رواية اوقات لا تدوم الفصل الخامس5بقلم مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل الخامس 5
الكاتب بقلم مجهول 

في احدى اجازات احمد اخي وقبل نزولي الى العمل جائني في البلكونة حيث كنت واقف كعادتي قبل النزول الى العمل، وطلب مني ان امهد له في العمل حيث انه باق على انتهاء فترة تجنيده شهر واحد، فأخبرته اني سأحاول مع صاحب العمل ثم اخبرني انه سيزور انتصار واسرتها في المساء. 
بعد ان انهيت عملي الخارجي عدت الى الشركة وجلست مع انتصار واخبرتها بأن احمد اخي سيزورهم في المساء. 
قلت : وبكرة ان شاءالله ننزل نشوف اوضة النوم.
قالت : بجد! 
قلت : عشان متقوليش اني غامض بس. 
قالت : انت لسة فاكر. 
قلت : قوليلي ايه اللي عجبك فيا وايه اللي مش عاجبك. 
قالت : طب قولي انت الاول عيوبي ومميزاتي. 
قلت : طول عمرك تحبي تشتري الاول. 
قالت : طب قول بقى. 
قلت : شوفي يا ستي من ناحية الملامح اكتر حاجة عجبتني عيونك، وهما بردو سبب قلقي منك. 
قالت مبتسمة : ازاي يا فيلسوف. 
قلت : مش عارف.. حاسس فيهم بالقسوة. 
قالت : بيع بتقول كدا؟ 
قلت : منا قولتلك احساس مش اكتر. 
قالت في حدة : لا اكيد في حاجة ورا كلامك دا. 
قلت : احنا فينا من زعل؟ 
عادت الى طبيعتها ثم قالت : مش زعل.. بس محبش انك تتهمني بحاجة مش فيا. 
قلت : وانا قولتلك انه احساس مش اكتر. 
قالت : هتفضل طول عمرك غامض. 
قلت : اعتبر دا اول عيب فيا؟ 
ثم دخل احد الزملاء علينا واعطى لانتصار بعض الاوراق لتدوينها في السجلات، ثم اخبرني بأن المدير يريدني في مكتبه.. ثم تحركت الى المكتب ودخلت حييته وجلست امامه. 
قال : استوردنا منتج جديد وعايزين نفتحله مجال في السوق. 
قلت : تحت امرك يا فندم. 
قال : انا اختارتلك بورسعيد.. تروح تقعد هناك كام يوم وتعرض المنتج على اكبر عدد ممكن. 
قلت : طب وهسافر امتى؟ 
قال : بعد بكرا. 
قلت : طب انا ليا عند حضرتك طلب. 
قال : خير؟ 
قلت : اخويا فاضله شهر ويخلص جيش وكنت عايزه بعد اذن حضرتك يتعين هنا. 
قال : لو في نفس نشاطك اعتبره اتعين. 
قلت : اطمن يا فندم. 
تقابلت مع ناصر في المساء وذهبنا الى النيل وجلسنا على احدى المجالس المنتشرة على الكورنيش وجلسنا نتجاذب الحديث سويا. 
قال : يعني رحلة شغل مش استجمام. 
قلت : اه، المهم قولي عملت ايه مع امل. 
قال : عرفتها اني غير مهيء اني اتقدم دلوقت، وطلبت منها توافق على العريس اللي اتقدملها. 
قلت : ليه ضحيت بسهولة كدا؟ 
قال : دا امر واقع لان لو رفضته.. هتفضل لحد امتى ترفض؟ 
قلت : وحبك ليها؟ 
قال : هو دا اللي تاعبني.
بعد الانتهاء من الاجتماع مع مدير التسويق توجهت الى مكتبي فوجدت انتصار جالسة بمفردها. 
قالت : السفر بكرة اكيد؟ 
قلت : ان شاءالله. 
قالت : مجتش امبارح ليه؟ 
قلت : كنت سهران مع ناصر. 
قالت : هو ناصر اهم مني ولا ايه؟ 
قلت : متقارنيش نفسك مع اي حد في حياتي. 
قالت : اصل احمد فضل مستنيك كتير. 
قلت : تصوري انا حتى رجعت نمت قبل ما هو ييجي. 
قالت : على فكرة دمه خفيف اوي. 
قلت : طبعا مش اخويا. 
قالت : صحيح انت دمك. خفيف، لكن بعد ما خطبتني.. 
ثم هزت رأسها صامتة. 
قلت : ايه دمي بقى تقيل؟ 
قالت : انا مقولتش حاجة. 
قلت : مكملناش كلامنا.. المرة اللي فاتت. 
قالت : صحيح كمل. 
قلت : منا قولت.. قولي انتي بقى رأيك. 
قالت : انت اتكلمت عن الملامح لسة الشخصية . 
قلت ضاحكا : اللي بيحب حد صعب يلاقي فيه عيوب ، ولكن اكتر حاجة بارزة اوي.. هو صمتك. 
قالت : انا نفسي اعرف انت قولت ايه ولاقيت مني صمت. 
قلت : كل اللي بقوله دا مش عاجبك؟ 
قالت : انت بخيل اوي في عواطفك وعايزني انا اللي اتغزل فيك. 
قلت : يمكن اكون مش معبر اوي، لكن كل تصرفاتي بتدل على حبي عليكي. 
قالت : يوم ما قولتلك النظرة تكفي، قولت احيانا الكلمة بتكون هي كل شيء للانسان. 
قلت : واضح اننا عايزين وقفة. 
قالت : اظن فرصة السفر كويسة تقييم الموقف صح. 
قلت : المهم مقولتيش رأيك فيا. 
قالت : الحقيقة في شوية حاجات عاجباني فيك اوي، ابرزها طيبة قلبك وحبك ليا.. وكمان نقطة ذكائك وطموحك بارزة عندك، خصوصا انك عارف امكانياتك كويس. 
قلت : كويس.. العيوب بقى. 
قالت : صراحتك احيانا بتكون جارحة. 
قلت : الصراحة عيب؟ 
قالت : مش في حد ذاتها، ولكن طريقة كلامك هي اللي جارحة. 
قلت : وايه تاني؟ 
قالت : زي ما قولتلك ان انت عارف امكانياتك كويس خصوصا في نقطة ذكائك، فبتتعامل مع كل اللي حواليك على انهم اقل منك وانا عارفة ان دا مش غرور، ولكن اكيد كل اللي حواليك مدركين دا كويس. 
قلت : على فكرة انا مبسوط جدا، اننا اول بأول بنصارح بعض بكل اللي جوانا. 
قالت : صدقني انا بحبك ونفسي تكون احسن انسان في الدنيا، بس يا ريت زي ما بتطلب تاخد تدي بردو. 
نظرنا الى بعضنا في تعجب بعد تلك الجلسة ثم ابتسمنا ثم تحولت الابتسامة الى ضحكة ثم تحولت الضحكة الى نظرة حب، وكم تمنيت ان تكون انتصار بين احضاني في تلك اللحظة. 
تحركت في الصباح الباكر الى موقف الاتوبيس لكي اتوجه الى مدينة بورسعيد، واستقليت الاتوبيس وجلست اتابع الصحراء على جانب.. وتراقصت صورة انتصار امامي بابتسامتها العذبة، وحاولت ان استرجع ما حدث بيننا الامس وسرحت احاول تقييم وضع علاقتنا على ضوء ما حدث بيننا خلال فترة ارتباطنا، ولكن احساس ما تملكني بعلاقتها السابقة مع ابن خالتها.. وكان احساس ثائر عليها فالعواطف جانب اساسي بحياتنا، واكيد كان لتلك العواطف وجود في علاقتها معه.. حاولت ان اهرب من ذلك الى التفكير في العمل وترتيبي له خلال تلك الرحلة، ولكن سريعا ما اعود وافكر في ذلك الامر واحاول ان اجد له الاعذار والمبررات ولكن صعب ان اهرب من ذلك الاحساس. 

              
تعليقات