رواية أنصاف القدر الفصل الثاني الثلاثون 32 بقلم سوما العربى

رواية أنصاف القدر

الفصل الثاني الثلاثون 32

بقلم سوما العربى


 يجلس فى طائرته وهو يحتصنها يجلسها على قدميه... يشاهدوا السحب معا وهو يطعمها بيده قطع الحلوى المفضله لها.


طفله تحلق فوق السحاب.. وهذا هو شعورها الحقيقى.. شعور لا ينصفه اى نص او حديث.


اى حديث يمكنه وصف احضان عامر الخطيب.. حلم طفولتها وصباها.. هو حلم فتيات كثيره.

اخذت نفس عميق تتنهد بحالميه وارتياح وهى تشعر انها ملكه على عرش كل البنات.. هى الافضل بينهم وهى تجلس على قدميه وباحضانه... تشعر أن حياته وانفاسه متعلقه برضاها عنه.. يحق لها الدلال.


هو أيضاً


يشعر أنه ملك الدنيا وما بها.. وجود مليكه.. الجميله ذات الجمال الرائع... بين يديه تشعره كم هو محظوظ.


لقد حظى بفتاه صغيره وجميلة... تهييم به عشقا وفعلت لأجله الكثير.. منذ سنوات.. كبر حبه داخلها بعدد سنين عمرها وايامه... ذلك الشعور وحده يجعله يشعر بحاله اكثر واكثر.. تعشقه هى.. فما حال الذى يراها بوجهها المضيء وملامحها الناعمة.. روعة كل شيء بها وهى التى تعشقه... بريئه لا تعلم كم يعشقها هو.. لا تعلم أنها اذابت قلبه وملكته.. لاتعلم ان الكثير يحسدونه عليها بمجرد انتشار خبر عقد قرانهم.. ماوصله من حديث يدل على كم الغيره وعدم الاستيعاب عما حدث عن زواجه بها وأنها كثيره عليه.


شددت من احتضانه له قائله :انا بحبك اوى.


اغمض عينيه يتنهد بعمق يقول :ااااه يا مليكه.. بتحبينى اووى؟!! امال لو تعرفى انا بحبك إزاى.


ابتسم بتهكم يقول:من ساعة ما خبر كتب كتابنا اتنشر وانا.... ههه يانهار اسود الناس بقت لا تطاق... القر عينى عينك كده... لما ده الى بيتقال فى وشى امال ايه اللي بيتقال ورا ضهرى.


مرمغت رأسها بصدره كالقطه التى تتمسح بصاحبها.. ابتسم بحنان على فعلته التى مست قلبه وهو يسمعها تقول بخفوت ونعاس:سيبك منهم دول غيرانين مننا.


عامر :فاكره انا اد ايه كنت متردد وخايف من علاقتي بيكى... عارفة بيقولو ايه.. بيقولوا عامر الخطيب ربى البت ولما لاقاها كبرت واحلوت طمع فيها لنفسه.


ملكية :يا عامر انا عمرى ما شفت حد كل الناس راضيه عنه.. طبيعي تلاقى ناس ضدك انت مش مجبر على فكره ترضى كل الناس وكل الآراء اصلاً صعب ومافيش حد كده.


عامر :ايه ده ايه ده ايه ده... كتكوتى كبر وبقا عميق كمان.


مليكه بزهو:طول عمري على فكره هههه.


احتضنها اكثر يقول :ههههههه بس لعلمك رضيوا ما رضيوش انا خلاص عملت الى فى دماغى واخدت القرار انا عايزك ليا وعايز اتجوزك واتجوزتك.


مليكه :انت هتعيش بقا.. ده لولا الى حصل ماكناش اتجوزنا دلوقتي.


عامر :يعنى انتى مش حاسه ان الى حصل ده فيلم هندى هابط بذمتك؟


ضيقت عينيها :امممم.. شويه بس الأحداث الى حصلت ورا بعض خلت مافيش فرصة افكر فى الموضوع.


عامر :طب مش انا قولتلك انى ورا كل الى حصل؟


مليكه :اه.. احححم.. بس الصراحة فكرتك بتفشر.


ضربها بخفه على مؤخرة عنقها وقال :بتفشر.. وانت بطل أحلامي وبتاع... فى بطل احلام بيفشر.


مليكه :ايوه يعنى عملت ايه؟


عامر :هقولك.. فاكره واحنا فى فرح قاسم وجودي صاحبتك هااا.. يابتوع الخطط والمؤامرات انتو.


نظرت له ببراءة :مظلومه والله.


عامر :صادقة صادقة ياحبيبتى.. المهم.. يومها اخدت ورقتين عرفى وخليته يمضى عليهم.


مليكه باعين متسعه:ايه ده ليه؟!!


ضربها مجددا يقول :شششش.. لما بابا يتكلم ماتقطعيهوش.


مليكه:حاضر يابابا كمل.


ابتسم عليها بحب... ضمها له وأكمل :انا كنت مشغل واحد لحسابى عند معتز موسى من زمان.. اصله العبان وغدار.. شغل من تحت لتحت كده مالكيش دعوه بيه المهم... انا كنت مضغوط وبعدك عننى ونظرة عينك الى كلها يأس دى تعبانى... كنتى بتبصيلى وعينك بتقول انت لغيرى وانا مش ليك... كنت متجنن كأنى عايز اعمل اي حاجة لو هنط اجيب حته من السما بس متكتف ومتقيد ومش عارف... بدأت اخطط للموضوع واحدة واحدة... بس يوم فرح قاسم لما شوفت نظرتك ليا.... انتى بعيده مع غيرى وانا بعيد مع غيرك لا عارف ولا ليا عين اكلمك... الموضوع كان مميت... وكمل عليا وانا شايف قاسم مهران مع حبيبته.. حب واتجنن واتهور.... اتجوزها بكل جنون واندفاع ومافكرش فى اى حد... بس انا غير قاسم.. قاسم ولد وحيد لامه وابوه مش وراه عيله كامله زيى.. عشان كده قررت العبها بسياسه زى ما كل حاجه بتتلعب سياسية... حضرت الورق العرفى وخليت حد ثقه يسلمه لسيف الى مشغلينه عند معتز.. وخليت سامح هو الى يمضى مكانى ومكانك تحسباً لاى ظروف معاكسه.. خفت الحكايه تعك والورق يقع فى ايد معتز بجد او حد تبعه.. بتحقيق بسيط نثبت انها لا امضتك ولا حتى امضتى.


كانت تستمع له باعين متسعه مصدومه.. نظر لهيئتها تلك باستغراب ثوانى تحولت لشئ آخر وهو يقترب منها يبتلع شفتيها المفتوحه على مصرعيهم بلهفه وجنون.

وقف يوسف امام محل والده يراقب الماره.. تعدت الساعه السابعه والنصف ولم تعد بعد.


المقترض أن ينتهى الدرس الساعه السابعه... أين هى للان.


انتظر قليلا... ثم لم يعد لديه طاقة.. نادى بعلو صوته :يا محمود.. محمود.


اتى الصبى سريعاً يقول :ايوة نعم حاضر.


وضع يده على كتف الصبى وقال :انا رايح مشوار عشر دقايق.. عينك على المحل سامع.


محمود :اطمن يا معلم.. سندال قاعد مكانك هنا.


يوسف:اه يا خوفى... ماشى سلاام.


ذهب سريعاً ووصل لسنتر الدروس الذى تذهب إليه.


وجدها تقف مع بعض الفتيات يأكلن غزل البنات وهن يمرحن.


نظر لها بغضب.. هى تمرح هنا وهو يأكله القلق عليها.


اقترب منها بغضب وهو اهتزت قليلا او ما لمحته من بعيد.. تذكرت احتضانه لها.. الأمر غير هين إطلاقاً.. كلما تذكرت اقشعر بدنها كله.


لكن تمالكت اعصابها.. وارتدت قناع العجرفه والثبات.


وقف أمامها يقبض على يدها بعنف يقول :انتى ايه اللي موقفك الوقفه دى وكنتى فين كل ده... درسك بيخلص 7وقولى ربع ساعه طريق.. يعنى سبعة وربع تكونى على سلم بيتكوا كل ده كنتى فين.. وايه المرقعه دى واقفه قدام الشباب تاكلى زفت على دماغك.


نفضت يده عنها تقول بعنف:ايه ده ايدك.. حاسب فى ايه.. هى هبت منك على المسا ولا ايه. دخلك ايه انت اتأخر ولا لأ مالكش فيه اصلاً.


زادت من عصبيته وغضبه.. ستظل سليطه اللسان حادة الطبع... بعدما كان يلعب الكره بندى يوم يرضا عنها وعشره لا جاءت تلك المى تخلص منه القديم والجديد.. الأصعب والأمر انه لا يستطيع الابتعاد عنها... لكنه يوسف.. ولن يصمت أمامها أيضا. 


مد يده وسحبها خلفه بعنف متجه للحاره يقول :بعد كده تلمى نفسك ولسانك وانتى بتتكلمى معايا... انتى سامعه ولا لأ.. هو الى بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا ايه... وانتى يابت... انتى ماحدش قادر عليكى.. انا بقا هقدر وهربيكى ويانا يانتى يابنت الاسطى سيد. 


مى بسخريه:طب حاسب حاسب.. وروح شوف ايه اللي بيحصل... مش محل أبوك إلى بيتكسر هناك ده.


نظر الى المحل من بعيد وجد مجموعة من الرجال ضخام الجثه يكسرون واجهة المحل الزجاجيه من كل جنب يعيثون به فساداً. 


ترك يدها سريعاً وركض تجاهه وجد محمود يبكى قائلا :ضربونى.. ضربونى يامعلم. 


يوسف:هو ده اللي سندال.. اوووعى. 


اتجه لداخل المحل وجد احدهم يحاول فتح خزانة النقود. 


اجتمع كل رجال الحى وتدخلوا لحماية أبن منطقتهم. 


اشتبك مع ذلك الرجل وهو يحاول مجاراة قوته الجسمانية.. تزامنا مع وصول رجب الذى جاء مهرولا بعد استماعه لصوت العراك القادم من الأسفل. 


يركل ويضرب من يأتى فى طريقه... زادت هوجائيته هو يرى ذلك الرجل مشتبك مع ابنه الوحيد.. ورجل آخر يكسر له مكتبه الخشبى بعصا غليظه يقول :الباشمهندس توفيق بيقولك دى قرصه ودن صغيره وقدامك لاخر الاسبوع تكون مطلق. 


احمر وجهه وتضخمت عروقه.. ارتفع منسوب الادرينالين بدمه.. قبض على عصا ذلك الرجل قبل ان تهوى مجددا على المكتب.. قبض عليها من طرف وسددها له بانفه حتى نزف مجددا والتهى بنزيفها عنه. 


بينما مى تملكها الخوف وهى ترى يوسف مازال مشتبك مع ذلك الضخم الذى يقبض بيده على سلاح أبيض حاد.


فى التو التفت رجب له يضرب ذلك الرجل على يده فسقط سلاحه ارضا تبعه ضرب يوسف له على مؤخرة رأسه عدة ضربات متتالية. 


باقى رجال الحى يضربون رجلين آخرين كانوا معهم. 


مى تقف من بعيد تراقب يوسف حتى صرخت بفزع وهى تراه يعطى ظهره لذلك الرجل بعدما سقط... لكنه وقف بترنح يقبض على نصله الحاد وتقدم منه ببطء :حااااسب يا يوسف. 


التفت خلفه حيث توجه مى انظارها المرتعبه.. وحاول تفادى الضربه.. لكنه قد نال منه عندما ضربه على ذراعه الأيمن بسرعه. 


اندفع الدم من ذراعه وزاد صراخ وهلع مى الذى اخرج الجميع من بيتوتهم.. هرول سيد هو الآخر بعدما كان بقيلولته عقب الغذاء ومعه حكمت بعبايه بيتيه وحجاب مهمل تضرب صدرها بيدها وهى تصرخ بعويل:ابنى.. يالهوووى يالهوووى.. ياحزننى.. يايوسف. 


تكفل باقى رجال الحى بضرب الرجال بعدما انهكهم رجب ضربا. 


توجه سريعاً لابنه ليراها وهو يصرخ بسيد:هات العربية بسرعه يا سيد. 


تقدم به سريعا تزامنا مع خروج نجلاء بجلباب البيت.. اتت بفزع لتعلم مايحدث. 


صرخ بها وهو يراها بثيابها هذه بينما يتجه بابنه لسيارته:اطلعى فوق بالى لابساه ده.. واقفلى على نفسك كويس لحد ما ارجع.. سامعه. 


اماءت له سريعاً دون نقاش وصعدت تغلق الباب جيدا.. وهو اتجه الى أقرب طبيب وسط عزيل حكمت وقلق سيد.. وهو... هو يحاول مدارات توتره.. لم يجرب هذا الشعور يوما.. يعلم أنه جرح سطحى... لكن مجرد رؤيته لاندفاع الدم هكذا من ذراع ابنه جعلت القلق والخوف يتكلمون منه. 


لكنه يحاول التظاهر بالثبات خصوصا مع انهيار حكمت.


بعد مرور ساعة 


عادوا مجدداً للحاره ومعهم يوسف بعدما تمت مداواته. 


هبط من سيارته وجدها تقف فى الشرفه بقلق تنتظره... رغم كل ما مر به لكنه ابتسم... ابتسم لأنها تهتم.. تخاف عليه.. قرأ القلق بعينها... بات يشغل بال ست البنات. 


هز رأسه بيأس يحدث حاله :يخربيتك انت فى ايه ولا ايه. 


التفت الى حكمت وهى تساعد ابنها وسيد يقول :الف سلامه.. الف سلامه عليه يا رجب. 


رجب :الحمد لله جت بسيطه. 


سيد:والى عمل كده؟ 


نظر له يعلم مايدور بذهن صديقه فقال رجب:سيبها لله... يالا اطلعوا انتو.. وانا هبقى اجى اتطمن عليه...خلى بالك منه يا حكمت. 


حكمت:ده عينى الى بشوف بيها ياخويا. 


ابتسم بتعب وقال :ماشى هاجى بكره اطمن عليه... سلام. 


استدار باتجاه البيت وجدها تنظر له نظرة قاتله.. كأنها ترتب مراسم دفنه وتششيع جثمانه. 


ضيق عينيه... يفكر.. مابها... اتسعت عينيه بصدمه... ست البنات تغار عليه؟!

يسير بها فى طرقات مدريد.. يمرح معها يحملها فوق كتفيه أحياناً يصرخ بحبه لها وهى تقهقه على جنونه بها. 


يعيد صراخه مراراً وتكراراً :بحبك يا ملييييييكه.. بحببببك. 


مليكه فوق كتفيه بدلال:لسه عمو الى هناك ده ماسمعش... على صوتك اكتر. 


صرخ بصوت اعلى وأعلى يعيد فعلته فقالت:اممم... مش بطال. 


سحبها من على كتفه يوفقها جنبه بحضنه يقول :خلاص عجبنا سعادتك؟ 


مليكه:اممم.. يعنى. 


عامر :ياسلام. م... توقف على صديقه من خلفه :عااامر...ههههههه... لا كده كتير... مره فى ازمير ومره في مدريد. 


اتسعت عينيه بصدمه :مش معقول يا راجل انت مراقبنى ولا ايه. 


ضحك ماهر وقال :ههههههه أبدا والله.. ده احنا بنقضى شهر العسل... اصلنا اتجوزنا. 


عامر :بجد مبرررك... مبروك يا رشا. 


رشا:الله يبارك فيك. 


ماهر بمكر:بس قولى يا عامر... كنت شايل بنت ابن عمك الصغننه على كتفك كده ليه... ده على اساس انها بنتك يعنى.. طب حاضنها كده ليه ها. 


ابتسم يعلم تلاعب صديقه به وقال وهو يشدد من احتضانها:عشان دى مليكه... حبيبتي ومراتى. 


نظر ماهر لزوجته وقال :طب ماحنا عارفين. 


عامر :ايوه مالخبر مالى الدنيا من يومين. 


عاود النظر لرشا وهى تبتسم ايضا وقال :لا احنا عارفين من ساعة ما كنا فى تركيا. 


اتسعت عينها وعينيه تنظر له فقال :بجد؟! ازاى؟! 


ماهر :شكلك ونظراتك وكل حاجه كانت بتقول انا بحبها انا لا ابوها ولا عمها انا حبيبها. 


أكملت رشا:كل حاجه كانت واضحة.. وكمان هو فى واحد بجيب بنت ابن عمه يفسحها.. لوحدهم وكمان فى تركيا ومش اى حته ده رايح بيها ازمير... مكشوفه اوى يعنى.


ماهر:ده غير إنك كنت هتاكلها بعنيك. 


اغمضت عينها تضم نفسها له وهى تستمع لذلك الحديث والذى أزال اثر تلك الذكرى السيئه وحولها لذكرى جيده بعض الشئ بعدما استمعت لرأى الآخرين بها. 


بينما عامر يضمها له قائلا :انا فعلاً بحبها اوى... والسن مالوش علاقة. 


رشا :طالما هى دى الى حبتها يبقى فكك... مش ذنبك ان الوحيده الى عجبتك صغيره يعنى.. قلبك حب واحدة صغيره نعمل فيه ايه يعنى نموته.. عيش ولا يهمك. 


ماهر:بالظبط كده والى مش عاجبه يشرب من البحر.. ولا ياسيدي الى مش عاجبه يقطع تعامله معاك بس بقولك اهو... هيلبسوا وش الحب والكل هييجى يهنى ويبارك الزفاف السعيد... المصالح بتتصالح ياعامر عمرك ما هترضى كل العقول... عيييييييييييش. 


كان يسير بها للطريق المؤدى لجناحه بذلك الاوتيل وهو يتحضنها قائلاً :ججزتلنا احسن سويت هنا... وممنووووع الازعاج. 


مجرد ما انهى المسكين كلمته وهو يضع الكارت الخاص بفتح الباب ودلفت.... وجد الباب يغلق بوجهه وهى بالداخل تقول :بون وووى عامورى. 


ضرب بقبضة يده على الباب بعنف يقول :ملكيييهه... مليكه افتحى ماتهزريش. 


مليكه :نووو.. عايز تضحك عليا وتغرغر بيا... وتستغل طيبتى وبرأتى. 


عامر :براءة مين ياميكا ده انا غلبان جنبك.. افتحى بقا ماتبوظيش الليله. 


ملكيه:شوفت.. شوفت.. كنت ناوى على ليله حمرااااا. 


عامر :اهى اسودت افتحى بقااا. 


مليكه :نووو.. وهنا بقا مش معاك مفاتيح كل الابواب زى مصر. 


عامر :ياينتى افتحى وبلاش لعب العيال ده.. يعنى انا مش قادر دلوقتي انزل اجيب مفتاح تانى من الريسبشن.. بس مش هعمل كده ميكا حبيبتي شاطره ومؤدبه وهتفتح لجوزها حبيبها دلوقتي. 


مليكه :لا مش هفتح... وللعلم دى تعليمات طنط ناهد... امك. 


عامر بصدمه :امك يا محترمة... انا ايه اللي بيحصلى ده... أمى بتتفق مع مراتى عليا... هبات انا فين دلوقتي. 


مليكه :انت عامر الخطيب اتصرف. 


عامر :عامر الخطيب دى هناك فى بلدنا فى مصر... بس دلوقتي احنا فى برا. 


مليكه :انت شاطر وهتعرف تتصرف يا مورى. 


عامر بغيظ :مورك... ماشى... مسيرك تيجى تحت ايدى... الصبر حلو..


مليكه بحب:تصبح على خير. 


رغما عنه ابتسم وتنهد بحب... رغم كل مصائبها يعشقها... بل عشقه يزيد لها مع كل مصيبه. 


تحرك مجبرا يتجه للاستقبال يقم بحجز جناح آخر له وينفذ أوامر الست مليكه بناء على تعليمات الرساله التى بعثتها لها امه. 

صباح يوم جديد 


استيقظ محمد بنشاط غير معهود... لم تأفف حتى من رنين المنبه. 


بل وقف وارتدى ثيابه على عجاله وخرج من غرفته يهبط الدرج سريعا ويتجه الى موطن شغبه وسغفه. 


توقف على اعتاب المطبخ وهو يستمع لها تصيح بلهفة تحتضن شقيقتها قائله :بجد يا بت يا تحيه.. يعنى هيتجوزك رسمى عند مأذون يعنى؟ 


تحيه :اه والله وقالى كمان هياخدنى اعيش معاه عند امه. 


تغريد:مش مهم... ده حتى لو مش هيعرف حد انا راضية.. هو احنا كنا طايلين.. اهم حاجه انه جواز بجد وعند مأذون.. اخيرا هتترحمى من المرمطه والتلطيم شمال ويمين. 


تحيه:ياختى ماتفرحيش اوى كده ده عينه زايغه وديله عوج وماشى بورق العرفى منين مايروح. 


تغريد :واحنا هنغلب يعنى.. ده احنا الى بنبيع الالابندا... وحياتك لا نظبطه. 


تحية :كده ولا كده تعملى حسابك تلمى حاجتك عشان هنمشى معاه النهاردة. 


اتسعت أعين محمد وهو يتلصص عليهم وكذلك صدمة تغريد قائلة :نمشى؟! وانتى بتجمعى ليه؟ هو هياخدنا شروه واحده؟!


تحيه :بقولك ايه انا مش هسيبك لوحدك ولو على محمد الخطيب وحوارنا معاه هو قالى هيحله.. ومش عايزه قلبة دماغ انتى رجلك على رجلى احنا مافترقناش من يوم ما ابوكى وامك ما'توا سامعه ولا لأ. 


صمت خيم على المكان هى محتاره ومحمد يقف بالخارج مصدوم الى ان صدح رنين هاتف تحيه فقالت:ده هو هتلاقيه برا زى ما قالى انا هطلع اشوفوا وانتى هاتى الشنط وتعالى انا لميت حاجتى وحاجتك... سورى مش هشيل وهستندل واعمل عليكى عروسه... باى باى يا اوختى. 


تغريد :باى يا كيكه. 


خرجت تحية تدندن بزهو وانصاف من القدر :اتمخطرى طرى طرى يا تحيه واتشغلع لع لع يا عريييس. 


ضحكت تغريد بخفه واستدارت وجدت محمد يقف خلفها عينه كلها إصرار يقول :على فين؟!


منذ ان رأته وهى لم تهابه او تخف منه حتى وهو يحبسها فى احد المخازن مقيدة. 


كانت دائما ماتقف أمامه تجابهه رأس برأس.. لكن نظرته الان مخيفه حقا. 


أجابت بتلعثم وهى تبلل شفتيها :هأأ.... لم يتحمل وهو يراها هكذا بل وتبلل شفتيها بطريقة اغوته... ارتطم بها فى الحائط يبتلع شفتيها بشغف يقبلها... معلنا حبه واستسلامه وإنهاء تلك اللعبه. 


لدقيقه كامله يقبلها ويحتضنها بقوه.. ارتفع رنين هاتفها بإلحاح.. من دون أن ينظر للهاتف علم انها شقيقتها تستعجلها. 


فصل قبلته عنها وهو ينظر داخل أعينها الامعه بخجل وقال :ردى عليها وقوليلها مش هاجى معاكى. 


تحولت نظرتها بغضب... يأمرها مجددا.. فهم نظرتها للتو وقبلها قبله سطحيه يقول :قوليلها مش هسيب بيتى... وبيت جوزى. 


اتسعت عينيها فقال :اممم... هتجوزك يا أخرة صبرى... هتجوزك يابنت عبد السلام. 


كانت تبتسم بانفاس عليا خصيصاً بعدما سلبها بقبلته الجامحه تلك. 


تعالى رنين هاتفها مجدداً فابتسم لها وقال :ردى. 


اخدت هاتفها وفتحت الهاتف بسعادة تقول :ايوه ياتحيه يابنت الجزمه...لا مش هاجى... اصلى هفضل هنا فى بيت جووزززى... ااااهه هيتجوزنى يابت ياتوحه... سورى يا حب.. مضطره ابيعك... هههه.. وانا كمان مبسوطه اووى... الله يبارك فيكي..باى.


محمد مبتسما عليها بيأس:بعتى اختك. 


شبكت يدها بذراعه تقول بحماس واعين كلها شقاوة :ااه... اصل انا واطيه اووى. 


ضحك قائلاً :عارف.


تغريد:هتتجوزنى امتى بقا. 


محمد :اول ما عامر ييجى.. بس دلوقتي تبدئى تنقلى حاجتك اوضتى.. هو جاى بكرا. 


تراجعت قليلا واختفت بسمتها وحماسها تقول بحرج:طب.. طب وو.. اهلك يعنى.. ممكن يرفضوا. 


محمد :يرفضوا يوافقوا... انا مش عامر... انا اعرف ازاى امشى الى انا عايزه... ودى اول حاجة هتعرفيها عنى.. انى طول عمرى بحب أبقى فى الأمان... لا عايز ابقى كبير العيله ولا عضو مجلس الشعب المش عارف ايه.. تؤ... انا احب أبقى فى الدرا... وده بيخلينى حر... عشان كده بقولك ماتقلقيش... محدش هيعترض اوى... وحتى لو اعترضوا انا كفاءة اخليهم يوافقوا... احنا جامدين اوى بردو يا بنت عبسلام. 


شبكت يدها بذراعه مجددا وسارت معه خارج المطبخ تصعد معه داخل البيت الكبير... على اساس انها زوجه محمد الخطيب المستقبلية......

   لقراءة الفصل الثالث والثلاثون من هنا 

تعليقات