رواية انتقام حاد الفصل الثالث والعشرون 23بقلم هدير دودو

            

 رواية انتقام حاد

الفصل الثالث والعشرون 

بقلم هدير دودو


صعدت ندى مباشرة اول ما رأتها ريم احتضنتها بحب شديد ثم جلسوا سويا يتحدثون بحب و قطع حديثهم صوت طرق الباب قامت ريم لكي تفتح وجدت ياسر يقف امامها يوجه نظره على ندى و الشرر يتطاير من عينيه لم تفهم ريم ما به و لكنها قالت له متسائلة بشدة و جمود : في حاجة يا ياسر ايه اللي جابك هنا جاسم لسة قايلي انه في الشركة 


لم يرد ياسر عليها فهو كان في وادى اخر كان يحدق بندى التي هربت سريعا من نظراته التي كانت مليئة بالغضب و الشك و العتاب و وضعت نظرها ارضا 


ظلت ريم تنظر لهما و هي لا تفهم شئ فهي لا تعرف ان ندى لم تخبره بانها صديقتها فقالت متسائلة بعدم فهم : هو في ايه انتوا الاتنين واقفين مبلمين كدة ليه ما حد يفهمني حاجة 


وجه ياسر بصره عليها و قال لها بغضب : على اساس انك مش عارفة في ايه خلاص يا ريم انا كشفت لعبتكوا كنتوا جايبين الهانم تمثل عليا عشان احبها و خلاص نجحتوا مش عارفة ازاي قدرتوا تعملوا فيا كدة اه ماشي انا غلطت و اعترفت يبقي المفروض تقدروا دة مكنتش اعرف انكوا جاحدين اوي كدة 


فتحت ريم فمها بصدمة و عدم فهم و ظلت تحدق به ببلاهه غير فاهمة حرف مما يقوله اما ندى فبكت بشدة و قالت له بدفاع و بكاء و هي تتجه اليه : ي.. ياسر انت فاهم غلط على فكرة محدش اتفق على حاجة جاسم جابني هناك بس عشان كنت هنطرد من الشقة بتاعتي و.. انت.. انت اللي حبيتني لوحدك و بدأت تتغير ثم اكملت باعتراف و تأكيد اه انا غلطت لما خبيت عليك أن انا صاحبة ريم بس والله مكنش قصدي اي حاجة وحشة جات في بالك انا بس عشان مكنتش عاوزاك تعرف و تفتكر اي حاجة من اللي قولتها انت اللي فهمتني غلط ثم ظلت تبكي بحرقة و شدة اما ياسر فتركهما و نزل غير فاهم ما يدور حوله أو ما يجب ان يفعله 


اتجهت ريم الى ندى الجالسة على الاريكة تبكي بشدة  و ضعف و ضمتها الى حضنها و ظلت تربت على ظهرها و تمسد على شعرها بحنان ثم قالت لها بصوت حنوى محاولة من تهدئتها فهي تبكي بشراسة : اهدي بس يا ندى يا حبيبتي هو اكيد هيهدى و هيفكر غي اللي قولتيه متخافيش اهم حاجة بس تهدى 


بادلتها ندى الحضن و ظلت مستمرة في البكاء ثم قالت بضعف و صوت متحشرج من وسط شهقاتها : م.. مش عارفة يا ريم.. والله ما عارفة بس.. انا مكنش قصدي بجد .. انا عارفة ياسر مش هير.... لم تستطيع ان تكمل حديثها و دخلت في دوامة بكاء مريرة غير قادرة على التوقف ظلت ريم بجانبها و هي تشعر بالشفقة و الحزن الشديدان تجاهها ثم قامت بالاتصال على جاسم لكي تخبره بكل شئ بعد ان انهت معه قالت لها ندى بتساؤل و صوت متحشرج بطء فهي ما زالت تبكي : ا.. انت قولتي لجاسم .. ليه يا ريم ... ممكن يتخانق مع ياسر تاني 


ابتسمت ريم يحنان ثم صغطت على كفها مطمئة اياها و قالت لها بتأكيد و هي تهز رأسها للامام : متخافيش يا حبيبتي جاسم عاقل و هيتصرف بعقل اهدى انت بس و بطلي عياط عشان ميحصلكيش حاجة تعالي 


استسلمت ندى لها فهي بالفعل لم تقدر على ان تجادل معها  


""""""""""""""""" اما ياسر فكان يقود سيارته بعقل شارد صافن غير مركز فيما حوله كل تركيزه في تلك التي خدعته هل كانت متفقة مع احد عليه ام ما قالته له صحيح ليفيق من شروده على صوت هاتفه الذي لم يصمت منذ ان نزل لينظر على الاسم لم يجده سوى جاسم الذي اتصل قبل تلك المرة اكثر من عشر مرات فقام بالرد عليه و قال له بجمود و ضيق شديد : الو يا جاسم نعم في ايه هتكدب تقول ايه بعد ما خطتك اتكشفت خلاص و فعلا نجحت في اللي انت عاوزه يا جاسم قدرت تخلي صاحبة مراتك توقعني 


ضيق جاسم عينيه و تنهد بصوت مسموع ثم قال له بحدة : خطة ايه و بعدين هو انا اللي روحت قولتلك تحبها أنا جبتها معايا الفيلا عشان كانت هتنطرد من شقتها لا كنت اعرف انك هتتنيل تتخانق معاها  و لا هتحبها و لا اي حاجة انا سافرت و جيت لاقيتك بتقولي بحبها و عاوز اتجوزها تعالي يا ياسر على الشركة انا هفضل مستنيك ثم اغلق دون ان ينتظر ليستمع رده 


اما ياسر فظل يفكر في حديثه فبالفعل هو من احب ندى و هي كانت دائما تتجنبه و تحدثه بصرامة و لكنه قال في نفسه متسائلا بدهشة حتى لو على الاقل المفروض ان يخبروه فهو بالامس قام بسؤالها من دون مباشرة و لكنها لم تجاوبه و او تقول له شئ ثم قام بتغيير اتجاهه الى طريق الشركة


""""""""""""""" كان سيف جالس شارد في العمل  غير عابئ بما حوله دخلت عليه شذي ثم اتجهت له و قال متسائلة بهدوء : في ايه يا سيف مالك قاعد كدة ليه 


انتبه سيف لها ثم قال بتعب واضح و ظاهر في شكله و صوته : مفيش يا شذى من امبارح مروحتش في شغل كتير و جاسم الأيام دي مضغوط جامد و عمال يشتغل دة غير حاجات كتير شاغلاه فربنا معاه بقا المهم انت خلصتي الملفات اللي قايلك عليها 


ابتلعت شذي ريقها بتوتر فهي خرجت امس مع صديقاتها و قد نست امر الملفات نهائيا فقامت بالضغط على شفتيها السفلى باسنانها و قالت بتوجس و براءة مخادعة : م.. معلش يا سيف يا حبيبي بس اقولك انا حصل ايه بص يا سيدي امبارح والله والله قولت هاخد الملفات معايا اخلصهم في البيت على مخلي كدة و انا قاعدة مع نفسي في هدوء بس حصل ايه اصحابي جم و كانوا كلهم مخنوقين ينفع اسيبهم انت لو مكاني كنت هتسبهم قالت الاخيرة متسائلة ببراءة كالاطفال 


نظر لها سيف بفهم و قال لها مجيبا على سؤالها : لا طبعا اسيب اصحابي ازاي انا لو مكانك هقعدهم معايا نخلص الشغل و الملفات هتلاقي الخنقة راحت 


زفرت شذي بضيق و قالت له بشجاعة : بص بقا يا سيف امبارح انا خرجت معاهم مفيهاش حاجة صح و لا ايه 


تنفس سيف بضيق و قال لها بحدة و عملية : شذي لما اكون قايل شغل يبقي شغل مش بحب هزار و لعب طول ما احنا بنشتغل الملفات تخلص انهاردة قبل ما تروحي البيت  فاهمة و لا لا 


هزت شذى رأسها و جاءت لتذهب و لكنها التفتت اليه مرة اخرى و قالت بتوجس و توتر : س.. سيف ما هو اصل في حاجة كمان 


نظر سيف لها باهتمام و هز رأسه بمعنى ان تكمل حديثها فاكملت هي و هي تضم شفتيها للامام قائلة له ببطء و نبرة هادئة : اصل .. انا.. نسيت الملفات في البيت و والله والله ما كان قصدي انساهم بس نسيت عادي اروح اجيبهم 


ظل سيف يرمقها بنظرات جدية و ضيق ثم قال لها بصرامة شديدة و تحذير و عملية فهو في الشغل لم يسمح بأي شئ يتدخل : بصي يا شذي عشان بجد جبتي اخري خدي الملفات دي ثم قام بإعطإها ملفات اخرى جديدة تخلص انهاردة يا شذى و بكرة تجيليلي الملفات بتوع امبارح خلصانين و كمان عندك خصم اسبوع بسبب الاهمال و التقصير


رفعت شذي شفتيها السفلى الى اعلى و قالت له بغيظ و سخرية و هي تضع يديها على خصرها بتهكم : لا يا شيخ و ايه كمان ما تعطيني رفد بقا بالمرة قال شعل جديد  و كمان ملفات جديدة لا و بعد دة كله رفد كمان ثم قامت بتحويل ملامح وجهها و اطملت بتمثيل و براءة مزيفة دة انا شذى الطيبة الكيوتة يتعمل فيا كل دة 


ضحك سيف عليها و قال بسخرية و مزاح : طب يلا يا طيبة و كيوتة روحي خلصي شغلك بدل ما اخصم الشهر كله بقا 


اخذت شذي الملفات سريعا و قالت له بتذمر : لا و على ايه الطيب احسن أسبوع اسبوع و خرجت تاركة اياه اما هو فظل يضحك عليها و هلى افعالها الطفولية و هو يقسم بداخله يأنها سوف تجننه بتصرفاتها 


""""""""'''''''''' عند جاسم كان جالس في المكتب شارد ينتظر ياسر حتى جاء ياسر 


اعتدل جاسم في جلسته و قال له بهدوء : اقعد يا ياسر و قول في ايه بالظبط 


نظر له ياسر بضيق و قال بحدة و صوت عالي نسبيا : يعني انت مش عارف يا جاسم انا جاي اطمنك على اللعبة اللي اتفقت عليها مع ندى على اخوك 


تنهد جاسم بصوت مسموع و قال له بصرامة : ياسر صوتك يوطى  و انت بتكلمني و متنساش نفسك انت واقف بتكلم اخوك الكبير قولتلك محدش عمل لا لعبة عليك و لا هباب هو انا اللي قولتلك تحبها و لا هي اللي جات تقولك حبها انت حبيتها من نفسك و هي مقالتلكش انها صاحبة ريم عشان هي فاهمة انك متعرفش حاجة عن ريم و اظن انت عارف ماضيك كويس و كمان كنت ناوي على ايه مع ريم طبيعي انها تخاف على صاحبتها و اهدى و بطل جنان انا عمري ما افكر العب عليك يا ياسر انت اخويا خليك دايما فاهم كدة 


ابتسم ياسر بحنان ثم قام باحتضان جاسم الذي ربت على ظهره بحنان و قال له بهدوء و حب اخوى : قوم عشان تروح تصالحها 


ضيق ياسر عينيه و قال له بتساؤل : انت عرفت منين يا جاسم صحيح 


رد عليه جاسم بجدية و ثقة : من ريم اتصلت قالتلي و البت كمان عمالة تعيط من ساعة ما انت مشيت المهم تعالي الأول عشان عاوزك في حاجة مهمة في الشغل و بعدين ننزل 


هز ياسر رأسه فظل جاسم يقول له عدة اشياء عن الشغل


""""""""""""""""""""" في أمريكا كان على قد ظبط جميع اموره لكي ينزل الى مصر ثم دخل الى جمال و قال له بخبث و هدوء : عمي في كذا صفقة متعطلة عندنا و لازم تمضي عليها عشان كدة مينفعش 


اومأ له جمال ثم تناول قلمه و ظل يراجع في الاوراق لكنه شعر فجاءة بثقل في دماغه فقام بالتوقيع سريعا ثم وقع و هو لا يشعر بما حوله 


ابتسم على بشر و قال بخبث : انت اللي اختارت يا عمي و كنت بتلعب من ورايا تستحمل اللي هيحصلك اصبر بس عليا انت كدة اتنازلت على كل حاجة بس لسة دي البداية ثم تركه و خرج و قام بالاتصال على شخص مجهول و قال له بأمر : الو نفذ اللي اتفقنا عليه 


ثم ركب سيارته متجها الى المطار و قام بركوب الطائرة المتجهه الى مصر




          الفصل الرابع والعشرون من هنا 

تعليقات