رواية أنصاف القدر الفصل العشرون 20 بقلم سوما العربى


 رواية أنصاف القدر

الفصل العشرون 20

بقلم سوما العربى

 

فى أقصى أحلامها لم تكن تتوقع أين يكن اعترافه هكذا.. او بهذه الطريقة.


ظنت انه وان فعل يوما مجهود سيكن مع كل فرد على حدى.. ان يخبر امه اولا وبعدها شقيقته يتبعها فرد آخر وهكذا ولكن... ان يجتمع بهم مره واحده.. ان يقف يمد يده يوقفها لجواره يقول بملئ فمه انه يحبها.. يحبها هى.. شئ ولا فى الاحلام.


حتى أنها تخشى لو كان كل ذلك حلم جميل... لو كان حلما ستبقى غافيه ابدا.


تفاجئت به ينهى كلماته القليلة تلك ويضمها له بحب واحتواء.


والجميع من خلفه مصدوم.. حتى ندى صديقتها مصدومه.. من كانت تسبه منذ قليل تراه الان أكبر حتى من كلمه فارس احلام.


اما باقى افراد العائلة فجميعهم تملكتهم الصدمه والغضب.


مايحدث غير مقبول إطلاقا... عامر يحب مليكه الصغيرة وخطبته كانت من يومين على اخرى وليست اى فتاه.. انها ابنه خالته.


انتفضت ناهد تقول بغضب :انت شكلك اتجننت فعلاً يا عامر.. انا كنت شاكه فيكوا من زمان.. نظراتك ليها.. عينك الى مش بتتشال من عليها.. مش بتبطل تسأل عنها... اى مكان انت الى تجيبها وتوديها... بس كنت بكدب نفسي. بقول ابنى كبير وعاقل.. عمره مايتصرف كده.. مليكه؟ مليكه يا عامر؟! عايز تضحك عليك الخلق... عايز الناس تقول عامر الخطيب اتهطل على كبر... ولما انت بتحب واحدة تانية وافقت لسه تخطب بنت اختى.. الخطوبه دى مش حاجة والسلام لا دى عيله بترتبط بعيله تانيه ولو حصل فشكله عمر العلاقات مابترجع زى الاول ودى مش اى عيله دى اختى عايزنى اخسر اختى؟


تأثر كثيراً بحديث والدته.. ولكنه مهما بلغ به التأثر لا يملك اى خيار...أمره محسوم.. انه يعشقها.


تحدث بهدوء قائلاً :امى حاولى تفهميني... مش بأيدى انا فعلاً بحبها... وحاولت.. كل الى بتقوليه ده جه على بالى وده الى خلانى روحت وخطبت هديل بس غصب عنى مش عارف.. مش هقدر يا امى.


اخذت نفس عميق وقالت:كلامنا ماخلصش يا عامر والى بتقولو ده مش مقبول.


كل ذلك ومحمد يتميز غيظا.. ذلك العامر الغبى يسير خلف قلبه غير مبالى باى خسائر... اى قلب هذا الذى يسير خلفه كل أفراد ذلك البيت.. اولهم فادى المعتوه يريد الزواج من فلاح بعدما ترك مليكه.. وثانيهم السيده كارما والتي فسخت خطبتها منه معلله انها لا تحبه وأنه شخص لا يملك قلب... قلب؟! ماهذا الهراء.. حديث سخيف جدا ولا ينتهى الا بالحماقه والخسائر وأولها الآن مع كبير عائلتهم يعلن عشقه الغبى لاصغر فرد يتعامل معه بيومه من الأساس.


مهزله.. كل مايحدث لا يندرج تحت اى وصف او تصنيف غير بأنه مهزله.


وقف يقول وهو محتج بشده:خليك فاكر انك مش لوحدك.. وراك عيله كامله والى بيحصل ده هيضرها كلها.. انت مش حر في نفسك.. عايزك تريح وتهدى كده عشان نتكلم... ماتنسااااش. مستنيك ياكبير.


تركهم وغادر اول فرد... وقف مت من بعده فادى معلقاً :هو طبعا انت حر وكل حاجه بس الى بيحصل ده ماينفعش.. ده غير ان احنا مش قراطيس لب... انت واقف كده وواخدها فى حضنك.. كانت مراتك مثلاً واحنا مش عارفين؟!


قال الاخيره بسخرية غير منتبهين لاعين الفت التى تهز رأسها كأنها تجيب بإلحاح على شئ موافقة.


عامر :خلاص خلصتوا؟ ولا لسه حد عنده حاجة عايز يقولها.


تقدمت كارما تقول:عامر انا سبق وفسخت خطوبتى من محمد ومشيت ورا قلبى فامش هقدر اطلب منك ماتمشيش وراه لكن فعلاً انتو الاتنين مع بعض استحالة... انت اكبر منها بكتييير اوى.. صعب... صعب يا عامر.


تركته وغادرت ومن بعدها فادى.. تاركين عامر ومليكه مع الفت.. وندى تقف بعيدا فرحه بشدة.


اشارت لهم الفت بالاقتراب.. تحتضنه لأول مره فاتسعت عينيه يقول :يااااه مش معقول.. هههه دى هتحضنى... ده أنا كنت فاكر انى قاتلها قتيل.


ابتسمت الفت وهى تضع رقبتها على كتفه غير قادره على ضمه بسبب حركه يديها المحدوده جدا.


تشير بعينها لمليكه بأن تنضم لهم.. عينها يظهر عليها الف انفعال.. كأنها تخبرهم شيء... لو رأيتها لفسرته كأنها تقول هذا هو المكان الصحيح لكم.. لابد ان تظلوا معا.


ابتعدوا عنها ونظر هو ناحية مليكه ثم اقترب منها يمسك يديها بكلتا يديه يقول :بحبك اوى ومش هاممنى حد خلاص مش عايزك تبعدى عنى تانى ممكن؟


كانت تتنفس بسرعه من شدة الفرحه... غير مصدقه كل ما يحدث


أجابت بقوه :ممكن... انا بحبك اوووى.


ابستم وهو يضمها له براحه:وانا بحبك اووووووى.


انتبهوا على صوت تلك المسكينه تقول :يعنى مش كفايه امى وعم رجب انتو كمان طلعتولى فى البخت... منك لله يامازن.


رغماً عنهم ابتعد كل منهم عن الآخر يضحك بقوة.


مليكه :بس لاحسن البت دى تحسدنا.


ندى:انا... اخس عليكى.. ماشى.. انا طالعه اجيب موبيلى واكلم الزفت الى اسمه مازن الى جابلى جفاف عاطفى ده.


صعدت على الدرج تندب حظها :الله يخربيت الطب والى بيدخلوه.. أحدنا منه ايه.. ماشى يامازن يابن دلال.. ده حتى عامر ربنا فك عقده لسانه وانت لسه... عامر نطق وانت لسه.


كان مازال يقف معها يردد بزهول :عامر نطق وانت لسه.. انا بقا يتدرب بيا المثل.. إيه اللي صاحبتك بتقولو عليا ده.


اخدت تملس بيدها على مقدمة بذلته تهدهده كطفل قائلة بنعومه :هو انت ماتعرفش ياحبيبى؟


عامر:لا ما اعرفش.


مليكه :اصل انا مسيحالك وسط كل صحباتي وكلهم عارفين إنك حجر.


اتسعت عينيه :حجر؟!!


مليكه :اممم.


عامر :لا كتر خيرك والله وكمان مسوءه سمعتى وسط صحابك... قايله عنى ايه تانى.


مليكه ببساطة :ولا اى حاجة ياروحى هز كل مافى الموضوع انى مسجلاك على فونى ال.. ال..


عامر :ال إيه قولى.


مليكه :الجبله ابن ال


اتسعت عينيه اكثر واكثر بصدمه مرددا:الجبله ابن ال  يانهارك اسود.. مليكه انا همشى قبل ما ارتكب جريمة... ماشى حبيبتي.. باى.


مليكه بهيام:باااى.


قبل مقدمة جبهتها وانصرف... لكنه عاد اليها مجددا يقول :ايه ده.. تعالى معايا لحد العربية وصلينى.


ضحكت بحب وذهبت معه وهو يوصيها على نفسها حتى يعود وأن تهاتفه عندما تحتاج لأى شئ.


طوال اليوم وهو تقريبا يهاتفها كل ساعه... ماذا يفعل وهو يشتاق لها.


فى الحاره


دق سيد منزل السيدة حكمت التى فتحت له وهى تنظر أرضا.


سيد مبتسماً :مساء الخير يا ست حكمت.


حكمت :يسعد مساك يا سطى سيد... اتفضل.


سيد :لا انتى الى هتجيبى يوسف وتيجوا تتعشوا معانا انا ومى برا.. انا عاذمكوا... ايه رأيك.


نظرت له بتفاجئ وقالت :برا؟


سيد :اه وماله... فيها ايه يعنى واسم النبى حارسه يوسف ابنك هيبقي معانا.


اكمل حديثه يغمز لها بعبث ومزاح:انا بقول واجب يكون معانا محرم بردوا الأمر مايسلمش.


رغما عنها ضحكت وقالت :طب هشوف كده وارد عليك.


سيد:وماله بس احياة النبى ماتاخرى الا عصافير بطنى بتصوصو.


حكمت:ماشى.


أغلقت الباب بعدما ذهب... لا تصدق نفسها... لأول مرة يدعوها احد للطعام بالخارج... رجب رغم عشرته الطيبه لكن لم يفكر ولو لمرة بأن ياخذها ويذهبوا لأى مكان... ومع ازدياد الخلافات بينهم زادت الفجوة وزاد الابتعاد.


لأول مرة تشعر أنها انثى ومن بنى البشر... لا تستطيع وصف سعادتها.... من كثر ماهي غير معتادة على السعادة تعتبرها شئ دخيل بل وكثير عليها... قررت بشئ من البديهيه انها لن تقبل ذلك العرض... منذ متى وهى تذهب مثل هذه المشاوير... كما كانت وتعودت وتربت على حديث امها خالتها وجدتها... ليس للمرأة غير بيتها.. هذه الأماكن والنزهات ليست لهن.


فى نفس الوقت خرج يوسف من غرفته يقول :اماااااا... جعااان.


لم تنتبه له بادئ الأمر فردد بصوت اعلى:امااااااااا.


حكمت :يخربيتك خضتنى.


يوسف :الى واكل عقلك.


حكمت :يا ساتر يارب... عايز ايه منى يابنى.


يوسف:عايز اكل... جعااان.


حكمت:طيب حاضر ساعه بس واجهز الأكل.


يوسف :ايييييه... والاكل ماجهزش ليه.... وانتى بتعملى ايه طول النهار؟


استاءت حكمت كثيراً وقالت :يابنى مش عيب تجعر فيا كده... أول ما صوتك يتخن هتتخنه عليا؟


يوسف :اييييه.. جعااان ماكلش.. انا شقيان طول اليوم من المدبح للمحل لما رجلى اتهرت.


حكمت:وطى صوتك يالا... انا الى ماعرفتش اربى... بقولك طول اليوم قالبه البيت وبغسل الفرش والسجاد وبمسح الأرض لما وسطى اتحل... ده بدل ما تقولى كتر خيرك ياما انتى بتتعبى معايا... ريحى انتى ياما وانا هبعت اطلبلك اكل من برا... انت ياواد مش بتشتغل وبتقبض من أبوك وماسك قرش حلو... ماتجيش فى مره تقول اما أريح امى واجيب اكل وانا راجع ليا وليها... ده انت لو يوم كلت برا مابتفتكرش تجيب لامك وانت راجع.. ياشيخ ده انت حتى مش بتفتكر تتصل بيا تقولى كلى انتى انا هاكل برا وانت عارف انى بستناك على الاكل.


يوسف وبعد كل هذا قال:ايوه يعنى الاكل على امتى كده؟!


وقفت بغضب وخيبة امل لا توصف:مافيش اكل يايوسف... واعمل حسابك تعتمد على نفسك... اصلى يومين واتجوز... انا كنت هرفض عزومة الأسطى سيد بس رجعت فى كلامى وهوافق.. الى مستعده اضيع عمرى واضحى بسعادتى عشانه مش دارى بيا اصلاً ومش بعيد لما أكبر يرمينى فى دار مسنين عشان ياخد الشقه يتجوز فيها.. ولا مراته تقوله يانا يامك فى البيت... انا قايمه البس واخرج عايز تيجى معانا تعالى.... مش عايز براحتك انا كده ولا كده رايحه.


ذهبت من أمامه بعدما قالت ما فاضت به روحها... عاشت نصف عمرها شمعه تحترق... لابد من وجود ولو زقاق ضيق لطريق السعادة.


فى الإسكندرية


جلس رجب مقابل حكمت يقول :هطلب لك بقا اكله سمك من اللى وصى عليها لقمان.


نجلاء:احنا لسه واكلين من شويه.


رجب :لا انا عايزك تاكلى كده وتتغذى.. انا لو أطول اجبلك الدنيا كلها تحت رجلك اجبهالك... انتى حاجة غاليه عليا اوى.. اووى.. يااااا.. كنتى زى نجمه بعيده... عارفة لما تبقى ممده كده على أرض تراب طن من تحتك... وتبقى باصه لنجمه حلوه اوى وبتلمع وكل ليله تواعديها وتقعدى تستنيها بس عارفه انك على الارض ولامسه التراب عمرك ما هتعرفى تطلعى القمر عشان تقابلى نجمتك.... انتى بقا نجمتى ياست البنات.


كل هذا كثير... كل ما حدث خلال العام المنصرم شئ وما يقوله الان شئ آخر... حديث لا يوصف ولا تسعه الكلمات... حقا ولا بالخيال.


رغما عنها بكت... لا تعلم لما القدر ظالم هكذا... لما لم تحظى برجب منذ البداية... ولما تعذبت كل هذه السنوات مع زوج مثل ذلك التوفيق.


تحدث بلهفة :يقطعنى... اهو انا كده دبش ماعرفش اقول كلمتين حلوين على بعض.


تحدثت من بين دموعها وقالت :بالعكس.


بالعكس ده كلام حلو اوى ومش مترتب وطالع من القلب.. انا بعيط على حاجه تانيه.


رجب :حاجة إيه؟


نجلاء:بعيط على القسمه والنصيب... اقصد يعنى... قاطعها هو قائلاً :ليه من الاول اتجوزتى توفيق وانا اتجوزت حكمت صح ؟


اماءت برأسها موافقه فقال :وتفتكرى لو انا كنت اتقدمتلك اهلك كانوا هيوافقوا... انتى كل واحده فى اخواتك ماشاء الله تبارك الله الى متجوزه محامى والى متجوزه محاسب والى والى.... كانوا هييجوا يوافقوا برجب الجزار؟ جوازنا عمره ما كان هيتم الا بالحيله... يمكن لو كنت وصلت لك سهل كنت اضيعك منى.. ابويا كان دايما يقول الى ييجى سهل يروح سهل... يمكن ربك عمل كل ده عشان لما الاقيكى احافظ عليكى واعوضك وانتى كمان تعوضينى.


نجلاء :اعوضك؟! اعوضك بأية انا مابقاش فيا حاجة ولا حيلتى حاجه اعوضك بيها.. انا مش متفضل منى غير روح... روح شبه عايشه... فاهمنى؟


ابتسم بحزن وقال :فاهمك ياست البنات.. مش عشان يعنى مش مكمل علامى ابقى مش فاهم كلامك الكبير ده... انا راجل سميع واحب اسمع وافهم واوزن الكلام... ومن ناحية هتعوضينى بأية فانتى عندك كتييير... كفايه وجودك جنبى.. اشم نفسك في المطرح الى انا قاعد فيه.. البصه فى وشك بالدنيا والى فيها... كفايه بس الواحد يتصبح بوشك.. يلاقى الخير فى يومه... انتى ازاى شايفه نفسك كده... انا شايفك حاجة كبيرة اووى.. أمله ماكنتش احلم بيها.


اغمضت عينها لاتدري هل تفرح بذلك الكلام الجميل ام تحزن من توفيق وما فعله بها جعلها حتى لاترى بنفسها شئ يستحق الحب... كما قالت.. هو حقا قد سرقها.


رجب :بالك... انا الود ودى اخد بعضى واروح على مصر فى قلب الحاره واديلوا علقة من اللى هو وصلك ليه ده.


انهى كلامه وهو يضحك قائلاً :بس على انا بقول ياواد الطيب احسن... هنزل واضيع على نفسى يومين عسل مع اجمل ست فى الدنيا.


رغماً عنها ضحكت... أصبحت تضحك كثيرا مع هذا الرجب... فريد من نوعه جدآ.


فى نفس الوقت حضر النادل بالطعام فقال :بس... الاكل جه ياست الكل وانا ساعة الاكل مابعرفش امى.


نظرت له بعيون القطط فقال :بس كله يتغير لاجل عيون ست البنات.


ابتسمت له مجددا وهو يقوم بتقشير احد قطع الجمبرى.. ثم فتحت فمها وهو يحثها على ذلك كى يضع لها الطعام بفمها.


فى المساء بمنزل الخطيب.


جلس الجميع على طاولة الطعام كأن على رأسهم الطير خصوصاً بعد اعتراف عامر بالصباح... قلب كل الموازين والحسابات... لكن لابد من وضع حد لكل ذلك.


بنفس الوقت


كانت تخرج من غرفتها بعدما اعتذرت ندى فهى قد تناولت الطعام بوقت متأخر.


خرج هو من غرفته قائلا :ياسلام... كنتى نازله تحت من غيرى ولا ايه؟!


مليكه :اه.


عامر :كمان بتقولى اه؟


مليكه:اه وفيها ايه مانا كل يوم بنزل فطار وغدا وعشا من غيرك.


تحسس يدها يضمها بين كفه الكبير قائلا :قبل كده حاجة ومن النهاردة حاجة تانية... انتى بقيتى حبيبتي قدام الناس دى كلها.. فاهمه يعنى ايه.


أخذت نفس عميق تبتسم وهى ترفع رأسها بزهو وفخر قائله:ايوه فهمت.


عامر :طب يالا بينا


هبط الدرج وهى معه.. لا يهمه رأى الآخرين بعد الآن.


كانت الخادمة تضع آخر طبق على السفره وتغادر باحترام.


نظر الكل مسلط على كبير البيت بجوار أصغر فرد به... مهزله.. ما يحدث امامهم لا يصنف إلا بشئ واحد وهو المهزله.


تقدم من الطاوله وهى همت لتجلس بمقعدها المعتاد.


نظر لها بغيره وغضب يقول :رايحه فين؟


مليكه :هقعد مكانى.


عامر بحده:جنب فادى؟ انا لسه قايل ايه حالا.


ارتعبت قليلا من طريقه حديثه.. تعلم أنه يغار ولكن اليوم كأنه يعلن بدايه لكل شئ جديد ومن نوع آخر حتى غيرته.


اما فادى فقال :بقا كخه فادى دلوقتي... اقعدى ياهانم جنب البيه... مانتى هتبقى كبيره البيت بعد كده.


ضحكت كارما وبعدها فادى رغماً عنهم وهم يجدوها كالأطفال تنظر لهم بتحدى طفولى وتسحب لنفسها المقعد المجاور له لتجلس عليه ككبيرة عائله.


ضحك عامر عليها.. حقا مظهرها لجواره غير عادى... ضئيلة الحجم هى جدا.


كانت الفت اكثر من سعيده وهى تراها وأخيراً لجوار عامر.


اما ناهد ومحمد فتقريبا أفكارهم واحده ورفضهم القاطع واحد.. من نظرات عيونهم تشعر كأنهم اتفقوا بدون ان يتفقوا او حتى يتحدثوا... مصلحة الجميع هى الاهم.


طوال الوقت وفادى يناوش عامر ويشاغله بالحديث مما يجعل عامر يضحك.. ومليكه هائمه فى ابتسامته تلك... وأحيانا يتحدث مع محمد فى أمر من أمور العمل.. تجده يأتي اخيرا بالكلام العملى المفيد ويختصر المشكلة وتحل فوراً وتردد هى داخلها (جووووووووون)


وناهد رغم فكرتها ورفضها لتلك العلاقه الا انها امه وتعلمه أكثر من اى فرد آخر.... ابنها سعيد.. فرح... تشعر به.. حتى فى عز حديثه عن العمل والصفقات والمشاكل عينه تضحك.. باتت فى حيره من أمرها.. ولكن هم فعلاً فى موضع شائق.. خطيبته ليست اى شخص.. إنها هديل ابنة شقيقتها... مصير عائلتين وعلاقتها بشقيقتها... كذلك مستقبل ابنها نفسه... سيتضرر كثيراً من ارتباطه بتلك الصغيرة حتى لو كانت تحبها... حتى لو تربت على يدها هى... بالنهاية مستقبل ابنها هو الأهم.


قطعت كارما كل تلك الأجواء قائله :ميكا... بقالك كتير ماغنتيش لينا... غنى يالا.


بدون تردد وبلا تفكير وعيونها مازالت مرتكزه عليه غنت:حبييبى.. حبيبى اه من حبيبى.. عليه احلى ابتسامة.. لما بتضحك عيونه بقول يالا السلامه.. حبيييبى.. حبيبي اه من حبيبي.. عليه احلى ابتسامة لما بتضحك عيونه بقولك يالا السلامه.. لما يسلم عليا.. واما يقولى كلاااام عايزه ورا كل كلمه اقوله ياسلام يا سلام يا سلااام.. لما يسلم عليا.. واما يقولى كلااام عايزه ورا كل كلمه. اقولو يا سلام يا سلام يا سلااااام.


صفقت كارما.. واخذ فادى يصفر مرددا لعامر:الله يسهله ياعم... ربنا يوفق الدنيا على بعضها.


اما عامر فكان ينظر لها ياعين لولا الملامه لبكت.. تلك الجميلة تجعله محلق من شدة السعادة... شعور أن هناك شخص يحبك حلو.. ان من تهواها تلك تبادلك بل وتهيم بك تجعلك تشعر بأن لا مثيل لك.. بل لا يوجد من يضاهيك سعاده... تشعر أنك اوسم رجل قد خلق.


وجد نفسه بدون تردد يجذب باطن يدها لفهمه مرددا:ربنا يخليكى ليا ياحبيبتى.


ابتسمت بحب وزهو... كل شئ انكشف.. لن تصبح مضطره بعد الآن ان تناديه ابيه... يدعوها حبيبتي امام الجميع.. ماذا تريد بعد ذلك او اكثر من ذلك هى.


ستعشقه امام الكل.. وهو قد أعلن حبه وانتهى ذلك الماراثون.


خرج كل منهم من دنياه تلك على صوت مقعد محمد اثر وقوفه فجأة من شدة الغضب... تاركاً لهم المكان كله... لا طاقة ولا صحة له لتحمل كل تلك السماجة من وجهة نظره.


فى نفس اللحظه تبعته ناهد غير راضيه هى الأخرى عن كل ما يحدث امام عينها وعلى العلن.


فادى:بس.. بس.. كارما.. كارما


كارما وهى تلك الطعام :همممم.


فادى:خلى عندك دم وبطلى اكل وقومى بعدى.. كله قام.. سبيهم مع بعض.


كارما :مش شايفنى باكل انا.


فادى:ماطول عمرك بتاكلى.. يلا عشان تنامى خفيف قومى.


وقفت على مضض تمسح فمها وتقول :قومت اهو.. تصبح على نقاله.


فادى :بيئه.


بعدها وقف هو الآخر يتجه لغرفته يقول لعامر بغمزه:اى خدمه.. فادى بيمسى يا كبير.


قهقه عامر مما زاده وسامه وزاد تلك المسكينه هيام به.


كل الأفراد غادروا.. وأخيرا بقا هو معها


هم ليقبل يدها مجدداً ولكنه انتبه على حمحمة شخص.


اوووه الفت لقد نسوها تماما.


عامر :احمم.. يااااجماعه.. ياافادى.. ياكارما... ياجماعه انتو ناسيين حد هنا.


نظر لها وجدها كأنها تخبره بعينها بتحدى:انا قاعده لك محرم.


نظر لها يبتسم بسماجه مرددا :منوره يامرات عمى.... 

     لقراءة الفصل الحادي والعشرون من هنا 

تعليقات