رواية الزوج العاشق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سوزان محمد عبد الغني



















رواية الزوج العاشق 

الفصل  الرابع والعشرون 24

بقلم  سوزان  محمد عبد الغني




تقرأ سنام مذكرات نسرين
وتتوقف عند عودتها للمنزل لتقابل جاسم حيث تفاجئه بأنها تعلم بعلاقته مع امرأة أخرى وخيانته لها وتخيره بينها وبين نسرين
ولكن قبل أن تفعل ذلك تمر على مكتب المحامي 
حيث تذهب لمقابلة المحامي أولا
سنام
هل جهزت العقود كلها؟
المحامي
طبعاً مدام وعليها توقيع سيد جاسم
سنام
ماهي شروط فسخ العقد مع جاسم؟ وماذا يترتب على ذلك ؟
المحامي
لقد كان المرحوم والدك حريصاً عليك جدآ
لذلك كتب في العقد أنه في حالة طلاقك من جاسم 
سيفسخ العقد تلقائيا ويلتزم جاسم برد كل الأموال التي حصل عليها من شركة الإنتاج
سنام
وكيف وافق جاسم على ذلك ؟
المحامي
هو بصراحة لم يقرأ كل أوراق العقد
لقد نظر في الصفحة الأولى التي بها مميزات العقد ولم ينظر في باقي الصفحات
سنام
هو الجاني على نفسه إذا 
هيا اعطني نسخة من هذا العقد
المحامي
هل انفصل عنك السيد جاسم ؟
سنام
لا 
ولكن أريد أن يقرأ العقد حتى يفكر ألف مرة قبل أن يتركني
بالمناسبة
أريد تغير الوصية
المحامي
وماذا تريدين في الوصية الجديدة ؟
سنام
الوصية القديمة تقول أن جاسم سيرثني لو حدث لي شئ قبل أن أنجب 
والآن 
أريد أن تنتقل كل أموالي للجمعيات الخيرية لو مت دون أن أنجب على أن يحرم جاسم من كل أموالي
المحامي
تحت أمرك مدام 
تخرج سنام من عند المحامي متوجهة لمنزلها حتى تقابل جاسم 
***
تتوقف سنام عن القراءة وتقول لنفسها 
ماهذا ؟ هل كنت شريرة لهذه الدرجة أنا لا أصدق ؟
ثم تكمل قراءة مذكرات نسرين
تذهب سنام لمنزلها وتقابل جاسم وتخبره أنها عرفت حقيقته وأنه متزوج عليها في السر
حاول جاسم أن ينكر ولكن سنام أخرجت له الصورة التي صورته إياها على الهاتف
وأخبرته بما حدث عند المحامي  بخصوص العقد وأعطته نسخة منه
ثم خيّرته بأن يبقى معها ويطلق نسرين ويخرجها من حياته أو يطلقها هي ويخسر كل شئ الشهرة والمال الذي كسبه ويعود كما كان 
كما أنها ستشهّر به
 وهددته بأنها على علاقة وثيقة بصناع الأفلام ولن يختاروه في أي عمل فني بعد طلاقها منه لمدة عشر سنوات كما يقول عقد الاحتكار حتى ينساه الناس
فكل شيء في يدها
وحتى لو أنه لا يحبها فهو مجبر الآن على البقاء معها لأنها حامل
وقف جاسم مصدوما وهو يسمع كلام سنام 
وخصوصاً الخبر الأخير الذي لم يتوقعه 
فقد أخبره الطبيب سابقاً أن موضوع الحمل صعب في الوقت الحالي لأن سنام لديها عيب خلقي في الرحم وتحتاج لعملية 
وهي لم تجري العملية
 لأنه لم يخبرها من الأساس بهذا الأمر لأنه لا يريد أطفالا منها
والآن هو لا يستطيع أن يقرر
هل يختار حبه أم ابنه ومستقبله؟
*****
في اليوم التالي
جائني جاسم للشقة
 وفرحت كثيرا عندما فتح الباب ورأيته يدخل
 فقد ظننت أنه اختارني وجاء للقائي ليخبرني بذلك 
فجريت نحوه واحتضنته 
ولكنه لم يضمني ويرفعني كالعادة بل ظل واقفاً كالصنم
فقلت له
ما بك جاسم 
ولما نظرت نحو الباب وجدت سنام تدخل من الباب وتقول له 
ماذا تنتظر ألق عليها يمين الطلاق
 لقد حضرت معي لتطلقها  أم لتحتضنها 
أمسك جاسم بذراعي وأبعدني عنه وهو لايستطيع أن ينظر في وجهي
 وقال لي: نسرين أنت طالق
ثم جرى خارج الشقة بينما أنا ظللت واقفة مكاني وأنا مصدومة ولا أستوعب ما حدث 
في هذه اللحظة سمعت صوت سنام كأنه يأتي من بعيد 
 وهي تقول والآن أيتها الحثا..لة لو اقتربت من زوجي مرة أخرى فسوف أدمر حياتك 
الأفضل لك أن تبقي بعيدة عنه
ثم تخرج وتضرب الباب خلفها 
كنت لاأزال أقف مكاني مثل التمثال كأنني في عالم آخر 
وشعرت أنني مقيدة من الصدمة 
 ويعود صوت جاسم  في أذني وهو يردد كلمة الطلاق
 ثم شعرت أنني أنهار
 وأن قلبي مفطور من الألم  لقد انتهى كل شيء بالنسبة لي زوجي وحبي وأحلامي الوردية
كنت كلما تعرضت لموقف كهذا أجلس وأبكي وأنهار تماماً
ولكن حدث شيء مختلف هذه المرة 
لقد أخذت أقول لنفسي 
كوني قوية كوني قوية
ثم توجهت للحمام وتوضأت وصليت  ولكن بكل آسف غلبتني دموعي وأنا أصلي وأخذت أبكي بحرقة في الصلاة ودعوت ربي أن يصبرني على مصيبتي ويخلف لي خيرا منها وبعد أن انتهيت 
جلست على سجادة الصلاة
فوجدت نفسي قد هدأت قليلاً
 وأخذت أفكر فيم سأفعله لاحقاً ؟
الشقة التي أعيش فيها الآن  بالإيجار وهي غالية جداً بالنسبة لي ولن أستطيع دفع المال بعد أن طلقني جاسم
ومامعي من نقود أدخرتها اثناء عملي بالفندق لن يكفيني لوقت طويل
فقررت أن أعود للعالمين حيث تسكن سمر لابقى معها كما كنت قبل أن يدخل جاسم حياتي
 وربما يقبلون بعودتي للعمل بالفندق الذي كنت أعمل فيه سابقا
فجمعت ثيابي وسافرت في نفس اليوم 
وعندما دخلت لمنزل سمر  واصبحنا في غرفتنا أخبرت سمر بما حدث معي
فأخذتني في حضنها وأنا أبكي وأقول لها
كل ما قلته لي صحيح  ياسمر وقد حدث بالحرف الواحد
 لقد طلقني جاسم وأصبحت بلا مأوي ومشردة كما كنت 
ولكن باب الغرفة قد فتح 
ودخلت الجدة سناء وضمتني وأخبرتني أنها سمعت حديثي مع سمر قبل أن تدخل
و أن البيت بيتي وأنها لا تعتبرني مستأجرة عندهم بل حفيدة ثالثة لها

مرة عدة أيام 
وعندما هدأت الأمور واسترحت من السفر عدت للفندق وطلبت منهم أن أعمل عندهم 
وبالفعل عملت لبضعة أشهر
ولكني فوجئت ذات مرة أن إحدي نزيلات الفندق تطلبني في غرفتها 
وعندما ذهبت وجدتها سنام
فنظرت لي بقرف ثم أعطتني ثوباً لها في كيس لأعطيه للمغسلة
وعندما ذهبت للمغسلة وأخرجت الفستان من الكيس وجدت عقد يبدو عليه غالياً
فقلت لنفسي كيف جاء هذا هنا 
ربما كان عالقاً في الفستان وسقط في الكيس
فوضعته في جيبي حتى اعيده لسنام
وقبل أن أصل للمصعد
 فوجئت بمدير الفندق يتصل بي 
فذهبت لمكتبه فوجدت سنام هناك 
وهي تقول للمدير هيا فتش هذه السارقة
وقفت مذهولة فلقد نسيت أمر العقد تماماً من الصدمة
وعندما فتشوا جيبي أخرجوا العقد 
سنام 
أرأيت بنفسك حضرة المدير 
لقد جاءت لغرفتي وبينما اعطيتها فستاني لتنظفه سرقت عقدي الثمين
فقلت وأنا مصدومه   لا لم أفعل شيئاً
وهنا دخل جاسم
ماذا يحدث هنا؟
سنام 
الهانم سر..قت عقدي ووجدوه في جيبها
جاسم
أنا اعطيتها العقد  لتأخذه إليك فقد وجدته على أرضية الغرفة ونسيت ووضعته في جيبي 
وعندما نزلت لقاعة الطعام وضعت يدي في جيبي وتذكرته فأعطيته لنسرين لتأخذه إليك
سنام لنفسها
هو يدافع عنها لينقذها ولكني لن أستطيع أن أكذّبه حتى لا يشك بي 
ثم تنظر لجاسم 
هل أنت واثق مما تقوله ؟
جاسم
بالطبع عزيزتي هيا نسرين اذهبي لعملك 
بينما خرجت وأنا أبكي
بينما ظلت سنام عند المدير لخمس دقائق أخري بعد خروجي
أما جاسم فخرج خلفي يحاول أن يكلمني 
فقلت له
 أنا لم أفعل شيئاً
فقال لي أعرف ولكني أريدك في أمر آخر
أنا أريد أن أعتذر منك عما حدث
فقلت له ليس بيننا شئ لنتحدث فيها 
فأنت لم تحاول أن تتصل بي خلال الأربعة أشهر الماضية
 و هربت منه وأنا أجري نحو مطبخ الفندق 
ولكنه لم يستطع أن يتبعني لأنه رأي سنام تخرج من عند المدير
***
 بعدها بدقائق 
استدعاني المدير
و اعتذر مني قائلاً أنه  مضطر أن يفصلني 
أقسمت له أنني لم أفعل شيئاً
ولكنه أخبرني أنه يعرف ذلك ويثق في امانتي فأنا اعمل عنده منذ سنوات 
 ولكنه أخبرني أن مدام سنام  طلبت منه ألا يبقيها في العمل في الفندق 
 وإلا لن تصور أي فيلم لشركة الإنتاج التي تملكها  في المكان
سواء  لزوجها أو لغيره  لو بقيت أعمل عندهم
فخرجت من عند المدير 
وعدت لبيت سمر وأنا مهمومة وأفكر 
ماذا أفعل ؟
فلن أعيش عبئا على سمر ويكفيها ماهي فيه 
من مسؤوليات أختها وجدتها
فقررت سحب مدخراتي من البريد وشراء عربة لبيع السندوتشات والعمل على كورنيش البحر 
وبالفعل بدأت المشروع وقد لقيت إقبالاً من الناس على الشاطئ وربحت جيداً وكنت سعيدة جداً
ولكن للأسف الشديد السعادة لا تدوم 
فبعد حوالي اسبوع واحد 
جاء جاسم  لتصوير بعض المشاهد الخارجية على الشاطئ
وعندما رأني 
جاء نحوي وأخذ مني سندوتشات له ولبعض العاملين معه 

لم أنظر لوجه 
وجهزت له الطلب وأعطته له حاول أن يمسك يدي
فنهرته وطلبت منه الخروج من حياتي حتى أستطيع أن أعيش في هدوء
وأخذت عربتي وذهبت لمكان آخر بعيد جداً عن مكان التصوير 
ويبدو أن سنام شاهدتني معه 
وقررت ابعادي عن عالمها المزيف وحبها المزيف

***
وفي اليوم التالي مباشرة 
 وجدت عربة شرطة من المرافق تتجه نحوي وأخذوا مني العربة بما عليها وأخبروني أنني أعمل دون ترخيص وأن أحدهم قدم ضدي بلاغاً بأن الطعام الذي أقدمه يحتوي على كبدة فاسدة

عدت للمنزل وقد ضاع آخر أمل لي في حياتي
 فقد فقدت رأس مالي فهذه كل الأموال التى ادخرتها من عملي قبل أن أترك الفندق
ماذا أفعل الآن ؟
وظللت حزينة طوال اليوم وأخذ الشيطان يتلاعب برأسي وأنني يجب أن أتخلص من حياتي البائسة فلم يعد لدى شيء أخسره 
فذهبت لشاطئ البحر وقت الغروب وأخذت أمشي لداخل البحر حتى وصل الماء لرأسي وبدأت أشعر أن الموج يسحبني للداخل وعندما شعرت بأنني اغرق تذكرت أن ما أفعله شئ خاطئ وأنا عقاب الآخرة شديد 
ولأنني أعرف السباحة نوعاً ما فأنا عشت معظم حياتي بجانب البحر حاولت أن أقاوم سحب الأمواج وأخرج 
ولكن لم أستطع وبدأ الماء المالح يدخل لجوفي واستسلمت للموت
 ولكني سمعت صوت يخت و شعرت بعدها بيد تجذبني لأعلى ثم فقدت الوعي
وعندما أفقت وجدت نفسي على الشاطئ وسمعت الناس الذين تجمعوا حولي يقولون أنني عدت أتنفس ثم أجلسوني وأخذت استقيئ الماء الذي بلعته
وبعدها شعرت بشخص يضمني لصدره
في البداية ظننت أنها سمر
ولكني شممت رائحة  عطر مألوفة بالنسبة لي فظننت في البداية أنني أحلم ولكني  سمعت صوت جاسم  يهمس في أذني ماذا كنت ستفعلين هل تريدين أن تتخلصي من حياتك أم مني 
ولكني لن أتركك أبداً 
افقت ودفعته بعيدا عني ووقفت بسرعة وأخذت أجري فوق رمال الشاطئ ولكنه لحق بي وحملني 
طلبت منه أن ينزلني فالجميع ينظر نحونا وقلت له أن الصحافة وزوجته لن يرحمونا
ولكنه رفض وفتح سيارته وأجلسني فيها 
واغلق الباب
حاولت أن أفتح الباب
ولكنه أخبرني أنه اغلفه ولن أستطيع الخروج
طلبت منه أن يتركني  أذهب لحال سبيلي فكل ما بيننا انتهى
ولكنه أخبرني أنه سيذهب بي لمنزل  سمر لأبدل ثيابي حتى لا أمرض
وفي الطريق أخذ يتحدث معي دون توقف 
ويبرر لي ماحدث 
وأخبرني  أن سنام عادت للمنزل وهي منفعلة
 بعد أن تركتني ذلك اليوم و وواجهته بعلاقته معي 
وأخبرني أنه أنكر في البداية
 ولكن واجهته سنام بصورة ألتقطتها لنا عندما نزلت لأعطيه محفظته وقبلني في السيارة
كما أخبرته أيضا بكل ما قلته لها بأنني متزوجة منه 
 بالإضافة أنها أخبرته بأنها حامل بابنه 
وإنها ستتخلص من حياتها هى والطفل إذا لم أذهب معها وأطلقك أمامها 
طبعاً خفت على ابني وقررت أن أطلقك أمامها حتى تهدأ وتتخلى عن فكرة الانتحا..ر ثم أردك لعصمتي بعد ذلك دون علمها 
ولكنها كانت تراقبني طوال الأربعة أشهر  الماضية وتراقب حتى هاتفي فلم أستطع الاتصال بك 
وإنه عندما خرجنا من عند المدير عندما اتهمتك بالسرقة
حاولت أن أخبرك بكل هذا ولكنك هربت مني
ولكن اليوم بالصدفة عرفت أنها تكذب بخصوص الحمل
 فقد شعرت بدوار وعندما أحضرت الطبيب ليكشف عليها
وسألته عن الحمل أخبرني أنه لا يوجد حمل من الأساس 
فذهبت أبحث عنك في بيت سمر فلم أجدك
 وأخبرتني آلاء أنك ستأتين إلي هنا
فجئت إلى هنا مباشره 
ولكني لم أجدك  في البداية
و أخبرني الناس أن هناك فتاة تغرق فركبت يختا صغيراً كان على شاطئ البحر  وتوجهنا أنا وصاحبه نحوك ثم ربطني السائق بحبل حتى لا تسحبني الأمواج 
وسبحت نحوك ولم أكن أعلم أنك أنت إلا بعد اقتربت منك وأمسكت يدك
سامحيني حبيبتي لقد عدت إليك ولن تستطيع سنام ولا غيرها أن تفرق بيننا
هي تهددني بعقد الشراكة الذي بيننا والشرط الجزائي الذي كتبه والدها في العقد قبل وفاته
ولكن لن أرضخ لها بعد الآن لقد تركتها مع طبيبها النفسي ليحل عقدها  النفسية بعيداً عني 
و سأكون معك من الآن فصاعدا ولن يهمني لو خسرت كل شيء بالمقابل 
تتوقف سنام عن القراءة 
ثم تقول لنفسها  جاسم يحب نسرين بجنون ولا يهتم  لي أبدا 
وهو الآن معي لأنه فقد حبيبته 
ماذا سأفعل الآن أنا أري أنني الشخص الشرير في هذه القصة الحزينة وأصبحت أكره نفسي 
وغير راضية عما فعلته مع هذه المسكينة
 بل أشعر أنني آخذت شيئاً ليس من حقي وما أقرأه في مفكرة نسرين يشعرني كم كنت أنانية 
ثم تنظر في الدفتر لقد انتهت القصة ولكن 
هناك ورقة مقطوعة من الدفتر
 ماذا كتب فيها ياترى ؟
أشعر بنعاس شديد سوف أنام وفي الصباح سأخرج من المشفى وأبدأ رحلة البحث عن جسمان نسرين المختفي والمرأة الغامضة التي تهددني وتحاول قت..لي
ثم تغمض عينيها وتستلم للنوم 
بينما تأتي رسالة على هاتفها الذي يحتجزونه مع متعلقاته عند الاستقبال مع حقيبة يدها  
تقول الرسالة
غداً ستخرجين من المشفى ولن يحميك أحد مني  سنام هانم 







تعليقات