رواية أنصاف القدر الفصل الثامن 8 بقلم سوما العربى







 رواية أنصاف القدر

الفصل الثامن 8

بقلم سوما العربى


جلست هديل مقابل اخيها في احد المقاهى الشهيره وهو عصبى جدا يقول :هديل انا مش عايز اسمع اى كلام منك الى فى دماغك ده مرفوض.


أخذت نفس عميق وردت :نادر هو انت عمرك شوفت واحدة راحت خطبت واحد؟

. نادر بضيق :يعنى ايه وضحى كلامك أنا على اخرى اصلا.


هديل بهدوء :هقولك... دلوقتي السيد والدنا حاططنى تحت ضغط يا أوقع عامر واخليه يخطبنى يا يحرمنى من حقى صح؟

نادر :همممم.

هديل :طيب هو انا المطلوب منى ايه.. اصلا عامر ابن خالتنا وهو بنى ادم كويس واحنا من الأساس بنتعامل حلو.. يبقى انا هعمل ايه غير انى ازود الاهتمام بيه قدام ماما شويه.. عامر مش بيحبنى وانا زى اخته بالظبط دى حقيقه مش هتتغير كل الى هعمله أنى هلاعب بابا واكسب وقت او ابقى عملت الى عليا مش هروح اغصبه يتجوزنى يعنى.. الى هو انا هو عملت كل حاجة هو الى ماجاش واتقدملى يبقى خلاص.


نادر :بردو لا شوفى حل غيره.


هديل:بقولك ايه انا بقالى اسبوعين بلفها فى دماغى لما دماغى ورمت هو ده الحل الوحيد عامر مش هيخطبنى ابدا انا اخد شركتى الى هى تعبى ومجهودى قولت ايه.. هتقف جنبى ولا هتكبر وتعيش انت مع البنات.


نادر :ليه هو انا مطلوب منى ايه؟

هديل :مطلوب انك تبقى اخ عدل وتفضل جنبى في المحنه دى.


نادر :مانا بردو مش بالعها الحكاية دى.


هديل :ماعلش هى فتره وهتعدى وكل حاجه هتخلص.. قولت ايه.. معايا؟


زفر بضيق وقال على مضض:معاكى يا ستى اما نشوف اخرتها.



فى الإسكندرية


جلست مليكه بفستان صيفى مناسب للبحر على الرمال شاردة كأنها بعالم آخر


شعرت بأحدهم يجلس لجوارها ولم تكن سوى خالتها التى قالت:بتفكرى في ايه وشاغلك كده؟


ابتسمت مليكه:ولا حاجة.

دلال :على خالتو.. يعنى ماروحتيش لحد عامر كده ورجعتى.

تلاشت ابتسامتها وقالت بحزن:مابقاش ينفع بقا.. انا تعبت... هو لا حبنى ولا هيحبنى كفاية كده.


دلال :انا من الاول كنت رافضه الموضوع ده.


نظرت لها مليكه كأنها كائن فضائى وقالت :والله...ماعرفتكيش انا كده يعنى.. ده انتى اكتر واحدة كنتى مشجعانى.


دلال :انا.. اعدمك ماحصل.


مليكه بجنون :يانهار اسود ومنيل.


اقتربت ندى منهم تقول :ايه ده مالكوا فى ايه؟


دلال :تعالى...تعالى يابنتى تعالى شوفى صاحبتك قاعده لا بيا ولا عليا الا والاقيهالك ملبسانى مصيبه قال ايه انا كنت مشجعاها تحب عامر.


اتسعت أعين ندى وقالت لمليكه:احيييه.. هى عارفة؟


مليكه :هه عارفة.. دى ماشيه معايا خطوه بخطوه ومن زمان.. الى قدامك دى هى السبب فى ان عقلى يبوظ بسبب الروايات الى خلتنى ادمنها زيها... عايشة في عالم وردى من ابطال على ورق وعيشتنى معاها فيه... حسبى الله ونعم الوكيل.


دلال :انتى هتحسبنى عليا فى وشى... وانا مالى انا دايما اقرا عن البطل الكبير الى حب البنت الصغيره الى رباها ماكنتش اعرف انه جبله كده.


ندى:لاهو انتى الى ضيعتى دماغ البت كده ياطنط بالروايات والهبل ده.


احتدت دلال تقول :ماتقوليش على حاجه انا بحبها هبل... لأنها مش هبل والعيب مش فى الروايات العيب فينا... احنا الى بنستسلم للواقع ومش بنحاول نغير اى حاجة فيه مع ان اى رواية بنشوف ازاى البطله بتعافر عشان توصل لحبها او للحياة الى هتسعدها... انا كنت شخصية انطوائيه وماليش لا تجارب ولا علاقات تفتكرى ايه اللي كان ممكن يديينى خبره غير الروايات لما تكشفلى عن قصص وأفكار نصها من الواقع ونصها خيال.. حتى لو فى رواية ماطلعتش منها بعبره على الاقل فصلتنى عن العالم شويه وخلتنى استمتع بيها فامتجيش انتى تتريقى عليها وعلى الى بيقروها.


ندى:اهدى ياطنط في ايه انا مش قصدى.


دلال :اصلك مش اول واحدة تقولى كده جوزى دايما يتريق عليا كده بردو فيها ايه لما اكون بحب الروايات ما في ناس بتموت في الأفلام والمسلسلات الهندى وانا بشوف انها مش بس هبل لا دى حاجة كده ميكس بين هبل على تخلف على عبط على عدم احتران لعقلنا بس مش بقول حاجة ولا بتريق على الى بيتفرجوا عليها.. كل واحد حر... العيب على الى استسلم للواقع بتاعه وعاش فيه انا كبرت وولادى كبروا بس لحد دلوقتي يحاول لو عرفت اعيش اى لحظة او لقطه شوفتها في روايه اشوفها... بحاول اخلى جوزى يعيشنى اى لقطة منها صحيح بتبقى بمعاناة وساعات بتريقه او من غير نفس بس مش مهم... المهم انى عشتها... لحد دلوقتي لسه بطلب منه شوكولاتة واما يجبها افرح بيها زى العيال مع ان عيالى بقوا أطول منى... خديها نصيحة منى ماتسمحيش لحد يهدمك او يتريق على الحاجه الى هتبسطك.. اللحظة الى تقدرى تخطفيها من الحياة بالغصب او بالرضا اخطفيها وعيشيها العمر مش بيرجع وماحدش هيتبسطلك... فاعملى الى يفرحك وبس.


كانوا يستمعوا لها بهدوء وشرود مقتنعين بكل حرف يقال.


ظلوا على صمتهم وشرودهم الى ان قطع ذلك الصمت رنين هاتف مليكه.


على الجهة الأخرى


كان يجلس على مائدة الطعام على مضض.... يوجد شئ ناقص... شئ مهم... اهو الهواء كى يتنفس...ام الشهيه كى يأكل... ام روحه ام قلبه... ام ان كل شئ تلخص بها ولم يعد موجود بغيابها.


وقف على حين فجأة فقالت ناهد :رايح فين يا عامر.


عامر وهو يسير لمكتبة :تليفون شغل مهم كنت ناسيه يا امى.


نظرت هدى لابنتها لكن هديل تصنعت انها فعلاً تهتم ثم مالبست ان أكملت طعامها.. هى جائعه جدا الان ترجو دائما الا يسألها احد عن شئ او يطلب منها ان تفكر حتى وهى جائعه.


وقف فى شرفة مكتبه يهاتفها يتصل وهى لا تجيب.


منذ متى وهى تتجاهل اتصالاته هكذا... عاود الاتصال مجددا بإصرار الى ان فتح الخط. فتحدث بلهفة :الو. مليكه... مش بتردى على طول ليه.


اغمضت عينيها بغضب... عامر سيظل عامر تحكمات فقط.. اسئله فقط.


أجابت بهدوء قاتل له ولاعصابه:ماسمعتوش.


عامر :كنتى فين كل ده؟

مليكه :يا ابيه ماسمعتوش فى ايه بتحصل.

عامر :والله بتحصل.. اممم.. وانتى بقا من ساعة ماسفرتى أن ماكنتش اكلمك ماتتكلميش.


مليكه :عادى.. بنسى.. مش بييجى على بالى.


اتسعت عينيه وهى تخبره عن عمد انه لا يخطر على بالها ولو صدفه.. هو مشغول بها وهى بالمقابل لمجرد عدم وجوده أمامها تنسى انه بالحياه من الأساس.


عامر:ايه الى بتقوليه ده؟

مليكه :قولت ايه... بص هو انا ممكن اقفل بس دلوقتي عشان بينادولى.


كل ثانية يتلقى صفعه اجدد من الأولى... انتهى شغفها به... تبخرت لهفتها وهو يحرقه الشوق.


هم ليجيب عليها بحدة لكن احمر وجهه غضبا وهو يستمع لصوت شاب لجوارها يناديها(يالا يا ميكا عشان ننزل الميا).


تحدث من بين أسنانه يقول بهدوء مرعب :مين ده ومية ايه اللي هتزليها معاه يا هانم؟

مليكه:ده مازن.


ثم أبعدت الهاتف وقالت بصوت عالي وصل له بالطبع:حاضر يا مازن جايه.


عادت تقول :طب انا هقفل دلوقتي.. سلام.


حاول التحدث ينذرها الا تفعل لكنها أغلقت الخط وهو فى قمه غضبه.


وضع هاتفه في جيب بذلته وخرج سريعا.


ناهد:رايح فين يا عامر.


عامر بغضب وهو يغادر:رايح اجيب مليكه.


احتدت أعين هدى ونظرت لابنتها التى فهمت على الفور وتصنعت الاهتمام :عامر.. خد هقولك.


رفعت كتفيها لأمها ببراءه مصطنعة :ياخسارة مشى.. قلقنى عليه والله.. هاتيلى يا كارما بانيه من الى قدامك ده.. ايوه ايوه الحته العريضة دى.


نظرت لها هدى بغيظ بينما الفت تبتسم باستمتاع شديد.


فى الإسكندرية


دلال :يعنى بيغير من مازن.. انا ازاى ماجتش على بالى الحكاية دى ده انا قريتها فى ولا 100 روايه... بس.. احنا نخلى مازن يخطبك عشان نخليه يغير وينطق.


تناولت مليكه كف دلال تقبله قائلة بترجى:ابوس ايدك يا شيخه كفاية خططك دى.

دلال :يابت اسمعى ده انا بهديكى احلى هدية والله.


مليكه :مالقتيش الا مازن الهبل.


دلال:فشرررر.. قطع لسانك ده دكتور اد الدنيا.


اشاحت مليكه بيدها :هو بالشهادة.. اهبل وانا وانتى عارفين.


دلال:احمم.. مش اوى يعني ييجى منة والله... استنى بس يا مازن.. مازن.


جاء إليها من بعيد وقال :نعم.


دلال :بقولك ايه ماتيجى اخطبلك مليكه.


مازن :نعم.. مليكه ايه... هو انا طايقها.


نظر ناحية ندى وقال بغزل:انا عايز اتجوز البت الحلوه العاقله دى.


تخضب وجه ندى بالخجل بينما مليكه ودلال اعينهم متسعه فرحه وتفاجئ.


بعد مرور أكثر من ساعتين


توقف أمام المبنى السكنى الذى تقطن به خالتها.


ترجل بغضب وصعد سريعاً يدق الباب.


مازن :حاضر.. حاضر جاى الله.


فتح الباب فوجد عامر أمامه شاب وسيم الى درجة كبيرة فى مقتبل العمر.


عامر :انت مين؟


يريد أن يتأكد ان كان هو ذلك المازن أم لا.


مازن :عامر بيه أنت مش عارفنى؟! انا مازن.


عامر:اااه.. ماعلش اصل آخر مره شوفتك كنت عيل.

مازن :لا مانا كبرت... انت كمان كبرت شويتين.. اتفضل اتفضل.


تقدم وهو ينظر له ولكلامه المبطن بغيظ.


دلف للداخل وهو يبحث بعينيه عنها.


اصطك على اسنانه وهز يجدها تخرج من المطبخ بتلك المنامه القصيره تقول بغضب :انت يا بارد انت ازاى تاكل الايس كر.... قطعت حديثها وهى متسعة العين من وجود عامر أمامها ينظر لها بحاجب مرفوع والغضب يقفز من عينيه قفزا.


مليكه :أبيه عامر!!!


عامر :اه شوفتى ابيه عامر.. اتفضلى يالا البسى عشان هنرجع القاهرة. يالا بسرعه عشان مستعجل.


اغتاظت كثيراً من نبرة حديثة واوامره.. ذلك التغطرس الذى لم ولن يتخلى عنه.


أظهرت اللين والهدوء على ملامحها وقالت:بس انا مش هرجع معاك يا ابيه.. لسه الاجازه ماخلصتش وانا مش عايزه ارجع دلوقتي.


عامر من بين اسنانه:مش شايفه انك طولتى هنا اووى.. للصبر حدود يا مليكه.


مليكه :والله انا مش عارفة ده يضايقك في ايه.. ايه اللي جد مثلاً.


زم شفتيه بغيظ وقال:خلصى يا مليكه عايزين نبقى في البيت قبل الليل.


مليكه :انا لسه عايزه اقعد... قولتلك انه خلاص انا مش هعمل غير الى عايزاه وبيريحنى وبس.


جائت دلال على صوتهم وقالت :ايه ده فى ايه... عامر.. اهلا وسهلا نورتنا.. اتفضل واقف كده ليه.. مش كنت تنادينى يا مازن.


مازن:هو ساب لحد فرصة يا امى.


دلال :طب اتفضل يا عامر بيه اتفضل.


كان مازال نظره مسلط بغضب على تلك التى تتحداه... تربت على يده واول ما كبرت كبرت عليه هو.


دلال:عامر بيه.. عامر بيه اتفضل اقعد.


انتبه إليها وقال :ها... لا مافيش وقت لازم نرجع دلوقتي.. مش عايز اسوق بالليل.


مليكه :ايوة انا قولت انى مش هرجع دلوقتي.


هم ليجيب عليها بحده فدخلت دلال تقول :استهدوا بالله يا جماعة.. ايه يا عامر بيه ده انت بقالك مده ماجتش اسكندرية... هتيجى صد رد كده طب ده اسمه كلام بالذمه... انت تقعد وتاخدلك اجازة يومين هنا... تريح أعصابك وتتفسح.... كمان عشان خاطر ندى.. البنت جايه ضيفه مع مليكه ولا انت ناسى.


هدء قليلا أمام حديثها اللين وجلس قائلا :ايوة بس... قاطعته وقالت بخبث:ولا بس ولا حاجة... بالمرة تشوفلى حل انا تعبت.. كذا عريس متقدم لميكا وانا مش عارفة اتصرف.


نظر لها بتفاجؤ يؤدد:عريس.


دلال :عريس... انا قولت عرسان.. عرسان ياعامر بيه وانا... انا خلاااص مابقتش عارفة اتحكم في الموضوع.. الموضوع خرج من ايدى.


عامر:اممم.. وشافوها فين.


دلال :معايا.. بصراحة بفكر اوافق على واحد فيهم ده كل... قاطعها بصرامه :توافقى وترفضى ازاى يا مدام... مليكه مسؤليتى مش مسؤلية اى حد تانى وانا بس الى احدد امتى الوقت المناسب للجواز.


نظرت له مطولا ثم تحدثت بهدوء وقالت :انت مصدق الى بتقولو... هو انت عشان بتديها الى يكفيها من المصاريف يبقى انت كده مربيها... طب انت عمرك خرجتها.. فسحتها..عمر كان في اهتمام خاص منك ليها حتى لو على سبيل الأبوة او الاخوه... ماحصلش.


عامر :غريبه.

دلال :ايه الى غريب.

عامر :لا بس اصلها قريب قالتلى كلام شبه ده.

دلال :لأن للأسف دى الحقيقة.. فى ناس بتفضل طول حياتها كده فاكره انها عامله الى عليها وزيادة بس هى يادوب بتقدم للى قدامها ابسط حقوقه... يعنى انت مثلا يادوب بتديها الى يديها من مصاريفها وزياده بس هى اصلا الوريثه الوحيدة لابوها طبعا مع ولاد عمها لأن مش عندها اخ بس نصيبها كبير... هى عايشه في بيتك الى هو بردو بيت عيله الخطيب كلها يعنى ليها ورث فيه.. انت مش مقدم لها اى حاجة اسبيشال... بلاش تعيش فاكر انك عامل لها كتير يديلك الحق ان يبقى ليك كتير عندها ومليكه بنت زكيه ولماحه وعارفه انك مالكش اى فضل عليها... فامتنتظرش منها اى مكانه خاصه او انها تديك حقوق مش ليك زى انك تحدد مصيرها مثلاً.


يستمع لها بامعان... يعلم أن كل حرف تقوله خلفه الف هدف ومعنى.


لا يود ان يحتد عليها بالحديث... وباى عين سيحتد وهى تتحدث عن حقيقة.. بالفعل هذه هى الصورة الصحيحة.


كانت تنظر له تتفرس ملامحه تحاول سبر اغوراه.


شعرت بقرب الوصول لتلك النقطة فقالت بمهادنه:ايه رأيك تفتح معاها صفحة جديدة يعنى تحتويها اكتر تخرجوا تبقى حنين عليها اكتر وقريب منها انت مش بتقول انها بنوتك.


استساغ الفكره كثيرا ولكن نظر لها بغيظ وهى تكمل بخبث تكتم ضحكتها:اهو حتى عشان لما هى تتجوز وتخلف يبقى ولادها يقولولك يا جدو.


عامر:جدو؟!! انا مش كبير اوى كده.


دلال :ايوه ده على اعتبار يعنى انك بتعتبرها بنتك.


زم شفتيه بغيظ منها ومن ابنة اختها تلك.


لكن اخذ نفس عميق يتنهد وهو يفكر لما لا يومين اجازة معها... معهم 


على باب شقه نجلاء وقف المعلم رجب يهندم ملابسه وبضربات قلب عاليه.. درجة حرارته تعلو وتهبط فى الدقيقة هبوطا وصعودا.. يحمر وجهه من الحراره وبعدها بثانية يشحب من البروده.


كأنه مراهق يقابل حبيبته لأول مره.. لما لا تفتح ذلك الباب وترحمه.


ثوانى وفتحت نجلاء الباب بتلك العباءة الذهبيه تضع وشاح ثقيل على شعرها.


نظرت له بحرج.. كلما تتذكر ذلك الموقف والوضع الذى وضعت فيه معه تشعر بالحرج.


حمحمت بتوتر قائله :مساء الخير يا معلم.. فى حاجة؟


نظر لها بوله ونفسه يعلو ويهبط بعشق:مساء النور يا ست البنات.. انا.. احمم.


ا خذالأمر منه ثانيه حتى وجد الحجه:ااانا قولت اجى أشقر عليكى الا تكونى محتاجه حاجه.. ناقصك حاجة.


نجلاء :كتر خيرك يا معلم كلك واجب.


رجب :اا.. يعنى مايلزمش اى خدمه اى طلبات.. انا مش بشوفك تخرجى تجيبى طلباتك.


نظرت لها بتركيز.. يبدوا انه يراقب أفعالها.. لم تحظى او تجرب ام يهتم احد ويراقب تفاصيلها هكذا.


طال الصمت وشعر بالحرج فحك راسه وقال :طب بالاذن انا بقا... ولو عوزتى اى حاجة.. اى حاجة انا عينى على الشباك نزلى بس السبت وفيه ورقه بالطلبات وكل حاجه تكون عندك.


كانت مصدومه من ذلك الاهتمام الذى لم تحظى به من قبل وعندما يأتى يكن من الشخص الخطأ.


تحرك ليغادر بحرج ولكن عاد بتردد يقول :اااه.. كان فى حاجة جيبهالك معايا.


سريعاً سريعاً اخرج مغلف من الشيكولاتة وأعطاه لها بيدها وهرب سريعا يشعر بالحرج والتوتر.


اما هى تقف فمها وعينيها متسعين بنفس المقدار.


تنطر للسلم تاره ولما بيدها تاره أخرى لا تصدق ما حدث ومن من؟من المعلم رجب الجزار.


أغلقت الباب بسعادة كبيرة... جلست على أقرب كرسى تنظر بفرحة كبيره لذلك اللوح من الشيكولا.


همت لفتح الكيس ولكن حدثت نفسها (لا ده مايتاكلش كده.. ده عايز يتاكل بمزاج)


وقفت سريعا وذهبت للمرحاض... استمتعت بحمام منعش من المياه البارده.


ثم خرجت تجفف شعرها وذهبت لارتداء إحدى المنامات الوردية.. صنعت لنفسها قهوة من البن المحوج.. جلست امام التلفاز تفتح الشيكولا بهدوء تضع او قطعه بمفها تتذوقها باستمتاع.


ثوانى واستمعت لرنين هاتفها.


نجلاء :الو.. مين معايا.


تنتحنح الطرف الآخر وقال بتوتر :ده انا المعلم رجب ياست البنات.


لازالت تتعجب من هذا اللقب الذى دائما يلصقها به..


لم يتلقى منها رد فقال:انا جبت نمرتك من استاذ خالد على اساس يعنى اننا..


صمت بتوتر وحرج فقالت :اايوه ااه فاهمة.


ابتسم وهو يتنفس سريعا وقال :طب نزلى السبت بس هحطلك حاجة.


ولم يترك لها فرصة للرفض أو الاعتراض إنما اغلق الخط سريعاً.


ذهبت سريعاً للشرفه وجدته يقف أسفل البنايه ينتظرها.


قامت بانزال ذالك الوعاء المصنوع من الخوص له.


وضع به كيس كبير من الكرتون وظل واقف ينظر لها بفرحة وسعادة.


سحبت السبت حتى وصل لها ثم اتسعت عينيها لا تصدق مردده:كنتاكي؟!!


عاودت النظر له وكان مازال واقفا يبتسم.


يبتسم لأن فعلته اعجبتها خصوصا وهو يرى تلك السعادة حتى لو كانت تقطن الطابق الثاني.


حملت الكيس بفرحة كبيرة لاتصدق.. وجدت القهوه التى صنعتها محلها والشكولا كذلك.


حدثتهم بسعادة كأنهم اشخاص أمامها :كويس خليكوا ابقى احلى بيكو... بعد الكنتاكى.. ياااااه.


أخذت الطعام سريعا وشرعت فى تناوله بفرحة وشراهه كأنها لم تراك الاكل


صباح يوم جديد


خرج عامر من ذلك الفندق الذي مكث به ليلة امس.


وقد استمع لنصيحة كارم كما قال له:اخرج بقا من ام البدلة دى ورحرح كده وخليك فريش.


وقف امام شقه خالتها بذلك التيشرت الابيض مع بنطال من الجينز القصير حتى ركبتيه... وحذاء رياضى ابيض.


كان قمه فى الشياكه ويتمتع بنفس الفخامة التى لا يتخلى عنها تحت اى سبب.


دق الباب ففتح له نفس المازن.


مازن :اهلا وسهلا اتفضل.


ابتسم له ابتسامة سمجه وقال:لا ماعلش.. ناديلى بس مليكه.


جاءت دلال من خلف مازن تردد :اهلا وسهلا اتفضل.


عامر :اهلا بيكى. امال فين مليكه.


جاءت سريعاً بذلك الفستان الجميل تقول :انا اهو.


ابتسم لها وهو يمشط هيئتها بإعجاب وقال :طب يالا بينا.


همت للخروج معه لكن توقفت قائله :طب وندى.


اسرع مازن يقول :لا ماتشيليش هم.. انا هفسح الغلبانه الى هتسبيها لوحدها دى وامرى لله.


دلال :مش قولتلك مضحى.


مليكه :انا همشى قبل ما ادمع.


نظرت تجاه عامر وهى لأول مرة ستخرج معه.. معه فقط.. بدون العائله.. بدون الجميع....

            لقراءة الفصل التاسع من هنا 

تعليقات