رواية أنصاف القدر الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سوما العربى

رواية أنصاف القدر

الفصل السادس والعشرون 26

بقلم سوما العربى


  جلس عامر فى وضع الاستعداد.... كأنه يستعد للانقضاض على ذلك الماثل أمامه فى اى لحظه.


وما كل هذه الشياكه والوسامه التى حلت عليه اليوم... باقه ورد أيضاً!!هذا كثير... كل شئ لا يدل الا على شئ واحد... لو كان صحيحا لايدرى ماذا سيفعل.


حمحم محمد بحرج من نظرات عامر التى يبدوا عليها الانزعاج والاشمئزاز وهو فى حضره وزير الداخلية بذات نفسه.


محمد :احححممم... منورنا.... البيت كله نور سعادتك.


جابر المناويشى(والد عدى) :البيت منور بصحابه... ياااااه... عدت سنين على آخر مره جيت فيها هنا.


نظر محمد ثانيه ناحيه عامر ينذره... نظراته أصبحت قاتله... غير مرحبه. غير لائقة.


ماذا يفعل له.. حاول جذب انتباهه مرارا... لكن الآخر نظره مسلط على غريمه.


غريمه الذى يجلس بكل هدوووووء.. هدوء مستفز كأنه واثق من شئ ما.. بل والاكثر انه ينظر له بتحدى.


لم يجد محمد حيله سوى ان يتركه بمفرده معهم ربما يستفيق ذلك العامر ويدرك انه لم يتحدث بحرف واحد منذ ان حضروا.


محمد :انا هروح اشوف اتأخروا بالقهوه ليه.


خرج محمد سريعاً فقال عامر :منورينا.


جابر:بنورك يا عامر بيه.


ابتسم عدى باستفزاز وقال :لا يا ابويا.. قولو عامر بس... احنا خلاص... هنبقى اهل.


انزل عامر ساقه من على الأخرى واعتدل قليلا في جلسته يقول :نعم ياحبيبي... نبقى أهل ازاى يعنى ؟


على الناحية الأخرى


فى المطبخ


وقفت توتا تأكل قطعة كبيرة من الجلاش المجشو بقطع الدجاج:ههمممم.  اتارى العز حلو ياولاد... ياريت كل الشغلانات زى شغلانتكوا دى.


وجدت من يلكزها على مؤخره عنقها يقول :انتى ايه.. مش بتطبلى اكل... وياريته باين عليكى الا انتى بتاكلى تطولى.

توتا :ياخى حرام عليك الاكل وقع من بوقى... حد يرمى نعمة ربنا كده ده حتى النعمه تزول من وشك.


محمد:وتزول من وشى ليه أن شاء الله.


توتا:ماهى لو مازالتش من بطرك ده اكيد اكيد هتزول من وشك الى يقطع الخميرة من البيت.. ايه ده. وش بنى آدم ده.


اتسعت عينه يقول:بطرى؟! ووشى يقطع الخميرة من البيت.. محمد الخطيب بقا وشه يقطع الخميرة من البيت.


توتا:بقولك ايه...انا لسه ضاربه جلاش بالسجق وبعده بالفراخ وانا بصراحة الاكله دى بتكيفنى ومش ناويه اعكر مزاجى ابدا.


اصطك على أسنانه يقول :لا احنا اسفين.. عكرنا مزاج السياده... تقدرى تقوليلى فين القهوه بتاعت الناس؟


توتا:لما قهوتى تتعمل واشربها هعملهم.


حجظت عينيه يقول بصدمه :نعم؟


توتا :اييييه.. بقولك لسه واكله وعايزه احبس.


رفع اول قدر وجده بجانب يده يقول بغيظ :يعنى انتى مأجله الناس لحد ما سيادتك تحبسى... شكلى انا الى هتجبس فى جريمة قتل لواحدة زيك.


توتا:مش أخلاق دى على فكره.. بترفع القلايه عليا عايز تدينى بيها على نفوخى.


 


محمد بصراخ :ماعملتيش من مكنة القهووه ليييه ماهى قدامك.


توتا:الله مش بعرف اشغلها... ماعلش اصل انا تعليم حكومى.


اخذ انفاس متلاحقه... بلغ غضبه منها لأقصى درجة... بعمره بعمره كله لم ينجح احد باستفزازه كتلك الفتاه.


محمد :بت.. انا هطلع وعشر دقايق والاقى القهوة ورايا.... سامعه يام طويله انتى.


توتا :مالهم الطوال انت عمرك شوفت عارضة ازياء قصيره ولا رقاصة قصيرة.


هز راسه بيأس يغادر وهى من خلفه تصرخ به:ولعلمك بقى ... لو الطويل معيوب ماكنوش عملوا للقصيرين كعووب.


رغما عنه وجد نفسه يكتم ضحكته وهى استدارت بسخط لتصنع القهوه لهم لكن توقفت قائله :الله دى طلعت حلوه وبوش... هكملها ليا وهما يستنوا... عادى يعنى.


ثم رفعت رأسها بشموخ تدندن إحدى اغانى فيروز.


اما في غرفة مليكه.


كانت ندى تجلس خلفها تنظر لها باستغراب قائله :لحد دلوقتي مش مستوعبه بجد.


وضعت مليكه احمر الشفاه من يدها على طاولة الزينه تجيب:مش مستوعبه ايه بالظبط؟


ندى :أن دى نهاية حكايتك مع عامر... عامر الى بقالك سنين بتحبيه... عامر الى قللتى من نفسك واتنازلتى وروحتى انتى تقوليلوا انا بحبك. 


مليكه بهدوء :مش انتى كنتى معترضه على كل ده من الاول... ايه اللي حصل؟! 


ندى :الى حصل ان كل حاجه اتغيرت وجبل الجليد ساح وشعلل كمان على ايدك. 


زمت مليكه شفتيها وقالت:واو.. وبعدين... ايه اللي حصل ولا ايه الى قدمه... ندى الله يباركلك انا تعبت من العلاقه دى... انا حاسه اني بعمل الصح. 


ندى:طب.. طب انتى بتحبى عدى ده.. او.... او على الاقل متقبلاه؟ 


مليكه :عدى شاب مؤدب... جنتل مان... اوبن مايند.. بيعاملنى حلو.   مستقبله حلو... شاطر في شغله.. مش مكسوف ولا محروج منى يا ندى. 


ندى:لسه ماجاوبتيش... متقبلاه. 


مليكه :لو سمعتينى كويس هتفهمى... بقولك :بيعاملنى حلو ومش مكسوف منى.. مش ماشى يخبى حبه ليا.. بالعكس اول ما عجبته جه يتقدملى. 


ندى:طب ماهو عامر عمل كده... قال للكل انه بيحبك.... دلوقتي الكل عارف إنك حبيبة عامر الخطيب. 


مليكه :يافرحتى... وبعدين... حبيبته وهو ناوى يتجوز هديل... بيروح معاها كل الأفراح والمناسبات و... صمتت بتعب وتنهيده تقول :والنبى تسبينى ساكته يا ندى. 


طرقات عاليه على الباب قطعت ذلك الجو المجتلج بالمشاعر. 


فتحت ندى الباب ونظرت بحاجب مرفوع لناهد وهى تتقدم تفتح ذراعيها بفرحة شديدة قائله :مبروووك... مبروك يا ميكا.. هو ده الصح.. عمرى ما كنت اتمنالك عريس غير كده... عدى شاب مهذب وجانتى جالص.


ندى :شكلك مبسوطه اوى ياطنط... ده حتى يوم خطوبه ابيه عامر ماكنتيش مبسوطه كده. 


ناهد:اه من بنات اليومين دول... دايما كشفنى كده... بصراحه ياندوشه انا ماكنتش موافقة على علاقة عامر بميكا... انا ست قطر وبحدف دبش... مش بعرف انافق وميكا عارفه.. وانا قولتها صريحه انا مش مرحبة بعلاقتهم بس بعد اى حاجة ميكا دى بنت قلبى وتربية ايدى وهفضل احبها زى كارما بالظبط. 


احتدت ندى تجيب معترضه :بس ياطنط هما بيحبوا بعض اوى وده مش حل ابدا... ده ممكن يكون باب لنار كتير قدام و... قاطعتها مليكه تقول :ندى.... طنط ناهد معاها حق فى كل كلمه... لعلمك ساعات الخبرة بتفرق... هى من الاول كانت شايفه إلى احنا مش شايفينوا. 


ناهد:برافو.. هى دى ميكا. 


سحبتها من على مقعدها تنظر لها بتقييم تقول :ماشاء الله... طالعه قمر ياروحى... طول عمرك جميله..والله مستخسراكى فى الغرب. 


ابتسمت مليكه بشحوب فقالت ناهد:يالا بقا ننزل العريس تحت قاعد على نار. 


تقدمت تخرج بها من الغرفه كلها وندى تردد:ربنا يستر. 


عند عامر كان يجلس متحفز يكمل حديثه :نبقى أهل ازاى يعنى؟ 


جابر :انت مش عندك خبر ولا ايه يا عامر؟ احنا جايين نطلب ايد بنتكوا مليكه لابنى عدى وانا كلى شرف وفخر بكده مليكه بنت جميله ومؤدبه. 


اخذ ينفض رأسه كأنه لا يصدق وقال :لا ماعلش... قول تانى كده ياجابر بيه... تخطب مين؟


جابر:بنتكوا مليكه. 


عامر :ومين قال ان مليكه بنتى... هى مش بنتى ابدا... مليكه تبقى ح.... قاطعه دلوف ناهد التى تحدثت بصوت مرتفع قليلاً لتوقف حديث ابنها :يا أهلا يا أهلا... البيت نور يا جابر بيه. 


نظر لها عامر بغيظ ثم اتجه بنظره ناحية حبيبته ينظر لها بغضب... مرتديه فستان اسود مرصع بنجوم بيضاء.. قصير حتى ركبتيها يظهر صدرها وذراعيها... ترفع شعرها عالياً مظرها بياض وروعة عنقها الطويل. 


كل هذا الجمال امام الجميع.. والادهى ان كل هذا الجمال وكل تلك التحضيرات لمقابلة ذلك السمج كى يقم بخطبتها.... كى تصبح له. 


نظراته تزيد اشتعال والتهاب وهى شعرت انها ستحترق من لهيب نظراته. 


توارت قليلاً خلف ناهد تشعر كأنها تفعل شئ خطأ... كأنها مثلا تخون زوجها. 


كل ذلك وعدى حقا مسحور.... تلك الجنيه ستكن من نصيبه... كم هى جميله.. بل مذهلة. 


التقط كفها بيده وقال:عامله ايه؟ 


ابتلعت ريقها بصعوبة تتحاشى النظر ناحية منبع النيران ذاك وقالت :الحمدلله. 


وأيضا تتحدث بصوت رقيق... اشتعلت نيران عينيه اكثر واكثر ينظر لها بوحشيه. 


ناهد فى موقف لا تحسد عليه إطلاقا... حاولت تهدأت الوضع وقالت:ااا.. اقعد ياعامر ياحبيبي... واقف ليه.. واقفين ليه يا جماعه... اتفضل ياجابر بيه.. اتفضل. 


اغمض عينيه يأخذ نفس عميق... حسنا فقط سيتصرف هو.. ولينهى ذلك اليوم دون إثارة مشاكل أو كوارث.. سيتحمل بالتأكيد... لطالما كان عامر الخطيب دبلوماسي الى اقصى حد. 


جلس بهدوء يحاول ان يتحلى بالصبر والحلم. 


جلس عدى وجابر وناهد أيضاً وهى اتجهت لتجلس على المقعد الوحيد الشاغر. 


نظر لها بحده وهو يجد ذلك المقعد بجوار عدى.. تحدث بوحشيه قائلاً :رايحه فين. 


نظراته حقا قاتله.. قطعتها اربا.. تخشبت فى موضعها لا تجيب فقالت ناهد :هتقعد ياحبيبى. 


عامر بوعيد:لاا تعالى اقعدى جنبى.... يا بنوتى. 


قال الأخيرة وهو يصطك على أسنانه.. الموقف برمته صعب ومحتدم ولكنها حقا تريد ان تضحك.. جذب ذراعها يجلسها لجواره.. يلصقها به.. جابر يراه يعاملها كابنته ولكن عدى لا... عدى يشعر بكل شئ... لكنه لم يرد خلق اى جدل او مشاكل من الآن... صمت قليلا حتى يظفر بها. 


فى تلك اللحظه دلفت توتا ومعها القهوة تقول:الف الف مبروك.. والله انا نفسى اعمل شربات بدل القهوة. 


عامر بحده ونظرات قاتله:شربات لأيه انتى كمان. 


توتا:الله ياعامر باشا مش النهاردة خطوبه ميكا على سى عدى باشا. 


عامر :والله عااال... ده الكل عارف... روحى انتى على شغلك. 


مالت توتا على مليكه تقول بخفوت:هو ماله مضيق كده.


رغماً عن مليكه فلتت ضحكتها فنظر لها عامر بغضب وتوتا تكمل بصوت واضح قليلاً :اما صحيح عيله تراللى.. الفرح مايعرفش طريقهم... الله يعنكوا على حالكوا....لولولولولولولولى.. يا الف نهار ابيض. 


عامر :يامحمممممد. 


حضر محمد فى الحال.. ليس على صوت نداء عامر الغضب وإنما على صوت (الزغاريد) التى أطلقته تلك المجنونه ورج كل نواحى البيت. 


محمد:الله يخربيتك.... الله يخربيتك... انتى طينتك اييييه؟ 


توتا :ياساتر يارب...بقا انا بوجب مع البنية وانت بتعمل كده. 


عامر :يأخى هديك انا ال60الف جنيه بس مشيها وارحمنى منها. 


محمد لتوتا بغضب:على شغلك. 


توتا :لا استنى... اتجهت لعامر تقول بفرحة وحماس :هتدفعهمله بجد.. يعنى امشى انا واختى ؟ 


عامر :خدها من قدامى يامحمد والله هرتكب جريمه. 


جابر :هو ايه اللي بيحصل هنا ده؟! 


ناهد بخرج :احنا اسفين والله.. اااههههه.. هما بس بيحبوا ميكا اوى وحبوا يفرحوها يوم خطوبتها. 


عامر :خطوبة ايه يا امى؟


نظر محمد لتوتا التى وضعت صنية التقديم باحضانها ووقفت تشاهد ما يحدث كأنه فيلم سينمائي وقال :على المطبخ يا جربوعه وحسابى معاكى بعدين... امشى. 


نظرت له بسخط وذهبت سريعاً تضب الأرض بقدميها وهو يراقبها بنظراته غير منتبه على تلك الحرب المشتعلة. 


تحدثت ناهد تقول :خطوبة مليكه يا عامر. 


تدخل جابر فى الحوار وقال :عامر.. هى الانتخابات أثرت عليك ولا حاجة.. انا عارف ان عقلك مشغول بحاجات كتير بس ده احنا لسه قايلين الكلمتين اكيد مالحقتش تنسى يعنى. 


لكزت ناهد محمد برفق فانتبه وتدخل قائلاً :ااا... اعذروا.. اعذروا يا باشا.  اصله لسه عارف دلوقتي... والله والله والله عنده اجتماع مع رؤساء تحرير اكتر من 20 مجلة جريدة دلوقتي.. الدنيا متلتله فوق دماغه. 


لم يقتنع جابر... لكن أمام رغبة ابنته بتلك الفتاه والتى يراها حقا مناسبة وتستحق ابتلع كل ذلك وتصنع التفهم قائلاً :مفهوم مفهوم.. كان الله في العون... نقرا الفاتحة؟ 


عامر:نعم؟ 


جابر بغضب مكبوت:الفاتحه ياعامر يابنى.


نظر بغضب وتحذير تجاه مليكه وقال:مش لما ناخد رأى العروسه الأول. 


نظرت له.... داخل بؤبؤ عينيه وقالت:الى تشوفوا يا أبيه. 


ارتعشت شفتيه بغضب.. يمنع لسانه بصعوبة عن التفوه بكلمات بذيئة الان... هو من اختار طريق العقل والرزانه... ليكمل به إذن ويتحمل. 


أنقذت ناهد الموقف. تحدثت بفرحة :يبقى نقرا الفاتحه. 


رفع الكل أيديهم يقرأون الفاتحه وهو فقط ينظر لها بغضب. 


انتهى جابر قائلاً :اااااامين... مبروك يا ولاد. 


طاقه احتماله انتهت حقا... لقد حاول التحكم ولكن بنى ادم طاقه وطاقة تحمله انتهت. 


وقف فجأة يقول :بعد اذنكوا. 


سحبها بيده وغادر والكل ينظر له بتفاجئ.. ابتسمت ناهد بشحوب تقول :اااصله... اصله شايلها هديه كبيره لليوم ده.. وراح يوريهالها.


ابتسم محمد بحرج مؤكدا وجابر غير مرتاح ابدا هو وابنه. 


صعد بها لغرفتها واغلق الباب بعنف يقول:ايه الى حصل ده... انا عايز افهم.... انطقى. 


قال الاخيره بصراخ جعلها ترتعب فصرخ مجددا :ماتتكلمى ولا لسانك مش بيعرف يقول غير الى تشوفوا يا ابيه.... انا ابيه.. انا؟! 


تحدثت بخوف تقول :ايوه ابيه... وهتخطب لحد تانى... هخليك تحس كل الى خلتنى احسه وانت شايفنى بحضر خطوبتك... هخليك تحضر خطوبتى ومش بس كده ده انت الى هتحضر الحفله كمان وتدفع التكاليف... هخليك تقف مكانى تشوفني وانا واحد غيرك بيلبسنى دبلته زى ما وقفتنى اشوفك وانت بتلبس واحدة غيرى دبلتك... هكمل واعيش مع واحد مش محروج ولا مكسوف منى. 


كان يستمع لها بقلب مفطور...لم يكن على حاله... بل عليها هى... وضعها بكل تلك الظروف... هو من حول مليكه التى جاءت إليه تعترف بحبها.. من فعلت وتحملت لأجله الكثير الى تلك المليكه التى تعبت... يأست من كل شئ... مليكه التى كانت راضيه لأى شئ منه حتى لو صغير.. تعبت واكتفت.. بل وتحولت...هو من فعل كل هذا... لأول مرة يدرك فداحة مافعل... بالبداية كان يشعر بأن كل ما يخطط له شئ لا يعقل ولا يصح.. لكنه الان أدرك ان مليكة قلبه تستحق كل ذلك. 


تقدم منها يجلس بجوارها... مد يده يتلمس وجنتها. 


ابتعدت بخوف فاغمض عينيه وقال:انا اسف... حقك عليا.. انا الى حولتك وغيرتك كده.. فكرت فى كل حاجة وكل الناس الا حبى ليكى وحبك ليا.. بس والله انا مش ساكت وبكرة تعرفى. 


نظرت له بصمت.. اقسمت لن تذوب مجددا بين يديه وتؤثر بها كلماته... ستظل على موقفها. 


عندما قابله الصمت قال باستجداء:مليكه عشان خاطري بلاش توافقى... خطوبة يعنى عيلتين وعلاقات ممكن تتدمر.. ارفضى من البداية عشان خاطري يا حبيبتي. 


مليكة :بس انا خلاص وافقت وقرينا الفاتحه.. مش هرجع في كلامى... انت الى سبق واختارت هديل... انت الى ساعدتنى اصلاً اخد القرار ده. 


عامر :انا؟! 


مليكه :ايوه... لما اتحرجت منى قدام صحابك.. لما خطبت هديل... لما تاخدها معاك كل المناسبات.. وحاجات كتير اوى.. انت بكل ده كنت بتقولى خدى قراراك انا مش بحبك. 


عامر بلوعه :لا يا مليكه انا بحبك... بحبك اووى... ماقدرش استغنى عنك. 


لم تجيب مجددا فقال:ماشى يا مليكه.


استدار ينوى المغادرة.. تحرك خطوتين. 


لكنه فجأه استدار جذبها لصدره... يطبق ضلوعه عليها يقبلها بلهفة لا يقوى على الإبتعاد. 


 وتلك التي عاهدت نفسها على عدم التأثر به.. ذابت بين يديه مجددا... ابتسم من بين قبلاته وهو يشعر باستحابتها.. فصل قبلته يضع جبينه على جبينها قائلاً :انتى بتاعتى يا مليكه... وهرجعك ليا مهما حصل.. ماحدش هياخدك واعتبرى ده وعد من عامر الخطيب

وقف توفيق أمام شقة نجلاء بمنتهى الثقة يدق الباب. 


فتح له رجب وهو... وهو يرتدى سروال شعبى بيتى من القطن الأبيض وفوقها تيشرت قطن(فالنه بيضه). 


اتسعت أعين توفيق يقول :ايه الى انت عامله ده ياجدع انت. 


وضع رجب اصبعه بإذنه يداعبها قائلاً بكسل وخمول يقصده :فى حاجة يا هندسة؟


توفيق :نعم... انت ايه الى مقعدك كده من غير هدوم وكمان قايم تفتح الباب. 


رجب :ههع.. طب ده انا حتى كده لبست عشان افتح الباب.


.توفيق :نعععععععم.. وانت اصلاً ايه الى مقعدك هنا لحد دلوقتي.. وفين مراتى.


ادخل رأسه من الباب ينادى عاليا :يانجلاء.... نجلاء. 


احتدت أعين رجب وقبض على عنقه يخرج رأسه ثانية للخارج كما كان وقال :حسك مايعلاش هنا.... وبتنادى على الست بتاعتى ليه ولا بأماره ايه يا بأف انت.. حد قالك انها متجوزه اعتماد؟ 


توفيق :لاااا.. انت الظاهر نسيت نفسك ونسيت اتفاقنا. 


رجب :بخ. 


توفيق :نعم؟! 


رجب :زى ماسمعت... بخ... كان فى وخلص. 


توفيق :معناه الكلام ده؟! 


رجب :والله يا هندسة المعنى واضح بس البعيد غبى ودغوف حبتين... الست الى جوا دى مراتى.. والبيت ده بقا بيتى خلاص... انت كنت مأجره حبى كده من غير لا عقد ولا ورق... انا روحت لصاحبة البيت وكتبت عقدة.. بقا يا راجل يا واطى يبقى عندك شقه ملك ومقعدها فى الايجار! غوور.. غور من وشى. 


على صوت توفيق يقول :بقولك مش ماشى.. يانجلاء.. نجلااااء.


خرجت بجلباب البيت لترى ما مصدر تلك الجلبه. 


نظر لها توفبق بانبهار.. لأول مرة يلحظ كم هى جميله... بل وزادت إشراق وجمال. 


لاحظ رجب نظراته المسلطه على شئ ما خلفه فنظر لها واشتعل غضبه يصرخ بها:خشى جوا واسترى نفسك. 


انصاعت لأمره سريعاً واختفت بالداخل. 


وتوفيق مصعوق... تنفذ أمره سريعا.. تمتثل له وتختبئ منه هو؟! 


رجب بغضب شديد :وانت.  غور من هنا مش عايز اشوف وشك تانى. 


دفعه بغضب واغلق الباب بوجهه ثم اتجه لها بغضب شديد.


فتح باب الغرفه يقول :ايه الى عملتيه ده... خارجه بجلابيه البيت وبشعرك... اسمعى يابت الناس انا الكلام ده ماينفعنيش والراجل ده بالذات مايلمحش طرف جلابيتك تانى... سامعه. 


كانت تستمع له بانبهار تهز رأسها قائله:سامعه. 


اما توفيق 


خرج من البناية كلها وكأنه اخد مئه ضربه وضربه فوق رأسه... اتجه فى الحال لبيت شقيقه شكرى يطلعه على الوضع وكيف احتال رجب عليه. 


صباح يوم جديد... استيقظت مليكه تبتسم لا إراديا... تتذكر قبلته وحديثه لها امس. 


وجدت الباب يدق ودلقت كارما تقول :ميكا ميكا.. اصحى.  عايزاكى فى حوار. 


فى نفس الوقت... دق هاتفها وكان المتصل ريتال صديقه جودى. 


قالت لكارما:طب ثوانى هرد بس على الفون. 


كارما :ماشى بس فى الإنجاز... الموضوع لا يحتمل. 


مليكه بتوجس:استر يارب. 


فتحت الهاتف تجيب :ايوه يا ريتا. 


ريتال:ميكا ياميكا.. صباحوا. 


ملكيه :صباحوا... متصلة بدرى كده ليه 


ريتال :انا وجودى عايزينك فى حاجة شريره. 


ابتسمت مليكه بحماس:الله... اقفلى انا جايه.. طالما فيها شر انا جايه. 


أغلقت معها الهاتف ونظرت لكارما التى قالت هى الأخرى :انا كمان عايزاكى فى حاجه شريره.. او بمعنى اصح.... مصيبه. 


زاغت أعين مليكه تتمتم:الله يكون في عونك يا عامورى. 


اما بغرفة المكتب عند عامر كان يتحدث فى الهاتف مع شخص ما يقول :كله تمام. 


الشخص :تمام يا باشا. 


عامر :نفذ. 


ثم أغلق الهاتف يأخذ نفس عميق بارتياح. 


اما تحيه فوقفت فى الشركه امام البوفيه تلهث :ده كأنهم شايلين شغل سنين ومحوشينه ليا انا واختى لما نيجى... ذنبى ايه اجى بدرى احضر لاجتماع البهوات. 


وجدت فريسة الأمس ظهر لها من العدم يقول بابتسامه غير مطمئنه بالمره :صباح الخيييييير. 


نظرت له بتوجس لا تعرف ماذا تقول...هل كشفت؟..


   لقراءة الفصل السابع والعشرون من هنا 

تعليقات