رواية الزوج العاشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم سوزان محمد عبد الغني



















رواية الزوج العاشق 

الفصل الرابع عشر 14 

بقلم  سوزان  محمد عبد الغني




تنزل سنام لغرفة الطعام فتجد جاسم يقف مع سليم  ويحدثان فتتجه نحوهم وتسمع سليم وهو يقول لجاسم هل تعرف سنام أن نسرين كانت تعمل معك في فيلمك الأخير 
*****
فيسمع جاسم صوت سنام يأتي من خلفهم  وهي تقول: لقد عرفت الآن سيد سليم 
جاسم يرتبك
تفضل أنت سليم حتى لا يفوتك موعد الاتوبيس 
سليم يبتسم في خبث
حسنا  سأذهب الآن وأتمنى لكما إجازة ممتعة
يميل عليه جاسم ويهمس في أذنه
لا أظن ذلك بعد ما قلته للتو 
يغمز له سليم ثم يغادر 
سنام 
غريبة عندما سألتك عن نسرين أنكرت أنك تعرفها 
والآن عرفت أنها كانت تعمل معك من فترة قريبة جداً 
جاسم يشد كرسي الطاولة للخارج 
تفضلي اجلسي أولا لنأكل وبعدها أمامنا اليوم بطوله لنتكلم 
تجلس سنام وعلى وجهها علامات استفهام كثيرة
بينما يجلس جاسم في مواجهتها 
و يحضر النادل الطعام الذي طلبه جاسم قبل قليل
يأكل جاسم بينما تنظر إليه سنام دون أن تأكل 
يرفع جاسم بصره فتلتقي عيونه بعيونها 
فبعد نظره قائلاً 
أنت تنظرين إلي فقط ولا تأكلين 
أنا أعرف تلك النظرة وسوف أجيبك على اسألتك 
هيا كلي أولاً فقد خرجت من غيبوبة حديثاً وجسدك لازال ضعيفا 
سنام
ليس لدي رغبة في الطعام فقد فقدت شهيتي
ثم تقف 
سأنتظرك على الشاطئ  في نفس المكان الذي كنا فيه أمس وبعد أن تنتهي من طعامك اتبعني
ثم تخرج من الفندق
ينفخ جاسم الهواء بغيظ تبا لك سليم ألم تستطع أن تمسك لسانك
والآن ماذا أفعل لو أخبرتها بالحقيقة كلها فسوف تنقلب حياتي جحيما
ويعود الماضي بكل ألمه وسوف تبتعد عني 
لا لن أخبرها بشئ 
 فيجب أن يظل الماضي مدفوناً ولن أسمح بظهوره مرة أخرى ليخرب حياتي بعد أن هدأت النير..ان 
سأخبرها ببعض الحقيقة فقط مع تعديل بسيط
 حتى تهدأ الأوضاع
وبعد فترة سأغرقها في الحب وستنسي كل ماحدث وينتهي الأمر ،بدلاً من أفتح على نفسي أبواب الجحيم مرة أخرى 
ثم ينفخ
 لقد فقدت شهيتي ولم يعد لي رغبة في الأكل  
هيا جاسم لتصحح بعض أخطاءك القديمة 
ثم يذهب للشاطئ حيث تجلس سنام ويجلس بجوارها على صخرة تطل على البحر حيث تضرب الأمواج بعضها البعض
ويأتي الموج فيرتطم بقدميهما 
جاسم ينظر إليها 
الرياح شديدة اليوم  والموج مرتفع جدا 
سنام بهدوء
ربما تعبر الطبيعية عما أشعر به بداخلي من فوضى
جاسم
لماذا تحاولين النبش في الماضي؟
دعيه يختفي من حياتنا بخيره وشره فربما ماتريدين كشفه سيؤلمك أكثر وبدلاً من أن تهدأ حياتك كما تظنين تضطرب أكثر 
سنام
الحقيقة قد تكون مؤلمة كما تقول ولكن عقلي وقلبي سيستريحان 
جاسم 
احيانا الجهل بالاشياء يكون رحمة 
ألم يقل رب العزة
"لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤوكم"
سنام
لماذا أخفيت عني أن نسرين كانت تعمل معك ؟
جاسم
حسنا لا فائدة من الصمت
سأخبرك ولكن ابتسمي قليلاً 
لقد ظهرت نسرين في دوار ثانوي في فلامي الأخير
كأي فتاة مبتدئة كعشرات غيرها فلماذا نسرين بالذات من تهتمين بها 
سنام
من باب الفضول فقد تكرر اسمها كثيرا أمامي في الفترة الأخيرة وعلى كلاً
في أي فيلم ظهرت معك ؟
جاسم
فهمت تريدين أن ترى شكلها 
حسنا سأخبرك حتى تستريحي لقد عملت معي
في فيلم "الوجه الآخر "
سنام
هل كانت بينكم علاقة ما ؟
جاسم
مجرد صداقه عابرة بالاضافة أنني كنت أحاول مساعدتها فقد كانت يتيمه وليس لديها من يعولها 
سنام
ولماذا أخفيت عني الأمر عندما سألتك أول مرة ؟
وقلت أنك لا تعرف أحد بهذا الاسم 
جاسم
لأنه في الفترة الأخيرة ظهرت إشاعات كثيرة حولي وحول عدد من الفتيات في وسائل الإعلام ومن بينها نسرين
وخفت أن تغاري علي 
سنام 
كيف أغار عليك وأنا لا أعرفك ؟
على كلا 
كل شيء سيكشف في يوم ما 
مهما حاول الجميع اخفائه 
جاسم
معك حق ولكن حتى ذلك الحين يجب أن نستمتع بحياتنا الجديدة بلا مشاكل أو إزعاج من أحد 
ثم يحملها ويجري بها نحو البحر
سنام
ماذا تفعل انزلني ؟ 
جاسم
لن أفعل حياتي
 صحيح أن الموج مرتفع ولكني سباح ماهر و سأحاول حمايتك من كل شي سيحاول الإقتراب منك ثم يمشي في الماء مبتعدا عن الشاطئ بينما تتعلق سنام برقبته 
أنا لا أعرف السباحة أخرجني فالموج مرتفع
جاسم
مهما أرتفع الموج فحبي أقوي منه ولن يأخذك شيء مني 
 بالإضافة أنك تعرفين السباحة وفقدك للذاكرة لن ينسيك تلك المهارة
هيا اتركي رقبتي وجربي أن تسبحي
سنام
أنا خائفة جداً وأشعر أنني لو تركتك سأغرق
جاسم
في الواقع نحن نغرق في الألم عندما نبتعد عن بعضنا 
ولكن أنا بجوارك دائما ولن أبتعد عنك لذا لن تغرقي أبدا هيا افعليها 
تتركه سنام ببطء ثم تحاول السباحة فتغوص للأسفل 
جاسم لا غير معقول
 ثم يغوص للاسفل للبحث عنها فلا يرى سنام فيرتفع مرة أخرى ليأخذ نفساً 
فيجد سنام تطفوا على ظهرها وهي تضحك أنا هنا لقد فعلتها وها أنا ذا اطفو 
جاسم يضحك
لقد أوقعت قلبي  ثم يقترب منها
كنت أعرف أنك ستفعلينها ثم يحتضنها ويقبلها 
سنام 
تبتعد عنه وتتجه نحو الشاطئ فيتبعها جاسم ويمسكها من قدمها أين تهربين مني ؟
لن أتركك ثم يجذبها إليه مرة أخرى 
سنام
أتركني لقد شعرت بالجوع وأريد أن أتناول افطاري 
جاسم
وأنا ألا تشعرين بما أحمله لك من حب
سنام 
أنا لا أنكر ذلك
فأنا أشعر أنك تحبني ولكن المشكلة في أنا
فلازلت في حيرة من أمري ولا أعرف مشاعري نحوك
فأعطني فرصة كي أتعرف عليك أكثر
لو سمحت 
جاسم
ولكني لا أطيق الصبر على بعدك حياتي
تعالى معي لغرفتنا لنبدأ ملابسنا أولاً  ونتناقش في بعض الأمور العالقة بيننا 
ثم يمسكها من يدها حتى يخرج من البحر وبعدها يحملها نحو الفندق
سنام
انزلني جاسم فأنا أخجل أن يراني أحد وأنت تحملني 
جاسم
ولكني لا أخجل من ذلك
 ثم يضحك
اليوم بعد أن نتناول الطعام سنأخذ جولة في البزارات السياحة ونشتري بعض التذكارات ونذهب للملاهي ونلعب بكل الألعاب
ما رأيك 
سنام موافقة 
***
في المساء
بعد العودة من الملاهي
جاسم
أشعر بالنعاس فقد مشينا كثيرا اليوم 
سنام
لقد كان يوما ممتعاً فعلاً
ثم تقف سنام وتحضر كتابا وتجلس بجواره
أنت نم وأنا سأقرا قليلاً فقد أشتريت كتابا ظريفا من البازار  هل الضوء سيزعجك 
جاسم
لا  أبدا فأنا لا أشعر بشئ عندما أنام خذي راحتك
ثم يغمض عينه 
 تنظر سنام نحو جاسم و تنظر حتى تتأكد أنه استغرق في النوم فتطفئ الضوء الذي بجانبها
ثم تقوم وتمشي على أطراف أصابعها
وتأخذ دفتر مذكرات نسرين من حقيبتها وتذهب للشرفة وتضع الكتاب الآخر بجوارها تحسباً استيقاظ جاسم فجأة وتبدأ في القراءة
 وتقرأ
اسمي نسرين 
لا أعرف تاريخ ميلادي الحقيقي فقد فتحت عيني لأجد نفسي في ميتم وسط عدد كبير من الأطفال كان هناك عنابر للفتيات وآخري للذكور 
وكنا نعتبر أنفسنا أخوة
كنا نستيقظ في الصباح 
 حيث يعطوننا وجبة الإفطار مغلفة مكونة من خبز وجبن ومربى وباكو من البسكويت
وبعد أن نأكل
نذهب لفصول التعليم
حيث يشرحون لنا المناهج الدراسية كلا على حسب سنه
وقد كان جميع الأطفال يلتقون مرتين وذلك في وقت طعام الغداء الساعة الثانيه عشر ظهرا  ووقت العشاء الساعة السابعة مساءً

وبعدها 
 يأخذ كلا منا صينية من الاستنلس مقسمه لأجزاء ليوضع فيها أنواع الطعام المختلفة لنأكل 
و  بعد أن ينتهي الأطفال من الأكل يأخذ كلا منا صينيته
 ويغسلها على حوض مخصص لذلك ويسلمها للطاه

طبعاً بعد الغداء 
 نذهب لنلعب لبعض الوقت في حديقة الدار
ولكن لو حاول أحد منا مخالفة الأوامر
كان القائمون على الميتم يعاقبونه بطريقة وحشية بالرغم من أننا اطفال 
ولكني كنت مختلفة عن الآخرين
و لم أكن أبدا انتازل عن حقي لو تم عقابي 
 لذلك كنت دائما معرضة للعقاب والضرب بالعصا 
وخصوصاً 
عندما أقدمت صديقتي دعاء على الانتحا..ر 
والسبب أن الشخص الذي يكفلها أعطي الموظفين مالا ليشتري لها ملابس
 وعندما ذهبت مع المشرف لشراء الملابس اشترت دعاء ثوباً غالياً فأخذ المشرف يوبخها بقسوة
بعد عودتها للدار
وعندما تدخلت لأدافع عنها وأن من حقها شراء ماتريده فمن يكفلونها هم من دفعوا المال ولن نوفر منه شئ ليأخذوه هم بدون وجه حق
 وطلبت من المشرف أن يكلمها برفق
ولكنه ضربني و شتمني 
وأخبرني بأن اطفال الحر..ام أمثالي ليس من حقهم أن يتكلموا بل المفترض أن يختبئوا
ولم يكتف بذلك وقام بحبس دعاء في غرفة بمفردها  طوال الليل 
ولأنها كانت تخاف أصيبت بعدها بكتئاب شديد وكنت تجلس وحيدة معظم الوقت ولا ترد على أحد وخصوصاً أنا
لأن المشرف هددها بألا تختلط بي
  لذلك أقدمت على الانتحا..ر في أول أيام العيد 
 ولكن المشرفين انقذوها من الموت بأعجوبة وبمجرد أن أفاقت أخذ المسؤولين يشتمونها 
لأنها كادت أن تتسبب لهم في مصيبة
ف إنهارت دعاء من البكاء
 وقالت لهم
 أنها لو ابنة أحدهم كان سيأخذها في أحضانه ويفرح كثيرا أنها لم تمت 
ولكن لأنها يتيمة وأقاربها رموها في الدار بعد موت أسرتها فهي مجرد عدد بالنسبة لهم
 بل بدلاً أن يوسوها يزيدون جرحها 
وأخذت تصرخ
وتمنت لو ماتت لتستريح من هذه المعاملة الغير إنسانية 
هذه الحادثه أثرت بي وخصوصاً أن دعاء لم تخرج سليمة من هذه التجربة
وبقيت محجوزه في المشفى لشهور لأنه لزم أن تعمل عملية في يدها فقد حدث معها عجز في أصابعها  وطبعا منعوا عنها الزياره حتى لا تخبر أحداً بما حدث 
حتى ذهبوا ذات يوم و جدوها قد ماتت 
لم تنتحر هذه المرة
 ولكن ماتت من الحزن والاهمال 
فلقد تسللت ووقفت خارج غرفة المشرف وسمعت الطبيب الذي أخرج لها تصريح الدفن يقول له أن سبب الوفاة متلازمة القلب المفطور
وبعدها لم أعد جريئة كالسابق وانطويت على نفسي  وأصبت بكتئاب لفترة فقد كنت أعتبر دعاء أختي ولم أعد أكلم أحدا من الأطفال إلا نادراً 
ومرت الأيام والسنون
 وأنا أشعر بالوحدة رغم عشرات الأطفال الذين يحيطون بي فالفتاة الوحيدة التي أعتبرها أختي قد توفيت
وعندما كبرت وأصبحت في ال 15 عشر من عمري أهداني أحد زوار الميتم هاتفا باشتراك سنوي للنت 
فأصبحت
 أكتب ما يحدث معنا في الميتم وانشره على وسائل التواصل الاجتماعي
ولكن فجأة عدت لتمردي من جديد فقد وجدت الظلم زاد من جديد  
وقررت أن افضحهم وانشر كل مايحدث فصورت
فيديو أوضح فيه أحوال أخوتي في الدار
وأظهرت فيه حال زميل لي
 كان المسيكن أبكم ولديه فتاق فكان يبكي منه طوال الليل ولا أحد يسئل عنه
وكانت حجتهم أن إجراءات التأمين الصحي تستغرق وقتا 
ونشرت حالة ولد آخر كان يحاول أن يهرب من الدار بسبب سوء المعاملة والضرب المتكرر الذي وقع عليه ولكن أمن  الدار قبض عليه  وقام بصعقه بالكهرباء وللأسف كان عنده مرض القلب وكاد يموت 
وبعد أن سجلت فيديو نشرته على اليوتيوب
ووضحت فيه المعاملة السيئة التي نتعامل بها في الدار
وحكيت كل مايحدث للأطفال هناك
وعندما رأى المشرفون الفيديو طلبون مني مسحه 
 وهددوني بأنني من الشارع ولن يسمعني أحد من الحكو...مة لأن الحكو..مة في جيوبهم 
وعندنا أخبرتهم أنني لن أمسح شيئا
هددوني برمي في الشارع الذي جئت منه 
ولن يسأل عني أحد 
ولكن حدث العكس  فقد انتشر الفيديو بشكل كبير على وسائل التواصل فخاف المشرفون
ولفقوا لي قضية سرقة حتى أتراجع وأكذب الفيديو 
وعملوا لي محضرا بأني سرقت
وذلك حتى يهددوني بارسالي للإصلاحية لو تكرر الأمر 
 وأقسم بالله أنني لم أفعل شيئاً  وحسبي الله ونعم الوكيل
طبعاً أنا لم أسكت وطلبت نسخة من تسجيل الكاميرات لأثبت برائتي من السرقة
ولكنهم رفضوا أن يعطوني شيئا فالتسجيلات ستظهر برائتي
وطبعاً لم أتحكم في أعصابي وأخذت أكسّر  الكاميرات مادمت لا فائدة منها لإظهار الحقيقة
وطبعاً سجلوا مافعلته بهواتفهم
وكانت فرصتهم ليهددوني بالفيديو إذا لم أسكت وأكف عن نشر الفيديوهات
ولكني لم أسكت أبدا وظللت أوجههم ونشرت تهديداتهم لي
فقام مسؤولوا الدار بجلب 
 البلطجيه ليضربوني  ولما دافع عني أحد زملائي ضربوه بالمطوه في يده وتسببوا له في عجز في أعصاب اليد وفقد أصبعين من يده 
وبعدها هددني الموظفين بأنني لو نشرت أي فيديو آخر سيضربونني ويجعلون البلطجية يتهجمون علي
مرة أخرى 
كل هذا جعلني أقرر شيئا واحدا وهو الهرب من الدار
بأي شكل
 وفي الليل المحددة انتظرت حتى نام الجميع وتسللت بهدوء وجلست في كرتونه من ضمن صناديق ورقية كثيرة بها أشياء قديمة سيتم بيعها
لمن يشترون الاشياء القديمه
 وظللت في الصندوق دون حراك حتى طلع الصباح وعندها جاء العمال وحملوا الصناديق في سيارة نقل 
وانتظرت حتى ابتعدت السيارة مسافة كافية
ثم خرجت من الصندوق
وتعلقت بسيارة النقل من الخلف وانتظرت حتى توقف السائق ليتزود بالوقود ونزلت من السيارة
وجريت نحو طريق جانبي
وبقيت أمشي على قدمي فترة طويلة وأنا جائعة
وبدأت أشعر بالندم أنني تركت الدار على الأقل كنت أجد سريرا لأنام عليه وطعاما
أما الآن فأنا تائهة في الشوارع لا أعرف أين أذهب ؟
وبينما أنا كذلك ضربتني سيارة وسقطت مغشياً علي








تعليقات