رواية الزوج العاشق
الفصل الثامن عشر 18
بقلم سوزان محمد عبد الغني
في صباح اليوم التالي
يدخل جاسم غرفة سنام فجأة فيجدها تقرأ في المفكرة فيسألها عن المفكرة التي بيدها
***
سنام
لاشئ مجرد تفاهات أسلي بها نفسي حتى لا أملّ من البقاء وحدي
جاسم
هات لأري
سنام
لا لن أعطيها لك
فهي تخص ممرضة هنا تكتب فيها خواطر وأحداث حدثت معها وقت الخدمة وقد ڜش
وعدتها ألا يراها أحد غيري
ثم تقول لنفسها
جيد أنني وضعت غلافا جديداً على المفكرة حتى لا يتعرف عليها جاسم
جاسم
هل أتى أحد للتحقيق معك بالأمس بعد أن جعلونا نغادر ؟
سنام
لا لم يأتي أحد؟
جاسم
خذي لقد أحضرت لك الطعام الذي تحبينه
فأنا أعرف أنك لن تستطيعي أكل طعام المشفى
سنام
شكرا لك على اهتمامك بي
جاسم
لا داعي للشكر فأنا زوجك وهذا واجبي
هيا كلي
تحاول سنام أن ترفع يدها اليمنى لتأكل ولكن يدها كانت موضوعة في كلبش ومربوطة في السرير
جاسم
انتظري سأطعمك بيدي
سنام
لا سأحاول أن أكل بيدي الشمال مع أنني غير معتادة على ذلك
جاسم
لا تخجلي مني لقد كنت كثيراً ما أطعمك بنفسي قبل الحادث ثم يساعدها حتى تأكل
***
بعد دقائق
سنام
يكفي هذا لقد شبعت شكرا لك الطعام شهي فعلاً
جاسم
أنا سعيد أن الطعام أعجبك حبيبتي
ثم يرفع الطعام ويجلس بجانبها يتحدث معها لثلاث ساعات
الطبيب يدخل الغرفة ثم يقول لجاسم
لو سمحت انتظر بالخارج حتى نعاين المريضة
يخرج جاسم بينما يكشف الطبيب على سنام
ثم يقول لها
أنت أفضل اليوم ومن المفترض أن أكتب ذلك في التقرير
ولكني لو فعلت ذلك سيأخذونك للحجز اليوم
ولكني إنسان قبل أن أكون طبيب
لذلك سيكون التقرير لصالحك حتى تظلي هنا لحين انتهاء التحقيقات
سنام
شكرا لك حضرة الطبيب أنا عاجزة عن الشكر
الطبيب
والدك رحمة الله عليه له فضل علي عندما كنت طالب وقد ساعدني كثيرا وجاء الوقت لرد الجميل
سنام
أنت إنسان نبيل حقا فقليل يتذكرون المعروف في هذا الزمن شكرا لك
يخرج الطبيب من الغرفة
***
بينما يدخل جاسم
هل تريدين شيئا أخر حبيبتي؟
فالشر...طي يطلب مني الرحيل الآن فقد انتهت الزيارة
سنام
لا شكر لك جاسم فقد قضيت معي ثلاث ساعات حتى مللت مني
جاسم
على العكس فالوقت الذي اقضيه معك هو أجمل وقت بالنسبة لي
ويمر بسرعة البرق بينما الوقت في الفندق ممل جدا من غيرك وأشعر أن الوقت طويل جداً
قبل أن اغادر
بالنسبة للقضية لا تقلقي فالمحامي يبذل قصارى جهده حتى تخرجي من هنا في أسرع وقت
هيا سأتركك الآن فقد انتهى وقت الزيارة والحارس ينادي عليّ مرة أخرى ليستعجلني
سنام
حسنا مع السلامه
يخرج جاسم من الغرفة ويغلق الباب
فتخرج سنام المفكرة من تحت الوسادة
لنعرف بقية قصتك نسرين فقد بدأت أتعاطف معك
وأتمنى ألا يتركك جابر
وتكمل القراءة
تقول نسرين:
عندما وصلنا لمكتب الزواج وقبل أن ندخل عند المأذون
سحبت يدي من يد جابر وجريت خارج المكتب
ولكنه حضر خلفي ولحق بي ثم أمسكني من ذراعي في الشارع وضمني ثم أقسم لي أنه يحبني ولا يستطيع العيش بدوني
ابتعدت عنه وغلبتني دموعي
ثم نظرت فوجدت سمر قادمة من بعيد فقد جاءت لتقف بجانبي وتاركني فرحتي
فجلس معي علي كرسي أسمنتي موضوع في الشارع ليستريح عليه المارة
وأخذت تشجعني على الزواج من جابر
وأنا لم أكن أحتاج لتشجيع فقد كنت أؤمن في قرارة نفسي أن جاسم فرصتي الوحيدة في الحب والزواج فمن سيقبل بالزواج من فتاة لا أصل لها مثلي
وبعد بضع دقائق كنا قد كتبنا الكتاب وودعنا سمر
وبعد بضع ساعات اخري
كنا أنا وجابر على متن طائرة متوجهة لدبي
فقد حجز جابر لقضاء شهر عسلنا هناك بعيداً عن وسائل الإعلام والأشخاص الذين يعرفونه
الحقيقة لم يكن شهراً بل أسبوعين فقط
وطبعاً بقينا في مكان منعزل قليلاً
حتى لايعرفنا أحد
وحتى لا يصل إلينا أحد من الصحافه أو يتسرب خبر زواجنا لخطيبته الجديدة
فقد أخبر جابر الجميع أنه سافر لزيارة أهله في كندا
حتى لا يتصل به أحد أو يبحث عنه
*****
مر الاسبوعان سريعاً
ولا أنكر أن هذه الأيام كانت الأجمل في حياتي كلها فقد كان جابر يفعل كل مافي وسعه ليشعرني بالسعادة
كما أنفق مالاً كثيراً علي فقد اشترى لي ملابس كثيرة وخاتم زواج من الألماس محاط بحجر كريم أخضر اللون
بل كان يشتري لي أي شيء كان يعجبني أو حتى أذكره أمامه كنت مستمتعة بالأجواء لدرجة أنني نسيت موضوع زواجه الثاني تماماً
ولكن الأحلام الجميلة لا تدوم
فقد استيقظت من هذا الحلم سريعاً
ودفعت ثمنه غالياً في وقت لاحق
فقد أخذت عدة صدمات عندما عدنا من رحلة أيام العسل هذه وعشت الواقع المر
فأنا في مصر
مجرد نادلة في فندق ومتزوجة بالسر من فنان في بداية حياة الشهرة ولكنه أصبح لاحقاً وبسرعة كبيرة من أشهر الفنانين في البلاد
وبعد أن عدنا للفندق ليكمل جابر تصوير فيلم من أفلامه
طلب مني ترك العمل في الفندق
وقال لي أنني لم أعد بحاجة للعمل من أجل المال فهو سيوفر لي كل طلباتي وأكثر
ولكني رفضت عرضه
فهذه هي الطريقة الوحيدة التي سأراه من خلالها يوميا دون أن يشك بنا أحد
حيث أستطيع أخذ الطعام له في غرفته في وقت فراغه ونسرق لحظات سعيدة معا دون أن يلاحظ أحد شيئا
وكانت لقائتنا كلها سرية كأنني أسرق حقي فيه وكان هذا يزعجني كثيرا
ولكن أسوء شئ مر بي هو ذلك اليوم
الذي كنت أقدم الطلبات لرواد الفندق في قاعة الاحتفالات
ثم صعد والد الفتاة الغنية على المنصة
وأعلن فيه أن ابنته ستتزوج من زوجي
ولكن مافاجئني وأحزنني في نفس الوقت ماقاله الرجل
من أن زواج ابنته من جابر لن يكون ارتباط عاديا أو عقد زواج فقط بل عقد شراكة أيضاً
فقد أحتكر أعمال الفنان لعشر سنوات ليقوم بالبطولة في كل الأفلام الذي سينتجها له
وقتها كاد أن يغشي علي
لقد خدعني جابر
ولم يكن زواجه عمل إنساني لينقذ حياة الفتاة التي تريد الانتحا...ر كما قال لي
بل باع نفسه من أجل الشهرة والمال
***
سنام وهي تمسك بالدفتر
يبدو أن حبيب نسرين محتال كبير ويحب المال أكثر من حبه لها
لقد كان بإمكانه أن يصعد السلم درجة درجة حتي يصل للقمة
ولكنه فضل القفز للطابق الأخير مرة واحدة على حساب حبيبته
ثم تنظر حولها فتجد الدنيا قد أظلمت
لقد سرقني الوقت وأنا أقرأ دون أن أشعر
ولكني حتى الآن لم أفهم ما علاقة نسرين بزوجي جاسم ولماذا أراها في أحلامي
هل هي فعلاً مجرد وجه جديد مثلت بعض الأدوار
أم هنا شئ أخر لا أعلمه
علي أن أكمل القراءه حتى أفهم كل شيء
ولكني أشعر بالنعاس سأنام وغداً سأكمل القراءة
***
في اليوم التالي
تستيقظ سنام قرابة الظهر
غريبة لقد نمت لوقت متأخر ولم يوقظني أحد
لماذا لم يحضر جاسم اليوم ياترى؟
ثم تضغط على الزر الذي بجوارها حتى تأتي الممرضة ولكنها تجد الذر معطلا
فتنادي لعل أحدا يسمعها فيأتي ويفك قيدها لتذهب للحمام لتتوضأ وتصلي
ولكن لا أحد يسمعها
فتتيمم وتصلي ثم تشرب علبة عصير من التي أحضرها جاسم ووضعها بالقرب منها
ثم تخرج المفكرة حتى تقرأ ماكتبته نسرين
لقد حدد والد العروس
أقصد سنام هانم موعد زواجها من زوجي جابر أو جاسم فقد غير اسمه الحقيقي بسم جذاب
تتوقف سنام عن القراءة وهي مصدومة
لا مستحيل زوجها هو جاسم وأنا تلك الفتاة الغنية التي سرقت زوجها أنا لا أصدق