رواية اوقات لا تدوم الفصل الثاني4بقلم مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل الثاني4
الكاتب بقلم مجهول 


 تقابلت مع ناصر في منزله وجلس يحكي لي عن اخبار مع امل وعن مدى سعادته بوجودها في حياته. 
فقلت : اكيد شعور جميل ان الانسان يحس انه مرغوب. 
قال : انا ابتديت احسب عمري من ساعة ما عرفت امل. 
قلت : يعني ابتديت تقتنع بكلامي ان الحب ذاته ممكن يكون هدف؟ 
قال : في النقطة دي انت صح. 
فسرحت استرجع حالتي مع انتصار. 
ففاجئني : سرحان في ايه؟ 
فقصيت عليه ما حدث من سوسن بالامس. 
قال : لازم تعمل حساب سوسن دي كويس، وكمان لازم تصارح انتصار عشان ميكونش دا عقبة في طريق حبكم. 
قلت : امبارح كانت حالتي النفسية سيئة جدا. 
قال : ياريت تتعامل مع الامر بواقعية عشان تريح نفسك، خصوصا ان انت حساس زيادة عن اللزوم. 
قلت : مش عارف اعمل ايه ؟ 
قال : حاول تنسي انتصار الماضي ودا مش هيكون بين يوم ليلة، حاول يا عماد.
قلت : هحاول رغم ان عارف ان انتصار مش هتساعدني. 
قال : حاول بشتى الطرق، متخليش شيء يتغلب عليك وانا عارف انك مش بالسهل تستسلم. 
ذهبت الى الشركة في المساء وجدت انتصار جالسة مع سوسن دخلت وحييتهما ثم انصرفت سوسن وتركتني مع انتصار. 
قالت : مجتش بالنهار ليه؟ 
قلت : وايه الجديد منا على طول بالنهار برة. 
قالت : مانت كنت بتيجي بردو. 
قلت : منا عديت على ناصر صاحبي. 
قالت : باين عليكوا صحاب اوي. 
قال : بس صاحب مفيد. 
قالت : قصدك ايه. 
قلت : قصدي علاقتك بسوسن. 
قالت : انت ليه واخد منها موقف. 
قلت : كل اللي عايزه انك تخليكي فاكرة اني واخد منها موقف. 
قالت : ايه السبب؟ 
تحركت وجلست امامها على المكتب واعطيتها بعض الاوراق الخاصة بالعمل لكي تدونها في السجلات ثم قلت: نفسي اسألك سؤال وخايف تفهميني غلط. 
قالت : قول السؤال وبعدين وبعدين نشوف مدى فهمي اذا كان غلط ولا صح. 
قلت مترددا : رفضتيني ليه وبعد كدا وافقتي عليا؟ 
قالت : انا عارفة ومتأكدة ان الموضوع دا شاغلك. 
قلت : طيب ريحيني بقى. 
قالت : هتصدقني؟ 
قلت : لو الحقيقة هصدقك. 
قالت : الحكاية باختصار.. انت عارف الاهل دايما بيربطوا ولادهم ببعض من الصغر ودا اللي حصل بيني وبين محمد ابن خالتي، لغاية ما حصل خلاف بين العيلتين.. ولاقيته بيأيد موقف اهله بطريقة فيها اهانة ليا ولعيلتي فكانت النهاية. 
قلت : اكيد كنتي بتحبيه، حتى بحكم العشرة. 
قالت : صدقني اكتشفت انه كان تعود مش اكتر، بدليل انك في حياتي من فترة قصيرة لكنك قدرت تفرض نفسك عليا وعليه. 
قلت : ياريت تساعديني عشان اقدر اسعدك. 
قالت : صدقني انا فعلا محتاجالك.. معندكش فكرة انا قد ايه بحبك. 
ثم وضعت وجهها بالارض، امسكت بيدها. 
قلت : انا نفسي اضمك لصدري. 
فسحبت يدها من يدي برفق وقالت :
يلا بينا الساعة تسعة. 
دخلت المنزل فوجدت منار شقيقتي تشاهد التلفاز وابي وزوجته في حجرتهما، جلست بجوارها على الاريكة بعدما القيت عليها التحية ثم سألتها على احوال الدراسة.. فاجابت ان الامور تسير على ما يرام، فسألتها ان كانت تحتاج شيء.. فاجابت انها سعيدة بسعادتي وسألتني عن سبب عدم استدعاء انتصار لزيارة منزلنا، فاجبت اني سأفعل ذلك قريبا، ثم تحركت نحو غرفتي وابدلت ملابسي ثم دخلت منار قائلة :
احضرلك العشا؟ 
قلت : لا مليش نفس. 
قالت : يا سيدي على الحب. 
قلت : تعرفي يا منار انا فرحان اوي، ونفسي الدنيا كلها تبقى فرحانة قد فرحي. 
قالت : ربنا يفرحك كمان وكمان. 
وفي خلال تلك الفترة قدرت انا وانتصار ان نتفاهم في امور كثيرة، والحقيقة اصبح حبها يجري في عروقي واصبحت بالنسبة لي تمثل اشياء كثيرة، وكلما زاد حبها لي اصبحت اسعى اكثر لكي اقرب المسافة بيننا.. والغريب في الامر ان حالتي النفسية متعلقة باحوالي مع انتصار، فكلما كانت حالتنا سعيدة كانت معنوياتي في السماء، وكلما كانت احوالنا في عدم استقرار كانت معنوياتي في الحضيض. 
في احدى الايام كنت انا وانتصار في احدى الكازينوهات المطلة على النيل، وكانت انتصار شاردة الفكر وعيناها مركزة على النيل. 
فبادرتها : سرحانة في ايه؟ 
قالت : في النيل وجماله. 
قلت : تعرفي ان النيل بالنسبة لي اوفى صديق. 
قالت في استغراب : النيل!؟ 
قلت وانا ناظر للنيل : دايما لما يكون في موضوع شاغلني اجي على النيل، والنيل دايما يهديني لحل. 
قالت : يعني لو سألت النيل على اللي جواك.. هيدلني؟ 
قلت : وليه النيل؟ اسأليني انا. 
قالت : رغم انك صريح ومش بتاع لف ودوران، الا اني بحس بالغموض جواك. 
قلت : ليه بتقولي كدا؟ 
قالت : مش عارفه.. ليك تصرفات غريبة كدا. 
قلت مبتسما : ياريت توضحي. 
قالت : مش عارفه افهمك ازاي، بس كل تصرفاتك بتحمل طابع الغموض.. يعني فاكر لما خدت الشقة، ولا جبت سيرة غير بعدها بمدة. 
قلت : مبحبش اتكلم في حاجة غير لما تتم. 
قالت : هو انت هتتكلم مع حد غريب؟ 
قلت : دا يمكن طبع جوايا. 
قالت : مهو طبع غريب. 
قلت : مهما كان الانسان صريح لازم يحتفظ ببعض اسراره جواه. 
قالت : انت ليه بتتعامل معايا بتحفظ كدا؟ 
قلت : عشان موعدكيش بحاجة ويمكن الظروف تعاند فاطلع قدامك بتاع كلام وبس. 
قالت : مش بقولك.. مش قادرة افهمك. 
ذهبت الى ناصر لكي اهنئه بحصوله على البكالوريوس. 
قلت : يلا يا بطل ابتدي الطريق الصعب. 
قال : انا في مشكلة ولازم حل سريع لها. 
قلت : خير يا ناصر في ايه؟ 
قال : امل جالها عريس، ومش عارف اعمل ايه؟ 
قلت : انت معاك كام تقريبا. 
قال : مانت عارف اللي فيها، اللي معايا يدوبك شبكة بسيطة اوي. 
قلت : طب هي ايه رأيها؟ 
قال : هي عايزاني اتقدم ولو حتى بدبلتين. 
قلت : يعني شارياك. 
قال : مش عايز ابتدي غلط، عشان ما افضلش تعبان طول عمري. 
قلت : انت عارف ان الشقة خدت كل اللي معايا. 
قال : فلوس غيري مش هي الحل. 


تعليقات