رواية أنصاف القدر الفصل الرابع الثلاثون 34 بقلم سوما العربى

رواية أنصاف القدر

الفصل الرابع الثلاثون 34

بقلم سوما العربى


 وقفت تحيه مع صافيناز والدة سامح فى أحد الصروح التجارية الضخمه تنطر لما بين يديها بعدما اعطته لها صافيناز وقالت:800جنيه....ليه يعني... ياساتر يارب. 


زمت صافيناز شفتيها وقالت:دى براند حبيبتي يعنى كده اصلا معمول عليها ديسكوند. 


اتعست عينيها وقالت :شنطه بكل ده ليييه... لا طبعا هو انا هبله.. هجيلهم هنا يضحكوا عليا ويقولى براند ومابراندش.

صافيناز :انا قولتلوا ماخرجش معاها هو الى أصر.... استغفر الله العظيم... يابنتى استهدى بالله ياحبيبتى ويالا. 


تحيه:بس بس بنتى ايه وانتى شكلك كده... ده انتى أصغر مني. 


ابتسمت صافيناز بزهو:طول عمرى حلوه اوى ومايبنش عليا سن... بس ده مش كل حاجة... لازم تهتمى بنفسك دايماً عشان تفضلى محافظة على جمالك ورشاقتك وصحتك... وتفضلى ماليه عين جوزك... فهمانى... سامح نسخه من باباه خليكى بقا واقفه مش عايزه تشترى الشنطه ام 800 جنيه الى هى اصلاً معمول عليها ديسكوند وانا هروح اشرب كوفى جنبك هنا... الكريدت كارد اهو أظن حفطتى الباس كود.. باى. 


تحركت بكل اناقه بفستانها التيجر الملكي مع حذاء اسود راقى وحقيبه مماثله تتهادى فى خطواتها برشاقه تجلس بالفعل داخل احد الكافيهات..  وعلى فمها ابتسامة هادئه واثقه... مالبس ان اتسعت ابتسامتها... لم تخيب ظنها ابدا...تشاهدها وهى تنظر ناحية الحقيبه بتردد إلى أن عزمت أمرها بملامح يبدو عليها الحزم وأعطت البطاقه للبائع كى ياخذ ثمنها ثم غادرت للمحل المجاور تنتقى بعض من الفساتين الراقية... رفعت صافيناز حاجبها بإعجاب وهى ترى من بعيد يتضح لها قليلاً ما انتقته تحيه.. يبدوا لديها زوق رفيع. 


توقف عامر بسيارته ينتظرها حتى خرجت من احد الكافيهات الشهيره تجلس لجواره. 


عامر :وحشتينى. 


مليكه :وانت اوووى اوى اوى. 


ابتسم باتساع.. صدره ممتلئ بالحب والراحه وهو يرى عشقه بعينها.. جميل ذلك الشعور بأن أحدهم يحبك... انك اهم واجمل شخص يراه... وعندما يكن ذلك الشخص هو احب واجمل الأشخاص في عينك يكسو قلبك شعور بالراحه والفخر غريب... راحه لأنه يبادلك.. فخر لأنك ودونا عن جميع الخلق اعحبته هو ومليكه تهيم به عشقا منذ أن كانت طفله. 


بل هى مازالت طفلة بعينه... ربما لن تكبر يوما وستظل مليكه... تلك الطفلة التى كانت تمد يدها تتمسك بطرف بنطاله تطلب بالحاح شديد بعض الحلوى وان لم يجلبها هو ويامر أحدهم ام يأتى بها تصرخ وتملئ البيت كله بكاء... حتى لو عاد وجلبها هو كى ينهى ذلك الصراخ الصعب تظل على عندها تلقى ماجلبه أرضا على طول ذراعها وتستمر فى الصراخ. 


اغمض عينه على تلك الذكريات التى كانت بوقتها صعبه عليه جدا...يتذكر انه أحياناً ماكان يضيق خلقه ويود ضربها وتعنيفها كى تكف عن بكائها. 


الان فقط... فهم الحكمه من كل ذلك... مليكه كتبت له من اول يوم ولدت به... هى له وهو لم يكن يعرف حتى. 


فتح عينه وجدها تنظر له باستغراب عينها تنطق بما لم تقوله كأنها تسأله مابك وفيما شردت. 


ابستم بخفه وضمها له بقوه وراحه يتنفس بهدووووء... يشتم عطرها مع أنفاسه.. وهل يوجد أروع من ذلك. 


تحدث لجوار اذنها:انا بحبك اوووى... يارب تفضلى تحبينى طول عمرك. 


تحدثت بخفوت :هفضل احبك... انت قدرى. 


أخرجها من احضانه ينظر لها بتصميم:وهفضل قدرك وملازمك طول العمر ومكان ماتروحى. 


ابتسمت باتساع وانضمت لاحتضانه مجدداً وهو يدير مقود السيارة يتجه للقصر قائلا :يالا نروح بسررررعه عشان وحشتينى اووى. 

زادت من احضانه له وهو يتنهد براحه تبعا لفعلتها ثم قال :صاحبتك عملت ايه؟


زاغت عينها قليلا... لو علم ان عدى المناويشى هو من تدخل لحل الأمر ربما ردت فعله ستكن عنيفه كثيراً. 


تحدثت ببعض التوتر :الحمد لله.. عدت على خير. 


كان يحتصنها بيد.. واليد الأخرى تقود.. نظرة مسلط على الطريق لكنه شعر بوجود خطب ما بها.


خطف نظره سريعة عليها وقال :فى حاجة؟ 


مليكه:حاجه؟!حاجة أية؟ 


زم شفتيها ينظر للمرآه الجانبية ينعطف يسارا ببراعه يجيب :مش عارف حاسك فيكى حاجة. 


مليكه:ها.. لا ده انا بس كنت زعلانه على ريتا مش اكتر... متغاظه اووى من الواد ايهم ده... كلنا اتصدمنا فيه.. كان باين عليه بيحبها اووى إزاى يعمل كده. 


 


عامر :مش كل الى بنشوفوا فى عيون الى قدامنا بيكون حقيقي.. ممكن يكون ده انعكاس لحبنا فى عينه. 


خرجت من احضانه ونظرت له وهى تضيق مابين حاحبيها تقول باستغراب شديد :يعنى ايه مش فاهمة؟ 


اخذ نفس عميق وقال :يعنى مش كل الى بنشوفوا في عيون الناس صح.. فى  ناس بنحبهم ويتهايئ لنا انهم بيحبونا ونتعامل معاهم على الأساس ده... لكن ده بيكون انعكاس لحبنا ليهم مش اكتر لكن الى جواهم لينا حاجة تانيه... زمان وانا فى ثانوى كان معانا ولدين رايحين جايين مع بعض كل الدروس لدرجه اننا كنا بنتلغبط بينهم من كتر ماهم مع بعض ليل نهار وفى كل الدروس... كان فيهم واحد ذكى فى الدراسة وشاطر جدا اسمه احمد والتانى لعبى ومالوش فى التعليم اصلا بس طيب وجدع انا شخصيا كنت بحبه بس احنا مش صحاب اسمه سعيد... فى يوم كنا فى درس وسعيد مش موجود وأحمد قاعد... شلة عيال مع بعض قعدوا يتكلموا عن سعيد وحش وأنه عيل صايع ولعبى ومش بتاع مذاكره واما بييجى الدرس بيفضل يسأل الأستاذ اسئله غبيه وكل شويه مش فاهم ويخليه يعيد الشرح من الاول ويعطلنا.. وأنه لما غاب النهاردة اخدنا كميه كبيره ازاى وكده.. كل ده وانا قاعد ابص لأحمد مزهوول.. الى هو ياجدع ده صاحبك رايحين جايين مع بعض وبيذموا فيه وهو غايب... اتكلم ورد غيبته.. الصدمه الأكبر لما واحد من الشله دى وجه كلامه لأحمد يقوله انا مش عارف يااحمد  واحد شاطر زيك جايب مجموع كبير فى تانيه وان شاء الله فى تالته تجيب مجموع زيه وتدخل طب إزاى تبقى مصاحب واحد فاشل وغبى زى سعيد ده... ههه عارفه أحمد قال ايه. 


مليكه بانتباه :ايه؟ 


عامر باشمئزاز:رد بكل هدوء وثقه يقول ومين اصلاً قالكوا انه صاحبى. 


صدمت مليكه واتسعت عينيها تقول :اييييييه؟ 


ابتسم عامر بتهكم يقول :اهو شكلك ده كان نفس رد فعلى ساعتها فبصلى وقال انا بروح معاه كل دروسنا عشان ساكن جنبى وتقريبا كل دروسنا مع بعض... هو معتبرنى صاحبه بس انا لأ. 


مليكه:يانهار ابيض... ده شخصية زباله اووى. 


عامر :الى عايزه اقولهولك وتتعلميه ان مش كل الى تشوفيه فى عين الى قدامك تصدقيه...ممكن تكونى بتشوفى الحاجه الى عايزه انها تبقى فعلاً موجوده بس مش دى حقيقية الى قدامك ولا حقيقةشعوروا ناحيتك... باختصار كلنا ولاد ناس بس مش كلنا ولاد اصول. 


نظرت له وصمتت صمت تااااام... تتذكر كيف كانت مقتنعه أنها تعشقه.. تفسر كل تصرفاته العادية اهتمام شديد وهو لم يكن كذلك ابدا... كيف و بكل سذاجة تعتمد على ثقتها بحبه الغير موجوده ذهبت له يوم ميلادها تعترف بحبها البائس... تتذكر ثقتها وهى تقول له بأنها متأكده من عشقه لها... بالفعل كانت ترى انعكاس حبها له فقط (وده درس من دروس الروايه) 


ظلت صامته صمت قاتل وهو مازال يقود... نظر لها بعدما لاحظ صمتها.. اغمض عينيه يضم شفيته غيظا وتوبيخا لحالة... كيف تحدث بكل هذا ولم يأخذ بالاعتبار قصتها معه. 


توقف أمام القصى الداخلى وقال :حبيبتي... ساكته كده ليه؟


تحدثت باختناق ثقل على صدرها :مافيش شكلى محتاجه انام. 


حتى لو حاولت جاهدة إخفاء حزنها لكنها حبيبته... قرأ كل شئ بعينها واضحاً. 


عامر :حبيبتي متضايقه صح؟ 


فتحت باب السيارة.. تحدثت وهى تترجل :لا مافيش حاجة. 


ترجل هو الآخر سريعاً ووقف امامها يمسك يديها بكفيه الضخمة قائلاً :حبيبتي تنامى ايه بس... انتى وحشانى وجاى بيكى بسرعه لبيتنا بدل مانتقفش بفعل فاضح فى الطريق العام. 


لم تفلح مزحته معها هذه المره... بل ظلت على حزنها الصامت تماماً. 


اخذ نفس عميق غاضب من نفسه... غرس يده بشعرها الجميل وضمها له بقوة يذرعها بين احضانه... يحتضنها بقوة باعتذار شديد عما سلف. 


هى وكأنه شعرت باعتذاره... اعتذار خرج من القلب واخترق قلبها دون الحاجة إلى كلمات. 


تحدث بخوفت:خلاص تعالى اوصلك اوضتك ترتاحى وانا هكمل كل إجراءات الفرح... عشان حبيبتي الكسلانه ناسيه انه اخر الاسبوع. 


اماءت له بهدوء... بدون اى حديث وهو مازال يحتضنها يحيط خصرها بيده تقدم بها للداخل يصعد الدرج حتى وصل لغرفتها.. فتح الباب ذهب بها للفراش سحب لها الغطاء الخفيف وساعدها كى تستلقى عليه وبعدها دثرها جيداً يضع قبله دافئه على جبهتها قائلاً :نامى وارتاحى حبيبتي.. بس مش كتير عشان هتوحشينى. 


مليكه بهدوء :حاضر. 


عامر :ايه حاضر الحلوه دى طب اسيبك تنامى بعدها إزاى بس.. اللهم اخذيك يا شيطان.. نامى احسن نامى. 


تركها وانصرف سريعاً قبل اى تهور مرغوب به من قبله كثيراً.


أغلق الباب خلفه جيدا تاركا أيها تحظى ببعض الهدوء والراحة. 


لا تريد التفكير كثيرا ستغمض عينيها وتغفو ربما ترتاح قليلاً. 


هبط الدرج وجد محمد بانتظاره ومعه المأذون. 


نظر له باندهاش فقال محمد وهو يرفع كتفيه بقلة حيلة مجيبا:بنت المجنونه فرجت على الدنيا قال ايه ان ماكنتش تكتب عليا وقتى مش قاعدة فى بيتك يا اخويا.... انت متخيل.. سيحتلى فى قلب المطعم.


ضحك عامر قائلاً :ماعلش يامحمد ماعلش. 


محمد بأسى:انا اتهزئت وابتهدلت جامد. 


اقترب يمسح على كتفه بهدوء قائلاً :ماعلش انت طيب وتستاهل. 


نفض يده عنه بغيظ يقول :انت شمتان فيا. 


عامر :بصراحة اه. اووى. مش عارف اخبى الصراحة... البت تغريد دى عايزلها مكافئة والله. 


تواجدت من العدم تقول بحماس :مكافئة ايه يا خويا. 


ضحك عامر بشده يقول :مش معقول... انتى بتطلعى منين؟ 


محمد :دى ربتلى الخفيف قسماً بالله. 


توتا:ماااتغيروش الموضوع انا سمعت سيرة مكافأة.. هديه... شئ من هذا القبيل. ايه هى بقا.. ها... لعلمك انا بقبل الهدايا بكل أنواعها. 


ضحك عامر وقال :فى هديه فعلاً منى انا ومليكه وكبيره كمان... اتنين فى واحد عشان جوازكوا وعشان انتى الوحيدة اللي علمتى على محمد الخطيب. 


محمد بهياج وعصبيه:بس ماتقولش علمت. 


عامر :محمد حبيبى... دى حقيقة هتنكرها إزاى.. علمت عليك ولا لأ؟ 


صمت قليلا واقر بغيظ :علمت... ومرتين مش مره.


نظر لها قائلا :انتى المفروض تروحى تسجلى براءة اختراع... محمد الخطيب الى ماحدش يقدر يسحب من تحت ايده او يسمسر عليه فى جنيه زيادة انتى علمتى عليه فى مبالغ. 


رفعت رأسها تهندم ياقة ملابسها مع طرف شعرها تقول بزهو:مااابحبش اتكلم عن مواهبى. 


عامر :ههههههه.. والله مشكله..يالا اكتبوا الكتاب على بركة الله انا كده اطمنت عليك يامحمد.


اقترب منه يهمس :هى كويسه وتابت... الخووف كله من الجينات. 


عامر :طب دى مالناش يد فيها.. يالا اتوكل على الله عشان شكلها كده قدرك. 


محمد بنبرة يائسة :عندك حق... يالا بينا. 


بعد قليل حضرت شقيقتها تحيه مع سامح ووالدته وقرروا عقد قرانهم رسميا معهم أيضاً.


ساعه واحده وكان كل شئ منتهى والزغاريد تملئ البيت من تحية وتوتا... يحتفلون بأنفسهم.


وصل صوت الزغايد العالية والضوضاء الى مسامعها وايقظها.


نهضت من فراشها مقررة توى صفحة الحزن... الآن عامر يهيم بها عشقاً... مولع بها... ترى عشقه له وضوح الشمس حتى الجميع لاحظوا ذلك.. فعل المستحيل كى يتزوجها.. ما مضى ذهب وانتهى... يكفى حزن... ستنعم وتستمتع بحبه الواضح للجميع على كل شكل ولون.


وقفت من فراشها وذهبت بحماس لغرفة ملابسها.


بعد قليل كانت تتهادى بخطواتها على درجات السلم...تعلم كم تبدو جميله وأنها قد خلقت جميلة.


تعززت ثقتها بنفسها وازدات سعادتها وهى ترى الانبهار والحب ظاهرين بوضوح على وجه عامر.. يقف من مقعده أمام أعين الجميع ويتجه لها يقبل يدها ثم رأسها... يضع يده على خصرها يضمها له ويتقدم يجلس بها أمام الكل وهى لجواره... رافعة رأسها.. فهى مليكه عامر الخطيب.. زوجته وملكة قلبي 

فى الحاره وسط الماره.. أسفل بيت توفيق.


توقف رجب وحده يصيح بعلو صوته :ياتوووووفيق... اطلعلى هنا يا دكررر... اطلع يا توفيق انا عارف انك جوووا.


تجمهر الجميع فى وشط الحاره وخرجت الناس فى شرفات بيوتهن يشاهدن مايحدث.


جاء سيد ركضا يقول وهو يلهس:ايه الى بتعمله ده يارجب... استهدى بالله وارجع على محلك.


ازاحه رجب بغضب قائلا :مش قبل ما اخد حقى منه... بدراااعى وفى قلب منطقته.


سيد :رجب يارجب اخزى الشيطان ويالا... يالا بينا.


رجب :قولتلك لأ يعنى لأ يا سيد وارجع انت... مش عايزك تتدخل انا حقى باخده بدراعى... اوعى يا سيد من خلقتى.


صاح مجددا بصوت أكثر حدة واجرام:اطلع يا توفييييق... خليك راجل مره... انا عارف انك جوا... ولو ماطلعتش انا هدخل اكسر عليك بيتك.


لم يخرج توفيق... إنما بالطبع وكما اعتاد هاتف شقيقه شكرى.. منقذه.


حضر شكرى على الفور ووقف أمام رجب يقول :جرى ايه يا رجب.. ايه الشبوره إلى انت عاملها دى... جاى تعلم علينا فى منطقتنا... ومفكر نفسك هتطلع من هنا على رجلك.


تقدم رجب خطوه واحدة مبادرا... يجابهه بتحدى مجيبا باستفزاز:اه. هعلم عليكوا وفى قلب منطقتكوا بنفسى وهطلع زى ما دخلت زى ما خرجت.


أخيراً خرج توفيق.. يقف خلف ظهر أخيه... أخيه الذى يقف مشتعل الأعين من حديث رجب المهين يقول :ليه فاكرنا شويه *****ده انت هتتفرم هنا.


شمر رجب عن ساعده يقول :وانا مستعد.


قبل أن يهجم بيده بقبضة يده التى ضمها بقوة كى يكيل الضربات له هو وشقيقه صاح سيد :وحدوا الله يارجاله... مايصحش كده يا حج شكرى.


شكرى بغضب واعين كالجمر:العيب على صاحبك يا سطا.


سيد :اخوك هو الى سبق ياحاج.. بعتلوا بلطجيه دشدشوا المحل وعوروا ابنوا.


بهتت ملامح شكرى واستدار ينظر لأخيه بغضب قائلاً :الكلام اللي بيقولوه ده حصل يا توفيق؟


نظر توفيق أراضا فردد شقيقه مجددا :رد... حصل ولا لأ؟


توفيق :حصل.. حقى بعد ما ضحك علنيا ولبسنا العمة واتجوز مراتى بالحيلة.


صاح شكرى بغضب :حيلة ايه وهباب ايه على دماغك... احنا يافندى مش قعدنا فى مجلس رجاله وهو الى حكم.... تيجى انت تصغرنا وتركبنا الغلط.


توفيق :مجلس ايه مانا ماليش دعوه بالكلام ده.


شكرى بغضب أكبر :مالكش ايه يافندى... احنا ده عرفنا والحكم بيمشى على الكبير قبل الصغير انت بقا عيل ماشى بدماغك ومالكش كبير وماشى بدماغك ماليش فيه.


ظل توفيق على صمته وعاد ينظر أرضا بخزى.


استدار شكرى لرجب يقول :كده انت عداك العيب يا معلم..وليك حق عرب عندنا.. طلباتك.


رجب :طلبات ايه يا حج شكرى... انت عارف انا مش محتاج.


شكرى :عارف.. وربنا يزيدك... بس انت ليك حق عندنا والموضوع ده لازم يخلص... احنا بعد العشا هنجيلك فى قلب منطقتك كده ونعتذرلك انت وابنك... واى حاجة اتكسرت ولا باظت توفيق ملزم بيها.... مرضى ياعم.. حبايب؟


رجب :يعتذر بس... انا مابقبلش العوض والفلوس مافيش اكتر منها.. خليه يكفى نفسه.


ابتلع شكرى اهانته المبطنه مضطراً وقال :حقك... احنا جايينلك بعد العشا ناخد الشاى عندك.


تدخل سيد مؤيدا :عين العقل يا حج.. يالا بينا يارجب.


سار رجب معه بينما استدار شكرى نظر لشقيقه شذرا وقال :والاسم الباشمهندش راح الباشمهندش رجع... اخص الله يخيبك... ياخسارة العلام... رجب الجزار حط عليك وعلينا وماقدرناش نفتح بوقنا بسبب عمايلك.. عليه العوض.


انصرف من أمامه سريعاً...لو ظل دقيقة أخرى سيبرحه ضربا لذا انصرف سريعاً.


بعد مرور ايام


فى أكبر قاعات القاهرة وقف عامر أسفل الدرج ينتظر بنبضات قلب عاليه مليكة قلبه وهى تتهادى على الدرج بجوار محمد ترتدى له فستانها الأبيض.


ذلك الفستان الذى صنع لها خصيصا.. فستان لا يليق الا بمليكه فقط.


كانت حورية.. أو لنقل فراشة... تقدم منها بانفاس لاهثه... لا يصدق أن زفافه اليوم وعلى مليكة.


حتى جميع من بالحفل... الكل مستغرب... مهما كان عامر وسيم ورشيق... لكن فرق العمر والحجم حتى كانا واضحين. 


لأول مرة يرى فائدة ومنفعه من فرق الحجم بينهم... الشئ الذى مكنه من تخبئتها داخل احضانه... يطغى على جسدها بجسده العريض وهو يحتضنها برقصتهم الأولى... لا يصدق حاله ولا هى أيضاً. 


جلست توتا بجوار محمد تنظر لعامر باستنكار قائله :ماتشوف يابنى قريبك ده.... ده شويه شويه هيبلع البت فى بوقو... اده دى... مش يراعى فرق الأحجام. 


ضرب محمد مقدمة جبهته من تلك المصيبة التى لا يستطيع الاستغناء عنها فتحدث سامح :يا تغريد ده بس غيران عليها من الناس بصى شوفيهم بيبصوا عليهم ازاى. 


نظرت حولها هنا وهناك ترى تهامس الكثيرين وتعبيرات وجههم لا تدل على خير ابدا 


توتا:والله عيب.. عازمينهم وجايين ياكلوا ويشربوا وفى الاخر يقعدوا يتريقوا... اهو ده الى بناخده من الأفراح. 


اغتنم محمد الفرصة قائلاً :خلاص احنا مانعملش فرح. 


توتا :بعينك... هتعملى فرح يعنى هتعملى فرح.. فك كيسك شويه هو انتو فقرا. 


ضحك سامح بقوه ومحمد ينظر لها بزهول مرددا:على النعمه ولا كأنك مرات ابويا. 


بعيد قليلاً تقدم قاسم مهران ومعه زوجته جودى تشبك يدها بذراعه... تقدما للداخل وقاما بمباركة العروسين. 


بعدها وقف قاسم مع بعض رجال الأعمال... لكن جودى بالطبع وكما بات يعلم.. لا تستطيع الاندماج مع زوجاتهم... عرفها عليهم وبعد قليل تركها تنضم لصديقاتها... ندى وريتال. 


جودى :الحمد لله ياريتا ان الموضوع ده خلص على خير ومن غير مشاكل. 


ريتا:الحمد لله. 


ندى :طب هو خلص ازاى ولا ايه الى حصل؟


ريتا:ماعرفش هو الراجل ده الى بعتونى ليه كلمنى وقالى ان الموضوع منتهى وهو مش هيكلمك تانى... وفعلاً لاقيت الحيوان ده عملى بلوك من كل حاجه بطل يكلمنى. 


جودى :ايوه يعنى عمل معاه ايه بردو؟ 


ريتا:مش عارفة. 


ندى: طب مش تعرفى.. مش موضوعك ولازم تعرفى خلص على أية. 


ريتا:بصراحة... مش عايزه اكلمه... هو من امبارح بيكلمنى وانا مش عايزه ارد عليه. 


جودى باستنكار شديد :ايه يابت النداله دى.. هيقول عليكى اول ما خلصتى مصلحتك ماعرفتيهوش. 


ندى :اخص الله يكسفك... يقول عليكى ايه دولقتى. 


ريتال:انتو مش فاهمين ده بيبقى بيبصلى زى ما أكون.... قطعت كلامها بصمت لا تسعفها الكلمات لتصف. 


اكملت بتلعثم:ماعرفش بس انا مش هكلمه وهو كمان طريقة الحاحه فى الاتصال مش عاديه... يعنى واحد غيره كان مره مرتين مارتش يقول خلاص لما تشوف المكالمه هتكلمنى لكن ده بيتصل كتير. 


ندى :ريتا بصراحة كده عيب اووى انتى مديونه للراجل ده. 


جودى :وهو تلاقيه بيتصل كل ده طبيعي شهامه منه يعنى خاف يكون أيهم نفذ تهديده مثلا ولا حصلك حاجة... والله عيب عليكى المفروض تعتذرى. 


ريتا :اكيد معزوم وشويه وييجى هبقى اعتذرله واقوله اى كلام فى اى بتنجان وخلاص. 


ندى :مش هاييجى يانصحه.. مش معزوم وبقى بينه وبين عامر خصومه لأنه اصلاً كان خاطب مليكه... مانتى عارفه. 


ريتا:ايووه صح.. طب ايه. 


جودى :روحيلوا مكتبوا بكره يا ريتا... لازم تشكريه. 


ندى بتأييد:دى أقل حاجة تعمليها.... انا هسيبكوا واقوم اكلم مازن اشوفوا وصل ولا لسه. 


انتهى الحفل وصعد بها الى طائرتهم الخاصه يقبلها... لم يفصل قبلته بعد... تهدجت انفاسها ولم يفصل قبلته. 


ابتعد عنها مرغما وهو يضعها على قدميه قائلا :كل مره كنا بنروح اكتر مكان انا بحبه... بس اول ليله لينا لازم تبقى مكان مانتى بتحبى. 


قال الاخيره والتهم شفتيها مجدداً بجنون... حاولت الخروج بشفتيها من حرب شفتيه قائلة :وانت عارف ايه اكتر مكان بحبه؟


جذبها له مره اخرى يقبلها معاقبا على تحرير نفسها منه يقول من بين قبلاته:هتعرفى كمان نص ساعه. 


بعد نصف ساعه تقريباً كان مازال يحتضنها داخل احضانه على قدميها بفستانها الملكى وهى متسعة العين.  لقد نجح بالاختبار. 


رددت بانبهار:وااااااو... سييوه... انا فعلاً باجى هنا رحلات كتيير.. اكتر مكان بحبه. 


مد يده على طول جسدها يقول بخبث وانحراف :واحلى حاجة فيه.. الانعزال.. الخصوصية... الرومانسية... وماحدش هيقاطعنا. 


شهقت بقوة منه... من نظراته... لا تبشر بخير أبدا وهو يتقدم منها يحملها هكذا......

  لقراءة الفصل الخامس والثلاثون من هنا 

تعليقات