رواية أنصاف القدر الفصل الثلاثون 30 بقلم سوما العربى

رواية أنصاف القدر

الفصل الثلاثون 30

بقلم سوما العربى


 انهى عدى حديثة ومحمد يقف لا حول له ولا قوه.


عدى يستغل الوضع بابشع الطرق... لا سبيل امامه.. بل من الأساس ماذا يريد هو.


تخبط شديد أصابه.. وهو لم يبدى اى ردة فعل.


فقط صمت... صمت تام تحرك به من أمام عدى وانصرف.


ذهب لعامر وباقى العائله... الكل يجلس حول المأذون الذى حضر وجهز كل اوراقه بالفعل.


عشر دقائق لا أكثر وكان كل شئ قد انتهى.. لم يتبقى غير (امضااااااء العروس)


هذا ما قاله الماذون عقب انهاءه كل شئ.


وقفت ناهد بفرحة شديدة تقول :انا هطلع لها تمضى.


كانت فرحته مسيطرة عليه لكنه لثواني.. اتسعت عينيه... تذكر انها تقريباً لا ترتدى شئ.


تحدث سريعاً :لا استنى... انا هطلع لها.


لكن ناهد قد تحركت بالفعل فصعد الدرج خلفها سريعاً يحاول اللحاق بها.


وجدها دلفت للغرفة فذهب خلفها بعصبيه ولكن تنفس الصعداء وهو يجدها قد ارتدت إحدى المنامات المريحة.

تقف أمام والدته بغضب شديد تضرب الأرض بقدميها تقول :مش همضى يعنى مش همضى.


ناهد بسعادة لا توصف :ميكا يا ميكا.. خلصى بقا يا حبيبتي.. كل حاجه خلصت.. انا فرحانه بيكوا اووى.


رفعت مليكه حاجبها قائله باستغراب شديد:غريبة والله ياطنط... مش انتى كنتى معترضه على علاقتنا كلها على بعضها ونصحتينى انى ابعد.


كان متوارى خلف الباب يستمع باعين متسعه مايقال... هل امه لها يد بتغيرها عليه؟


تحدثت ناهد :حبيبتي ابنى بيحبك... انا حاسه بيه... الى عملته ده ممكن يكون غلط بس هو حق مشروع انا كنت خايفه عليه وعلى مصالحه ومستقبله... بس الى مش هقدر انكره انى اول مره أشوف ابنى بيحب كده... عامر ممكن يكون قوى بس زيه زى رجاله كتير... يتحرج يعبر عن حبه او يقول... لكن ده جابك ووقف بيكى قدامنا كلنا وقال انا بحب مليكه... دى كبيرة اوي وصعبة كمان.


 


صمتت قليلاً ثم مضت يدها بالأوراق تقول :خدى... يالا امضى يا حبيبتي.


صمتت مليكه ثم قالت :بيحبنى بس عذبنى وتعبنى.. بحبه لسه بس..


صمت قليلاً لا تعرف كيف واى حديث يمكن أن يصف ما بداخلها فقالت ناهد بتفهم :انا عارفه.. عارفه وفاهمه الى انتى مش عارفة تشرحيه... بس اتجوزيه يا عبيطه وبعدين ابقى سويه على الجانبين... تسويه مشروعه


قالت الاخيره بغمزه وعامر بالخارج مزهول... امه تتفق مع زوجته عليه؟!


ابتسمت مليكه ثم تناولت الأوراق توقع عليها كلها تنظر لناهد بحماس وشر فقالت ناهد :لا لا لا....براحه على الواد ده ابنى بردو ها.


مليكه :الى ربنا يقدرنى عليه بقا يا طنط.


ناهد:يا حبيبي يا بنى.


ابتسم بخبث وتحفز ثم تحرك سريعاً يهبط الدرج من جديد... بداخله سعادة لا توصف... هو لا يخطو بقدميه على الأرض بل كأنه يحلق.. يحلق بلا ادنى مجهود من فرط السعادة والفرح... وأخيرا أصبحت مليكه له.. مليكة قلبه وروحه... عشقها بروحه وعقله وقلبه.


اعتبرها خاصته منذ وقع لها حتى من قبل زواجه بها... لم يكن ليتركها ابدا.. هى له.. أمرها محسوم بالنسبة له تحت أى ظرف.


وقف بفرحة شديدة يتسقبل هواء الحديقه يأخذ اكبر كميه بصدره ينعش روحه... بل هى منتعشه بلا اى شئ.


واخيرا حب حياته أصبحت له... شعور لا يضاهيه اى شئ حقا.. كأنه ملك الدنيا بيده... وأخيراً اتاه إنصاف من الله... لولا تلك الانتخابات التى لم يهتم لها بالبداية بل واعتبرها عبئ عليه وشئ غيى مرغوب به لما استطاع الزواج من صغيرته... معذبه قلبه.. وملهبة احساسه... الوحيدة التي تجعل الدماء تحمى بعروقه بحركة او لمسه بسيطة منها.. او فقط لتنتطق اسمه وتقل عامر.. عامر منها هى شئ آخر.. بل خيالى.. والأكثر وأكثر عندما تناديه حبيبى.... اه واه من حبيبي منها... يذوب بعدها ويصبح فاقد السيطره على مشاعره.


هز أكثر من سعيد وممتن لتلك الانتخابات.


فى تلك الأثناء... وقف محمد لجواره يكبت مشاعره المتخبطه والثائره بداخله.


عامر بالأساس لا يشعر به ولا حتى بوقوفه لجواره.. هو غارق فى فرحته.


لكنه تحدث مباركا يقول بصوت رغماً عنه خرج حزين:مبروك.. مبروك يا عامر.


انتبه على صوته يقول :الله يبارك فيك... مالك فى ايه.


محمد ببعض الصمود :لا مافيش.. مبروك عليك.


عامر :انطق يابنى قولى فى ايه... وانت عامل كده ليه؟ استنى استنى استنى... قولى اصلاً أنت عملت ايه مع عدى؟


اغمض محمد عينيه وقال :ماتقلقش.. خلصت معاه الموضوع.


عامر :ولااا.. هو انا هسحب الكلام من بوقك.. ماتقولى قالك ايه اخلص... انا عارفه... زباله وهيستغل الوضع.


صمت محمد ولم يجيب.. عاجز.. متعب.


عامر :انطق يا محمد.


محمد :عايز توتا.


نظر له اولا بصدمه.. ثم زوى مابين حاجبيه وقال باستهجان:عايزها؟! عايزها إزاى يعني؟! ماهى تفرق... يعنى عايزها تشتغل معاه فى الشركه ولا عايز يتجوزها ولا اييه؟


محمد بهدوء صعب... مهيب:مش عارف.. ماقلش.


عامر بعصبيه شديدة :ماقلش.. وانت؟ انت سكت على كده؟!


حاول التظاهر بعدم الاهتمام.. رفع كتفيه يقول كأن الأمر لا يهمه وقال :اه.. وانا مالى.


استفز عامر برده كثيرا نظر له بغضب وقال :انت مش قولت عجباك...هتسيبه ياخدها... عادى كده.


محمد:قولتلك قبل كده عجبانى بس ماتفعنيش.


عامر بعضب:يعنى ايه ماتنفعكش..ايه؟ هتسيبها؟


اغمض عينيه يقول :عايزنى اعمل ايه... والانتخابات الى احنا فيها... كده هنخسر كل حاجه.. عدى ده زباله... لعبها صح... هو عارف اننا مش عايزين نعاديه خصوصا دلوقتي.


اقترب عامر منه يقول بتقزز:يعنى هتسلمها ليه.. طب افرض عايز يعيش معاها فى الحرام... هتقبل بكده وتسكت عليه.... هتسلمهاله.. ده انا الى مش بحبها ولا حاجة مش قابل الكلام ده أبدا... فى راجل يسلم واحده اى كان هى مين لواحد عشان مصالحه... ده يبقى واطى وقرنى لا مؤاخذه... مش ناقص غير تبقى بتقبض فلوس على الكلام ده... ولا مش فارقة مانت هتعمل كده عشان تمشى مصالحك يبقى هى هى.


كان يميل عليه يضغط على كل حرف يخرج منه يحدثه بفحيح وتقزز.. لابد لمحمد ان يستفيق.


اكمل عامر قائلاً :عرفنى انت هتعمل ايه عشان اتصرف واعرف اشتريلك جوز قرون على مقاسك.


انتفض محمد قائلا :عامر.. انا مش كده يا عامر.


عامر :امال انت ايه يا اسد الرجاله..هتديله البنت عشان ننجح فى الانتخابات؟!


صمت محمد ولم يجيب فمال عليه وقال :هتسيبه يقرب منها... يمشى ايده عليها... ويعمل الى اكتر من كده... هتستحملها؟


قال الاخيره بصراخ جعل محمد ينفجر قائلا :مش هقدر.. مش هقدر ياعامر..كفاية كده مانا بشر بردو يا اخى.. انا خايف على مصلحة العيله... أسهل ما عليا انى اروح اقوله اخبط دماغك في الحيطه وخلاص بس... طب وبعدين والانتخابات؟


عامر :ماتولع..مش عايزنها... احنا اغنيا اووى.. عندنا الى يكفينا.. مش محتاجين.. ليه من الأساس نقعد قدام حيوان زى ده ونحسسه اننا محتاجين رضاه فيقعد ويحط رجل على رجل ويبيع ويشترى فينا.


محمد :مش هينفع يا عامر... دى لا اعرفلها اصل من فصل ولا حتى أهل... يا عامر.. ياعامر دى عايشه هى واختها على النصب السرقه... لا وواخده الموضوع عادى وبتبجح كمان... دى مستفزه.. بتقولى دى فهلوه وشطاره.


صمت عامر قليلاً وقال بعد ان زم شفتيه :والله يا بنى عندك حق.. خلاص.. سيبها... انت صح.. وروح اتجوزلك واحدة من بنات العائلات الراقية.. الى هما تلت اربعهم نصابين بردوا.. بس دول على كبير... فى بلدنا دى تنصب على حد فى كام الف تبقى حرامى وصعب ويتغفرلك.. تسرق ملايين.. تبقى بيه ويتضربلك تعظيم سلام ومش بعيد ياخد عفو دولى.. ونقول نسامح ونتعامل... مش كده.


ظل محمد على صمته وسط صراعه فاكمل عامر :لآخر مره هقولك.. انا بنفسي من بكره هروح اتنازل على الانتخابات الى ممكن تزلنا لحد دى.. وانت لو البنت حتى نصابه اتجوزها... عشانك لأنك بتحبها وانا عارف وكمان تبقى عملت حاجة عدلة في دنيتك وخليتها تسيب السكه دى.


محمد :والناس... هتقول عليا ايه وانا متجوز نصابه.


عامر بهياج:يااادى الناس.. ياخى يلعن ابو الناس... وبعدين الناس مالها انت حر... حامد ابو المجد عارفه؟ ماهو متجوز رقاصه فاهم يعني ايه رقاصه ومن دور عياله.. بس ماحدش عرف يفتح بوقه.. والبت تابت على إيده.. انا عن نفسي بقول برافو عليه وكتر خيره... كده ولا كده ماحدش هيقولك بتعمل ايه.. انت حر... ده غير ان ماحدش غيرى انا وانت عارف انها نصابه.


مازال الصمت مسيطر عليه وهو في صراع مع حاله.


فتحدث عامر:فكر يا محمد وخد انت القرارا لانى كده ولا كده مش هسيب البنت لعدى ده كده... الا اذااااا...


قال الأخيره بتشويق فنظر له محمد قائلاً :الا إذا إيه... مش قولت هتتصدرله ومش هتخليه ياخدها؟!


عامر ببساطة واستفزاز:افرض الراجل غرضه شريف وعايز ياخدها من هنا ويتجوزها.


اتسعت أعين محمد قائلاً :ايه؟ هتسيبهاله؟


عامر :فى الحاله دى اه هسيبهاله... عدى زباله اه بس فرصه كويسه لبنات كتير اضيع عليها الفرصة دى ليه.


زاد زهول وصدمه محمد.. فبعدما اطمئن لتدخل عامر بالأمر تفاجئ بتصريحه الأخير... ماذا لو قرر عدى الزواج بها فعلاً.


تحرك سريعا يغادر متجها نحوها وعامر يرفع بذلته بيديه قائلاً :ناس ماتجيش غير بالعين الحمرا.


ابتسم سريعاً باشراق وهو يتذكر صغيرته وتلاعبها به... يبدوا انه سيستمتع معها كثيراً.


صعد بخطوات سعيده متمهله إليها.. وتقدم للداخل.


وجدها تجلس تعبث بهاتفها بفرحة شديدة يبدو أنها تحادث صديقاتها تخبرهم بما حدث .. أول ما رأته وقفت بغضب تقول :انت ازاى تدخل كده من غير ما تخبط.


اتسعت عينيها وهى تراه يخلع جاكيت بذلته وبعدها ساعة يده يتقدم منها قائلاً :على أساس انى كنت بخبط قبل كده عشان اخبط لما بقيتى مراتى.


رغما عنها وعن اى شئ لمعت عينها بفرحة وهى تدرك وتستمع لكلمة (مراتى) تعود عليها هى.. أصبحت زوجته... حلم طفولتها وصباها قد تحققق وهى الان تتدلل.. رفعت حاجبها تحدث نفسها بأنه نعم.. يحق لى التدلل بقدر كل تلك السنوات التى ركضت خلفه بها.


هو الآخر قالها بسعادة كبيرة... مليكه اصبحت زوجته... أصبحت مليكه عامر الخطيب.


تقدم منها يخلع قميصه هو الآخر فصرخت به:انت بتعمل ايه؟


عامر :بعمل ايه؟ اصبرى انتى بس.


مليكه بأمر غير قابل للنقاش :عامر.. بس.


اقترب منها بعدما خلعةقميصه وبقى عارى الصدر يقول :والله لو عملتى ايه.


ضمها اليه بحنان لاول مره تلامس صدره... نست كل شئ وذابت مجدداً متناسيه كل شئ.


تنهد بصووت عالى يتحسسها بيديه قائلاً بصوت مبحوح مما يشعر به الآن :ااااااه يا مليكه... وأخيراً.


اطبق ضلعيه عليها يتنفس بسرعه.. يديه تمر عليها لايصدق حاله. أصبحت زوجته وبين يديه دون اى قواعد او شروط وأمام الجميع... الكل يعلم أنه معها الان ولا يوجد اعتراض.


رفع وجهها له يقبل شفتيها برقه شديدة... سريعاً ماتحولت الى قوية مطالبه.  تطالب بها بقوه.. يقبض عليها داخل احضانه يرفض فرارها منه.. سعيد باستسلامها له... حبيبته تعشقه مثلما يعشقها.. يبتسم من بين قبلاته لها.. جميل ان تشعر بأن من تعشقه يبادلك نفس الشئ... يعشق تلك الصغيرة بعدد انفاسه بالحياه.

تقدم رجب منها وهى تقف فى الشرفة تعطيه ظهرها... تشعر أنها لأول مرة قويه. أخذت قرار صعب وجرئ.. لكنه ولأول مرة قرار سيسعدها... لقد احبت رجب.. عشرته... طيبة قلبه.... وحنانه... اه من حنان الرجل... يخطف اى أنثى مهما كان به من عيوب. 


بدون اى حديث ضمها إليه من ظهرها قائلا :ربنا يخليكي ليا. 


ابتسمت بهدوء وخرج... للان لم تستطع التخلى عن حرجها منه. 


قبل وجنتها الملتهبه بحمرة الخجل قائلاً :لسه بتتكسفى منى يا ست البنات؟ 


اماءت برأسها دون حديث من شدة حرجها فقال :انا بحبك اوووى... بصراحة.. انا كنت بقول.. انك.. انك يعنى.. لو خيروكى... هتختارى الى مايتسمى الى اسمه توفيق ده. 


التفتت له تنظر له بزهول.. يحدثها بصوت يغلب عليه مشاعر كثيره.. الحزن.. الحب.. الامتنان.. الضعف.. الخجل... كل شئ.. لأول مرة تشعر كم هى مهمه.... ان حياة احدهم متوقفة عليها.. بل ينتظر موافقتها ويشكرها عليها بعدما كانت تعامل على أنها نكره بل عبئ. لتحمد الله ان رجل مثل توفيق ارتضى بها وأنعم عليها وتزوجها. 


مدت يديها تتخلى عن اى خجل الان تقول :انت كبير ااوى يا رجب.. ماتقولش كده... انت ضفرك بعشره زيه... انت راجل... راجل بجد ولوحدك مش مستنى تتكى على ضعفى عشان تحس وتحسسنى أنك راجل... انت ارجل حد انا قابلته لحد دلوقتي. 


كان يتنفس سريعاً...صدره يعلو ويهبط... أدرك أنه كان يحبس انفاسه وهى تتحدث بحديثها المهلك هذا. 


أهلكته بكلماتها تلك والتى قالتها بمنتهى السلاسه والعذوبه.. احساس خرج من القلب فاصاب الهدف فى الصميم.. أصاب قلبه الملتاع عليها... قلب طالما تمنها ولم ينطق. وأنى له ذلك وهى كالنجمه العاليه صعبه المنال. 


سحب يديه من يديها وضمها له بقوة ولهفه... سحقها داخل احضانه يتمتم بحمد الله كثيراً. 


يحتضنها بقوه وهو يقول :الصبر حلو... الصبر جميل... كنت خلاص قربت افقد الامل فيكى واقول انك ست متجوزه صعب يا رجب... زهقت وتعبت.. الصبر اخد منى راقات.. بس لو كنت اعرف.. يااااه.. ده انا كنت هصبر فوق الصبر صبر بس اوصلك في الاخر... مين كان يصدق الى هييجى اليوم الى هتبقى فيه حلالى وفى حضنى ياست البنات.


خرجت من حضنه تسحبه بحنان يجلس بجوارها على احد الارائك تجلس داخل احضانه قائلة :رجب 


رجب:ياعيون رجب. 


ابتسمت مجدداً وقالت :غنيلى يارجب. 


رجب :اغنيلك وماله... يعنى هعمل البدع دى كلها وفى الآخر مش هعرف اغنيلك طب والله لاغنيلك. 


ضحكت بخفه فنظر لها بولخ يقول :هغنيلك اكتر اغنيه كنت بسمعها وانا بحلم بيكى بينى وبين نفسى. 


نظرت له بانبهار وهو ينظر داخل عينيها بحب يبدأ فى الغناء بصوت غليظ نشاذ:ويلى ويلى ويلى من الايام يا شوق... ماقدرش انام فى ليلى ويرضى مين يا شوق.. انا من بعد الاسيه.. مشتاق نظرة جنيه ولا مكتوب عليا اعشق واتوب... ده عيونى بيبصولك وبعت مراسل جولك.. وانتى مين يطولك وانتى العاليه لفوووق. 


ادمعت عيناه.. رغما عنه ادمعت.. لقد تعب كثيراً فى عشق مستحيل ولولا إنصاف القدر لما أصبحت له. 


احتصنته هى هذه المره... احتضنته بقوه تبكى سنين عمرها وسنينه هو الآخر. 

كانت توتا تجلس شاردة تفكر في حديث تحيه وما فعله وقاله ذلك الحقير. 


وجدت محمد يقف امامها بغضب يقول :كان واقف معاكى بيقولك ايه.. ومن امتى وفى بينك وبينه كلام من اساسه. 


نظرت له بسخرية.. فهى حقاً كان ينقصها محمد هو الآخر. 


تحدثت بلا اى مبالاه لحديثه وقالت :كويس انك جيت عشان اقولك ان انا واختى ماشيين خلاص.. يعنى عشان تيجى تتمم على حاجتنا الا نكون قلبناك تانى ولا حاجة. 


زادت عينيه اشتعال وغضب... تنوى الرحيل.. على اين.. هل متفقه معه على الذهاب اليه ام ماذا. 


تحدث بغيره واضحه :وياترى هتمشى من هنا على فين... ها... متفقه معاه هتعيشوا فين؟ 


توتا :بقولك ايه يا جدع انت... انا مش ناقصة وجع دماغ... عندك حاجه عايز تقولها قولها مش عندك اتكل على الله الله لا يسيئك عشان مش ناقصه هى. 


قبض على مقدمة ثيابها بغضب وقال باعين حمراء مرعبه لأول مرة تتلبسه تلك الحالة :اسمعى... قسما بعزة جلال الله لو عرفت انه لمح خيالك بس لاهتشوفى محمد تانى محدش لسه شافه ولا يعرفه... واللى عندى قولته وانتى ومزاجك بقا ومشيان من هنا مش هتمشى... وده آخر كلام عندى وورينى بقا هتقدرى تعملى ايه يابنت عبد السلام. 


تركها بغضب وهى جاحظت العين لا تجد اى تفسير او مبرر بطريقته هذه. 


وهو خرج يحاول السيطره على حاله... يواجهها ليعلم ماذا يريد.

انهى يوسف عمله وتوجه الى بيته يصعد الدرج.. تقابل معها وهى تخرج القمامة على اعتاب شقتهم. 


منذ ذلك اليوم لم يراها ولو مره... لا يستطيع تناسى حزنها ودموع عينها التى شاهدهم لأول مرة. 


حتى بعدما عقد سيد على والدته انتقلت للعيش معهم تاركه له الشقه مقررة انها له وسيتزوج بها. 


وقف أمامها وهى تهم لغلق الباب فقال سريعا قبلما تغلقه بوجهه:اااا... ازيك. 


رفعت حاجبها بنفور ولم تجيب فقال :اناااا.. يعنى ياااستى ماتزعليش... حقك عليا ههه.


نظرت له باستنكار.. يقولها وكأنه يضغط على حاله كثيراً فقالت :لا والله وجاى على نفسك كدة ليه. 


يوسف :شوفى يعنى انا بقولك ايه وانتى بتقولى ايه.. هو احنا لازم يعنى كل مانتقابل نشرح بعض مطاوى وسكاكين... فى ايه مانا بشوفك كويسه مع الناس كلها. 


مى بسماجه:سبحان الله يا اخى مش بطيقك. 


ابتسم قائلاً :من القلب للقلب والله يابت يا مى... وسعى.. وسعى بقا ودخلينى اتعشا عندكوا اكل امى وحشنى.


مى ببرود :لااا.


تحدث من بين أسنانه :اللهم طولك يا روح.. وسعى.. وسعى من وشى يامى احسنلك.


مى:لأ بيت ابويا وانا حره فيه. 


يوسف:وبقا بيت امى بردوا... اوعى بقا من سكتى. 


مى بكبر:وماله.. ادخل تعالى نعشيك. 


ردد خلفها بغيظ:ادخل تعالى نعشيك؟! 


مى:اه.. اهو كله بصوابه.. وانت شكلك غلبان وتجوز عليك الصدقة. 


زادت الأمر كثيراً وهو تحملها كثيرا لأول مرة بحياته.. لكن أكثر من ذلك أن يستطيع. 


قبض على يدها بغضب منها ينوى تعنيفها ولكن... لا يدرى فجأه وجد حاله يجذبها لاحضانه بقوه.. لا يعرف كيف ولا لما فعل ذلك... ضمها له لمدة نصف دقيقة كانت أروع من الخيال. 

فجأة انتفضت من حضنه بعدما استكانت به لثواني وانتفض هو الآخر معها لا يصدق ما فعله ومه من.. مى؟! اكثر شخص يتعارك معه يوميا وكلما رآه. 

دلفت داخل شقتها بسرعه وأغلقت الباب ووققت تستند بظهرها عليه تتنفس بسرعه وتغمض عينيها. 

فتحتهم بسرعه على صوت والدها يقول :مالك يامى واقفه كده ليه وكنتى بتكلمى مين برا؟

تحدثت بتلعثم وخوف :ددده.. ده يوسف. 

سيد :اييه. هو انتو مولودين فوق روس بعض لازم كل ماتتقابلوا تمسكوا في خناق بعض. 

تحدثت حكمت وهى تضع صحون العشاء على طاولة الطعام :عيال يا سيد وبكره يعقلوا سيبهم يا خويا. 

سيد لمى :طب ماقولتيلوش ييجى يتعشا معانا ليه؟ 

تحدثت بتلعثم اشد تشعر بالذنب على ماحدث:ااا.. اااهوو.. هو قالى مش جعان. 

نظر لها بجانب عينه يعلم ابنته جيداً وقال:هو بردوا؟ 

تدخلت حكمت:لا ماتخافش عليه.. مابيسهاش عن روحه أبدا...تعالوا انتو اتعشوا وأنا شوية وهبقى اروح اشقر عليه وبعدها اعدى على خالتى شويه. 

مى :اااهرروح اغسل ايدى من كيس الزباله واجى. 

تحركت سريعاً تختفى داخل المرحاض.. تغلق الباب بسرعه وتلقف انفاسها المسلوبه لا تصدق ماحدث. 


وهو الآخر ببيته مثلها مزهول ومصدوم منها... من نفسه... من شعوره وهى داخل احضانه... وأخيراً ابتسم براحه يتنهد... كأنه وجد ضالته. 

جلس على طاولة الطعام يقطع الدجاج بغيظ كأنه يشرحه لا يقطعه... مغتاظ منها بشده. 


وهى تكبت ابتسامتها بصعوبه عليه وعلى ماحدث. 


رأى ابتسامتها تلك التى لم تفلح في مداراتها فمال عليها قائلا بغيظ :بتضحكى... ماشى.. بقا بتمنعى نفسك عنى.. وبعد ما شوفت الويل عشان تبقى مراتى.. انتى بقيتى مراتى على فكره. 


تحدثت بخفوت وخبث:ده بدل ماتبقى جان وتقولى مش هلمسك الا اما اعملك فرح وتفرحى بنفسك الأول يا حبيبتي. 


عامر بصوت خافض عصبى جدا :ماهعملك فرح... دى مالها بدى عايز أفهم.


مليكه :لا طبعا... مافيش اى فارس احلام بيعمل كده دايما بيصبر عليها لحد ماتتزف له بالفستان الأبيض قدام الكل. 


عامر :ماهى الروايات دى الى مقندله عيشتى.. ابقى فكرينى امنعها تدخل البيت خالص... حبيبتي انا اصلا زباله واخلاقى زفت.. ومش هصبر عليكى كتير. 


كانت عينيها متسعه من وقاحته لكنها اتسعت اكثر وهو يكمل مبتسما بخبث ووقاحه:على سيرة الفساتين بقا..  بعد العشا ابقى البسيلى الفستان اياه بتاع مدريد. 


ابتسم بتلاعب وهو يجدها تنظر له بصدمه وحرج لا يسعفها اى رد. 


والجميع ينظرون لهم بخبث وفرحه خصوصا الجدة تشعر أخيراً براحه كبيرة. 


الكل يرى عامر جديد.. لايستطيع اخفاء لهفته على تلك الصغيرة ابدا. 

فى مكان آخر 


على طاولة عشاء رومانسيه فى أفخم المطاعم 


جلست هديل بفستان احمر راقى.. تضع شعرها على كتف واحد بحرج أمام عادل الذى ينظر لها بصمت وهيام كأنه يحفظ كل ملامحها... ثوانى وتحدث بحب:هديل انتى حلوه اوى. 


ابتعلت مشروبها بتلعثم وقالت :شششكراً 


ابتسم على خجلها الفطرى والذى تقريبا انعدم ولم يعد يراه... يقسم بأن يترك حياة الليل والا يضيعها من يده فهى هبه بكل ما تعنيه الكلمة.


تحدث بدون مقدمات قائلاً :هديل... انتى مافكرتيش انا ساعدتك ليه؟


ابتسمت ابتسامة جميله وقالت :عشان شهم وزوق.. شكرا بجد.


عادل:انا لت شهم ولا زوق... انا مش بعمل حاجة لله.


صمتت بصدمه فقال :انتى عجبانى من اول ما شفتك وعايز اتجوزك.


اتسع فمها مع عينها وهى تغازل بتلك الطريقة الفجه ولكن هذا هو عادل وتلك هى طريقته.

جلس كارم لجوار نهى والتى تزحزحت قليلاً تبتعد عنه.


تزحزح هو الآخر يلتصق بها ثانية.. فتزحزحت تبعا.


حمحم بهدوء ثم التصق بها فصرخت برعب قائلة :فى ايه يا استاذ انت ماتحترم نفسك وتقعد باحترامك بدل ما والله انادى بابا.


كارم وهو يراقص حاجبيه:بابا ايه يا نونتى مابقيت انا بابا خلاص... احنا كتبنا الكتاب وعلينا الجواب.


فتح الباب فى تلك اللحظه على مسرعيه يدخل منه فاروق والدها ينظر له بغضب وهو يجده يجلس كتفا لكتف جوار ابنته فتمتم كارم :سلاما قولا من رب رحيم.


فاروق بصوت غليظ :بقا انا اطلع أوصى على الشاى اجى الاقيك لازق فى البت كده.


وقف سريعا يقول :شوف ياعمى.. انا والله ما عملت حاجة هى اصلاً مش مديالى فرصه... دى عامله زى القطر.


رفع فاروق رأسه بشموخ يقول :طبعا مش بنتى.. تربيتى.. بنت ابوها بصحيح.


كارم :طب جوزونا بقا الله يكرمك.


ابتسم فاروق قائلاً :خلاص اخر الاسبوع.


اتسعت أعين كارم وقفز عليه يقبله من وجنته قائلاً :ينصر دينك يا شيخ.


ثم اكمل يحدث نفسه بجنون وهو يلملم اشياءه يستعد للذهاب متمتما:ياااااه.. أخيراً هتتجوز ياواد.. هتتجوز.


خرج من عندهم وفاروق يضم إبنته لحضنه يقول :عاجبك على ايه ده....


     لقراءة الفصل الواحد وثلاثون من هنا 

تعليقات