رواية أنصاف القدر الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سوما العربى


 رواية أنصاف القدر

الفصل الواحد والعشرون 21

بقلم سوما العربى


أيام حلوه تمر على الجميع خصوصاً على رجب... أخيرا هو وست البنات معا.


حلم طال انتظاره كثيراً حتى تحقق بفضل الله.


يشكر كل الظروف التي جعلت توفيق دائم الشجار معها ولاشي على لسانه غير يمين الطلاق.


والان رجب يقود بها السياره يغادر الإسكندرية.


جلست لجواره بصمت تام لا تعلم ماذا يحدث.. ولا حتى شعورها ناحية كل ما يحدث.. زواجها بتلك الطريقة الغريبه من رجب... اتمامه الزواج منها.. اتفاق توفيق مع رجب على اساس انه محلل فقط... حديث رجب عنها الاكثر من رائع ولأول مرة تشعر أنها كائن حي ولديه شعور... إنها امرأه جميله وهناك من تعجبه بل ويعشقها ويراها شئ كبير جدا صعب المنال.


ولكن.... بكل منا جانب سئ.. يجلس رجب وهو يقود سيارته بتركيز... تركيزه ليس بالقيادة فقط... إنما يفكر بشئ مهم اخر.


قطعت هى ذلك الصمت تقول :هو احنا رايحين فين.


نظر لها مبتسما يقول :جمصه.


زوت مابين حاحبيها مبتسمة تقول :ايه؟! ده بجد؟!


قهقه رجب قائلا :قديم انا صح؟ بس لعلمك... بقت تحفه.. انا عايز اروح معاكى كل الأماكن الى روحها زمان وكنت ابقى قاعد اتخيل واقول ياااه.. معقول ييجى اليوم الى تكون معايا فيه هنا.


نجلاء :انت بجد غريب اوى.


ابتسم هو قائلاً :ولا غريب ولا حاجة.


ثم اكمل يغتنموالفرصه التي ينتظرها :اصلى لما بيبقى معايا حاجة حلوة.. بعرف أزاة اقدرها واخافط عليها... حد يبقى معاه ست زى القمر زيك واى واحد يتمناها وكل شويه يزعق ويرمى يمين طلاق لحد مابقوا تلاته.. خساره والله.. ضيعتى عمرك مع حد مايستاهلش.


نظرت له بصمت قاتل وحزن.. لاتجد ماتقوله... تحاول باتسماته ان تنسى وهو بكل بساطة يذكرها.


تألم كثيراً لنظرة الحزن والخذلان بعينيها لكنه بالأول والآخر بشر.. لم ولن يكن ملاك يوما... اراد الضغط على جرحها القديم.. يخشى لو أتى اليوم الذى تقرر فيه انهاء كل شئ والعوده الى حياتها الطبيعيه مع ابنتها ووالد ابنتها... لقد تمم زواجه منها وبكل ماتعنيه الكلمه هو حقا اقتنصها من الحياه.. ولكن لو اتت وقالت إنها تريد الطلاق لن يستطيع الرفض... لا يستطيع.. لن يتحملها على نفسه وعلى قلبه... لو جاءت الان وطلبت الطلاق للعودة الى توفيق سيفعل ويمت بعدها ولكنه سيفعل بكل تأكيد.


لذا وبكل انانيه منه.. من عاشق تعذب كثيرا فى عشقه سيضع الملح على الجرح ولن يكف عن تذكيرها بمعاناتها مع والد ابنتها... لن يترك لها اى فرصه للتفكير بالعودة إليه مهما حدث.


تركها تغوص قليلا فى بعض الذكريات المريره لها مع توفيق... يعلم أن الأمر يحزن جدا حبيبته ولكن ليتركها.. ربما ببعض العذاب ينصلح كل شئ... بعض الحزن لن يضر ولكن لتبقى معه... بإرادتها.


داخل الإسكندرية


فى احد المطاعم المطله على البحر.


جلس كارم يسحب كميه كبيره من هواء البحر المحمل باليود قائلا لنهى:الله.. الماء والخضره والوجه الحسن.


رفعت شفتها العليا تقول بسخرية :وهو فى قدامك خضره؟


كارم :يعنى هو فى قدامى وجه حسن.. خليكى فريش.


وقفت بحده تهم بالمغادره فضحك واوقفها قائلا :اقعدى يابنتى بهزر... ماهو بردو يانهى انتى على طول لابسالى وش الكلب ده كده مش نافع.


شهقت بغضب قائله :وش الكلب... اه يا...قاطعها قائلا:شوفتى.. اهو كنتى هتشتمى اهو.. طيب انا راضى ذمتك... عمرك شوفتى ظابط بيتشتم.. ده أنا اترفض فيها.. على طول كده شتيمه شتيمه... مافيش مره تقوليلى صباح الخير يا بيبى.


نهى:بيبى؟


كارم :اه شوفتى سهله ولايقه على النضاره كمان.


نهى:بقولك ياجدع انت.. انت خطبتنى وانت عارف انى كده انا ماضحكتش عليك.. ومالها النضاره بتتريق كمان على نضارتى.


كارم :يانهى.. يانهى ياحبيبتى انا نفسى اقولك كلمه حلوه... تقوليلى كلمه حلوه... حرام كده يا ناس انا بقالى سنه خاطب مش عارف امسك ايدك.


شهقت قائله :انت عايز تمسك ايدى؟


كارم :اه.. سبيه يمسكها يانهى... مافيهاش حاجة يعنى.


نهى:لا يا استاذ.. لا مش انا... انا اصلا عمرى ما اسيب حد يفكر بس يقرب منى... ولو حد فكر بموتو.


كارم :ايه موصله جسمك بالكهربا... تصدقى بالله انا مابقيت عايز امسكها.


رفعت رأسها بزهو تقول :ايوة كده الأدب حلو.


رغما عنه ابتسم... يعلم كم هى جميلة وخلوقه حتى لو كان لسانها لاذع وحاد قليلاً... احمم ليس قليلاً بل كثيرا جدا.. ولكنها حقا رقيقه وطيبه القلب يكفى انها تحفظ نفسها له.


لكنه بشر ولن يستطيع التحمل كثيراً تحدث بكبت يقول :نهى... احنا نكتب الاسبوع الجاي والفرح اخر الشهر.


نهى:نعم... ايه اللي بتقولو ده.. هو سلق بيض


كارم :نهى ماتستهبليش احنا مخلصين كل حاجه حتى إجراءات نقلك جامعه القاهره خلصانه والشقه والديكور حتى العفش محجوز.. مش فاضل غير فستان وبدله.


نهى بارتباك:لا طبعاً.. اااهو الفرح فستان وبدله وبس فى حااجات تانية كتير.


ابتسم بتسليه وقال :كل حاجه ممكن تتحل.. قولى بقا إنك خايفه من الجواز زى كل البنات.


نهى:ايه... لا طبعا.


كارم :خلاص يا وحش... خليك بطل كده للآخر واثبتيلى انك شبح فى نفسك كده ومش خايفه من الجواز ولا حاجة... انا هاكلم ابوكى.


رفع هاتفه بتحدى وهو ينظر لها يبتسم داخليا عليها.. تحاول قدر الإمكان إظهار الثبات ولكنها كأى فتاه ترتجف.


فى قصر الخطيب.


انه يوم الاجازه.. الكل متواجد... ولكن هناك شئ آخر سيجعل الامور أكثر صعوبة.


فهو الان يقف أمام والدته لا يعلم ماذا يفعل وكيف يتصرف.


تحدث بغضب :إزاى يا امى تعزميهم من غير ما تقوليلى.


ناهد:واحده وعزمت اختها الى هى خطيبة إبنها الى هى اصلا بنت اختها مش فاهمة فيها ايه.


عامر :طيب ومليكه.


زمت شفتيها تجيب:والله مش عارفة... شوف انت بقا هتحلها ازاى يا اول فرحتى وكبير العيله.


ضيق عينيه يقول :تقصدى ايه بالى عملتيه وبتقوليه ده؟


ناهد :الى فهمته... انت عاكك الدنيا.. عكيت حياتك وعاككنا معاك.. لسه خاطب من يومين بنت خالتك وبعدها على طول بكام يوم جايب بنت ابن عمك الصغيره تقول بحبها.. عمرك شفت عك اكتر من كده.. انا ولا مصدقه ولا فاهمه ايه اللي بيحصل ده.. انا حتى مش قادرة استوعب انك انت الى تطلع منك التصرفات دى.


عامر :ايه الى جرالك يا امى... انتى كنتى بتحبى مليكه اوى.


ناهد :ولسه بحبها وجدا كمان.. ولو انا بعمل كده فأنا بعمله عشان كبيره وعاقله.. بعمل الى كنت متوقعه انك انت الى تعمله.. شايفاك قاعد بتتجاهل وضعك والى حاصل...مش عايز تواجه الأمر الواقع وهو انك خاطب وكبير... تقدر تقولى لو أجلت مجى هديل هنا الأسبوع ده طب اسبوعين.. اقولك شهر.. ها.. هتعمل ايه بعد كده.. انا قاعده اهو بهدوء مستنيه اسمع منك... انا لا هتعصب ولا هزعق.. انا بس عايزه اعرف دماغك فيها ايه للى جاى عشان انا كده شايفاها بتضلم.. مش عليك لوحدك.. لا عليك وعليها.


جلس بانهاك مرددا بقلة حيله :انا بحبها يا أمى.


عادت برأسها للخلف تستكين به على ظهر المقعد تغمض عينيها بتعب... لا تعلم ماذا تفعل.


فتحت عينيها تقول :طب وبعدين؟


وقف بتعب مرددا بضيق وقله حليه وهو يغادر بحزن وغضب :مش عارف مش عارف.


هزت رأسها هى الأخرى بقلة حيله.. لاتعلم ماذا تفعل ولكن... عنصر الخبرة وسنوات العمر مهم.. ترى مالا يروه.. لن تصمت ابدا.


خرج من عند والدته متجها للحديقه... يريد بعض الهواء.. صدره اصبح يضيق عليه من شدة الاختناق.


بعد دقائق كان يجلس على احد المقاعد يفكر وهو مغمض عينيه.


رغما عنه ابتسم تلقائياً وهو يشتم عبيرها الخفيف بالقرب منه مرددا وهو مازال مغمض عينيه وعلى وضعه :وحشتينى.


مليكه :وعرفت منين انه انا؟


فتح عينيه وجدها تقف أمامه تحمل بيدها كوبين من النسكافيه.. اخذهم من يدها وضعهم على الطاوله الصغيره أمامه وسحبها من يدها تجلس لجواره جدا


عامر :معقول مش هعرف ريحه حبيبتي.. ده اسمه كلام يعنى.


ابتسمت باتساع وفرحه وهو ينظر لكل انش بوجهها بحب واعجاب قائلاً :انتى حلوه اوى ياحبيبتى.


مليكه :ايوة انا حاسه بكده.


ضحك بشدة يجذبها لاحضانه وقال :ياواد يا واثق انت.


استكانت باحضانه تبتسم وهو أيضا يمرر يده على ظهرها بحب.


خرجت من حضنه تقول :يالا اشرب النسكافيه بتاعك قبل ما يبرد.


عامر :عرفتى منين انى لسه ماشربتش قهوتى؟


مليكه :متبعاك من اول ما صحيت ياباشا.


عامر :بحبك


مليكه :وانا كمان.


فى تلك الأثناء كانت سيارة عائلة هديل قد دخلت نطاق القصر الداخلي وتتوقف الان امام الباب الداخلي للبيت ومن خلفهم يجلس عامر ومليكه معه.


انتبهت ملكية للسياره اولا وهديل تهبط من السياره بعدها والدتها ونادر.


نظر الى حيث تنظر حبيبته وفهم كل شئ.. ماذا سيفعل الان.


نظرت هدى ناحيتهم بغل تقول :ودول قاعدين مع بعض ليه والبت دى لازقه فيه كده ليه؟


نادر بسخريه من الوضع الذى وضعت به شقيقته:باينه اوى يعنى...مش محتاجه فقاقه.


هدى :أخرس... وانتى ياحلوه.. ايه هتقفى تتفرجى.


قالتها وهى تنطر بغل لهديل والتى بموقف لا تحسد عليه حقاً.


أما عند عامر فالوضع كان متأزم أيضاً فهو لا يعلم ماذا يفعل... لايستطيع ترك حبيبته وتجاهلها والذهاب لهم... لن تتحمل ولن تصمت يعلمها جيدا.. أيضا هديل لا ذنب لها علاوة على أنها ضيفة الان.


نظرت له مليكه بغيره وغضب تقول :انت كنت عارف انها جايه؟


اماء برأسه موافقة ثم قال بهدوء:حبيبتي لو سمحتي تتصرفى النهاردة بهدوء وعدى اليوم.


مليكه:نعم.. اعدى اليوم واتصرف بهدوؤ؟ انت بتتكلم بجد.. ليه.. ده الى هو ازاى يعنى؟


عامر :حبيبتي عشان خاطرى ادينى شويه وقت.


مليكه :حبيبتي ايه بقا... هو انا حبيتك فعلاً؟


عامر :طبعاً حبيبتي.. انا بحبك اوى ومش عايز اخسرك عشان كده بقولك لو سمحتى عدى اليوم.. مش عايز الموضوع يخلص بخناق او مشاكل وخلافات... عايز اخلصه بهدوء.. ثقى فيا شويه.


عند السياره كانت هدى تكمل حديثها بغضب لابنتها:ايه. هتفضلى واقفه كده وتسبيها لازقاله كده... اتلحلحى يابت.


هديل :خلاص بقا يا ماما.. هو حر... شكله بيحبها نفضها سيرة احسن ليه كده؟


هدى :نعم يا حبيبة امك.. قولى الى قولتيه ده كده تانى... قسما عظما لو اتكررت تانى لانا الى هعرف شغلى معاكى ومع ابوكى ومش هتطولى اى حاجة أظن فاهمة قصدى كويس هاا؟


اصطكت اسنانها بغضب وذهبت من امامها تجاههم.. لا حيله لديها.


نظر نادر لأمه بغضب يقول :يا شيخه ملعون ابو الفلوس اللي تخليكى تعملى كده فى بنتك.


هدى باستنكار وسخريه:وهو انا بعمل فى بنتى ايه يعنى... بحافظ على مستقبلها.


نادر :كده؟! بقلة القيمة دى؟


هدى :قله القيمة دى من نصيب البجحه الى قاعدة جنبه.. بنتى هى الى خطيبته.. فاهم ياحبيبي... ويالا.. يالا نروحلهم.


تقدمت هديل منهم لا تدرى ماذا تفعل... أصبحت دمية وانتهى الأمر.


وقف عامر بدوره مرحبا يقول :اهلا وسهلا يا هديل.. البيت نور.


هديل :اححمم..منور بيكوا... ازيك يا ميكا.


مليكه :حلوه .. وعامر بس الى يقولى ميكا.


تقدمت هدى تقول بحاجب مرفوع :عامر؟ مش عيب بردو يا مليكه ياحبيبتى تنادى الاكبر منك كده من غير ألقاب.


مليكه باستفزاز:ماهو على يدك يا طنط انتى عارفه اني كنت بقولو كده بس هو الى طلب منى اقولو يا عامر بس.. مش كده يا عامر.


نظر لها يهز رأسه بقلة حيله منها... لن تستطيع الصمت وهو يعلم ذلك.. يدعو الله أن يمر هذا اليوم بسلام.


اما هدى فنظرت ناحيه ابنتها بغضب تحسها على الحديث.


هديل لمليكه :اوكى حبيبتي.. عامر طيب ومش بيحب يحط حواجز بينه وبين حد.. مش كده يا حبيبي.


اتسعت أعين عامر مرددا داخله :حبيبي.. من امتى وهى بتقولى كده اصلاً.. استر يارب مليكه هتهد الدنيا.


وبالفعل... ظهرت غيرتها واضحه للعيان تقول :حبيبك ايه.. انتى ازاى تقوليلو كده.


هدى:الله.. جرى ايه.. مالك كده ماتهدى.. مش خطيبته وقريب اوى هتبقى مراته.


من أجل إنهاء الامر بهدوء وحكمه لايريد أن يحتد على خالته الآن ويقلب كل شئ رأسا على عقب.. لكنها تنظر له باعين متسع تنظر له وشفتيها تردد بزهول لا تراه يعترض:مراته؟


هدى :اه يا حبيبتي.. عقبالك كده لما تكبببرى ها.. تكبرى كده ونشوفك عروسه حلوه.


نظرت لهم بتحدى وغبظ قائله :قريب... قريب اوى هوافق على حد من خطابى الكتير يا طنط وافرحك بيا.


نظر لها بغضب... ماذا تقول هى وبأى سخافات تهزى..حتى لو غارت لا يحق لها قول او فعل ذلك ابدأ.


اما هى غادرت المكان تصعد مباشرة لغرفتها.. تحبس دمع عينيها لاتستطيع لا التحمل والقوة.


كانوا هم بحربهم تلك ونادر فى عالم آخر.. يبحث عنها.. ظل يبحث ويبحث حتى وجدها.. تجلس تحتضن علبة النوتيلا كأنها لم تأكل ضهرا.


نادر بخوف من شراهتها :فى أي يا كارما انتى قافشه حرامى.


نظرت له بفمها الملطخ بالنوتيلا من جميع الجوانب كالأطفال :ايه فى ايه انا حره.


نادر :حره ايه وزفت ايه.. وشك كله ملطخ.. ايه ده.. ايه الفجعه دى.. البرطمان بيقول اغيثونى.


كارما :اضحك يعنى كده الافيه خلص؟ هاهاها.. مش بتضحك على فكره.


نادر :اموت واعرف راحت فين كارما الى كانت قبل ما اسافر رقيقه وكيوت.


ظهر عليها بعض الحزن تقول :موجوده.


عاودت التهام النوتيلا مجددا تخفى اى الم فقال هو :طب هى فين.. وليه اتخطبت لمحمد.


كارما:وبتسأل ليه؟


نادر :عايز اعرف ليه اتخطبت لمحمد.


كارما :عادى.. نصيب.. واهو ماكملش.


نادر بسخريه :زعلت والله.. ده حتى محمد كينج الاحساس يعنى.. لا فعلاً زعلت.


وضعت المعلقه بفمها تخفى اى وجع من حديثه تجيب متصنعه اللامبالاة وهى تتقطع من الالم:لا ماتزعلش على غالى.


نادر بلا تردد :مانا ماعنديش اغلى منك يا كرمتى.


رفعت وجهها له باعين متسعه وفم مغلق على النوتيلا.


فردد مجددا بمنتهى القوة كأنه يقول صباح الخير :انا بحبك يا كارما.


قالها... وغادر... خرج من المطبخ كله وهى... سقطت من يدها المعلقة.. جلست على أقرب مقعد لاتصدق... هل سيتحقق حلمها؟


____________________________________________________


خرجت حكمت تقوم بوضع بعض الملابس على احبال من البلاستيك بشرفه بيتها كى تجف فى الهواء. وجدت سيد هو الآخر يقف في شرفة شقته والقلق يظهر بوضوح على وجهه فقالت :خير يا سطى سيد. واقف كده ليه كفا الله الشر.


سيد :البت مى اتاخرت.. المفروض درسها يخلص من ساعه.


حكمت :طب اهدى اهدى ياخويا زمانها جايه خير ان شاء الله.


سيد بقلق:يارب.


بدأت القلق يتسرب إليها هى الأخرى فالوقت فعلاً قد تأخر.


لكنها تنفست الصعداء وهى تجدها تسير بغضب وخلفها يوسف.


هتفت بفرحة :اهى جت تحت آهى.


أخيراً ابتلع رمقه يقول :الحمد لله... بس هو يوسف ماله.


حكمت:مش عارفة.. هروح اشوفو.


بالخارج


كانت اقتربت من باب شقتهم تهم لفتح الباب فلحق بها بغضب يقول :بت انتى اما اكون بكلمك تقفى وتسمعى لحد ما اخلص كلامى خالص انتى سامعه.


مى بحده وصوت عالى جدا :نعععم ياخويا... ليه انشاء الله تكونش ابويا ولا امى.. اتكلم على ادك ياض.


يوسف بغضب:ياض؟! بتقوليلى ياض... ده انتى يومك مش معدى النهاردة.


خرج كل من سيد وحكمت كل منهم من شقته على صوت شجارهم الذى أصبح شبه معتاد فى الفتره الاخيره.


حكمت:فى ايه. فى ايه يا مى.. ايه يا يوسف.


يوسف :شيلو البت دى من قدامى ياما الا واقسم بالله هفصل راسها عن جتتها.


سيد :يوسف... جرى ايه.. ابلع ريقك كده وماتنساش انى عايش وواقف قدامك كمان فى ايه بتزعق فى البت كده ليه؟


يوسف :أسأل بنتك.. ايه اللي موقفها مع الواد النى ده فى وقت متأخر كده؟


مى:وانت مالك يا تنح يابارد... كنت من بقية اهلى.


سيد :مى.. ردى عليا انا ... الكلام اللى بيقولو ده صح.. كنتى واقفة مع واحد؟


مى:يا بابا احنا كلنا كنا بنصور ورق وهو كان جاى يوزع علينا باقى فلوس كل واحد فينا وانا كنت آخر واحده عشان مالقتش فكه ال100 إلى انت مديهالى وانا نازله فوقفت لحد ما لاقى فكه وجه ادهالى... غلط فى ايه انا بقا.


سيد :طيب خلاص.. بس ماتحطيش نفسك في موقف زى ده تانى ماحدش هيفهم كل الظروف دى وهيفهم غلط على طول.


مى:انا مش بعمل حاجة غلط... والبيه ده بيعلى صوته عليا فى نص الشارع ليه زى ما يكون واصى عليا.. ده فرج عليا الناس.


يوسف :بت انتى وطى صوتك.


مى:شايف يابابا.. شايفه ياطنط.


حكمت باستياء من ابنها :شايفه يابنتى حقك عليا انا... انا اللى معرفتش اربى.


يوسف بغضب :بقا يوسف هو الغلطان دلوقتى.. ماشى.. ماشى ياما.


ثم غادر البنايه كلها مجددا وهو يتوعد لها.


حكمت بأسف:حقك عليا انا يامى.. ماتزعليش.. ماعلش يسطا سيد.


سيد :حصل خير.. ابننا بردو.


مى:ماتقوليش كده ياطنط انتى مش ذنبك حاجة.


حكمت بحرج:تصبحوا على خير هروح اكلمه تشوفوا راح فين.


اماء لها سيد واغلق كل منهم بابها.

طوال اليوم ونادر عينه لاتتزحزج عن كارما المرتبكه بشدة.


وهديل تحت ضغط والدتها تزيد من جرعة الاهتمام بعامر.


وعامر عقله وقلبه مع تلك التى لم تريه وجهها ثانيه طوال اليوم... يعلم أنه أخطئ بعد الشئ ولكن هناك أمور يجب أن تؤخذ بحكمه حتى لا تتعقد.


كانت بغرفتها تبكى.. تبكى بصمت ولا تريد حتى الحديث مع ندى وطلبت منها أن تذهب الليله لاى غرفة اخرى.. تريد أن تبقى وحدها.


فى وقت متأخر من الليل.. تقلب فى نومها لا تعشر براحه ولا تعلم لما... فتحت عينها تنطر بتشوش حولها بخوف ورهبه. أين هى... تتذكر انها قد غفت على فراشها بعد وصله بكاء مريره.


اخذ الوقت منها ثانيه او اثنين.... تعلم هذا المكان وجاءت إليه مسبقاً ذات مره.


اتسعت عينيها وهى تدرك.... تنظر حولها بزهول واعين مستعه.... إنها على متن طائرة عامر الخاصة مجددا.


وهو يجلس مقابل لها يتأمل صدمتها بابتسامه لعوب يقول :صح النوم يا حبيبتي....

 

    لقراءة الفصل الثاني والعشرون من هنا 

تعليقات