الفصل الثالث عشر
بقلم هدير دودو
فتح جاسم تلك الظرف انصدم بشدة فكان الظرف يحتوي على صور لريم و ياسر في أوضاع غير لائقة كور جاسم قبضة يده و برزت عروقه من شدة الغضب و كان الشرر يتطاير من عينيه فمن يراه يقسم انه سوف يقتل احد ليصرخ فجأءة بعلو صوته الغاضب : رررريم انت فين
كادت ريم ان تأتي له و لكن عندما رأت منظره فصعدت هاربة الى غرفة سعاد
نظرت لها سعاد باستغراب ثم قالت بتساؤل و قلق : في ايه يا بنتي مالك
اجابتها ريم بخوف و ارتباك شديد : ج.. جاسم .. بيه مرة واحدة لقيته اتحول و بيزعق انا خوفت اروحله بصراحة
اشارت لها سعاد بالصمت لكي تسمع تلك الصوت العالي الذي لم يكن الا لجاسم فعقدت حاجبيها باستغراب و دهشة ثم قالت لريم : أصبري طب انا هنزل افهم منه في ايه ... و ايه اللي عصبه كدة مرة واحدة كويس انك جيتي عليا انا
اومأت لها ريم و هي تشعر بالخوف من الداخل فهي بالفعل خائفة بشدة اول مرة ترى جاسم بتلك الطريقة نزلت سعاد الى جاسم وجدته في غرفة ريم يبجث عنها كالمجنون فقالت بتساؤل : في ايه يا جاسم مالك يا ابني ايه اللي عصبك فجأة كدة
لم يرد عليها جاسم و انما قام بمسك الصور امامها و قال بحدة و صوت غاضب : اهي .. اهي ريم اللي كنت بتدافعي عنها و تقوليلي الدكتور شخص حالتها غلط لا فعلا الدكتور صح
نظرت سعاد الى الصور بصدمة شديدة غير مصدقة ما تراه امامها ثم قالت لجاسم بكذب : انا شوفتها تقريبا داخلة المطبخ روح ات.. لم يدعها جاسم تكمل حديثها و خرج مهرولا الى المطبخ بسرعة شديدة
اما هي فندهت على شذي و قامت بأخذها و صعدوا الى الغرفة فوجدو ريم جالسة على السرير تفرك في يديها بتوتر فقالت لها بصرامة : بقا مش عارفة جاسم بيزعق ليه و انا اللي صدقتك و روحت دافعت عنك كدة يا ريم دي اخرتها تخوني جاسم ثم اكملت بدهشة شديدة و هي ترمق ريم بنظرات حادة و مع مين تخونيه مع اخوه
شهقت ريم بشدة و هزت راسها بالنفي عدة مرات ثم قالت ببكاء : ل.. لا والله اللي بتقوليه دة مش صح انا .. انا عمري ما اعمل كدة اصلا اكيد اللي قالك و اللي قال لجاسم كدة بيكدب والله
ظلت شذي ترمقها بجمود اما سعاد فقالت بحدة : بطلي عياط دة مش وقت عياط لأنك مبقتيش تفرقي معايا في حاجة ثم اكملت بخوف انا حاليا كل اللي يفرق معايا حفيدي لأن فعلا جاسم لو شافك قدامه هيقتلك و مستقبله هيضيع جاسم ميستهلش واحدة زيك و ثم اكملت بسخرية قائلة انا اللي كنت فكراكي محترمة لا و كنت ناوية اقربك من جاسم و اخلي علاقتكوا تتطور تعملي كدة ثم اتجهت نحو الدولاب ثم قامت باخراج مفتاحين و قالت لشذي : خدي يا شذى المفتاحين دول دة بتاع البوابة الخلفية اللي مقفولة اصلا خرجيها منها عشان محدش يشوفكوا و امشوا من الجنينة الخلفية و بعد كدة هتاخديها توصليها للشقة اللي كنا قاعدين فيها قبل ما نشتري الفيلا اكيد طبعا فاكرافاها صح لغاية ما نشوف الدنيا هيحصل فيها ايه اومأت لها شذي برأسها و لكن استوقف حديثها ريم التي قالت بضعف و كبرياء : ا.. انا مش هروح شقة حد انا هروح شقتي و كفاية اللي حصلي لحد كدة انا شوفت جميع انواع البهدلة و انت حرة يا سعاد هانم تصدقي او متصدقيش انا قولت الحقيقة على فكرة انا هخرج اروح على شقتي
تنهدت سعاد بصوت مسموع و قالت بضيق : على اساس ان جاسم مش هيروح شقتك دي جاسم لو لاقاكي مش هيكفيه موتك و انا مش مستغنية عن حفيدي خديها يا شذي بسرعة قبل ما حد يشوفكوا و انزلوا من الباب اللي في الدور دة جاسم لسة بيدور تحت عليها
اومأت لها شذي ثم اخذت ريم التي كانت ترتعش بخوف شديد و سرعان ما اخذتها شذي و نزلوا الى طريق الخلفي ثم اتجهت الي سيارتها و ركبوا كانت ريم طوال الطريق تبكي بشدة حتى وصلوا اخذتها شذي و صعدت معها ثم قالت بهدوء : اهي الشقة و كويس انها متنضفة اكيد تيتة بتبعت حد على طول متخليش حد يشوفك انا همشي لو عوزتي حاجة كلميني بس هتلاقي كل حاجة موجودة اصل دي من عادات تيتة انا همشي بقا
مسكت ريم يديها ثم قالت ببكاء : ش.. شذي انت مش مصدقاني ليه والله العظيم انا معملتش حاجة مع ياسر اخوكي انا اصلا مكنتش بطيقه و ظلت تبكي
ربتت شذي على كتفها ثم قالت بعدم معرفة و شفقة : ا.. اهدي بس هيحصلك حاجة بسبب العياط دة انا اصلا مش فاهمة حاجة المهم اسمعي كلام تيتة لغاية ما ربنا يحلها من عنده و لو فعلا معملتيش حاجة اكيد جاسم هيفضل يدور لغاية ميكتشف انك بريئة
هزت ريم رأسها اما شذي فخرجت تاركة إياها ظلت ريم تبكي على ما يحدث لها ثم دخلت تؤدي فرضها و هي تدعي بداخلها ان يخلصها الله من تلك الورطة
عند جاسم واقف و امامه جميع الحراسة و الشرريتطاير من عيونه ثم قال بصوت يملؤه الحدة و الغضب : يعني ايه ملهاش اي اثر في الفيلا كلها ايه فصت ملح و دابت يعني مشوفتوهاش خرجت و لا موجودة .. اصل انا مش معين حراسة.. تخرج من الفيلا و محدش يشوفها ثم اكمل بتوعد ماشي انا هجيبها لو موجودة فين كله يروح لشغلة و مخصوم منكوا شهر
هز الجميع رأسه ثم انصرفوا من امامه سريعا اما ماجدة فكانت جالسة تتابع ما بحدث بتسلية رغم حزنها بأن ريم هربت فكانت تتمنى ان ترى جاسم و هو بيطلقها و يطردها امام الجميع و لكن المهم انها مشيت من حياتهم
كان ياسر داخل مدعي انه لا يعرف شئ و لكن استوقفه جاسم الذي لم يتحدث بل لكمه في وجهه و ظل يضربه عدة ضربات بلا رحمة جاءت ماجدة حاولت ان تخلص ياسر من يديه حتى تركه جاسم قال ياسر بغضب و ضيق : ايه يا جاسم في ايه انا عملتلك حاجة عشان تعمل كل دة
تنفس جاسم بعمق ثم سحبه من ثيابه و دخل به الى المكتب ثم قام بقذف الصور في وجهه و قال متسائلا بصوت عالى حاد : تقدر تفهمني ايه دة يا و** مش عارف انها مراتي و لا ايه
نظر ياسر الى الصور مدعيا الصدمة و قال بارتباك مزيف : ا.. انا مكنتش اعرف انها مراتك ا.. اصل الكلام دة حصل اول يوم عشان كدة تاني يوم كانت بتبصلي والله يا جاسم انا مكنتش اعرف و هي مقالتليش حاجة و لا عارضت دة هي اللي جرتني كمان و كانت مبسوطة ثم تابع باستنكار زائف ب... بس الصور دي مين صورها ثم اتجه الى جاسم و قال بحب كاذب : ا.. انا مكنتش اعرف يا جاسم و هي مقالتش حاجة و لا عارضت في حاجة و انا اكيد مكنتش هبص لمرات اخويا لو عرفت انها مراتك بس كدة كدة هي متفرقش معاك في حاجة يا جاسم صح هي بنت و
قطعه جاسم بحدة شديدة و هو يلكمه مرة اخرى : بس اخرس مش عاوز اسمع صوتك برا اطلع برا عشان انا عندي استعداد اقتلك حالا اطلع برة عشان ممكن اقتلك حالا مش هقول انك اخويا خرج ياسر من امامه بسرعة شديدة
اما جاسم فخرج متجها الى شقة ريم و لكنه لم يجدها فصعد يبحث عنها عند ندى صديقتها التي سرعان ما فتحت قام جاسم بزقها و دخل يبحث عن ريم فقال بتساؤل و صوت قاسي : هي فين .. ريم فين
عقدت ندى جاجبيها باستغراب ثم هتفت باستنكار :
ريم ... انت مجنون يا ابني ما هي ريم موجودة عندك انت مش جيت اخدتها غصبا عنها ايه اللي هيجيبها هنا بق..
قطعها جاسم و قال بحدة و ضيق : ايه راديو سألت سؤال هاتي موبايلك و اتصلي عليها عشان اك.. لم يكمل حديثه و قال بأمر و هو يصرخ بوجهها يلا انت لسة واقفة بتصوريني ما تخلصي
رفعت ندى شفتها السفلى بغيظ و قالت : و انت جاي تزعقلي و تأمرني و انا هسمع كلامك بتاع ايه و بتتكلم بثقة لا هو حد قالك ان انا ريم طب ريم طيبة و بتخاف منك و من عصيبتك انا بقي هسمعه ليه
تنهد جاسم بضيق واضح ثم قال بتحذير و توعد : والله لو ما سكتي لهسكتك بمعرفتي روحي هاتي موبايلك و اتصلي على ريم مش هقول تاني
اتجهت ندى و قامت بالاتصال على ريم و لكن كانت لم ترد فقالت له بضيق و قلق : مش بترد ..هو في حاجة
لم يرد عليها جاسم بينما وجد فجأءة رجل كبير يدخل عليهم و قال موجها حديثه الى ندى : يا بنتي بكرة اخر فرصة انا عاوز الشقة بتاعتك ياريت تمشي من انهاردة
نظرت له ندى بصيق و قالت بغيظ : طب انا اعمل ايه هو خلاص جات مرة واحدة في دماغك انك عاوزني اسيب الشقة و لا عشان انت صاحب العمارة هتفتري علينا انا مالي تاخدها لأبنك والله دي حاجة متخصنيش دورله على شقة فاضية لكن مش هتيجي تطردني من شقتي عشانه
نظر لها الرجل بلا مبالاه و لم يعط اهمية لحديثها ذلك و قال بعجرفة : اظن ان دي عمارتي و انا حر فيها اعمل اللي انا عاوزه و انت حتى معكيش عقد يثبت حاجة و اتفضلي بقا انهاردة مش هديكي اي فرصة يلا اطلعي برة خلال ساعة تكوني جهزتي حاجتك ثم تركها و مشي نظر لها جاسم و قال بتساؤل : هتروحي فين
لم ترد هي عليه فأعاد جاسم سؤاله بنبرة اعلى فقالت ندى بعدم معرفة : معرفش انا هنزل اشوف اي حتة اي مكان اروحه او ممكن تقولي ريم فين اخد مفتاح شقتها مؤقتا زي ما بنعمل مع بعض
هز جاسم راسه و قال لها بنبرة أمرة : روحي حضري شنطتك و تعالي عشان نشوف ريم
لم تفهم ندى عليه شئ و لكنها حضرت ملابسها و اتجهت معه في السيارة كان جاسم متجه الى الفيلا فقالت ندى بتساؤل : هي ريم فين و احنا رايحين فين مش ملاحظ انك اخدتني مرة واحدة كدة من غير ما تفهمني حاجة
تنهد جاسم بضيق و بدأ يقص عليها كل شئ ثم تابع بغضب و توعد قائلا : بس والله ما هسكت ابدا على دة انا مش غبي و كويس ان ربنا كشف الموضوع
كانت ندى تسمع ما يقوله بصدمة شديدة غير مصدقة ما يقوله ثم قالت بدفاع : على فكرة ريم متعملش كدة ابدا انا واثقة فيها ريم مفيش زيها و كانت دايما بتحكيلي على الحركات اللي اخوك بيعملها معاها يعني اخوك هو اللي غلطان و كمان كداب و ..
لم يدعها جاسم تكمل حديثها و قال بصرامة : بس مش عاوو اسمع صوتك انت فاهمة و انت و لا كأنك تعرفي حاجة اصلا
قالت ندى بتساؤل : طب سؤال بقا بعيدا عن الموضوع انت حر اصلا قدام ريم مش في البيت انا هروح ليه اتفضل نزلني و وقف العربية لم يرد عليها جاسم و اكمل طريقه كما هو حتى وصل الى الفيلا و عطاها غرفة كي تجلس فيها اما هي فكانت قلقة بشدة على ريم و على ما يحدث لها فهي واثقة كل الثقة ان ريم لم تفعل شئ
عند شذي كانت جالسة تتحدث في الهاتف مع سيف و قصت له كل شئ حدث فقال سيف بصدمة : يلاهوي كل دة حصل بس كويس انك فعلا مشيتيها الله اعلم جاسم لو كان شافها كان هيعمل فيها ايه بس الخوف كله من انه يلاقيها او يعرف انك انت و تيتة اللي مساعدينها دة ممكن يقتلكوا فيها
هزت شذي رأسها بتأكيد و قالت بخوف : فعلا ما هو دة اللي قلقني و مخوفني انا مش عارفة جاسم ممكن يعمل ايه لو عرف
قال لها سيف بهدوء : اهدي بس و متبينيش ليه حاجة و هو مش هيعرف انشاء الله انا هبقى اتصل بيه و اشوفه
ابتسمت شذي ثم اغلقت معه و ذهبت كي تتعرف على ندى
عند ريم كانت نائمة تحاول ان تهدي نفسها من ذلك اليوم المتعب بشدة و تطمن نفسها بأن جاسم لم يستطيع الوصول لها مقررة ان بعد ان تهدى الأحداث سوف تذهب تاركة تلك الشقة ليقطع نومها صوت خبط على الباب فذهبت لكي تفتح و هي خائفة بشدة و لكن سرعان ما فتحت و ظهر جاسم خلف الباب و هو ينظر لها بغضب شديد فقالت بصوت ضعيف متقطع من شدة الخوف :