الفصل التاسع عشر
بقلم هدير
عند ياسر اتجه الى ندى و قال لها بتوتر : ندى انا عاوز اقولك على حاجة اتاكدت منها
نظرت له ندى دون ان تتحدث فاكمل هو و قال لها بحب : ندى انا اتأكدت من مشاعري ناحيتك و عرفت اني بحبك و اوعدك اني هتغير
هزت ندى راسها فهي لا تنكر بداخلها بان قلبها قد تعلق به و لكن يجب ان تحسم امرها فقالت ببرود محاولة التحكم في تعبيرات وجهها : و بعدين بعد ما قولتلي انك بتحبني و هتوعدني انك هتتغير جاي عاوزني اقولك ايه
تنهد ياسر بصوت مسموع و ابتسم ابتسامة مصطنعة محاولا كبت غيظه تحتها و قال بتهكم : يعني لو موافقة هنتجوز و لو مش موافقة هتقوليلي اسبابك و ربنا يسعدك يا ندى
رفعت ندى شغتها العليا الى الاعلى بعدم تصديق و قالت بسخرية : ايه دة انت اتحولت للشيخ ياسر بقا و يسعدك بس طبعا اجابتي ان انا مش هحدد حاجة دلوقتي يا ياسر و اسبابي اني لما اشوفك فعلا بدأت تغير و تكون الراجل اللي تستحق اني اتجوزك نبقي نشوف موضوع الجواز زي ما بتقول لكن حاليا تثبتلي انك عاوز تتغير بجد و احس اني هختار راجل اسفة يا ياسر لو كان كلامي معجبكش ثم تركته و هي تشعر بأن قلبها يصرخ عليها و يوبخها فهي بالفعل شعرب بالحب معه في تلك المدة القصيرة و لكن اهتمامه و انشغاله بها كان سبب لكى تحبه فهي منذ زمن و هي مفتقدة الاهتمام فاخاها تاركها غير عابئا بحالها و لا امرها اول ما وصلت غرفتها ظلت تبكي ثم قالت لنفسها بتوبيخ و ندم : انا ايه اللي خلاني اجي هنا مستفدتش حاجة غير اني جبب الوجع لنفسي حتى لو هو اتحمل المسؤولية هقول لريم ايه معلش يا ريم حبيت الشخص اللي كان عاوز يدمرلك حياتك يارب انا تعبت بجد
دخلت عليها سعاد و قال لها بهدوء : معلش يا بنتي و انا ماشية سمعتك بالغلط مكنش قصدي اسمعك بس لما سمعتك قولت مينفعش اطنش لازم ادخل و انصحك عشان انا يعتبر جدتك ثم جلست بجانبها على الفراش بهدوء و قالت لها بحنان و لطف : شوفي يا بنتي انا واثقة ان ياسر بيحبك و بيبتدي يتغير على ايدك اول حاجة من ساعة ما انت جيتي هو بطل يسهر و يشرب زي ما كان بيعمل بقا كل تفكيره انت ازاي يوصلك ازاي بخليكي تقعدي معاه حتى لو دقايق ازاي يتكلم معاكي كدة و انت حبيتيه و معترفة بس انت ليه حابة تتعبي نفسك لو ياسر اتغير بجد و اعترف بغلطه و عرف ان امه اللي مشجعاه على الغلط يبقى ترفضيه ليه تعب ليكي و خلاص و لا هو اي مكابرة كادت ندى ان تتكلم و لكن قطعتها سعاد و قالت لها : اهدي و اسمعيني للاخر بس اولا ريم طيبة و طيبة جدا بمعنى الكلمة و مش هتلاقي زيها فعمرها ما هتزعل منك و لا هتقف في مستقبلك و هي بنفسها هتلاحظ تغير ياسر و هتشجعك تكملي معاه كمان
رات ندى بان سعاد معها حق فابتسمت و قال لها باقتناع : هنشوف بقا لما يبقى هو يتغير و يشيل المسؤولية
ابتسمت سعاد في وجهها و ربتت على كتفيها بحنان ثم خرجت تاركة اياها كي ترتاح و تفكر مع نفسها بهدوء و تتخذ قرارها
"""""""""""""" عند ريم و جاسم كانوا نائمين في الفندق لكي يرتاحوا فريم لاول مرة بحياتها تركب طائرة لذلك كانت خائفة و قلقة استيقظ جاسم وجدها مازالت نائمة فظل ينظر اليها متأملا ملامحها الهادئة التي عشقها بشدة فاستيقظت ريم على لمسته لوجنتيها ابتسمت اول ما رأته و قالت له بحب و خجل : صباح النور يا حبيبي
ابتسم جاسم و قال بحب : صباح الفل و النور و العسل كمان انا هطلب الفطار عشان نفطر و انزل افرجك على امريكا كلها كمان ثم اكمل حديثه قائلا بوقاحة و جراءة
: بس طبعا مش كلها انهاردة عشان انا مش غبي لازم اخلي طاقة ل لما نرجع بليل يا ريمي اصل لو ورتهالك كلها هتتعبي و تفصلي مني و اجي انا بليل اقعد اعد النجوم مع نفسي
احمرت وجنتي ريم بشدة و تحولت للاحمر القاني و قالت له بكسوف و خفوت : ب.. بس بقا .. يا جاسم .. قوم اطلب الفطار احسن انت مصمم تكسفني
ضحك جاسم عليها ثم اقترب منها و قال داخل اذنها بهمس و صوت حاني : امم لا ..يا ريمي دة انا جاي هنا عشان اقضي على الكسوف تقوليلي مصمم تكسفني لا طبعا الكلام دة مينفعنيش و ليه عقاب كمان ثم كاد ان يقبلها و لكن استوقفته هي و قالت بخوف و صوت مهزوز و هي تبتلع ريقها بتوتر شديد و كان العرق يتصبب من وجهها: ع.. عقاب ايه .. يا جاسم .. انا كنت بهزر .. عادي فيها حاجة دي
ابتعد جاسم عنها و قال بهدوء خطر : في اي يا ريم مالك اتغيرتي مرة واحدة ليه هو انا هقتلك انا كمان كنت بهزر عادي بس هو شكلك انت اللي لسة في حاجة معاكي ثم قام تاركا اياها و قام بالاتصال و طلب الفطار لهم
اما ريم فجلست على السرير تلعن نفسها ثم قامت اتجهت اليه و قالت باعتذار و اسف : جاسم انا اسفة بجد مكنش قصدي اضايقك والله
قال لها جاسم بتساؤل و جمود محاولا التحكم في انفعاله : انت لسة خايفة مني يا ريم
ابتلعت ريم ريقها ثم قالت بتوتر و عدم انتظام : ل.. لا..أنت فاهم غلط ..انا .. انا بس
قطعها جاسم و قال بضيق و حدة : ريم بطلي كذب عشان مش بتعرفي انا سؤالي واضح انت لسة خايفة مني اه و لا لا
شحب وجه ريم و قالت له بهدوء : ممكن تهدى شوية و تفهم قصدي بدل ما انت متعصب عشان انا مش هقول اه و لا لا افهم قصدي الأول
تنهد جاسم بصوت مسموع محاولا التحلي بالهدوء و قال لها : اتفضلي قولي عشان افهم قصدك
هزت ريم رأسها و قال بتوتر و هي تفرك في يديها : بصراحة كدة يا جاسم الموضوع مش موضوع خوف بس انت حط نفسك مكاني بعد اللي عيشته دة كله معاك انا مش قادرة اصدق انك بتحبني للدرجة دي ايوة عارفة و واثقة انك بتحبني و انا كمان والله بحبك بس خايفة يا جاسم خايفة ان دة كله يطلع وهم او تسلية يا جاسم زي ما كنت بتقولي قبل كدة انت فاهمني يا جاسم
هز جاسم رأسه و هو يشعر بداخله بالندم الشديد فبالفعل هو قسى عليها جامد فقام باحتضانها و قال بأسف و ندم : انا اسف يا ريمي اسف يا حبيبتي انا غبي و كنت بعمل كدة عشان اثبت لنفسي إني مش بحبك بس والله انا بعشقك ثم قام بتقبيلها بعشق و حنان فاق على صوت الباب معلنا وصول الفطار فزفر بضيق ثم قال مبرتما بتذمر : اوف يعني حبكت اطلب الفطار ما انا اللي غلطان انا عارف
ثم اخذ الفطار و اتجه ياكل و يطعم ريم بيديه
"""""""""""""""""" عند سيف كان جالس يتحدث مع شذي في الهاتف
ردت عليه شذي قائلة بسعادة و فرح و قد اشرق وجهها
: بجد يا سيف يعني جاسم قالك هيشوف الموضوع بتاعنا
رد عليها سيف بتاكيد و ثقة : ايوة يا حبيبتي قال كدة و هو موافق تقريبا
ابتسمت شذي ثم قالت له بعتاب : صحيح ازاي يا سيف تقوله كدة و هو زعلان و دماغه مشغولة دة مش بيجي البيت خالص
ابتسم سيف على غباءه و قال بتوجس : ا.. اصل انا قولت انها فرصة عشان جه الشركة و كدة انت عارفة انه فعلا مش بيجي
هزت شذي رأسها و قالت له : خلاص ماشي انا قولت احسن يفهم اننا مش مقدرين ظروفه و كدة
جاء سيف ان يتحدث و لكن عقد حاجبية باستغراب و قال لها بدهشة : طب اقفلي يا شذي دة ياسر بيتصل اما اشوف عاوز ايه
عقدت شذي حاجبيها باستغراب ثم هتفت متسائلة باستنكار : ايه دة غريبة دة اول مرة يعملها تفتكر عاوز ايه منك
تنهد سيف و قال لها : اصبري لو قفلتي انت هشوفه عاوز ايه
اغلقت شذي معه و هي تشعر بأن الفضول يكاد ان يقتلها
تحدث سيف مع ياسر الذي طلب منه ان يشتغل في الشركة كمان قال له جاسم سابقا
رد عليه سيف بتوتر و قال له : طب هشوف جاسم و اتصل بيك ثم اغلق معه و قام بالاتصال على جاسم عدة مرات
رد عليه جاسم بضيق و قائلا له : ايه يا سيف عاوز ايه يعني هو دة وقته
قال له سيف بهدوء : معلش يا جاسم بس ياسر كلمني و بيقول انه عاوز يشتغل زي ما انت كنت قايله قبل كدة
عقد جاسم حاجبية ثم قال بتفكير : طب تمام قوله ماشي ان انا وافقت و خليه تحت المراقبة كويس جدا مش عاوزه يعمل اي حاجة غير لما نكون عارفينها انا لسة معرفش نيته اقفل بقا و بعد كدة متتصلش بيا تاني
اغلق سيف معه ثم قام بالاتصال على ياسر لكي يخبره
"""""""""""""" ابتعدت ريم عن حضن جاسم و قالت له بتساؤل و قلق : في ايه يا جاسم مين دة اللي مش عارف نيته
اجابها جاسم بشرود و تفكير : ياسر جاي دلوقتي عاوز ينزل يشتغل في الشركة
ردت عليه ريم بطيبة و عدم فهم : طب و فيها ايه يا جاسم ما انت على طول بتقوله ينزل يشتغل
نظر لها جاسم و قال بتركيز : ايوة على طول بقوله و مش بيرضي اشمعنى دلوقتي اكيد في حاجة المهم يلا قومي ناخد دوش و ننزل نتفرج على البلد و نتفسح قام حاسم بحملها و اتجها الى الحمام ثم نزلوا
"""""""""""""""""""""" بعد مرور شهر و بالفعل كان اسعد شهر عاشته ريم تاكدت من عشق جاسم لها كما هو الاخر تأكد
ابتسمت ريم و قالت لجاسم بنشاط : يلا يا حبيبي انا جهزت ننزل نشتري الحاجات و نطلع على المطار على طول
اقترب جاسم منها ثم قبلها من شفتيها بحب و قال لها : يلا يا قلي جاسم
نزلوا و اتجهوا الى افخم المولات لكى يشتروا بعض الأشياء الخاصة بهم
في تلك الاثناء كان على في المول يتحدث في الهاتف ليقع عيناه فجاءة على من شغلت قلبه و تفكيره ليجد ريم واقفة تتحدث جاسم