رواية أين ابنائى الفصل السابع عشر 17 بقلم سوزان محمد عبدالغني


رواية أين ابنائى
الفصل السابع عشر 17 
بقلم سوزان محمد عبدالغني

جلس مدحت مع شجن وزوجها وهو يلعب دور مازن
ولكنه فوجئ أنهم يسألونه عن تقبله لريماس كزوجة
مدحت
أمي أعيطني فرصة لافكر في الأمر فهذا قرار مصيري 
شجن 
ومتى سترد علينا فهناك شاب آخر تقدم لها ووالدها 
ينتظر ردا من والدك ليحسم أمره
مدحت يبلع ريقه 
حسنا غداً سأرد عليكم 
شجن
نسيت أن أسألك عن قدمك كيف حالها الآن؟
مدحت  باستغراب 
أي قدم ؟
آه تذكرت تقصدين قدمي 
لقد أخذت العلاج وتحسنت لدرجة أنني نسيت أنها كانت تؤلمني 
شجن 
ولكن أين الدواء أليس من المفترض أن تحضره معك 
مدحت
الدواء أخذته وأنا بالخارج فلم أحضر غير جرعة واحدة 
شجن
ولكني سمعت الطبيبة تخبرك أنك يجب أن تأخذه مرتين في اليوم وهناك دهان أيضاً 
مدحت
لم أجد الدواء الذي كتبته الطبيبة لي
 فاتصلت بها وكتبت لي حقنة واحدة بدلا عنه أخذتها وشعرت بتحسن فوري
والآن أريد النوم حتى أستطيع الاستيقاظ مبكرا من أجل الشركة
مجد
أنا لا أصدق اذناي
ماهذا التغير الكبير  أنا سعيد جداً بما أسمعه منك
مدحت
شكرا أبي عن أذنك
ثم يخرج متوجها لغرفة مازن وهو ينفخ الهواء لأنه أفلت من الاستجواب بنجاح 
مجد
ألا تلاحظين أن الولد تغير وبدأ يتحمل المسؤولية
شجن
فعلاً لاحظت ذلك 
وأنا أستغرب تصرفاته بصراحة
 فمنذ ساعتين أخبرني أنه سيتأخر في السهر وربما يبات عند صديقه وهاهو ذا يأتي مبكراً على غير العادة ويذهب للنوم 
مجد
هذا جيد  
فربما شعر بالمسئولية بعد ذهابه للشركة 
شجن
اعتقد أن ماتقوله صحيح فمازن هوائي قليلاً
ويحب كل شيء جديد ولكنه بعد فترة يمل منه ويتركه
ولكن عليه أن يفهم أنه الوريث الوحيد للشركة وأن عليه أن يحافظ عليها وينميها 
مجد
معك حق فهو ابننا الوحيد 
وكل هذه الأموال ستصبح له عما قريب

في غرفة مازن
يدخل مدحت للغرفة
يال الروعه هذا الفتى محظوظ 
غرفته بحجم شقتنا القديمة وبها حمام خاص 
حسنا سيد مازن تمتع أنت بسهرتك مع أصدقائك بينما أتمتع أنا بغرفتك الجميلة والنوم على سريرك المريح
آه نسيت سأتصل بأمي 
حتى لا تقلق علي
ألو أمي أنا في غرفة مازن وسأنام هناك بدلا عنه
فهو في سهرة مع اصدقائه
سعدات
لقد أخبرتني رقية بالأمر 
ولكن هذا خطأ  يابني فكما أعرف أنا  مكانك
 يجب أن يعرف أهل مازن أين ابنهم
وأنه ليس في البيت ماذا لو حدث له شئ لاقدر الله
وخصوصاً أنك تعرف ماأعرفه 
مدحت
لا تقلقي هو في بيت أحد أصدقائه يلعبون الشطرنج ويتسامرون هذا ما قاله لي ولا اعتقد أن يفعل شيئاً غير ذلك فقد هددته بأن أخبر والده لو استمر في التعا*طى 
سعدات
حسنا يابني ولكن بصراحة أنا غير راضية عن هذه اللعبة أبدا
 تصبح على خير
ثم تغلق الهاتف
بينما يغير مدحت ملابسه ويلبس ملابس النوم 
ويقفز على السرير الناعم كأنه يقفز في الماء
ثم يروح في ثبات عميق

قرابة الفجر
يأتي مازن  للفيلا وهو يترنح فقد تناول الممنو..عات 
ويستلقي على السرير بثيابه بجوار مدحت ويغطّ في النوم 
يستيقظ مدحت في الصباح على صوت المنبه
فيجد قدمين أمام وجهه
فيجلس على السرير بسرعة
 فيجد مازن نائما بجواره ولكن بالعكس
فيقول لنفسه 
متى حضر هذا الأبله ؟
ويضع قدمه في وجهي أيضاً 
وقبل أن يكمل حديثه 
 يسمع طرقًا على الباب فيقول لنفسه 
ماذا أفعل؟
ثم يزيح مازن من جانبه ليسقط بجانب السرير
 من الناحية الداخلية على السجادة 
ولكنه ينقلب للناحية الأخرى ويكمل نومه
بينما يُفتح الباب وتدخل الجدة حبيبة قائلة 
لقد سمعت صوت المنبه وأنا أمر بجوار الباب
فقلت أوقظك
 ولكني متفاجئة بصراحة 
فحفيدي مازن مستيقظ باكراً اليوم على غير العادة 
يقف مدحت بسرعة ويقفز من فوق السرير ويقف واضعاً يده أمام الباب حتى لاتدخل حبيبة 
ويقول لها
طبعاً جدتي فلدي عمل في الشركة ويجب أن أكون على قدر المسؤولية 
لذا مضطر لإغلاق الباب حتى أبدل ثيابي  لألحق بأبي قبل أن يغادر لأركب معه فأنت تعرفين أن سيارتي في الصيانة
حبيبة
طبعاً سأترك لتجهز نفسك ولكني مسرورة أنك نمت في سريرك
 لأنك عادة ما تنام في الخارج وهذا يزعجني
مدحت
اطمئني جدتي فالعمل يعلم الشخص النظام
 ولن أنام في الخارج بعد اليوم إلا إذا كنت مضطراً لذلك 
حبيبة
جيد هذا ما أتمناه ياحفيدي الوسيم 
ثم تسمع حبيبة صوت ارتطام شيء
فقد كان مازن يتقلب واصطدم بالسرير
حبيبة
ماهذا الصوت؟
مدحت 
إنه صوت الهاتف فأنا اشغّل نغمات المنبه على صوت مزعج حتى استيقظ
بالإذن منك 
ثم يغلق الباب بالمفتاح
لقد كادت الجدة أن تكشفني
 الحمد لله أن مازن لم يستيقظ 
فلو جلس بجانب السرير كانت ستراه الجدة
ولن أستطيع تبرير الأمر
سأتركه نائما مكانه 
ثم سأغلق عليه الباب من الخارج بالمفتاح وأعطيه لأمي 
وعندما يستيقظ سيتصل بي وأطلب من أمي أن تفتح له 

ثم يخرج ويغلق باب الغرفة 
تراه شجن
ماذا تفعل مازن لماذا تغلق الباب بالمفتاح؟
مدحت
أنا أضع أوراقاً مهمة في غرفتي وأخاف أن ينظف العمال الغرفة فتضيع أو يتسرب ماكتب في الأوراق 
شجن
ولماذا لا تأخذها معك مادمت مهمة
مدحت
لأنني لم تنته منها بعد 
شجن 
تصرف غريب ولكن  براحتك
والآن هيا لنتناول الإفطار فقد جهزت سعدات المائدة
مدحت
هل نزل والدي ليتناول إفطاره
شجن 
نعم هيا بنا

بعدها بلحظات 
يكون الجميع على المائدة 
فيجلس مدحت معهم بينما تقدم سعدات الطعام فينظر لها مدحت ويغمز لها فتعرف أنه ابنها 
مجد
أين ابنك سيدة سعدات فأنا لم أره حتى الآن
سعدات تتأتأ 
هو يعمل طوال اليوم ويعود في وقت متأخر بالليل لذا قد لاتراه أبدا 
مجد
و ماتخصصه ؟
سعدات
هو خريج التربية النوعية قسم حاسب آلي ويعمل أكثر من عمل ليكون نفسه ويستطيع الزواج 
مجد
حسنا لو كان عمله متعباً ويأخذ كل وقته
فيمكنه أن يتركه وسأجد له عملا مناسباً في الشركة
فهناك العديد من الوظائف تعتمد على الحاسوب 
مدحت يتدخل قبل أن تتحدث سعدات 
لا يصح أبي أن نجعله يترك عمله ليعمل عندنا
فمن المؤكد أن الشاب سعيد في عمله وإلا لكان تركه منذ زمن 
بالإضافة حتى لو أنه مجهد من عمله فلا يعني أن يتركه فجأة ويضع اصحاب العمل في مشكلة لو كانوا يعتمدون عليه
سعدات
بالفعل سيد مجد هو يحب عمله جدا ولا يريد تركه
مجد 
كما تحبين سيدة سعدات أنا كنت أريد المساعدة فقط
هيا بنا يامازن مادمت أنهيت طعامك 
حبيبة
هل ستحضران على الغداء
مجد
لا اليوم لدينا غداء عمل أنا ومازن 
شجن 
حسناً بالتوفيق حبيبي
يخرج مدحت ومجد ويتجهان نحو السيارة
مجد
مازن قد أنت السيارة 
 فليس لي مزاج للقيادة اليوم وسائقي أخذ إجازة ليومين
مدحت
ماذا أفعل لقد علمني مازن القيادة أمس لمدة ساعتين فقط  وأشعر أنني قد نسيت كل شيء 

قبلها ذلك بساعة واحدة 
في فيلا علاء
حسناء
أعتقد أن أيمن بدأ يتعافى تماماً حتى أنني نظرت لجرحه ووجدته قد ألتأم
علاء
لقد قال لي أيمن أن الطبيبة ستأتي اليوم لتفك له الغرز 
***
ينما ينتظر سائق أيمن بجوار المشفى ويرى أهداب وهي تخرج من سيارة الاجرة وتتجه نحو المشفى
فيتجه نحوها قائلاً 
لو سمحت دكتورة
أهداب
 أنت سائق الضابط أيمن
السائق
نعم وهو ينتظرك لتفكي له الخيط 
أهداب
حسنا سأوقع في الحضور واستأذن وآتي معك 
السائق
لقد استأذن لك السيد علاء من صديقة د شهاب 
بالفعل عبر الهاتف ولن تحتاجي أن توقعي 
أهداب 
حسنا هيا بنا ثم تركب معه السيارة وينطلق نحو منزل الضا..بط علاء

أمام الفيلا 
السائق
لقد وصلنا دكتورة تفضلي أدخلي الفيلا وستجدين أيمن باشا في انتظارك 
تتجه أهداب نحو الباب وتدق الجرس 
فتفتح الخادمة 
تفضلي الباشا الصغير ينتظرك في غرفة المعيشة
تذهب أهداب للغرفة التي أشارت إليها الخادمة
فيقف أيمن ليستقبلها 
تفضلي يا دكتورة أنا انتظرك لتخلصيني من هذه الغرز فهي تسبب لي الحكة
أهداب
واضح أنك أصبحت بخير 
لو سمحت فك أزرار القميص لانزع الخيط وأطهر الجرح  
ولكن معذرة لن أستطيع وضع مخدر حتى لا يلتهب  الجرح
أيمن
لا يهمك دكتورة أنا لا أشعر بألم لأني أعرف أنك متمكنة في عملك 
أهداب
شكرا لك على المجاملة
أيمن
ليست مجاملة بل حقيقة 
ثم  يجلس ويفتح أزرار قميصه  وتجلس أهداب أمامه وتقص الخيوط خيطا خيطا ثم تسحبها 
وتعقم الجرح 
بينما ينظر إليها أيمن ويتفحص وجهها دون أن تنتبه
ثم ترفع وجهها فجأة فتلقب عيونها بعيون أيمن فتشعر بالخجل وتنظر الجرح 
تدخل حسناء الغرفة
هل انتهيت يا دكتورة ؟
أهداب 
نعم سأضع لاصقا طبياً على الجرح وأكون قد انتهيت
حسناء 
حسنا هكذا انتهيت من وضع اللاصق
حسناء 
اعتقد أن عملك عندنا قد انتهى تفضلي هذا أجرك
أهداب
شكرا مدام أنا أفعل هذا لأن استاذي الدكتور شهاب طلب مني ذلك كخدمة لصديقه 
فهذا ليس عملي وإنما عمل التمريض 
أيمن
شكرا لك دكتورة أنا أعرف أننا اتعبناك معنا
حسناء
لماذا تشكرها اتعبناها في ماذا هذا عملها الذي تتقاضي أجر 
أهداب 
فعلا هذا عملي وقد انتهى بالإذن منكم
ثم تتجه نحو باب الغرفة
أيمن لنفسه
أمي تعامل اهداب بطريقة مهينة بعد أن ساعدتني وتحاول إزلالها ولكني سأرد عليها بطريقتها
انتظري آنسة اهداب هناك شيء لم ينته
هل تقبلين الزواج مني ؟
تتسمر أهداب مكانها بينما تفتح حسناء فاها مذهولة مما قاله ابنها ويكلد أن يغشى عليها



تعليقات