رواية اوقات لا تدوم الفصل الثاني عشر 12 بقلم الكاتب مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل الثاني عشر 12
بقلم الكاتب مجهول 

في احدى الايام اتصلت في المساء بالشركة لكي اخبر انتصار بقدومي اليها ولكن سوسن اخبرتني انها اعتذرت لمرضها وقلقت جدا، وذهبت الى المنزل لكي اطمئن عليها ولكنهم اخبروني انها في العمل، وتمالكت نفسي وجعلت الامر كأنه زيارة خاصة بهم هم، وانصرفت وانا في غاية القلق والحيرة.. اين توجد انتصار الان؟ 
واخذتني قدماي الى نهر النيل وانا في حالة لم يسبق لها مثيل من الحيرة ، وعدت الى المنزل مرة اخرى بعد ميعاد عودتها وبالفعل وجدتها، جلسنا سويا. 
بادرتها : كنتي فين؟ 
قالت : انت جيت هنا من شوية؟ 
قلت : اتصلت بالشركة قالوا انك تعبانة، جيت اطمن على سيادتك.. كنتي فين؟ 
قالت : كان في واحدة زميلتي من ايام الدراسة قابلتني وانا رايحة الشغل وصممت اروح اقعد معاها شوية، واعتذرت من عندها للشغل. 
قلت : وقولتيلهم هنا انك كنتي عند صاحبتك؟ 
قالت : معتقدش دا امر يهمهم. 
فتملكني الصمت ولم اجد ما اقوله تعليقا على ذلك الموقف. 
فقالت : سكوتك دا معناه ايه؟ 
قلت : انا ممكن اسامح في كل حاجة، الا الخيانة والغدر. 
قالت : عصام انت بتقول ايه؟ 
قلت : بصراحة مش مقتنع بكلامك. 
قالت : لو مش مصدق خد العنوان وروح اسألها. 
قلت : انا محبش ادور وراكي. 
قالت : وانا مقبلش اهانتك ليا بالطريقة دي. 
قلت : كل ما اقول خلاص الدنيا ضحكتلنا.. القاكي عملتي حاجة تضيع كل شيء جميل بينا. 
قالت : بقى هي دي ثقتك فيا؟ 
قلت : لو انتي مكاني هتعملي ايه؟ 
قالت : صدقني هي دي الحقيقة، ومحبش انك تفكر بيا بالطريقة دي. 
قلت : خلاص يا انتصار. 
قالت : خلاص ايه؟ بلاش الاسلوب دا ارجوك. 
قلت : طب اعملك ايه قوليلي. 
قالت : تيجي معايا بكرا لصاحبتي عشان تعرف الحقيقة. 
قلت : خلاص انا مصدقك. 
وتمضي بنا الحياة لا جديد فيها ولكن زاد تحفظي اتجاه انتصار ، فأحيانا كان تمر ايام كثيرة تتعدى العشر ايام ولا اراها خلالها، وزاد اهتمامي بالعمل و وسعت نشاطي فكثيرا ما اهرب من انتصار بالعمل. 
الى ان عدت في يوم من العمل.. فوجدت انتصار موجودة عندنا في البيت جالسة مع اشقائي في غرفتي والحقيقة فوجئت بوجودها، المهم رحبت بها وسألتها عن سبب زيارتها لنا.. وهي غير متعودة على ذلك، فتركنا احمد ومنار بمفردنا وخرجوا. 
قالت : ايه الحكاية يا عماد انت بتهرب مني ليه؟ 
قلت : ابدا والله بس الشغل كابس على الواحد. 
قالت : انا بعتلك مع احمد اني عايزاك.
قلت : منا قلت الشغل. 
قالت : الحكاية مش حكاية شغل، مانتي على طول شغال وبردو بتوفق مواعيدك. 
قلت : اسمعي يا انتصار.. طول محنا قريبين من بعض مشاكلنا كتيرة، فاظن ان تركيزي في شغلي افيد. 
قالت : للدرجة دي مش طايقني؟ 
قلت : انا بحاول احافظ على شوية الحب اللي جوايا. 
قالت : يعني موحشتكش؟ 
قلت : بصراحة العملية مش فارقة. 
قالت : عماد انا محتاجة ليك اوي اليومين دول. 
قلت : ايه اللي جد عليكي؟ 
قالت : في ضغوط عليا ممكن تأثر على مستقبلنا. 
قلت : من غير ماعرف ايه هي الضغوط دي، لازم يكون ارتباطنا هو اقوى سلاح معاكي. 
قالت : كلامك دا بيحطمني يا عماد. 
قلت : عشان تعرفي انا كنت قد ايه بتعذب وانت كنتي بتتعاملي معايا بنفس الاسلوب. 
قالت : ارجوك مش وقت الكلام دا واهتم بكلامي انا خايفة اضعف. 
قلت : طول مانتي مؤمنة بيا عمرك ما هتضعفي. 
قالت : يبقى لازم تكون جنبي ارجوك. 
في تلك الليلة لم انم الا في ساعة متأخرة للغاية، فالفكر كاد ان يفتك بعقلي.. ما هي الضغوط؟ هل محمد ابن خالتها؟ .. ام انه شخص اخر؟ ، وسررت بداخلي من تمسكها بي ولجوءها لي كي انقذها من ذلك الشخص، و وصلت الى انه يجب ان اعدل من اسلوبي معاها. 
كنت عند ليلى في المحل لاتمام بعض الاعمال بيننا. 
فسألتني : اخبارك ايه يا ترى؟ 
قلت : تمام الحمدلله.
قالت : وانتصار عاملة ايه ؟ 
قلت : كويسة الحمدلله. 
قالت : ربنا يسعدكوا. 
قلت : وانتي ايه اخبارك؟ 
قالت : قريب اوي هتخطب. 
قلت : مبروك.. مين يا ترى. 
قالت : واحد جارنا.. على فكرة انا نفسي اشوف انتصار. 
قلت : ايه المناسبة؟ 
قالت : اهو نتعرف واظن الجو مهيئ لكدة، اشوفكم قريب عشان اعزمكم على فرح. 
قلت : ان شاء الله قريب اوي. 
ذهبت الى انتصار في المساء لكي اوصلها بعد انتهاء العمل ؟ 
بادرتني : انا مبسوطة انك جيت. 
قلت : انا مقدرش اتأخر عنك، بس ايه الحكاية؟ 
قالت : بلاش نتكلم في التفاصيل، وثق تماما اني على عهدي ليك. 
قلت : ودا اكتر شيء ساعدني ويكفي فعلا اننا مع بعض.
قالت : معندكش فكرة انا تعبت قد ايه الفترة اللي فاتت. 
قلت : طبعا دخلت في مقارنة. 
قالت : والحمدلله جيت في صفك، بس اوعدني انك متبعدش عني كتير كدا. 
قلت : اوعدك وحياة انتصار عندي، مش هطول عنك البعد. 
قالت : مبسوطة.. مبسوطة اوي. 
قلت : وانتي وحشتيني.. وحشتيني. 
بعد ان قمت بتوصيل انتصار عدت الى ناصر في منزله. 
فبادرني : ايه ياعم محدش بيشوفك يعني. 
قلت : كنت مشغول اوي الفترة اللي فاتت دي. 
قال : خير يا ترى؟ 
قلت : الشغل هو غيره. 
قال : الشغل ولا انتصار؟ 
قلت : لا ابدا. 
وقصيت له ما دار الامس واليوم. 
قال : دي نقطة كويسة في صفها. 
قلت : بس كان نفسي اعرف مين الشخص دا. 
قال : لا كويس كدا، متحاولش تدي للموضوع اهتمام قدامها. 
قلت : مهو دا اللي عملته. 
قال : على فكرة اتصالحت مع امل من كام يوم كدا. 
قلت : و اخرتها يا ناصر. 
قال : مش عارف.. خصوصا ان خطيبها على وصول. 
قلت : يعني هتتجوز خلاص؟ 
قال : ودا اللي تعبني، مش عارف هعمل ايه؟ 
قلت : لازم ترضى بالامر الواقع. 
تمضي الحياة لا جديد فيها الى ان تتعثر قدماي في التجارة، لقد تعرضت لخسارة فادحة لتضارب الاسعار في السوق وكان يجب عليّ ان اجد راس مال جديد امول به تجارتي من جديد، صحيح اني لي اموال عند بعض العملاء.. ولكن استحقاقها ليس الان، وهداني تفكيري هذه المرة الى بيع غرفة النوم لكي امول نفسي على ان اشتري غرفة جاهزة فيما بعد، رغم ادراكي مدى معارضة انتصار واهلها لذلك القرار، لكني أخذت القرار وبعت الغرفة بالفعل وكان يجب عليّ ان اخبر انتصار ولكن اوجبت التريث الى ان تحين الفرصة المناسبة. 
في احدى لقاءاتي مع انتصار وكنا في احد الكازينوهات النيلية. 
بادرتني : اظن خلصت القسط.. نفوق بقى للشقة. 
قلت : ان شاءالله ربنا يسهل. 
قالت : في البيت ابتدوا يجهزوا نفسهم عشان يشتروا الحاجات اللي علينا. 
قلت : في موضوع عايز اقولك عليه، بس عايزك تقدري موقفي. 
قالت : خير يا عماد في ايه؟ 
قلت : انا بمر بأزمة حادة جدا في الشغل... واضطريت ابيع اوضة النوم. 
قالت : انت بتقول ايه؟ وازاي تاخد قرار زي دا من غير ما تقولي؟ 
قلت : مكانش قدامي حل تاني. 
قالت : انت بتغامر بمستقبلنا. 
قلت : ربنا يسهل واشتري اوضة جاهزة. 
قالت : انت كدا لا تؤتمن على اي حاجة. 
قلت : لازم تفهمي ان دي فلوسي وانا حر فيها. 
قالت : الموضوع دا مش هيعدي بالساهل. 
قلت : انتي هتحاسبيني ولا ايه؟ 
قالت : ارجوك روحني.. وابقى اتفاهم مع اهلي. 
قلت : لا وعلى ايه. 
فقمت بخلع الدبلة من اصابعي وتركتها امامها وتركتها ومضيت الى حال سبيلي. 
  

تعليقات