رواية اوقات لا تدوم الفصل السادس 6 الكاتب بقلم مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل السادس 6
الكاتب بقلم مجهول 

وبعد ان قمت بجولة في الاسواق وقدرت من خلالها على التعاقد على المنتج الجديد، ذهبت في الليل الى البحر.. كان منظر الموج الابيض وسط المياه في الليل اشبه بالسيمفونية، فكل شيء يسير بانتظام في حركة اشبه بالحركة الالية.. الموج متلاحق والنجوم منيرة والقمر كان في بدره، كل شيء يوحي بالهدوء وروحت افكر في انتصار و وصلت الى ان علاقتها السابقة ماضي ليس من حقي ان اتدخل فيها او حتى افكر فيها، والحقيقة التي وصلت اليها ان حبي لها يسكن عروقي.. و واقع اعيش فيه وبه ، ولكن ما ذلك الحاجز الذي يبعدنا عن بعضنا لا اعرف له اساس كما ان علاقه انتصار معي متذبذبه للغايه فاحيانا اشعر انني كل شيء في حياتها ، واحيانا العكس تماما وجاهدا احاول الوصول الى حل لذلك اللغز فلا اجد حل..سوى ان حبي لها دائما طاغي على تفكيري فاين المفر منها او اليها. 
وبعد ان انهيت عملي على اكمل وجه قمت بشراء بعض الملابس لي ولانتصار والى اخواتي ولم انسى ابي وزوجته، وفي ذلك الاسبوع وكان اول غياب بيني وبين انتصار ..والحقيقه وحشتني للغايه ولم اكن اتخيل انني احبها كل ذلك، الحب وكنت في شوق ولهفه لرؤيتها. 
وعدت الى القاهره ذهبت الى البيت واخرجت كلا منهم هديته ، ثم ذهبت الى انتصار في بيتها ومعي هديتها وقابلني اهلها بالترحاب ثم جلسنا انا وهي بمفردنا في البلكونه واعطيتها الهديه ، وكانت عباره عن بعض الملابس وعجبت جدا. 
فبادرتها : وحشتيني اوي. 
قالت : عمرك اطول من عمري .
قلت : ما عندكيش فكره الرحله دي قد ايه كانت مفيده من كل النواحي. 
قالت : مفيده ازاي؟ 
قلت : يعني عملت عملت شغل كويس فيها والاهم عرفتني مدى حبي ليكي قد ايه كبير. 
قالت : ربنا ما يحرمني منك يا رب .
قلت : نفسي احس بالشعور اللي جواك دلوقتي. 
قالت : يا عماد حبنا حقيقه بلاش الاوهام اللي في دماغك دي. 
قلت:  بلاش كلام دلوقتي خلينا نعيش اللحظه الحلوه دي. 
فنظرت لي بكل حنان وعطف وتركت لي يداها بين يدي. 
تقابلت مع ناصر صديقي بعد ان عدت من الشركه وجلسنا في الشرفه. 
قال : ليك وحشه والله. 
قلت : قل لي ايه اخبارك. 
قال : ما فيش جديد كل اللي جد موضوع تعيين. 
 قلت : ايه اللي حصل ؟ 
قال : يعني ماشي في الاجراءات عشان التعيين. 
قلت : يعني هتبقى من اصحاب الياقات البيضا..صحيح قول لي عملت ايه مع امل؟ 
قال : خلاص من اخر مره كنت معاها ما شفتهاش تاني. 
قلت : اكيد موقف صعب. 
قال : داويني باللتي هي الداء. 
قلت:  ثاني يا ناصر. 
قال : اول مره احب فيها...اتعب..لا يا سيدي. 
عدت الى المنزل فوجدت كوثر بنت عمي، انها حبي الاول.. فصافحتها وجلست معها، للعلم علاقتي بكوثر قوية فنحن اصدقاء واخوات. 
بادرتها : ايه اخبارك؟ 
قالت : كله تمام.. فرحي الاسبوع الجاي. 
قلت : مبروك.. اسامة عامل ايه معاكي؟ 
قالت : كويس الحمدلله، رغم انه له حركات جنان. 
قلت : الانسان عمره ما بيستمر على حال واحد. 
قالت : وانت عامل ايه مع انتصار. 
قلت : حاليا كويس 
قالت : بيقولوا انك بتحبها اوي . 
قلت : مانتي عارفة طول عمري مخلص. 
قالت ضاحكة : لا بجد، عامل ايه معاها؟ 
قلت : اهو شوية كدا وشوية كدا. 
قالت : وهتتجوزوا امتى؟ 
قلت : لما اشطب الشقة. 
قالت : على العموم لازم تجيب انتصار الفرح. 
قلت : ان شاءالله ومرة تانية مبروك. 
تقابلت مع انتصار في المساء بعد انتهاء العمل. 
قلت : على فكرة فرح كوثر بنت عمي الخميس الجاي. 
قالت : مبروك.. عقبالك. 
قلت ضاحكا : مش لما اخلص الجوازة الاولانية ابقى ادور على التانية. 
قالت : مش باين. 
قلت : مالك يا انتصار؟ 
قالت : مفيش.. سبني في حالي.
قلت : مالك؟ ما تتكلمي كويس. 
فالتزمت الصمت حتى وصلنا الى منزلها. 
قلت : تصبحي على خير. 
قالت : انت مش طالع معايا؟ 
قلت : بصراحة شكلك عايزة تتخانقي بس انا مليش مزاج. 
قالت : معلش اطلع عشان عايزاك في موضوع. 
فصعدت معها ودخلنا الشقة وطلبَت من امها ان تعد لنا عشاء ، و وضع العشاء على منضدة بعيدة عن جمعهم امام التلفاز فتحركنا انا وهي. 
قلت : خير؟ 
قالت : مش هتاكل ولا ايه؟ 
قلت : مليش نفس.. وكمان شكلك ميشجعش. 
قالت : للدرجادي شكلي بيسد نفسك؟ 
قلت في حدة : اخلصي بقى عايزة ايه؟ 
وابتدت عيناها تلمع بالدموع . 
قالت : كل دا عشان بنت عمك هتتجوز. 
فاجأتني الكلمة فقولت : انتي مجنونة ولا ايه؟ 
قالت : اومال مالك مش طايق لي كلمة ليه؟ 
قلت : المفروض اني طالع عشان في موضوع هتتكلمي فيه ايه هو؟ 
قالت : اتكلم ازاي وانت عامل كدا؟ 
قلت : في ايه يا بنتي؟ عمالة تلفي وتدوري في ايه؟ 
قالت : انت قبل ما تسافر كنت واعدني بإيه؟ 
قلت : الحقيقة مش فاكر.. فكريني انتي. 
قالت : لما تفتكر نبقى نتكلم. 
قلت : احنا هنحل فوازير ماتتكلمي على طول. 
قالت : احنا مش كنا متفقين ننزل نشوف اوضة نوم. 
قلت : كل المولد دا عشان الموضوع دا؟ 
قالت : انت شايف ان مستقبلنا شيء هين؟ 
قلت : يابنتي احنا اتفقنا وجه السفر هو اللي عطلني. 
قالت : واديك جيت.. هننزل امتى؟ 
قلت : بكرة ان شاءالله، بس قوليلي ايه حكاية بنت عمي دي؟ 
قالت : مش هي دي حبك القديم؟ 
قالت : طب يلا كُل معايا.
 عدت الى المنزل ودخلت حجرتي وابدلت ملابسي ووقفت في شرفه المنزل افكر في كيفيه تفكير انتصار في علاقتي السابقه مع كوثر، وكيف ان كل كلمه يقولها الانسان محسوبه عليه وهذا اول درس استفدته، ان حياتي السابقه يجب ان تظل ملك لي وحدي ولا يجب ان اخوض بالحديث فيها مهما كانت الاسباب، ونقطه ثانيه غايه في الاهميه ان مجرد خلف اتفاق بيننا كادت ان تعمل منه مشكله، رغم انها تعلم جيدا مدى الظروف التي منعتني من ذلك. 


              لقراءة الفصل السابع من هنا 
تعليقات