت : والنبي يا ماما شوفي مشروع تاني.. عشان خاطري. 
الام : طب شوري عليا يا بنتي، هو انا يعني غاوية بهدلة.. انا المهم عندي ازود الفلوس عشان اعرف استركم لما تيجوا تتجوزوا. 
مشيرة بحماس : نحط الفلوس في البنك ونعيش من الفايدة. 
الام : الفايدة قليلة ويوم ورا يوم الفلوس هتقل لحد ما تخلص. 
ميرفت : ايه رأيك لو جبنا كام مكنة خياطة واجرنا مكان وعملنا مصنع ملابس صغير. 
مشيرة : برافو عليكي ويوم بعد يوم المصنع يكبر ونكبر احنا كمان معاه. 
الام : هو مشروع كويس بس هنحتاج وقت على ما نتعلم الخياطة. 
ميرفت مندفعة : نتعلم ايه يا ماما، احنا نجيب ناس يشتغلوا وانتي تديري. 
الام مبتسمة : حقا لو الموضوع دا تم يا ولاد، دحنا يبقى ربنا كرمنا وعوض صبرنا خير. 
ميرفت : يعني خلاص، اعملي بقى اعلان في الجرنان عن طلب مصمم ازياء وفنيين للعمل على المكن. 
مشيرة : مصمم ايه يا بنتي واحدة واحدة الاول فنيين والتصميم دا يبقى من المودلات العالمية. 
ميرفت : انتي هتتعبي شوية يا ماما لغاية ما الناس تعرف بس النتيجة مبهرة. 
الام في حماس : عمر الشغل ما يتعب، يلا على بركة الله. 
احلام في منزل شقيقتها ويجلس معها شقيقتها وزوجها والاولاد.. مها في كلية تجارة.. واسلام في بكالوريوس تربية، وعرضت عليهم احلام المشروع الذي اقترحته ميرفت وايدها الجميع في تنفيذه وبسرعة ثم استأذنت لتعود لمنزلها. 
مشيرة وميرفت في الصالة يشاهدون التلفاز. 
ميرفت : تخيلي يا مشمش المشروع دا لو تم. 
مشيرة : كله بامر الله. 
ميرفت : تخيلي وضعنا. 
مشيرة : مش مخوفني غير طموحك الزايد دا. 
ميرفت : الحياة ملهاش طعم من غير طموح. 
مشيرة : المشكلة انك ممكن تعملي اي حاجة وتدوسي على اي حد عشان توصلي لطموحك. 
ميرفت : انتي عايشة بجمالك وانا عايشة بطموحي وبكرا طموحي دا يتغلب على جمالك. 
مشيرة : انتي ليه واخدة الموضوع دا بحساسية كدا. 
ميرفت : بسببك انتي، وكلام ماما.. ونظرة الناس ليا. 
مشيرة : محبش انك تفكري كدا ابدا. 
وفي الليل بعدما ذهب كلا منهم الى خلوته، رقدت ميرفت على فراشها وعيناها تقطر دموع على حالها، فهي تدرك ان مشيرة اجمل منها بمراحل حيث قوامها ممشوق وجمالها اخاذ يلفت الانظار، كما انها دائما محاط اهتمام من حولها فراحت ميرفت تفكر في طريقة تتفوق بها على مشيرة. 
مشيرة مع اسلام في احدى الكازينوهات. 
اسلام : وحشتيني. 
مشيرة تنظر للارض وحمرة الخجل كست وجهها. 
اسلام : انتي لسة بتتكسفي مني. 
مشيرة : ايه رأيك في مشروع ماما. 
اسلام : بلاش تغيري الموضوع، انا بقالي كتير مشوفتكيش.. انا جاي النهاردة اتعبد في محراب جمالك. 
مشيرة : كلامك دا بيخليني اطير في السما واحس ان الدنيا دي مفهاش حد غيرنا.. انا وانت وبس. 
اسلام : شوفي القاهرة كام مليون؟ ، انا لا شايف ولا سامع غيرك.. وكل امانيا بيت يجمعنا. 
مشيرة : هانت كلها سنة وتتخرج وتحقق حلمك. 
اسلام : حلمنا. 
احلام جالسة في حجرة بناتها، مشيرة على مكتبها تذاكر وميرفت منبطحة على فراشها والكتاب امامها. 
احلام : هو الاستاذ هشام جاي النهاردة؟ 
ميرفت : كلها ساعة وييجي..خير
احلام : بقول يعني مش معقول يبقى عندي مصنع ومعرفش اقرى واكتب. 
مشيرة : فاتتنا دي، بس احنا ممكن نعلمك. 
احلام : يا حبيبتي انا مش عايزة اعطلكم، وبعدين هشام ممكن نديله فلوس يعني مش هبقى عبئ عليه.. ولا ايه رأيكم. 
ميرفت : وماله يا ماما دانتي حتى نبيهة وهتتعلمي بسرعة. 
احلام : ماشي اسيبكوا انا بقى 
تتجه احلام الى غرفتها وتلقي بنفسها على السرير.. سعيدة بأول خطوة لاقتناص ذلك الفارس ثم قامت متجهة نحو المرآة، وظلت تتفحص وجهها وصوت داخلها يحدثها.. حرام ان يهمل هذا الجمال، ثم تضع يدها على شفتاها المكتزة التي كانت مهملة من زوجها فهو نادرا ما كان يقبلها ، ثم تحركت يدها الى صدرها وذلك النهد البارز هو الاخر ليس له دور في حياتها الزوجية، وشدت بيدها زيها فاتضحت اكثر معالم خصرها.. واردافها المستديرة وايقنت ان زوجها كان لا يجيد فن معاملة  الاجساد الجميلة. 



                     
تعليقات