رواية أنصاف القدر الفصل الرابع 4 بقلم سوما العربى







 رواية أنصاف القدر

الفصل الرابع 4

بقلم سوما العربى


كانت الايام تمر وهو يزيد انشغاله بها.. اسبوع آخر مر وهى على نفس الحاله من التجاهل واللامبالاة. حتى إقامة هديل لديهم بالبيت وتوددها وجلوسها الدائم معه لم يؤثروا بها. جلس يفكر برويه وهدوء... ماذا يريد هو.. هل فقط يريد اهتمامها ام شئ آخر؟

 لما يرى انعكاس صورتها الان على مياه حمام السباحة؟ عطرها الجميل انبئه وجعله ينظر خلفه.. تسارعت انفاسه وهو يجدها ترتدى ذلك الفستان من الكاروه لا يكاد يصل لمنتصف فخذها الأبيض.. حزام على الوسط يحدد خصرها وتفاصيل جسمها التى يبدو أنها نضجت دون أن يدرى. ترفع شعرها ديل حصان لاعلى وتضع (هيدباند) صغيره على شعرها.. وجهها مشرق يبتسم بنعومه. 

تحدثت برقه قائله :ممكن اقعد معاك شويه. وجد لسانه من شدة الإعجاب عاجز عن الرد واخذ يهز رأسه بإلحاح شديد. 

ابتسمت داخليا وهى تراه هكذا بهذه الحالة أمامها . اقتربت منه حد الخطر وهو بالأساس لا ينقصه ذلك القرب المهلك.

 اغمض عينيه بغضب.. متى اصبح يفكر فيها هكذا. انتبه على ماتفعله وجدها تخلع حذاءها البسيط وتضع قدميها البيضاء الملفوفه فى المياه مثله. ثم نظرت له تبتسم بلطف ووداعه ولكن بداخلها مكر كبير وهى ترى الإعجاب واللهفه بعينيه. 

تحدثت برقه :قاعد لوحدك ليه وسايبهم كلهم جوا. لم يستمع لسؤالها ولا لأى شئ إنما باغتها بما يشغله :انتى ليه متغيره معايا كده؟


 زوت مابين حاجبيها تقول :انا؟ متغيره إزاى؟ 

عامر :مابقتيش مليكه إلى انا اعرفها.. متغيره... متغيره عليا... لا بقيتى تكلمينى ولا تفتحى معايا مواضيع زى الاول.. ولا بشوفك خالص.. انتى كنتى بتيجى تجرى عليا اول واحدة وانا راجع من الشغل كنتى بتبقى مستنيانى.. تقريبا بقيتى طول اليوم برا.. مش بشوفك.. ولو موجودة مش بتبصى ناحيتى خالص... ولا بقيتى تهتمى برائى فى اي حاجة تخصك.. انتى ماكنتيش بتمشى خطوه غير لما تاخدى رائى... كنتى دايما تطلبى منى اخرجك.. اوصلك.. افسحك... كل ده راح فين. كان الالم يملئ قلبها وهى تراه يعد كل ما كانت تفعله بشوق ولهفة واهتمام.. 

الآن فقط شعر بها.. قدمت كل شئ ولم تجد اى شئ.. يريدها دوما مهتمه.. كيف لعامر الخطيب ان يخسر واحدة من معحبينه.. واحدة ممن يلهثن خلفه. حاولت رسم دور الرقة ببراعه هى تضع يدها الصغيرة على ظهر يده بشعرها الكثيف. وهو أول ما فعلت ذلك اغمض عينيه يقشعريره واستمتاع لذيذ. 

مليكه :مش عايزه بس اشيلك همى واقرفك معايا. 

عامر بشعور جديد وغريب :مين قالك انك هم؟ 

مليكه :انا خلاص كبرت واقدر اعتمد على نفسى.

 عامر :مهما كبرتى.. هتفضلى بنوتى الصغيرة اللي ربيتها على ايدى. كتمت غيظها ببراعه فهو للتو قد ذكرها بذلك اليوم... هل بعد كل ماتفعله هذا يظل مصر على أنها ابنته.

 تكلمت بلطافه:لا سيبك منى.. انت خلاص كبرت ولازم تتجوز وتجبلنا بنوته صغيره نلعب بيها. كانت تقولها بكل الم تتحامل على حالها كى تنتطق وتتخيل ذلك... لابد وان تتعود فهو عاجلاً او اجلا سيتزوج غيرها. عامر بضيق:انتى عايزانى اتجوز. 

ازاحت يدها من على يده فشعر بالضيق.

 تحدثت هى :مانت لازم تتجوز... امال هتترهبن. كان يود أن يطلب منها ان تعيد يدها على يده مجدداً لكن لم يستطيع. 

أكملت هى :صحيح انت ماتجوزتش ليه لحد دلوقتي؟ 

عامر :عشان لسه ماحبتش. ملكيه:عايز تقولى ان عمرك ماحبيت. زم شفتيه يقول :امم.. مش عارف... ساعتها كنت فاكره حب طبعا بس دلوقتي وبعد السنين دى مش بشوفوا حب.. انا وهى كنا فى جامعه واحدة وشغل باباها معانا وهى كانت بتساعده.. هى كانت بنت هايله بصراحة.. بس اختلفت معايا على كذا حاجة بعدها اتفقنا زى اى اتنين محترمين اننا ننهى علاقتنا دى بهدوء ونحاول نحافظ على الذكريات الكويسه الى كانت بنا. 

مليكه :ههههههه نعم؟ هو ده حب يعنى ولا كنتوا جاست وفرند نو مور؟ 

عامر :لا كان حب وزى ماقولتلك هى كانت بنت كويسه فعلاً بس انا الى لما بحب بيبقي المشكلة منى. يعني شوية طباع هى ماعرفتش تتعايش معاها وبصراحة كان عندها حق. كانت تشعر بالغيرة مهما مثلت على ملامحها الدبلوماسية والسلام... كان يعشق بجنون.. لدرجة ان الأخرى لم تتحمل. لكنها رفعت حوجبها وقالت:مش شايف ان كلامك مش راكب على بعضه.

 عامر :مش راكب على بعضه؟! مليكه :مش منطقى يعنى... إزاى بتحب بطريقة صعبه كده وازاى قبلت انكوا تقعدوا وتتكلموا بهدوء وتنهوا العلاقه دى... هو الحب فيه عقل؟ .. ولو انت بتحبها بالطريقة الصعبه دى لدرجة أنها ماقدرتش تستحملها ازاى هتقدر تفترق عنها... وكمان بتتكلم دلوقتي كأن عادى.. مش شايف ان الموضوع مش راكب على بعض. 

عامر :عندك حق.. بس.. هو انتى كبرتي كده امتى؟ 

ابتسمت داخليا تتصنع الاستغراب قائله:ازاى مش فاهمة قصدك. تحدث وعيونه تمشط كل مفاتنها :يعنى بقيتى بتتكلمى في حاجات الكبار لا وليكى وجهة نظر وبتتناقشى.. كأنى بكلم حد كبير.

 مليكه :وهو انا كنت هفضل صغيره يعنى... ماعملتش حسابك انى هكبر فى يوم من الايام.

 نظر لها يردد بشرود :لا ماعملتش ابدا حساب اليوم ده. مليكه :لأ كبرت ياسيدي... وقريب اوى هتجوز وتشوف عيالى كمان.

 شعر بضيق غير مبرر وردد:تتجوزى؟!!! 

مليكه:اه اكيد يعني... امال فادى ده هنوديه فين؟ 

عامر :وانتى بتحبيه؟ مليكه:والله ده سؤال مش بفكر فيه دلوقتي انا الى بفكر فيه انى عايزه انزل اعوم حالا في حمام السباحة. 

نظر حوله وقال :لا طبعا استنى لبكرا. 

مليكه :نعم؟ واستنى لبكرا ليه. الجو حر والميه حلوه ايه اللي يخلينى استنى لبكرا ما اى حد هنا بيبقى عايز يعوم فى اى وقت بينزل عادى مش بتقولو بكره يعنى. عامر :انا قولت بكره يبقى بكره

 مليكه :لا انا عايزه انزل دلوقتي انا هروح اغير واجى.

 همت للمغادرة فقبض على ذراعها يقول :تغيرى ازاى يعنى... لا تكونى بتفكرى تلبسى مايوه. 

مليكه:امال الناس بتعوم بأية دلوقتي.

 عامر بغضب شديد :لو حصل وقسما بربى هيبقى عقابك عسير. 

مليكه :وفيها ايييه ماطول عمرى بلبس مايوه وبنزل اعوم في اى وقت عادى.

 عامر :فى انك خلاص كبرتى ياهانم هتنزلى كده ازاى بمايوه وفى شغالين فى القصر.

 اخيرا ابتسمت داخلياً ثم قالت بعند:ما كارما بنت كبيره وبتنزل اى وقت وانت كنت بتنزل مع هديل كمان اشمعنى انا بقى؟ انا هنزل خلاص.

 هدر بغضب افزعها:الكلام يتسمع وانتى ساكته فاهمة. 

وقفت بغضب تدب الأرض بقدميها وهى تغادر :لا مش فاهمة وهعمل إلى انا عايزاه بس.

 رحلت بغضب وهو ينظر لاثرها بضيق يتمتم :هى قامت ليه.. انا قولتلها تسكت مش تمشى وتسبنى.. قال تنزل حمام السباحة قال.. اووووووف يخربيتها هى كبرت واتدورت واحلوت كده امتى؟ ثم تمتم بغضب:وعايزه تلبس مايوه. بعدها انتبه على نفسه... تفكيره.. كل شئ

 فى منزل نجلاء جلست مقابل والدتها وشقيقتيها(صفاء وهناء) مديحه (ام نجلاء) بعديد:ارتحتى يا معدله.. خربتى بيتك وقعدتى.. ياما قولتلك ووعيتك.. حافظى على راجلك.. ده الف واحدة تتمناه. 


نجلاء :ياما حرام عليكى بقا كفاياكى تقطيم فيا.. راجل ايه اللي احافظ عليه... ده معيشنى فى ذل ومرار.. اشحال لو ماكنتش يوماتى اجيلك اشكي ودمعتى على خدى. مديحه :ياختى ده حال كل المتجوزين والايام على ده وده. نجلاء :ياما ده تملى كا"سر نفسى.. غلبت لما جبت اخرى.. انا ماعدتش طايقه العيشه مع الراجل ده. صفاء:مابراحه ياما هى الى فيها مكفيها.

 مديحه :ماحدش قالها تتطهقه فى عيشته لحد ما يطلقها كذا مره ياعين امك. 

صفاء:وهو يعنى كان بخطرها ياما. هناء:حقى ياما ده كان تملى كشرى. باصص علينا من فوق.. إلا مافى مره عزمناه معانا وجه كل مره يتحجج بحجه شكل.. كأنه هيقل من نفسه لو قعد معانا.. مع انه لابد دايما عند امه واخواته وهما من نفس المنطقة بردك.. شايف نفسه على ايه.. ولا عشان اخد شهادة يعنى وبقى باشمهندس.

 مديحه :بقولك ايه منك ليها.. الى عندها كلمة عدله تقولها والى ماعندهاش تبلع لسانها جوا بوقها. تنقطنا بسكاتها هى مش ناقصه.

 صفاء:احنا بنقول الحق ياما.. هى اتحملت بما فيه الكفاية وخلاص هو الى طلقها. 

هناء :بكفايه بقا وكفاية نقطم فيها هى عملت الى عليها وزيادة وماهياش ناقصه كل واحد يسلخ فيها من ناحيه.. ده بدل ما نقف جنبها ونقويها. 

تنهدت مديحة وهى تجد ابنتها على وشك البكاء وقالت:وانا بعمل كده.. اهو اضغط انا حبه وانتو حبه عشان لو دماغها راكبه غلط نعدلهلها.. هو انا خاطرى ايه غير انى اشوفها متهنيه ومرتاحه... دى بنتها على وش جواز... من هييجى يخبط على بابها ولا ينكشها وهى ابوها وامها مطلقين. 

لم تستطيع نجلاء أن تقاوم أكثر وانخرطتت فى البكاء.. أسرعت إليها شقيقتيها يضمونها يحاولن تهدئتها. هناء :مش قولنا بكفايه ياما ده بدل ما نهونها عليها بنزود همها. 

صفاء :هى اول ولا اخر واحدة تتطلق.. ما ياما بنات اهليهم اطلقوا واتخطبوا واتجوزوا عادي. مديحه :مش بالساهل كده... وهو ده الى قاهرنى.. بتى خربت بيتها وتلفت أمل بنتها من بعدها. نجلاء من وسط بكاءها الحار:وانا ذنبى ايه.. ماعلى يدك كل حاجه. هو انا الى سعيت لطلاقى ياما. 

مديحه :امال مين يا خيبة الأمل. 

انتفضت من موضعها بحده... لن تصمت اكثر.. انفجرت بصراخ :انتى ياما... انتى الى خلتيه يبيع ويشتري فيا كده وكل كام يوم يرمى عليا يمين طلاق. ليه. ماهو عارف هيجيبك يقعد يقول ويحكى الى حصل وانا غلطانه مش غلطانه بتجيبى الحق عليا وتغلطينى ليه...لحد ما فمره قالهالى بلسانه إذا كان امك نفسها غلطتك.. مستنيه منه ايه... ده الى خلاه يبيع ويشترى وانتى كل الى عليكى عيشى و ربى بنتك.. عيشى ماتخربيش بيتك... لو كنتى وقفتيلو وورتيلوا العين الحمرا كان عملك 100الف حساب وفكر الف مره قبل ما يزعلني لكن ده هو عارف.. حتى لـو مشيت زعلانه هتجبينى من ايدى وترجعينى... انتى رخصتينى اوى ياما. لو فى حد سبب فى خراب بيتى فهو انتى... انا مافتكرش فى مره جيت اشتكيلك ونصفتينى ولا قولتيلى عندك حق كملى وانا فى ضهرك. تملى محسسانى انى منى للحيطه ماحدش معايا وده الى قوى قلبه عليا... استحملت انى مش طايقاه.. حتى الاهانه كنت ببلعها.. وانه كل يومين جايلى بريحة واحدة عليه.. قوليلى كنت استحمل ايه تانى... عملت ايه انا عشان اتطلق...البيه من كتر ماهو مستقوى القلب عليا وبيبع ويشترى وهو عارف ان ماحدش هيحاسبه بقا يرمى اليمين عمال على بطال من غير مايحسب ولا يعد ولا ياخد باله ان ده تالت يمين... ماهو مش همه.. الجاريه بنت الجاريه رجعاله رجعاله هتروح منه فين... لزقتينى فيه لحد ما زهدنى زهق منى من كتر مانا مضمونة ولازقاله.. من كتر ما مابقا عارف ان مافيش منى مهرب بدل ما انا الى ازهق منه ومن عمايله هو الى زهق.. هو الى زهق ياما.. شوفتى وصلتى بيا لفين... لا وماكفاش... لاااا.. جايه كمان تطينى الدنيا فوق دماغى بعد ماكنت بعافر عشان اعيش واخد نفسى جيتى تكملى عليا زى ما اكون بنت ضرتك... جايه تكملى دبح فيا... خلاص ياما انا خربت بيتى وتلفت امل بنتى معايا كمان.. عايزه حاجه تانى.. ابعدوا عنى بقاااااااا. 

تركتهم بحزن وغضب العالم وقد ضاق صدرها حتى انفجر بالكل. كانوا ينظرون لاثرها بحزن كبير ومديحه لا تصدق كيف والى اين أوصلت الأمور. 

تحدثت صفاء :شوفتى اخرتها ياما. تنتك تتضغطى تضغطى لحد مانفجرت.

 مديحه:وانا يابنتى كان غرضى ايه غير المصلحة... قولت اصاحبوا وابقى قريبه ليه عشان يبقى في عبنا. 

صفاء بصوت ساخر:هيهي.. عبنا.. ده بأمارة ايه.. الا ماعمره استعبرنا ولا جيه عندنا ويوم ماييجى يبقا بيتكلم بالقطاره. هناء :انتى عمرك شوفتى واحد بيحب حماته حتى لا ادتله صوابعها العشره شموع.. الحما حما ياما. صفاء مكمله :وطالما عمره ماهيحبك يبقى يعملك 100 حساب ويخاف منك. 

هناء:اه وعلى رأى المثل تسلم العين الى تخوف. صفاء :ياما احنا مالناش ضهر واخونا زى مانتى شايفه.. لازم تبقى عضمه جامده تقف فى زور(حلق) اى حد يضايقنا. ظلت تستمع لهم بشرود.. مابين كلامهم وبين ما تربت عليه وعلى احاديث والدتها وجدتها لا تعلم هل تظل على نهجهم ام تتبع حديث بناتها خصوصا وهى اقرب للميل له بعدما رأته من ابنتها. 

كانت تقف فى شرفه غرفتها وهى تتابعه يجلس يضحك ويتسامر مع ابنه خالته.. تعلم أن هديل فتاه طيبه وجميله لكنها تنصاع وراء تعليمات امها. وها هو منعها من السباحة لكنه يجلس مستمتع بوقته الى اقصى حد. دلفت لغرفتها سريعا.. لن تكن مليكه أن ظلت فى موقف المتفرج.. كان حديث نجلاء يتردد فى اذنها.. لن تعيش دور الضحية.. حتى لو لم تستطيع ان تجعله يعجب بها.. حتى لو لم تقدر على أن تعحبه على الاقل لن تجلس تنفذ الاوامر فقط... على الأقل ستتمرد.. ستكون فعلت ماتريد ولن تظل تلك الطفله التابعة له. بعد نصف ساعة تقريباً. 

كان مازال يجلس وهديل لجواره تقدمت كارمن تقول :هممم قاعدين انتو هنا ومنفضين للكل. 

هديل:بصراحة الجو على البول تحفه.. احسن من هوا التكييف. 

كارما :صح الجو النهاردة حلو... انا هروح انادى ماما وطنط من جوا... وكمان هخليهم يجبولنا الغدا هنا.. نادر اخوكى لسه متصل بيهم وقال انه خلاص على وصول. 

عامر:ايه ده.. هو نادر جاى.. وحشتنى والله ابن الايه ده.. بنات اوروبا لحسوا دماغه. كارما:ده تقريبا بقاله سنتين مانزلش.. شوفت صوره على فيس بوك. واااااو بقا فظيع... يخربيت حلاوته. 

عامر :طب لمى نفسك يا حلوه وحاسبى لا محمد يسمعك. 

كارما بخوف :لا الطيب احسن.. هو فى زى مودى وحلاوته... انا هروح أوصى على الغذا.. وانادى مليكه. 

هديل :هههه ياجبانه. كارما وهى تسير للداخل:الجبن سيد الاخلاق. ضحكوا عليها بشده وهى تختفى للداخل. 

فجأة تلاشت ابتسامته وهو يرى مليكه. تلك الصغيرة تخرج إليهم ترتدى روب طويل عليهآ متجهة الى حمام السباحة. اتجه إليها على الفور بغضب شديد حتى توقف امامها يمنعها عن التحرك خطوة اخرى. مليكه :ايه؟ 

عامر:انتى الى ايه.. وعلى فين.

 مليكه ببساطة :هعوم. 

عامر :وانا مش قولت لا مش النهاردة. 

مليكه :بس انا عايزه النهاردة ولو سمحت اوعى من قدامى عشان اتحرك. 

نظر لذلك الروب وقال :وانتى ايه اللي لابساه ده.. هتنزلى بيه يعنى؟

 مليكه وهى تهم لخلعه:لا طبعا اكيد هقلعه.

 نظر إليها بزهول وغضب وهو يرى ذلك الجسد الخرافي... ترتدى مايو كطعتين بلون الأسود منقط بالابيض.

 عامر بصدمه منها :يانهارك اسود... انتى ايه ده. 

مليكه :ايه.. لابسه مايو هو انا اول مره البسه؟ رفع عليها ذلك الروب سريعاً يقول بغضب:لا ماكنتيش كبرتى كده. 

همت لخلع الروب من جديد تقول :مهما كبرت يا ابيه عمرى ما هكبر عليك.. ده أنا بنوتك. قالتها بخبث شديد وهى تبتسم داخلياً بسخرية. وضع عليها الروب من جديد :انا بحذرك يا مليكه.. دارى جسمك ده واطلعى فوق بمنظرك ده حالا. 

خلعت الروب مجددا تقول :ماله منظرى بس انت لو كنت مبطل شقاوة من زمان كان زمانك جبن بنت أصغر مني بشويه. هم للرد عليها وجد شخص يقف خلفهم يصفر بإعجاب شديد ويقول :واااو

 التفتوا بصدمه تفاجئوا بوجود نادر الذى صدم هو الآخر يردد:مليكه؟!!!! مش معقول. 

رفع عامر الروب سريعا يلفه عليها باحكام شديد ويضمها قليلا له يقول :نادر... اهلا وسهلا. تقدم بزهول لا يهتم بحديث عامر ولا ترحيبه :مليكه انتى كبرتى كده واحلويتى امتى... انا مش مصدق. 

ابتسمت بذلك الإطراء اللطيف وهمت للرد لكنه تقدم وقف مقابل نارد ولأول مرة يرد عليه بتلك السماجة :لا ماتصدقش اوى...هى لسه صغيره. 

نادر:لا صغيرة ايه.. ده أنا لفيت كتير ماشوفتش كده ابدا. 

عامر بغضب:وهو انت شوفت ايه؟

 نادر:بصراحة مالحقتش للاسف بس ملحوقه.. ده أنا هبات هنا. قال الاخيره بفرحة وبلاهه... تقدمت هديل تقول بفرحة :نااادر. حبيبي. وحشتنى. 

نادر :انتى كمان وحشتينى اوى يا حبيبتي.

 هديل:كل ده سفر وحشتنى...غبت المره دى اوى. 

نادر :اه فعلاً بقالى كتير.. وحاجات كتير اوى اتغيرت... ماكنتش اعرف ان مليكه كبرت اوى كده.

 عامر:لا ماكبرتش.. لسه.. لسه صغيره. 

مليكه بعضب منه قالت لنادر بابتسامة لطيفه:لا كبرت.. وتميت ال18 وقريب هطلع رخصه سواقة بس لما اتعلم سواقة الأول. 

كانت تتحدث وهى تقصد كل كلمه خصوصا الأخيرة.. وعلى الفور رد نادر يغتنم الفرصه :انا ممكن اعلمك.. هعلمك كل حاجه على ايدى. 

تقدم عامر بغضب يقول :تعلمها ايه يا قذر يا زباله انت. 

نادر :السواقة يا عامر السواقه فى ايه.. انت ليه دماغك بتروح فى حتت بعيده وقذره كده... وبعدين انت متضايق ليه.. ماهى كبرت ومسيرها تتعلم كل حاجه. 

عامر :انا الى هعملها. نادر :ايه؟ استدرك نفسه وقال :السواقه يا زباله. كل هذا وهى تتابع كل شئ بخبث ومكر شديد. 

نادر:ياخسارة... بس مش مشكلة انا قاعد. وشكل كده اقامتى هتتطول هنا.

هديل بفرحة :بجد يانادوره.. دى ماما هتفرح اوى... تعالى ندخلها. 

نادر وهو ينظر ناحية مليكه:لا ادخل ايه حد يسيب المناظر الطبيعية دى ويدخل جوا.. خليها هى تيجى.. روحى قوليلها.. روح معاها يا عامر سببوا مليكه ترحب بيا. 

ذهبت هديل بسرعه تنادى والدتها وعامر ينظر بغضب لنادر.. طوال عمره على مقربة وصداقة شديدة من نادر. لما لا يطيقه الآن. 

نادر :وانتى بقا فى سنه كام يا مليكه. 

همت لتجيب عليه فتحدث عامر بغيظ:انتى لسه هتردى.... ايه هتفضلى واقفة كده كتير.. اطلعى البسى حاجة ياهانم. تقدم نادر يقول :فعلاً... تعالى اوريكى اوضتك انا عارف الاوض هنا اوضه اوضه.. يالا بينا. 

توقف عامر امامه يقول :حيلك حيلك.. رايح فين؟

 نادر ببراءه :هاوريها اوضتها. عامر:لا والله.. وهى مش عارافاها؟! 

مليكه :خلاص يا ابيه ماتضتيقهوش.. بصراحة نادر دمه خفيف اوى. 

عامر:نعم؟ نادر؟!! ايه نادر دى.. اسمه ابيه نادر... زيى بالظبط مليكه :لا انت اللي عايزنى اقولك يا ابيه هو لأ صح يا نادر. 

نادر بسرعه :صح جدا.. وبعدين لعلمك انا اصغر من عامر ب4سنين... وبحب دايما اقرب المسافات. 

ابتسمت له بوداعه وخبث فى نفس الوقت الذي يقف فيه عامر يغلى من الغضب يحاول أن يحافظ على هدوؤه وهيبته. 

لكن للصبر حدود.. لم يعد يتحمل.. تحدث من بين اسنانه يقول :أخفى من هنا حالا.

 مليكه :لا انا لسه عايزه انزل البول. مسك نادر يديها يقول :طب يالا بسرعه الجو فعلا حر اوى. 

إلى هنا ولم يتحمل جذبها سريعاً بقوه ورفعها على ذراعيه يحملها كالعروس يسير بها بغضب وهى تصرخ به:نزلنى سا ابيييه.. عايزه اعوم بقا. 

وصل إلى غرفتها فتح الباب يقول بغضب:اخرسى خالص.. يظهر أنى لازم اعيد تربيتك من جديد. وضعها على الفراش بغضب 

فوقفت تقول :ايه ده... ايه اللي انت عملته ده... انا كنت عملت ايه يعني؟ 

عامر :بقا مش عارفه.. واقفة جسمك كله باين وعماله تتمرقعى مع البيه ولا كانى واقف ومش عملالى اى احترام

 مليكه :وفيها ايه انا بالنسبه له عيله عادى بيهزر معايا زى ما اكون بنته.

 عامر :بس انتى مابقتيش عيله مين اللي قالك كده.

 مليكه :لا عيله وانت الى قولتلى كده. بهت وجهه فوضعت يدها بخصرها تقول :ايه غيرت رائيك يا ابيه؟ 

خرج سريعاً كان خلفه شياطين الإنس والجن تطارده. لا يريد أن يجيب على اسئلتها ولا على تلك الأسئلة التي اندلعت بعقل.

 فى محل الجزاره التابع للمعلم رجب. انتفض من مقعده بلهفه يقول للواقف امامه:لااااا. ده انت تقعد كده ياسطا سيد وتحكيلى واحدة واحدة بالله عليك. جلب مقعد بلاستيكى بترحاب شديد يشير له عليه فجلس سيد يقول :ده هما كلمتين وقعلى بيهم خالد اخوها وانا بغيرله كاوتش العربيه الصبح... مش عارف بقا وقعلى بيهم ولا عايزنى اشوفلوا حد. التمعت أعين رجب 

فقال سيد :بس ده اهبل ولا بيستهبل... ده مين ده الى هيرضا بكده. رجب :لا انت هتقولو ان عندك حد وموافق. 

سيد :حد مين بس يا معلم.. انا ماعرفش حد كده... الى اعرفه ان فى ناس واخدينها شغلانه بس ناس مش ولابد مايشرفنيش انى اعرفهم اصلاً. رجب:مين قالك ان فى حد. 

سيد :الله.. انت هتحيرنى معاك ليه بقا يا معلما.. مش لسه قايل تقولو لاقيت. رجب :قولو بس.. وسيبه يومين يستوى على نار هاديه. 

وقف سيد يقول :نارد ايه ويستوى ايه يا معلم.. هى حته لحمه؟ رجب:بس اعمل الى بقولهولك بس واعتبرها خدمة ليا. 

سيد :ولو انى مش فاهم الى فى دماغك بس ماشى. تكرم لأجل العشره والجيره بالاذن انا بقا هشوف الزبون الى هناك ده.. سلام. 

رجب :سلام. جلس على كرسيه يبتسم باتساع يحلم بذلك اليوم. لكن قاطعه صوت ابنه:هى حصلت يابا.. عايز تفضحنا... محلل يابا؟!!!


             لقراءة الفصل الخامس من هنا 

تعليقات