رواية أين ابنائى الفصل التاسع عشر 19 بقلم سوزان محمد عبدالغني


رواية أين ابنائى
الفصل التاسع عشر 19
بقلم سوزان محمد عبدالغني


بعد أن وصلت أهداب للمشفى
أحد الموظفين
د أهداب وقع حادث على الطريق والمصابين عددهم كبير فلو سمحت توجهي لغرفة الطوارئ بسرعة لتساعدي في الإسعاف
تذهب اهداب لغرفتها في المشفى وتلبس الإسكرب الخاص بها ثم تعقم يديها  وتذهب لغرفة الطوارئ وتظل بها معظم اليوم 
في الوقت نفسه
كان أيمن يحاول الاتصال بها مراراً وتكراراً 
بينما هاتف اهداب يدق أكثر من مرة في حقيبة يدها التى تركتها في غرفتها الخاصة دون أن يسمعه أحد 

في مكتب الشركة
مدحت
لقد انتهينا من الملفات آنسة ريماس تستطيعين الذهاب للراحة 
ريماس
مارأيك لو ذهبنا لكافتيريا الشركة وتناولنا القهوه 
مدحت وهو ينظر في الأرض 
لا مانع عندي طبعاً تفضلي 
ثم يذهبان لتناول القهوة ويجلسان في الكافتيريا
ريماس
لقد فكرت في أمر الخطبة وأنا موافقة
يرتبك مدحت ويسقط الهاتف من يده فيلتقطه وهو يقول
جيد جداً
ولكن هل فكرت جيداً في الأمر فقد أكون غير مناسب لك
ريماس
أنا بدأت أخاف من كونك غير مقتنع بالأمر 
مدحت
أنا لا طبعاً سعيد جداً ولكني مرتبك قليلاً فلم أتوقع أن تقولي ذلك لي
ريماس
أنا ابنة وحيدة وقد توفيت أمي وأنا صغيرة لذا كان أبي هو صديقي وعلمني أن أكون قوية وأقرر بنفسي ماأريده
وأمس أخبرته أنني موافقة ليرد على عمي مجد ويخبره 
مدحت يمسح عرقه 
جيد جيد  
ثم يقول لنفسه
أتمني أن يقبل مازن حتى لا يجرح الفتاة 
ولكني أشعر بالغيرة لأن مازن سيأخذ حبيبتي مني
ولكني لا أستطيع فعل شيء.
فهما مناسبات لبعضهما من ناحية المستوى الاجتماعي
أما أنا فمجرد موظف في شركة والدها وراتبي لن يشتري ثواباً من الثياب التي تبدّلها يومياً 
ريماس
لماذا سكت ؟
هل هناك ماتفكر فيه ؟
مدحت
لا أبدا سرحت في الحسابات الختامية للشركة فقد تذكرت شيئا كلفني به والدي
 لقد شربنا القهوة هيا بنا نعود للعمل 
ريماس
حسنا لنذهب
ثم يمشيان نحو المكتب
بينما تقول لنفسها
أشعر أن مازن يخفي شيئا عني فهو لا يستطيع أن يضع عينه في عيني
يكفي ريماس كل هذا مجرد أوهام في رأسك 
****
في منزل الضا*بط علاء
علاء
أين أيمن لم أره اليوم 
حسناء
لقد تشاجرنا وذهب خلف الفتاة 
علاء
أي فتاة؟ ولماذا تشاجرتم من الأساس ؟
فالولد لايزال جرحه لم يندمل بعد 
حسناء
لقد فاجأني وطلب يد الطبيبة عندما حضرت لتفك له الغرز 
 دون حتى أن يأخذ رأي في الموضوع
علاء
كان عليه أن يناقش الأمر معنا قبل أن يُقدم على أمر كهذا 
حسناء
وعندما أعترضت على ماحدث ذهبت الفتاة وبعد وقت قصير ذهب هو أيضا
وأنا أشك أنه ذهب خلفها 
علاء
الشاب قد كبر فدعيه يختار شريكة حياته بنفسه  
حسناء
هذا لو اختار واحدة مناسبة وليست فتاة من الشارع لا نعرف أصلها وفصلها 
علاء
لو بقيت تضغطين عليه قد يبتعد عنا
حسناء
لا لن أسمح بذلك هو ابني الوحيد حملته تسعة أشهر وارضعته لعامين فلن ألقي به هكذا لفتاة من بيئة وضي*عية
علاء لنفسه
لا عزيزي ليس ابنك فالطفل الذي حملت به قد توفي والذي قمت بتربيته طفلاً ل*قيطا 
ولكن هذا السر بقي في قلبي ٢٥عاما وسيظل معي حتى أموت 

في المستشفى 
عندما تنتهي  أهداب من إسعاف المصابين هي وزملائها 
تعود لغرفتها فتجد أيمن يجلس أمام الغرفة  فتتجاهله وتفتح باب الغرفة لتدخل 
ولكن قبل أن تغلقها يدخل أيمن للغرفة خلفها
لو سمحت اهداب أريد أن نتحدث
أهداب 
لا يوجد حديث بيننا 
لقد فعلت واجبي تجاهك وقد تم علاجك 
وانتهي الأمر
فلو سمحت أخرج أريد تغير ثيابي فقد تعبت من الوقوف طوال اليوم وأريد أن استريح 
أيمن
أعرف أنك غاضبة مني 
ولكني آسف على كل ما قالته أمي
هذا رأيها وحدها أما أنا فلي رأي آخر
فأنت الشخص المناسب بالنسبة لي 
 عقلك وعلمك وجمالك
كل شيء رائع فيكِ
أما المستوى الطبقي آخر شيء قد أفكر فيه
أهداب
شكرا لك على المديح
 ولكن كلامك لن يغير شئ مما حدث 
فلن يجعل أسرتي في وضع مادي أفضل 
ولن يجعل والدتك تتقبلني أبدا
 فلو سمحت هل من الممكن أن تدعني وشأني  
فما تفكر فيه مستحيل
 كما أن هناك شيئا آخر قد لاتعرفه وهو أنني أكبر منك بقرابة عام 
أيمن
السن والوسط الاجتماعي 
كل هذا شكليات بالنسبة لي 
مايهمني أنك إنسانة متعلمة وناضجة
أهداب
يبدو أننا سنظل نعيد نفس الكلام طوال اليوم
عن أذنك 
ثم تمسك ملابسها في يدها وتخرج
تترك غرفتها وتذهب لغرفة زميلتها 
لو سمحت هناء أريد تبديل ملابسي عندك
 فهناك شخص يمنعني من دخول غرفتي
هناء
تفضلي الغرفة غرفتك ولكن عليك أن تخبريني بكل شئ فقد رأيت الشاب الوسيم الذي كان ينتظر أمام غرفتك 
أهداب 
سأخبرك بكل شيء 
ولكن بعد الدوام ونحن عائدتين للمنزل
هناء
حسنا سأنتظر لساعة أخرى وأمري لله 
****
في فيلا مجد
يحاول مازن فتح باب غرفتة فلا يستطيع
فيقول لنفسه
لن أظل محبوسا في الغرفة حتى يحضر هذا المخبو*ل ويفتح لي
سأتصل بهذا الأحم*ق لأعرف منه أين وضع المفتاح 
يتصل مازن على هاتف مدحت ولكنه لا يسمعه لأنه ترك الهاتف في مكتبه وذهب لمكتب مجد ليراجع معه الوثائق الخاصة بالشركة 
***
بينما مازن يلف حول نفسه في الغرفة
ماذا أفعل الآن ؟
 هذا الغب*ي لايرد وأنا لا أعرف رقم هاتف والدته
لتحضر وتخرجني
 ولو طرقت على الباب سيعرفون خطتي لا محالة
سأحاول النزول على الشجرة التي بجوار شرفتي ولن يراني أحد لأنها في ظهر المنزل 
ثم ينزل على الشجرة ببطء
ولكن يده تجرح بسبب شوكة بارزة في الشجرة
بينما تشاهد سعدات المنظر وهي عائدة للإستراحة بعد أن أنهت عملها في الفيلا
فتذهب نحوه 
ماذا تفعل يابني ؟
مازن
كما ترين أنزل من غرفتي كاللصوص لأن ابنك أغلق علي الباب ولا يجيب على هاتفه
سعدات
إنها غلطتي ياولدي
لقد ترك معي المفتاح لأفتح لك ولكني نسيت وسط أشغال المنزل أن أمر عليك 
تعالي معي للاستراحة فيدك تنزف ابنتي أهداب طبيبة كما تعرف وستعالجها لك 
مازن
حسنا هيا بنا فأنا جوعان جدا وأريد أن آكل شيئا
سعدات 
حالما تنظف لك اهداب الجرح 
أكون قد أعددت لك طعاماً شهيا 
ثم يدخلان الإستراحة
وتنادي  سعدات على ابنتها
 أهداب اهداب أين انت تعالي أريدك في أمر مهم
تدخل أهداب من باب الاستراحة
 نعم ياأمي
 لقد وصلت للتو ماذا تريدين ؟
فقد سمعت صوتك تنادين على وأنا في الشارع 
سعدات
تعالي نظفي الجرح لمازن حالما أجهز لكما طعاماً تأكلانه.
أهداب
تفتح حقيبة الإسعافات خاصتها
ثم تعقم الجرح لمازن وتقطب يده المجروحة
مازن 
يبدو أنك ماهرة في عملك فلم أشعر بألم شديد كما كنت أتوقع 
اهداب
تنظر إليه
شكرا لك
ولكن بصراحة رؤيتك توترني
 فالشبه بينك وبين أخي مدحت رهيب
 وحتى أنا أخته التي عشت معه طوال عمري
 لا أستطيع التفرقة بينكما إلا من خلال أسلوبك في الحديث
مازن
وهل أسلوبي مختلف عن أخيك؟
أهداب
كثيرا بصراحة
فأخي تربي في بيئة صعبة لذا تجده متواضعاً في حديثه أما أنت اعذرني تتكلم بتعال قليلاً 
مازن
ربما ماتقولينه صحيح ولكني لم ألاحظ ذلك
يدق باب الإستراحة
مازن
 يال الهول ماذا لو رأتني جدتي أو أمي هنا ؟
ماذا سأقول ؟
اهداب 
اختبئ خلف الباب
لو حدث وكانت واحدة منهم فأخبرهم أنك شقيقي مدحت وصدقني لن يستطيعوا التفرقة بينك وبين أخي لو رؤه
هيا سأفتح الباب
تفتح أهداب الباب
 فتجد الضا*بط أيمن يقف أمام الباب
مازن يراه فيخرج من مخبئه 
من أنت وماذا تريد ؟
أيمن وهو ينظر نحو اهداب 
أريد مقابلة الآنسة أهداب لأعتذر لها عن سوء التفاهم الذي حدث بيننا 
مازن 
لم تجبني عن سؤالي من أنت؟
أيمن
أنا الضا..بط أيمن من المباحث الجنا..ئية 
مازن
حسنا تفضل فلن استطيع منعك من الدخول وإلا ورطتني في قضية 
اهداب
لماذا جئت إلي هنا؟
أيمن
لاوضح  سبب سوء التفاهم الذي حدث 
اهداب
 لقد تكلمنا في الموضوع في المستشفى وليس لدي شيئا أضيفه فلو سمحت لا أريد أن يعرف أحد  من أسرتي بما حدث 
مازن
ماذا تريد منها ؟
صحيح أنك ضا*بط ولكن لا يحق لك اقتحام بيوت الناس هكذا 
أيمن
ومن تكون أنت؟ لتتحدث معي بهذه الطريقة 
رقية
هو مدحت أخي 
أيمن 
تشرفت بك 
ثم يمد يده ليصافحه
ولكن مازن يبتعد دون أن يسلم عليه ويجلس على الأريكة
هيا قل ماذا تريد بسرعة فنحن مشغولون

أيمن 
أنا غرضي شريف سيد مدحت وقد جئت البيت من بابه وأريد الارتباط بأختك
مازن
 أنا غير موافق هيا تستطيع أن تنصرف
سعدات تدخل بصنية الطعام
غير موافق على ماذا ياعزيزي م ثم تسكت عندما ترى أيمن
اهداب 
أنا أجيبك يا أمي
مدحت أخي غير موافق على خطبتي من كابتن أيمن
سعدات
أنا لا أفهم شيئا 
لذا اجلسوا جميعاً لنأكل 
وبعدها نتحدث في أمر الخطبة هذا  ونرى إن كان مناسبا ام لا 
الض*ابط أيمن
يتجه نحو الصينية التى وضعتها سعدات على الطلبية ويجلس قائلا 
أنا فعلاً جوعان ياخالة 
والحقيقة منظر الطعام شهي وأريد أن اجربه فأنا لم أكل طعاماً يشبهه من قبل
سعدات
هذه أكلة عربية تعلمتها من بدو الصحراء وسوف تعجبك
تنظر أهداب لمازن 
لا فائده أجلس لنأكل وبعدها نتحدث 
مازن 
هل سنأكل على الأرض؟
أهداب تغمز له 
على الطبلية يا أخي كما تعودنا فكفاك مازحا 
يجلس الجميع  حول الطبلية
وقبل أن يبدؤا في تناول الطعام
يفتح باب الاستراحة فجأة 
 ويندفع مدحت للداخل وينادي من المدخل
 أمي هل فتحت لمازن 
فقد ذهبت لغرفته وفتحت الباب بالمفتاح الإضافي ولكني لم أجده 
ثم يدخل غرفة المعيشة 
فيسمع صوت مازن يقول 
لقد شرّفت أخيراً أنا هنا تفضل كل معنا
أيمن باستغراب 
أهداب هل لديك إخوة توائم ؟
مازن
لا ليس توأمي ولست قريبهم حتى
أنا صاحب هذا المنزل وهو يعمل عندي
عن أذنكم  فمادام هذا الفتى قد حضر 
سآكل مع أبي طعاماً شهيا
 فهذا الطعام لا يعجبني
مدحت 
بعد أن تنتهي من طعامك أريدك في موضوع مهم لا يحتمل التأخير
مازن
حسنا سنتقابل بعد الغداء لنكمل حصص القيادة وأخبرني بما شئت 
سلام حضرة الضا*بط
 ثم يخرج
أيمن
هذا الشاب يشبهك جداً كأنكما توأم متطابق
مدحت
يخلق من الشبه أربعين ولكن معذرة من أنت 
أهداب 
سأخبرك بكل شيء ياأخي ولكن تناول طعامك أولا 
يدخل مازن الفيلا ويتجه نحو طاولة الطعام مباشرة حيث يجلس الجميع
مجد
ماهذا الذي في يدك لقد كنت معي طوال اليوم ولم أرك تربط يدك بالشاش هكذا 
  
تعليقات